كتب : محمد يسري
لم ييأس نجولو كانتي من فكرة اللعب للمنتخب الذي وَلد على أرضه حتى ولو كلفه ذلك الانتظار لسنوات، وهو الانتظار الذي آتى بثماره.
كانتي المولود في العاصمة الفرنسية باريس، ولأبويين من مالي ، بدأ رحلته مع كرة القدم وهو في السابعة من عمره مع أكاديمية سورينسي واستمر هناك حتى عامه الـ19 لينتقل لفريق بولون عام 2010 ثم كاين في 2013.
في موسمه الأول 2013-2014 شارك في 42 مباراة في كل المسابقات وأسهم في صعود كاين إلى دوري الدرجة الأولى.
ما قدمه كانتي لفت أنظار هنري كاسبرزاك المدير الفني لمنتخب مالي في ذلك التوقيت.
تواصل كاسبرزاك مع كانتي بشأن اللعب لمنتخب بلاده الأصلي والإنضمام لقائمة االمنتخب الذي يستعد للمشاركة في كأس أمم إفريقيا 2015.
لكنه رفض طلب كاسبرزاك.
وقتها قال كاسبرزاك: "تحدثت مع كانتي، نحن نهتم به ويمكنه أن يقدم الكثير إلى الفريق لكن لسوء الحظ أخبرني إنه ليس مستعدا للعب لمالي في الوقت الحالي".
وأضاف "ربما سيكون مستعدا في وقت لاحق".
ودعت مالي البطولة من دور المجموعات، لكن كانتي استمر في الظهور بشكل رائع، فلم يغب سوى عن مباراة واحدة فقط في الدوري الفرنسي في موسم 2014-2015.
ما قدمه كانتي لفت أنظار ستيف والش مساعد كلاوديو رانييري في ليستر سيتي، ليقنع المدرب الإيطالي بضمه للفريق، لتتم الصفقة مقابل 5.6 مليون جنيه استرليني في موسم 2015-2016.
بعد 25 مباراة مع ليستر سيتي في كل المسابقات، كان كانتي قد سجل هدفا وصنع هدفين، وأصبح من أفضل قاطعي الكرات في أوروبا.
87 اعتراض للكرة و63 استخلاص جعلت كانتي أكثر من استخلص الكرات في الدوريات الخمس الكبرى؛ ليتجدد عرض اللعب لمنتخب مالي مرة أخرى.
كاسبرزاك كان قد رحل، وجاء آلان جيريس لتدريب مالي ليعرض على كانتي اللعب للنسور في يناير 2016.
وقال جيريس عن كانتي: "من المستحيل ألا نتغاضى عن ضم لاعب بمثل هذه الجودة، لقد تواصلنا معه بالفعل".
وأكمل "كانتي سيضيف الكثير لأي دولة سيلعب لها، ولدي أمل كبير إن هذه الدولة ستكون مالي".
إلا أن كانتي رفض العرض الثاني من الاتحاد المالي لتمثيل منتخب والده.
طالع أيضا "كانتي.. نجم يكره السطوع في سماء الأضواء والشهرة"
في فبراير 2016 كان ليستر سيتي يسير بشكل هائل في الدوري الإنجليزي وينافس على اللقب بفضل تألق كانتي مع رياض محرز وجيمي فاردي وكاسبر شمايكل ووويس مورجان ومايكل ألبرايتون.
أداء صاحب الـ25 عاما في ذلك التوقيت جعل الصحافة الفرنسية تُطالب بضمه لمنتخب فرنسا بقيادة ديديه ديشامب، الذي يستعد للعب في يورو 2016 والتي ستلعب على الأراضي الفرنسية.
وقتها تحدث كانتي مع صحيفة "ليكيب" الفرنسية، وقال: "لم أتخذ قراري حتى هذه اللحظة".
وأكمل "أصب كل تركيزي مع فريقي، وسنرى ما سيحدث لاحقا".
بعد حوالي 30 يوما كان كانتي ضمن قائمة ديشامب التي تستعد لمواجهة هولندا وديا استعدادا لليورو.
بعد اختيار كانتي اللعب لفرنسا، كشف باتريس جاراندي مدربه في كاين عن مفاجأة.
وقال جاراندي: "عندما أخبرت كانتي في السابق (برغبة كاسبرزاك بضمه) كانت رغبته اللعب لمنتخب مالي".
وأوضح "ربما كان السبب هو تواصل كاسبرزاك معه، أو أنه اعتبرني أحمق حين تحدث معه حول الانضمام لمنتخب فرنسا وهو يلعب في كاين".
وأتم "الآن الأمور أصبحت أكثر وضوحا وسيلعب لفرنسا. أنا سعيد للغاية".
