كتب : رامي جمال
"دخلت لغرفة خلع الملابس وجلست ولن أنسى ما حدث، بوفون على يميني وكاميرونيزي بجواره وتريزيجيه وليليان تورام يتواجدان ثم ديل بييرو أمامي، شعرت إنني داخل أحد الألعاب الإلكترونية التي تختار فيها اللاعبين الذين ستضهم لفريقك والآن أنا العب في الواقع" زلاتان إبراهيموفيتش.
قبل تسع سنوات أصدر زلاتان إبراهيموفيتش سيرته الذاتية التي جاءت تحت عنوان "أنا زلاتان إبراهيموفيتش، وفي عام 2018 أصدر كتابا ثانيا تحت عنوان "أنا كرة القدم: زلاتان إبراهيموفيتش".
وبعدما استعرض FilGoal.com الكتاب الأول حان الوقت لنرى ماذا في جعبة السطان في كتابه الثاني.
طالع الحلقة الأولى
أنا كرة القدم (1) – سأكون البرق الذي يضرب السويد.. ولماذا تتبعني دائما؟
طالع الحلقة الثانية
أنا كرة القدم (2) – عن الفتيان السيئة زلاتان وميدو وبائع البيتزا.. و60 ألفا ضدي
3 أشياء حولوني لأسد
أول مباراة لي مع يوفنتوس كانت ضد بريشيا وكنت على مقاعد البدلاء وفي الشوط الثاني شاركت وبعد عدة دقائق تسلمت الكرة ومررت من لاعبين وسددت وسجلت هدفا في أول لقاء لي في الدوري الإيطالي.
شاركت أساسيا في المباراة التالية.
أحد الأشياء التي دفعتني للأمام كانت فابيو كابيللو مدربي في يوفنتوس هو من أراد ضمي في المقام الأول للفريق وقال لي سأذيل عنك كل ما حدث لك في أياكس.
وعقب نهاية المران كان يقف وينادي علي إبراااا وكنت أعرف أن هذا حان وقت مراني الحقيقي بينما يستحم الجميع للذهاب لمنزله كنت أتدرب وحدي مع كابيللو.
الهدف من المران كان التدرب على إنهاء الفرص أمام المرمى، وظللت أقوم بذلك الأمر لعامين متتاليين.
بدأت أشارك على حساب ديل بييرو، والأمر كان غريبا ديل بيير بمثابة أسطورة في يوفنتوس مثل توتي في روما.
كان على كابيللو إجلاس ديل بييرو على مقاعد البدلاء لأشارك، تخيلوا الضغط المُلقى علي، اللاعب المفضل للجمهور يجلس بديلا بسببي.
لكنني لعبت جيدا والجمهور لم يطلق علي صافرات الاستهجان أبدا، بل على النقيض أعطاني دفعة للأمام.
بسبب التدرب عرفت إنني ارتقيت بمستوى لعبي أصبح أقوى ودفعت نفسي للأمام وكنت أتدرب بجدية أكبر كل يوم.
وعلى الرغم من الفوز بالدوري كنت أشعر أن البعض ينتظر خطأ مني فديل بييرو على مقاعد البدلاء وشعرت أن البعض يريد عودته للمشاركة أساسيا، ولكن كابيللو كان دائما يثق في ويدفعني نحو الأفضل.
حينما كنا نخسر كان الأمر يظهر بشكل واضح على وجوه الجميع، لم تكن مجرد هزيمة وحسنا سنحاول الفوز المرة المقبلة.
بل خسرنا وهذه هزيمة وهذا غير مقبول هنا يفي يوفنتوس من هنا كونت عقليتي القوية.
أحد أهم الأشياء التي دفعتني نحو الأفضل هي المران رفقة اللاعبين كنت أرى تورام يتدخل بقوة على ديل بييرو ويسقطه أرضا، كنت أقول لنفسي يجب أن يعتنيا ببعضهما البعض.
