تجارب ناجحة وإنجاز لم يمس حتى الآن حققها كلارينس سيدورف خلال مسيرته بقمصان عمالقة الكرة الأوربية مع أياكس الهولندي وريال مدريد الإسباني وميلان الإيطالي، لكن النهاية كانت مختلفة تماما وغير متوقعة حينها.
3 ألقاب لدوري أبطال أوروبا مع 3 أندية مختلفة بمسيرة امتدت 36 عاما في الملاعب الأوروبية، لكنه قرر إنهاء مسيرته في البرازيل رفقة بوتافوجو وأصبح "أعظم أجنبي لعب في الدوري البرازيلي عبر تاريخه" وفقا لـ ماوريسيو أسينسياو رئيس النادي.
في 2012 قرر ميلان عدم التجديد لنجومه الذين تخطوا الثلاثين ليكون مشهد الجولة الأخيرة لموسم 2011-12 وداعيا مبكيا لجماهير الروسونيري التي فقدت كل شيء بداية من ذلك اليوم.
سيدورف أنهى 10 سنوات بقميص ميلان والقميص رقم 10 وهو بعمر الـ 36 وفضّل الرحيل صوب أمريكا الجنوبية على الدوري الأمريكي أو الخليجية في ذلك الوقت.
سيدورف صرح بعد سنوات سبب تفضيله البرازيل على العروض الأخرى "كدت أذهب إلى الصين أو الولايات المتحدة، العديد من الفرق لم تعتقد أنني أستطيع القدوم. تاريخ بوتافوجو كان له تأثيره. لقد كان أيضا تحدًا مع ابتعادهم لسنوات عديدة عن كوبا ليبرتادوريس".
ما ساهم في انتقال الهولندي إلى البرازيل هي زوجته البرازيلية لوفيانا، وتعلمه البرتغالية بسبب مجاورة روبرتو كارلوس في ريال مدريد في نفس الغرفة.
سيدورف تحدث عن ارتباطه بالبرازيل عبر موقع الاتحاد الدولي "فيفا" قائلا: "عندما شاهدت خسارة البرازيل أمام فرنسا في كأس العالم 1986 بكيت وهدأني والدي، بكيت بغضب، لأنها كانت بطولة زيكو الأخيرة، كان يمثل كرة القدم بالنسبة لي".
بعمر الـ 36 يفكر اللاعب في اللعب لدوري بدون ضغوط ويحصل في على الراحة وينهي مسيرته بالشكل الذي يرضيه لكن سيدورف كان له رأي آخر، خاصة مع محافظته على العامل البدني والجسماني في أفضل مستوياته عندما ترك سان سيرو.
سيدورف تطرق للحديث عن أسلوب اللعب في البرازيل المختلف عن القارة العجوز: "في البرازيل وبسبب المهارات الفردية فأن المدربين يعطون اللاعبين الحرية في الملعب".
وتابع "إذا كان لديك رجلين يتولون رقابتك، يعتقد اللاعبون هنا أنه يمكنهم التغلب عليهم بدون أي مشكلة، وهذا ما سيحاولون القيام به".
واستدرك "إذا فعلت ذلك في هولندا سيصرخون عليك أيها اللاعب مرر الكرة للخلف وحافظ على الحركة، إنها عقلية مختلفة. ليس بالضرورة أن يكون أحدهما أفضل من الآخر، لكنني بالتأكيد أشعر أنني أقرب إلى الطريقة البرازيلية".
في 2013 لم يكن بوتافوجو قد حقق لقبا محليا منذ 1995 ولم يتأهل لبطولة كوبا ليبرتادوريس منذ 18 عاما، مهمة سيدورف كانت ثقيلة في ظل الأسماء الشابة التي اعتمد عليها المدرب أوسالدو دي أوليفيرا.
البداية كانت نجاحه فقد حقق لقب ولاية ريو دي جانيرو "كامبيوناتو كاريوكا" كبداية بسيطة رفقة المدافع دوريا وجادسون وروبرتو مينديش والأوروجوياني نيكولاس لوديرو.
أخد سيدورف وقتا للاعتياد على الأجواء البرازيلية داخل وخارج الملعب، كما تلقى البطاقة الحمراء الثانية في مسيرته بسبب عدم تنفيذ قرار الحكم بالخروج أثناء تغيير.
في الدوري البرازيلي خسر الفريق 3 مباريات فقط في أول 21 جولة وكان منافسا لـ كروزيرو على لقب الدوري.
عقب مباراة الفريق أمام نوفا إجواكو وصفته شبكة "Globoesporte" البرازيلية بـ "أسلوب جارانشيا" لسيطرته المحكمة على الثلث الأخير من الملعب هجوميا، خاصة مع تحول مركزه إلى المهاجم الثاني بدلا من صانع الألعاب كما اعتاد في أوروبا.
