كتب : إسلام مجدي
تطلب الأمر ٤ أعوام فقط من الإعلام الإنجليزي لتحويل الوصف، من ديفيد بيكام الجديد إلى "ديفيد أقرب إلى طفل من بيكام الجديد". اليوم حديثنا عن فتى ربما أقل وسامة لكنه امتلك موهبة وهيئة كانت تسمح له بأن يكون ديفيد بيكام الجديد.
كثيرون لقبوا بخليفة كذا، خليفة مارادونا، خليفة بيكام، خليفة رونالدو، خليفة ميسي حتى، والعديد فشلوا في التعايش مع هذا اللقب الذي شكل عبئا إضافيا على مسيرتهم الكروية.
FilGoal.com يسرد لكم في هذه السلسلة عددا من الأسماء التي سطعت في سماء الكرة لفترة قصيرة قبل أن تضربها عاصفة التوقعات التي أودت بمسيرتها، ولم تسمح لهم بكتابة تاريخ يوازي موهبتهم.
لنرى سويا ذلك العنوان من ٢٠٠٧ على صحيفة "تيلجراف" البريطانية:
"ديفيد بينتلي هو الخليفة الشرعي لديفيد بيكام".
"يمتلك أكثر من أسلوب، يعمل بكد، موهوب تماما، وحسنا نعم، بكل تأكيد هو واثق من نفسه والأهم من كل شيء، مستواه مستقر".
كتب ألان سميث تلك الكلمات، ذلك الصوت الذي تسمعونه حاليا وأنتم تلعبون لعبة فيفا ٢٠.
لماذا ٢٠٠٧؟
كانت تلك الفترة التي بدأت خلالها مسيرة بيكام في الانتهاء، إنجلترا بدأت في البحث عن نجم ومنقذ جديد، على الرغم من الانتقادات العديدة للإعلام البريطاني على صنع أساطير من الهواء، إلا أن بيكام كان أكثر من مجرد فتى وسيم، قائد وأنقذ منتخب بلاده في أكثر من مرة. (طالع التفاصيل)
ابن أرسنال ديفيد بينتلي كان من الصعب عليه أن يجد مكانا بين كتيبة كتبت تاريخا لا ينسى للمدفعجية، ليرحل معارا إلى نورويتش سيتي ثم بلاكبيرن روفرز ومن هنا بدأ في نسج أسطورته.
الجناح الإنجليزي الشاب وجد مكانا له وسط كتيبة مارك هيوز، وفي عمر الـ٢١ عاما حول إعارته إلى صفقة نهائية، ليتألق مع بلاكبيرن.
تألقه دفع ستيف ماكلارين مدرب إنجلترا في ذلك الوقت ليقول: "قدمه اليمنى مماثلة لقدم ديفيد بيكام، يمتلك اللمسة، ويشعر بالكرة بطريقة رائعة ويمكنه أن يجعل أي تمريرة تصل إلى من يريد".
وتابع "لكن مازال أمامه طريقا طويلا قبل أن يحاكي أي شيء فعله بيكام".
فبراير ٢٠٠٧ شهد هاتريك رائع ضد مانشستر يونايتد، هدف بدأ بخطأ دفاعي فادح، تبعه خطأ آخر بهدف آخر، ثم الهدف الثالث، تحركاته وأسلوبه كانت تلك طريقته المعتادة والتسديدة أشبه بهدف سجله بيكام في الماضي.
لم يتطلب الأمر سوى عام وحيد بعد كل تلك التوقعات، ليتحرك توتنام ويدفع مبلغ ١٥ مليون جنيها إسترليني لضم بينتلي، كانت تلك من المفترض أن تصبح بداية رحلة وقصة بنتلي مع محاكاة بيكام.. ولكن.
كل ما كتب عن بداية رحلة الشاب من ثبات مستواه وتألقه وقدمه اليمنى وتسديداته وتمريراته قد تحول.
الثناء كل الثناء كان على استمرارية بنتلي، وفي نفس الوقت الرهان الأكبر لأن ذلك يعني أنه بيكام الجديد لا محالة.
أصبح غير مستقرا على مستواه، أصيب أكثر من مرة، تارة نجم ولاعب جيد وتارة خارج الحسابات، سواء في فترة هاري ريدناب أو فترة أندري فيلاش بواش، بنتلي لعب ٤٢ مباراة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز مع سبيرز في فترة ٥ سنوات.
ما حدث مع بيكام حدث معه، تحول من الجناح إلى خط الوسط، لكنه خرج معارا إلى بيرمنجهام سيتي ووست هام يونايتد وروستوف وعاد إلى بلاكبيرن قبل اعتزاله. لم يحظ يوما بموسم مشابه لما قدمه بيكام في مسيرته.