ولكن الأمر ليس كذلك بل كان كل اللاعبين يتدربون بكل قوة أتذكر حينما كان تورام يعرقلني ليمنعني من تسجيل هدفا كل شيء كان جديا ليس فقط في المباريات بل في المران اليومي.
قلت لنفسي أنا لست هنا لأشاهدهم أنا هنا لأصبح واحدا منهم ولكن لتصبح أسد يجب أن تتدرب مع الأسود.
هذه كانت الأجواء التي رأيتها في يوفنتوس.
وأحد أهم الأشخاص الذين أثروا في شخصيتي كان باتريك فييرا لقد جعلني أصبح لاعبا أفضل، نحن نعرف بعضنا البعض جيدا ودائما على تواصل حتى الآن.
صديق رائع
الجزء التالي على لسان باتريك فييرا.
كنت أسمع عن زلاتان وذلك الهدف الشهير الذي سجله مع أياكس ضد بريدا وكنت أظنه قادم لأرسنال ولكننا التقينا في يوفنتوس.
ما قيل حول مشادة بيننا في المران لم يكن حقيقيا كان الأمر مجرد حديث لفظي لكن تلك الواقعة جعلتنا نقترب من بعض أكثر ونصبح أصدقاء حتى الآن لأننا احترمنا بعض البعض كثيرا، لقد أظهر لي من هو وأظهرت له من أنا.
لقد عشنا سويا في ذات البناية في ميلان ومن السهل أن تخرج مع زلاتان وتجلس معه.
ما يظهر عنه في وسائل الإعلام مُجرد صورة هو مختلف كليا هو صديق رائع ويحب المزاح وشخص سخيف –بمعنى جيد- هو مثل طفل كبير.
كلاعب هو كان متكامل يمتاز بالسرعة وبالقوة البدنية ويلعب بكلتا قدميه وبالرأس هو نموذج للاعب كرة القدم.
هو قال عني إنني أفضل من لعب بجواره وهذه مجاملة رائعة لأنه إن نظرتوا لمن لعب بجواره فستعرفون مدى فخري بما قاله عني.
زلاتان يحب أن يكون مثيرا للجدل ولكنه شخص صريح ولم تؤثر شخصيته على الفريق أبدا ولم يدع شعوره بالأنا يؤثر على الفريق سواء في يوفنتوس أو إنتر ميلان.
أتذكر حينما حصل على صدارة هدافي الدوري الإيطالي مع إنتر جلب للجميع ساعات هدية وهذه الأشياء لا تُعلن بل هو يقوم بذلك لأنه شعور من عمق قلبه ويود شكر الجميع على مساعدته.
إن سخر منك زلاتان فيجب أن تسخر منه هو يحب ذلك هذه هي طريقته في المزاح، هو دائما يقول إنني مدين له لأن صنع لي الكثير من الأهداف في إيطاليا.
لكن إن كرهك زلاتان فهو يكرهك لا يوجد حلول وسط هنا.
عندما كان قريبا من الانتقال لمانشستر يونايتد سألني عن رأيي وقلت له الأمر لن يكون سهلا وإنه سيكون تحد كبير لك.
ومجددا زلاتان لم يجعل حياته سهلة وانتقل ليونايتد.
سبب الرحيل عن يوفنتوس
الجزء التالي على لسان إبراهيموفيتش.
أتذكر في أحد المباريات في دوري أبطال أوروبا حذرني مينو رايولا من لاعب استفزازي يُدعى بالاك في بايرن، ولسوء الحظ حصلت على إنذار.
بعد دقائق تعاركت مع أحد اللاعبين وحصلت على إنذار آخر وطُردت، ذلك اللاعب كان بالاك.
بسبب تلك الواقعة بعدما كان لوتشيانو مودجي المدير الرياضي ليوفنتوس يريد تجديد تعاقدي وتعديله أبلغ رايولا بإلغاء الأمر برمته.
