يُصنف الأخطبوط من أكثر الحيوانات البحرية ذكاءً بسبب قدرته على التمييز بين الأشياء في عالم البحار بالإضافة لنجاحه في صيد فرائسه دائما بفضل الممصات التي تغطي باطن ذراعاته مع اختياره التوقيت الأفضل للانقضاض على الهدف.
أليسون بيكر
النادي : ليفربول
ومثل الأخطبوط؛ يفعل أليسون بيكر بين القائمين والعارضة، لكن بذراعين فقط وليس ثمانية.
مع يورجن كلوب، انتقل لاعبو ليفربول خطوة للأمام. فاللاعب الموهوب أصبح لاعبا مهما، واللاعب المهم تحول لنجم، والنجم تحول للاعبا استثنائيا.
وأليسون أتى لليفربول كلاعب مهم، لكنه تحول سريعا للاعب استثنائي لا غنى عنه، بفضل كلوب وجون أتشربيج مدرب حراس المرمى في الفريق.
حارس مرمى ليفربول أبدع خلال الموسم الماضي وأسهم في التتويج بدوري أبطال أوروبا، وفي الموسم الحالي زاد عن شباكه ببراعة وحافظ على نظافتها 12 مباراة ليتربع فريقه على صدارة الدوري بـ82 نقطة بفارق 25 نقطة عن مانشستر سيتي.
تصديات فارقة قدمها أليسون على مدار موسمين مع ليفربول كانت سببا في انتصارات الفريق.
ضد نابولي وفي أخر دقيقة أنقذ هدفا محققا أمام أركاديوش ميليك، هدف كاد ليقصي ليفربول من دور المجموعات، لكن التوقيت الممتاز لأليسون في التقدم لغلق المرمى حافظ على استمرار الفريق في دوري الأبطال حتى فاز بها.
وضد نورويتش سيتي في الجولة 26 حافظ على هدوءه أمام إيمي بوينديا رغم انفراده به، لينتظر حتى مرر إلى تيمو بوكي؛ لينقض على الكرة ويبعدها بيده في الوقت المناسب دون ارتكاب ركلة جزاء.
يقول مات بيزدروفسكي محلل أداء حراس المرمى لشبكة "The Athleticلـ FilGoal.com" أن تميز أليسون في هذه المواقف يأتي بسبب ثقته في نفسه مهما كانت الأمور تنهار حوله".
ويشرح "الهدوء يسمح له بالحفاظ على تركيزه في اللحظات الأكثر أهمية في المباريات، وهو ما ينتج عنه تصديات يحتاج لها الفريق. كذلك فإن أكثر ما برز بالنسبة لي من أليسون في المواسم الماضية هي قدرته الرائعة على توقع مسار اللعب".
وعن تفوقه في الإنفرادات يوضح "لديه رد فعل سريع، ويقوم بخطوط ممنهجة ومحسوبة في اتخاذ قراره، فهو يجعل جسده في الوضع الصحيح حتى آخر لحظة، وعندما يقوم المهاجم بالتسديد يكون أليسون قد قام بغلق زاويا المرمى لتكون فرصة التسجيل قد ضاعت. ما يساعده على ذلك هو لياقته الهائلة".
ويرى بيزدروفسكي أن ما يفعله أليسون في الانفردات يُعد بـ"الهدية"، فيقول: "هذه المهارة بمثابة الهبة، ولا يمكنك أن تعلمها لحراس المرمى، وهي أحد نقاط قوته".
إلا أن أليسون لم يعتمد على موهبته فقط للتطور.
ماورو ليما مدرب حراس مرمى البرازيل في كوبا أمريكا 2019، قال لـFilGoal.com :" أليسون يريد أن يتطور ويتعلم كل جديد، من كل مباراة وكل بطولة يكتسب المزيد من الخبرة ويصبح أفضل في التكنيك (الخاص بالتصديات)".
في حوار سابق مع FilGoal.com كان يرى ليما إن إديرسون مواريش حارس مرمى مانشستر سيتي هو الأحق باللعب أساسيا مع البرازيل، فما الذي تغير؟
"حصل إديرسون على الفرصة في المباريات الودية حين أُصيب أليسون، لكن تيتي المدير الفني للبرازيل هو من اتخذ القرار بمشاركته أساسيا بعدما استمع لرأي مدرب حراس المرمى لأن أليسون كان الخيار الأول".
فاز أليسون بالقفاز الذهبي في البطولة كأفضل حارس مرمى بعد أن حققت البرازيل البطولة، ليواصل حصد الألقاب الفردية بعد القفاز الذهبي في الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2018-2019 وجائزة أفضل حارس في دوري أبطال أوروبا.
لاحقا أضاف أليسون جائزة ليف ياشين كأفضل حارس مرمى في عام 2019 والمقدمة من مجلة "فرانس فوتبول" كما تم اختياره كأفضل حارس مرمى من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي.
الفوز بالألقاب الفردية كان عن جدارة واستحقاق؛ لأن أليسون كان شريكا أساسيا في فوز ليفربول بدوري أبطال أوروبا.
بجانب إنقاذ هدف ميليك، كان لأليسون دورا لا يقل أهمية عن أهداف ديفوك أوريجي وجورجينيو فينالدوم في مباراة العودة ضد برشلونة لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
5 تصديات قام بها خلال المباراة من لاعبي برشلونة ليحرم الفريق الكتالوني من تسجيل هدف يقتل أحلام ليفربول في تحقيق العودة.
