بين الحظ والعلم.. السر وراء "معجزة" روبرتو كارلوس ضد فرنسا
الجمعة، 10 أبريل 2020 - 12:57
كتب : محمد يسري
تسديدة يسارية نارية لم تتسبب فقط في هدف رائع تم وصفه بـ "معجزة كرة القدم" في شباك فرنسا، لكنها جلبت الشهرة لصاحبها وأيضا سببت الحيرة لعلماء الفيزياء.
صاحب التسديدة غير المنطقية هو روبيرتو كارلوس نجم ريال مدريد والبرازيل السابق الذي يحتفل اليوم الجمعة بعيد ميلاده الـ47 اليوم.
(إعادة نشر)
هدف كارلوس في فرنسا كان مجرد بداية لسلسلة من الأهداف الرائعة التي اشتهر بها الظهير الأيسر البرازيلي خلال مسيرته الكروية. لذلك لم يكن كارلوس مجرد ظهير أيسر تقليدي حيث جمع بين السرعة والقوة والتميز في تسديد الركلات الحرة من مسافات بعيدة.
الهدف أيضا جعل كارلوس يكتسب شهرة واسعة.
لذا يمكننا أن نقسم مسيرة روبيرتو كارلوس إلى ما قبل هدف فرنسا، وما بعد هدف فرنسا.
في عام 1997 قررت فرنسا إقامة بطولة ودية تُلعب من 6 مباريات لتجربة مدى استعدادها لاستضافة كأس العالم في العام التالي، ووجهت الدعوة لمنتخبات البرازيل وإنجلترا وإيطاليا.
تفكير فرنسا في تلك البطولة جاء لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لم يكن قرر بعد أن البلدان المنظمة لكأس العالم تحصل على تنظيم كأس العالم للقارات، الذي يقام قبل المونديال بعام، لاختبار جودة التنظيم. لذا علينا شكر من فكر في تلك الفكرة لأنه جعلنا نشاهد هدفا من أروع الأهداف في تاريخ كرة القدم ليس فقط لروعته ولكن لأنه ربط الرياضة بالعلم.
أولى مباريات البرازيل في البطولة كانت ضد فرنسا، على ملعب جيرلان في مدينة ليون.
وفي الدقيقة 21 احتسب حكم اللقاء كيم ميلتون نيلسين مخالفة من على بُعد 35 ياردة من مرمى فابيان بارتيز حارس فرنسا وكالعادة تكفل كارلوس بتنفيذها.
تقدم كارلوس وسدد بقوة طائشة والكرة تذهب بعيدا عن القائم الأيسر للمرمى.
لكن بعد لحظة تسكن الشباك، هدف! الذهول أصاب الجميع لثوانٍ قبل أن يبدأ التفاعل مع اللقطة.
الهف حظى باهتمام إعلامي واسع، تسبب في شهرة لـ كارلوس الذي كان يلعب موسمه الثاني مع ريال مدريد، لكن اهتماما من نوع آخر أضاف للهدف قيمة مضاعفة.
علماء الفيزياء اهتموا بدراسة الهدف وتفسير كيف سكنت الكرة شباك فرنسا بعدما كانت قريبة من الخروج من أرض الملعب؟
كارلوس سدد الكرة بقوة من أسفل الناحية اليمنى لتنطلق بسرعة 84.5 كيلومتر في الساعة.
وهذا ما تسبب في دوران الكرة حول نفسها عكس عقارب الساعة، ليقل الضغط على الناحية اليسرى من الكرة وتنحرف للجانب الأقل من الضغط لتذهب نحو المرمى.
بعد 13 عاما وبالتحديد في سبتمبر 2010 نشر 4 علماء فيزياء فرنسيين ورقة بحثية لتحليل الهدف.
وجاء في الورقة البحثية أن "حين تنحرف الكرة من مسار دائري ومن مسافة بعيدة يكون من الصعب على حارس المرمى توقع مسار الكرة لأنه يكون مفاجئا".
وأوضحوا "بهذا نفسر هدف كارلوس الشهير في فرنسا عام 1997. الركلة الحرة تم تسديدها من على بعد 35 متر، وهي المسافة التي نتوقع منها أن نحصل على مسار غير متوقع للكرة. كما أن الكرة كانت مُسددة بقوة من كارلوس لذلك انحرفت نحو المرمى بشكل جنوني خاصة أن سرعتها كانت كبيرة لدرجة تفاجئ حارس المرمى".
وأجمع العلماء بعد بحثهم على أن هدف كارلوس من الممكن أن يتكرر بواسطة أي لاعب آخر إذا لُعبت الكرة من نفس المساقة وبنفس القوة.
أما روبيرتو كارلوس صاحب الهدف فكان له رأيا آخر صرح به بعد 20 عاما من تسجيل الهدف.
قال:"الكرة كانت في طريقها للذهاب بعيدا لكنها انحرفت بسبب الرياح وعادت للمرمى. أعتقد أن الحظ لعب دورا في الهدف. إنها معجزة. لا أعرف كيف ذهبت للمرمى".
وأضاف "لكني لم أكرر التسديد بهذه الطريقة مرة أخرى لأني أعرف أنها لن تسكن الشباك".
وأوضح أنه لم يتدرب على طريقة معينة لتسجيل الهدف "لقد تدربت كثيرا على الركلات الحرة وتطورت بشكل جيد".
ويرى كارلوس أنه من الممكن أن يتكرر الهدف في المستقبل "في كرة القدم الحديثة سنشهد أهدافا بنفس الشكل. العديد من اللاعبين سيسددون بهذه الطريقة وسنشاهد هذا الهدف مرة أخرى".
واستطرد "هناك العديد من اللاعبين المميزين في تنفيذ الركلات الحرة. قادرون على تكرار الأمر. لكن على اللاعبين أن يتدربوا بشكل أكبر من الذي تدربت عليه حين كنت لاعبا".
وأتم "في يوم ما سيسجل أحدهم هدفا مشابها لهدفي، لكني سأكون أول من قمت بفعلها".
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
طالع أيضا
تعديلات جديدة في قانون كرة القدم
مرتضى: لدينا قدرة التعاقد مع فتحي وعاشور.. ولكن
موعد مبدئي لعودة الدوري التونسي