ذلك رغم اتفاقه معي على تجديده حال حصولي على جائزة أفضل لاعب في الفريق في موسمي الأول وهو ما حصلت عليه بالفعل.
مودجي يشبه الشخصيات الخيالية في الأفلام، ذلك السيجار الذي يدخنه والطاقم غال الثمن الذي يرتديه كان مثل المديرين.
لكن أنا تحصل معي على فرصة واحدة فقط ولا يوجد فرصة ثانية، وبعد مرور أسابيع حاول مودجي فتح الحديث حول العقد ولكنني قلت له لا أريد الاستمرار في هذا النادي بغض النظر عما ستعرضه علي.
هنا انفعل مودجي كثيرا وأخذ يدخن أكثر وقال حسنا أريد نفس القيمة التي حصل عليها زين الدين زيدان برحيله إلى ريال مدريد.
زيدان كان رحل لتوه كأغلى لاعب في التاريخ.
وبعد فترة وفجأة طلب مودجي فتح الحديث حول التجديد مرة أخرى وهنا تدخل رايلاو لأنه كان دائما يترك الباب مفتوحا هذه هي وظيفة وكيل اللاعبين.
وعاد مودجي وأجل الأمر ولم نفهم ماذا يحدث.
لكن بعد حدوث الكالتشيوبولي ومعرفة العقوبات التي طالته عرفنا أنا ورايولا لماذا كان يتصرف معنا بغرابة ويؤجل التجديد.
بعد ذلك كان علي البحث عن طريقة للرحيل لأنني أريد اللعب في الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا وليس الدرجة الثانية بعد هبوط يوفنتوس.
زلاتان ليس صانعا للمشاكل
الجزء التالي على لسان لوتشيانو مودجي.
موهبة زلاتان هي هدية ربانية لكنه لم يتعلم كيف يصبح الأفضل إلا حينما جاء لإيطاليا إذ أنه كان صغيرا ولا يعرف كيف يستغل موهبته.
يقال إنني قلت له اختلق المشاكل مع أياكس لترحل ولكنني لم أحتج لذلك فهو كان مقتنعا إنه يريد الرحيل عن النادي.
لقد وصل لإيطاليا بسمعة تطوله بأنه يصنع المشاكل ولكن هذا ليس حقيقيا، إن احترمك زلاتان فسوف يستمع لك ولكن يجب على الشخص الآخر أن يحترمه أيضا.
خلال تواجده في يوفنتوس لم تطوله أي مشكلة شخصية فكيف يقال عنه أنه يتسبب في مشكلات إذن؟
لدينا احترام متبادل ولقد دافع عني في أزمة الكالتشيوبولي واتهامي برشوة الحكام وقال إن الدوري فاز به يوفنتوس في الملعب وحتى حينما لم يحترم إنتر ميلان تعليقاته ولكنه ظل متمسكا بما قاله.
إن اقتنع زلاتان بشيء فهو سيقوله مهما حدث.
هو لا يحب أن يصبح القائد ولكنه حينما يدخل للملعب يصبح القائد بشكل تلقائي فهو إما يسجل أو يصنع الأهداف لزملائه.
لم أتفاجأ حينما انتقل إلى مانشستر يونايتد ربما كبر في السن ولم يكن يونايتد ذلك النادي القوي مثل الماضي ولكنه رأى التحدي هناك.
أعتقد كذلك أن زلاتان يمكن أن يصبح مدربا عظيما لأنه يفهم اللعبة جيدا ويعرف كيف تدار الأمور.
وعلاوة على ذلك هو يعرف كيف يفوز.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
طالع أيضا
ثنائيات تاريخية.. فلافيو وجيلبرتو
اختبار في البيت - ما جنسية تلك الأندية العربية؟
مصر في مونديال 34.. وحكاية السفر إلى تل أبيب
دولة واحدة فقط استفادت من توقف كرة القدم