ضد هولندا شارك في الشوط الثاني لمدة 45 دقيقة بدلا من لاسانا ديارا، وأسهم في فوز فرنسا 3-2، ليشارك لاحقا ضد روسيا والكاميرون واسكتلندا وينضم للقائمة النهائية المشاركة في بطولة يورو 2016 بعدما كان سببا رئيسيا في تتويج ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي.
بدأ كانتي البطولة القارية بالمشاركة أساسيا في أول مباراتين ضد رومانيا وألبانيا قبل أن يجلس على دكة البدلاء ضد سويسرا، ثم يشارك لمدة 45 دقيقة ضد إيرلندا في دور الـ16 ويتلقى بطاقة صفراء حرمته من اللعب في دور الـ8 ضد إيسلندا.
وفضل ديشامب ألا يدفع به أساسيا في نصف النهائي ضد ألمانيا بعدما اعتمد على بول بوجبا وبلايز ماتويدي فقط في وسط الملعب، ليشارك كبديل لـ19 دقيقة فقط.
رؤية ديشامب استمرت في النهائي فلم يشارك، ولتخسر فرنسا البطولة لصالح البرتغال بهدف إيدير.
بعد البطولة انتقل لتشيلسي مقابل 32 مليون جنيه استرليني، ليكرر تألقه ويقود الفريق لاستعادة لقب الدوري الإنجليزي ويُنهي الموسم بالحصول على جائزة أفضل لاعب في إنجلترا.
طالع أيضا "دورة حياة كانتي في تشيلسي.. أكثر من مجرد ارتكاز"
استمرار التألق جعله عنصرا أساسيا مع ديشامب في المنتخب المشارك في كأس العالم 2018 بروسيا.
شارك كانتي في كل الدقائق خلال دور المجموعات وكان رجل مباراة فرنسا وأستراليا، قبل أن يتألق في رقابة ليونيل ميسي في مواجهة الأرجنتين في دور الـ16.
ما قدمه كانتي جعل جماهير فرنسا تتغنى به في المدرجات.
واستمر على نفس المستوى ضد أوروجواي في دور الـ8 إذ انتصرت فرنسا 2-0 لتواجه بلجيكا في نصف النهائي.
قبل المواجهة تذكر الجميع حديث إدين هازارد قائد بلجيكا عنه، حينما قال: "هو أفضل لاعب في العالم في مركزه، حين يكون في يومه تكون لديك فرصة في الفوز بالمباراة بنسبة 95%".
أبطل كانتي مفعول هازارد لتنتصر فرنسا بهدف دون رد وتتأهل للنهائي ويكون كانتي قد شارك في كل المباريات كاملة.
لم يصنع كانتي أو يسجل أي أهداف لكنه كان حديث العالم.
زميله لوكاس هيرنانديز فسر أهمية كانتي، فقال: "رغم إنه يكون بعيدا عن المشهد إلا أنه يظهر من حيث لا ندري ليستخلص الكرة".
أما بوجبا فوصفه بـ "صاحب الـ15 رئة".
لكن ضد كرواتيا في النهائي حصل على بطاقة صفراء ولم يظهر كانتي بالشكل المعتاد ليغادر بعد 55 دقيقة حين كانت النتيجة تشير إلى تقدم الديوك 2-1.
فازت فرنسا في النهاية 4-2 وحققت كأس العالم للمرة الثانية، لكن نشوة الانتصار لم تنس ديشامب ذكر كانتي.
عقب المباراة، قال: "كانتي قدم مباراة بشعة لا أعرف ماذا حدث له".
لكنه أوضح "عندما غادر سألته إذا كان بخير أم لا فرد علي بهدوء (لا تقلق، لا تقلق، لا تقلق أنا بخير".
وأتم "الجميع يحب كانتي فهو ظاهرة".
الإرهاق تمكن من كانتي بعد المشاركة طوال البطولة، فلم يستطع إكمال النهائي بسبب التعب، لكنه كان قد قدم مهمته على أكمل وجه.
أنهى كانتي كأس العالم بمعدلات دفاعية مذهلة. 2.3 اعتراض للكرة في المباراة الواحدة مع استعادها 8 مرات خلال الـ90 دقيقة.
تحلى كانتي بالإيمان وتمسك بحلمه وانتظر تمثيل فرنسا دوليا، فكان له ما أراد.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
اقرأ أيضا:
والد عبد الحق نوري يكشف تفاصيل حالته
موقف رمضان صبحي من الاستمرار مع الأهلي
تشافي يكشف موقفه من نيمار لو تولى تدريب برشلونة
المحمدي: أريد أن أكون المصري الأول على هذا الصعيد