والأهم من التصديات كان طريقة التصدي نفسها. كيف؟
لم يُبعد أليسون الكرة عن مرماه فقط، بل كان يوجهها لتخرج خارج الملعب لا تعود للاعبي برشلونة حتى لا يقوموا بمتابعتها في الشباك. فعل ذلك ضد فيليبي كوتينيو ولويس سواريز، كما منع خوردي ألبا من التسجيل بعدما انفرد به.
لذلك يرى كلوب أن "كل ما تحتاجه هو أليسون بيكر".
كذلك أجاد أليسون القيام بأدوار “sweeperkeeper” أو الحارس الليبرو، بالخروج الدائم من مرماه لإلتقاط الكرات واستخلاصها.
لهذا قارن البعض بينه وبين مانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونيخ وألمانيا، والذي أعاد تعريف أدوار الحارس الليبرو بعد فترة من اندثارها.
لكن ماوري ليما لا يرى إن هناك وجها للمقارنة بينهم.
فقال لـFilGoal.com: "لكل منها وقته. سابقا كان نوير وحاليا أليسون وفي المستقبل سيكون هناك حارسا آخر".
وأضاف "الثنائي لعب في أعلى مستوى. هما مختلفان، وكل منهما من مدرسة تدريبية مختلفة".
وتابع "لكني أرى أن أليسون سيظل لوقت أطول على القمة، هو الأفضل حاليا ويفعل كل شيء لكي يستمر هناك، لكن علينا ألا ننسى أن إصابة نوير أعاقت تقدمه".
في الموسم الحالي صنع أليسون بيكر هدفه الأول مع ليفربول، بعدما جعل محمد صلاح ينفرد بدافيد دي خيا من منتصف الملعب ويسجل هدف الفوز ضد مانشستر يونايتد.
أليسون لطالما أسهم في تحضير اللعب لليفربول وكان أول من يساهم في تسجيل الأهداف لكنه لم يكن قد صنع أي أهداف من قبل رغم اشتراكه في أهداف.
هنا لعب الكرة سريعا لترينت ألكسندر أرنولد الذي بدوره صنع هدفا لصلاح ضد فولام في الموسم الماضي.
وفي الموسم الحالي مرر الكرة بيده بهذه الدقة ضد نورويتش سيتي.
That distribution 🤩🤩 pic.twitter.com/RpkWOcp699
— Liverpool FC (@LFC) February 16, 2020
فمتوسط تمريرات أليسون خلال 38 جولة في الموسم الماضي كان 28.3 تمريرة، منهم 4.8 تمريرة طولية، بدقة 80%، أما في الموسم الحالي فلم تختلف النسبة خلال 20 مباراة، وبلغت 28.2 تمريرة لكن مع ارتفاع نسبة الدقة إلى 84.2%، مع التذكير أن أليسون غاب لفترة بسبب الإصابة.
ويشرح بيزدروفسكي لـFilGoal.com أهمية تمريرات أليسون فيقول: "حين يتسلم الكرة أو يُمسك به يكون لديه القدرة على الصبر والحفاظ عليها حتى يضغط عليه الخصم، وهنا يمرر بعدما يتسبب في خلق مساحات في الفريق الخصم. موهبته شيء مهم وحيوي لطريقة ليفربول في تحضير اللعب".
ويُضيف "من الممكن أن تصبح المباريات أكثر صعوبة بسبب ذلك (ضغط الخصم على الحارس) لكن تكرار ذلك بشكل مستمر يساعد الفريق في الحفاظ على تركيزه مما يجعل زملائه أكثر ثقة به ويمررون له في أصعب المواقف".
لكن أليسون لا يمرر الكرة فقط، بل يقدمها لزميله بالطريقة التي تساعده على استغلال الكرة بالشكل الأمثل، وكأنه يتوقع كيف تنتهي الهجمة.
فيقول بيزدروفسكي "يقيم أليسون الموقف جيدا، ويفكر فيما سيحدث بعد خطوتين أو ثلاثة؛ لذلك يمرر الكرة لزميله الذي يتواجد في أنسب مكان، فقد يمررها في قدم زميله أو يلعبها له في مساحة أمامه لكي ينطلق بها".
وأتم "دون مهاراته بالكرة كان من الصعب تخيل نجاح ليفربول بهذا الشكل في الموسمين الماضيين، خصوصا في الجانب الهجومي".
ولأن اللعب بالقدم يُشكل جزءً هاما بالنسبة لليفربول، فإن غيابه عن مواجهة أتليتكو مدريد في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا تسببت بشكل أو بآخر في هزيمة حامل اللقب بعد أخطاء أدريان، تحديدا في كرة الهدف الأول للفريق الإسباني بعد فشله في لعب تمريرة طولية أرضية بشكل صحيح استغلها جواو فيلكس ومررها لماركوس يورنتي ليسجل منها هدفا قضى على كتيبة كلوب.
أثبت أليسون جدارته واستحقاقه أن يكون من أغلى حراس العالم، بعدما انتقل إلى ليفربول من روما مقابل 75 مليون يورو، ويوما بعد يوما يضيف ميراث أكثر لحراس المرمى ويؤكد أهميتهم في كونهم "أكثر من نصف الفريق" في الكثير من الأحيان.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغط هــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
اقرأ أيضا
تقرير إيطالي يكشف موقف نبيل من رونالدو وزملائه
نجم منتخب مصر لكرة اليد يلعب لعبة الأسئلة
تصريحات هامة من رئيس رابطة الدوري الإيطالي