في عام ٢٠١١ كتب سايمون بورنتون مقالا في صحيفة "جارديان" قال فيه: "ديفيد طفل أكثر من أن يكون بيكام الجديد".
لعل أبرز الانتقادات التي طرأت على السطح بعدما اكتشف الجميع أنه لن يكون ولو ١٠٪ من بيكام، قال ديفيد بلات مدرب إنجلترا تحت ٢١ عاما "عليه أن يعمل بقوة وأن يركز على أن يصبح لاعبا جيدا يزعج الخصم أكثر من أن يكون لاعب يبحث عن مصلحته".
كل الانتقادات التي وجهت إلى بنتلي تمحورت حول عدم التركيز وعدم العمل بقوة كما يجب، وكذلك عدم العمل من أجل مصلحة الفريق.
كتب بول إنس نجم مانشستر يونايتد السابق مقالا في صحيفة "صن" عام ٢٠٠٩ قال فيه: "في عقله كان ديفيد بيكام الجديد، لكن في الواقع لم يكن لديه السلوك أو القدرة على الاقتراب حتى منه.
وأضاف "بينتلي شخص جميل لكن في الجولة التحضيرية قبل انضمامه إلى توتنام، كنت مدربا لبلاكبيرن وكانت بداية كل شيء".
وواصل "كل اللاعبين كانوا يعملون بقوة غير طبيعية، عدا بينتلي نفسه، كان يضحك ويعبث وفي النهاية أرسلته إلى المنزل".
بعد أقل من عام تولى هاري ريدناب تدريب توتنام وطالب بنتلي بان يخرج فكرة "بيكام الجديد" من رأسه لكنها كانت قد استحوذت عليه، كان يرى أنه كذلك ويتعامل على هذا الأساس في كل شيء، دون أن يقدم ما يجعله كذلك.
لقب ظل عالقا في رأس بنتلي ومع امتلاكه الاسم الأول مثل بيكام، لم يمتلك أي شيء آخر من مسيرة النجم الإنجليزي واكتفى بمسيرة متوسطة ومتواضعة للغاية وبعض الأهداف والذكريات التي قد ينساها من هو بعيد عن عالم الكرة الإنجليزية، وربما قد تذهب تلك الأهداف من الذاكرة أيضا لأنها لم تترك بصمة واضحة.
رغم تشبيهه ببيكام الجديد كان بول سكولز وإريك كاتنونا وبول جاسكوين هم مثله الأعلى في الكرة.
"لطالما نظرت على طريقة حياة لاعبي الكرة بعيدا عن الملعب، حضورهم كان لا يصدق، كان بإمكانهم لمس الكرة ٤ مرات فقط في المباراة ومع ذلك أحب النظر إليهم". ديفيد بنتلي.
"اللاعبون يؤدون وظيفتهم ولديهم علامتهم التجارية ويتحكم بهم العديد من الأشياء، لم أكن يوما جيدا في هذا الجزء، غلطتي أنني لم ألتزم بالقواعد".
"لم أندم قط على كل شيء، قلت إنني سآخذ مكان بيكام، وكنت أحاول فعل ذلك، البعض أراد مني قول إنني أريد التعلم منه، لكنني لست كذلك، ديفيد ربما اعتقد أنني مجنون، لكنه كان رائعا، كنت أقول له إنني أفضل منه ونضحك سويا".
"كنت أريد اللعب فقط، لم أستيقظ في الصباح وصورته معلقة على الجدار وأبدأ في عبادته أو أنظر كيف صفف شعره هذا الصباح، كنت أرغب في أن أكون أنا".
"بيكام كان مثلي لم يعتمد قط على السرعة، لذا جودته مع الكرة وطريقة التمرير والتسديد هي الفيصل، يمكن لها أن تكون ذات تأثير إيجابي فقط وهو أمر رائع للنادي، فكرت في الأمر كثيرا وشغلني".
"كنت ألعب بطريقتي ليس بطريقته، كانت لديه طريقته الخاصة كليا والمختلفة عني، كنت ألعب في نفس المركز كنت أعرف قدراتي لكن الجميع توقع مني عكس وأكبر من ذلك، لم أكن بيكام قط".
كثيرون حملوا ألقابا ساهمت في إسقاطهم، وخلال الفترة المقبلة سنتعرف عليهم جميعا سويا، المهم أن تبقوا في منازلكم.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغط هــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
طالع أيضا
خاص - نادر شوقي يروي القصة الكاملة بين الأهلي وفتحي
تقرير: الدوري الإنجليزي لن يعود في أبريل
البدري يتنازل عن ربع راتبه في المنتخب
في ظل أسطورة - المالك الأول للقب "مارادونا الجديد"