دوريا عقب رحيله إلى مارسيليا في الموسم التالي وصف تأثير سيدورف على الفريق: "من الرائع قيادته لنا، أنه صاحب روح انتصاريه وحضور يؤثر علينا، رفع طموح الفريق للفوز وساعدنا داخل وخارج الملعب".
وهناك قصتين لدوريا تعزز شخصية سيدورف القيادية داخل الفريق إذ قال لشبكة ESPN البرازيلية "خرجت من الغرفة للحصول على عصير ورآني سيدورف، وقال لي لماذا تخرج حافي القدمين؟ أعطاني حذائه وشعرت بالحرج".
وواصل "عندما عدت قال لي لا تمشي حافي القدمين مرة أخرى، تخيل لو تعثرت أو إصبت في قدمك قبل مباراة الغد، لأنك حافي القدمين؟".
وأردف "لاحقا في كل مرة كنت أخرج حافي القدمين أتذكر سيدورف مبتسما".
سيدورف تأثيره كان كبيرا ليس على لاعب بعينه فقط فقد حل مشكلة مع جماهير النادي الذين اصطفوا 200 شخص أمام 15 لاعبا يهددونهم بسبب رفض اللاعبين التدرب لعدم حصولهم على مستحقاتهم.
وأكمل دوريا "سيدورف قال لهم أننا نكرم قميص النادي ونعمل كل يوم، في بعض الأحيان لا نمتلك المال لدفع فاتورة الغاز ضعوا أنفسكم مكاننا، في النهاية حزنت الجماهير لوضعنا والنادي واعتذروا عن قدومهم لتهديدنا وصفقونا لنا".
تأثر أداء الفريق في النصف الثاني من الموسم إذا فازوا فقط في 4 مباريات وحسموا المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري البرازيلي، مقعد ساهم في تأهل الفريق لأول مرة لكوبا ليبرتادوريس بعد 18 عاما من الغياب.
سيدورف في مباراته الأخيرة سجل هدفه الأخير والثاني في الفوز على كريسيوما بنتيجة 3-0، وأثناء خروجه كبديل في الدقائق الأخيرة رأي مدربه يبكي بعدما اعتقد أنها ستكون مباراته الأخيرة في مسيرته.
24 هدفا كانت حصيلة الهولندي في أراضي كوبا كابانا بقميص الأسود والأبيض.
موقف سيدورف ظل ضبابيا بعض الشيء حتى تلقى مكالمة من سيلفيو بيرلسكوني مالك ميلان قائلا له "استعد" وقرر إقامة مؤتمرا صحفيا أعلن خلاله اعتزاله: "سأنهي مسيرتي بهدوء، لقد رحبت بي البرازيل بأذرع مفتوحة، لن أنسى ذلك أبدا".
الهولندي الذي اعتزل بعمر الـ 37 يدين أيضا بالفضل للنادي البرازيلي في إعداده لتجربة المدير الفني إذ عمل مع الطاقم الفني والتحليلي للفريق في موسمه الأخيرة.
وأتيحت له فرصة العمل مع فريقي تحت 16 و17 عاما وهو ما يعني إكماله الجزء العملي من الدورات التدريبية.
سيدورف تحدث عن الأمر لصحيفة "جارديان" الإنجليزية قائلا: "كان الأمر صعبا، لكنني كنت ملتزما لأنني كنت أعلم أن هذا سيأخذني لمكان ما".
وعن سنواته في بوتافوجو "عشت في البرازيل مع بوتافوجو، تجربة جيدة للغاية. كل ناد له ثقافته، كل مدينة وبلد. تعرفت على الثقافة البرازيلية كثيرا. أصبحت رجلا أكثر ثراءً في التجربة. في بوتافوجو كانت الحرارة مثيرة للإعجاب منذ اليوم الأول".
وأتم "تركت النادي بشكل سيء، وكذلك الجماهير. عندما كان الوضع دقيقا، كنت صامتا. اعتمادا على ما أقوم به يمكن أن يضر الجماهير. لكنها كانت تجربة جيدة جدا، تعلمت أشياء كثيرة، إنها تجربة رائعة".
سيدورف لم يلعب في كوبا ليبرتادوريس لكنه ساهم في إعادة الفريق وحقق حلم الجماهير الغائب منذ 20 عاما وصار مدربا لـ ميلان.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغط هــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغط هــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالمية اضغط هنا
طالع أيضا
تعليق رجب بكار على الانتقال للأهلي
نجوم مصر 1934 - (6) حميدو شارلي.. لقب ماراثوني أمام المختلط
اختبار في البيت – هل تعرف أندية هؤلاء المحترفين؟