كتب : إسلام مجدي
دييجو لاتورري، اسم قد لا يبد مألوفا لك، لكن ذلك الاسم كان أول من أطلق عليه "خليفة مارادونا" بل دعونا نفاجئكم بتلك الجملة، لم يكن جابرييل باتيستوتا هو أكبر صفقة عقدها فيورنتينا في صيف ١٩٩٢، بل لاتورري.
كثيرون لقبوا بخليفة كذا، خليفة مارادونا، خليفة بيكام، خليفة رونالدو، خليفة ميسي حتى، والعديد فشلوا في التعايش مع هذا اللقب الذي شكل عبئا إضافيا على مسيرتهم الكروية.
FilGoal.com يسرد لكم في هذه السلسلة عددا من الأسماء التي سطعت في سماء الكرة لفترة قصيرة قبل أن تضربها عاصفة التوقعات التي أودت بمسيرتها، ولم تسمح لهم بكتابة تاريخ يوازي موهبتهم.
أول لاعب حصل على لقب "مارادونا القادم" أو الجديد، اللاعب الذي ساعد باتيستوتا على حسم لقب كوبا أمريكا في عام ١٩٩١، وقتها كان الإعلام بالكامل يتحدث عن قدراته التي ستمكنه بسهولة من الحفاظ على إرث مارادونا.
في أعقاب نهاية كأس العالم ١٩٨٦ وقيادة دييجو لكتيبة راقصي التانجو للفوز بكأس العالم، كانت الجماهير والإعلام قد بدأوا بحثهم الدؤوب عن خليفة لمارادونا.
اختيارهم الأول تأخر فقط حتى عام ١٩٨٧، حينما قام كشاف في فريق بوكا جونيورز باكتشاف لاعب كانت قدراته أكبر من أن يلعب لفرق الشباب بل للفريق الأول مباشرة.
وظهر للمرة الأولى بقميص بوكا في أكتوبر من نفس العام، كانت مباراة ضد بلاتينيسي، ورغم خسارته بنتيجة ٣-١ إلا أنه سجل أول هدف له في مسيرته الاحترافية.
لكي يمكنك النظر لموهبة ذلك الصاعد الواعد الجديد في الأرجنتين يمكنك مشاهدة هدفه ضد نيولز أولد بويز:
أسلوبه وقامته وطريقة لعبه جعلته نموذجا مثاليا ليكون صاحب لقب "مارادونا الجديد". خاصة مع دخول الأيقونة الأصلية إلى النفق المظلم.
عام ١٩٩١ كان نقطة التحول الكبيرة في مسيرة صاحب الـ٢١ عاما آنذاك، لاتورري كان على موعد مع كتابة تاريخ جديد لنفسه.
أولا، توج بلقب الدوري الأرجنتيني، ثم بعد ذلك وصل إلى نصف نهائي كوبا ليبرتادوريس، وسجل هدفا في لقاء الإياب في خسارة بوكا بنتيجة ٣-١، ليكون مجموع مباراتي الذهاب والإياب ٣-٢، مع معركة في الملعب واتهامات ضد الحكم.
لاتوري بعد ذلك سافر مع منتخب الأرجنتين إلى تشيلي، لخوض غمار منافسات بطولة كوبا أمريكا ١٩٩١، في وجود أسماء شابة أخرى مثل دييجو سيميوني وجابرييل باتيستوتا زميله في بوكا، وأنطونيو محمد وكلاوديو كانيجيا وغيرهم.
اسمه بدأ يعلوا كمارادونا الجديد ومع هبوط نجم مارادونا، الكل ألقى حمله على كتفي لاتورري.
مستوى لاتورري في الملعب كان أشبح بصانع ألعاب متقدم، بجانب ارتداء الرقم ١٠ وقدراته البدنية المشابهة كليا لمارادونا، كان الأمر قد حسم لدى جماهير المنتخب.
بدأ الحديث حول "مارادونا الجديد"، مع مساعداته لبوكا في حسم الألقاب بداية من ١٩٨٩ حينما حسم لقب كأس سوبر ليبرتادوريس وسجل ضد إنديبندينتي، ثم الفوز بكأس سودا أمريكانا في ١٩٩٠، وصولات لعاميه الأبرز ١٩٩١، ١٩٩٢.
ورغم كونه صانع ألعاب، إلا أن لاتورري أصبح هداف الدوري الأرجنتيني في ١٩٩٢.
قرر فيورنتينا أن يضم ثنائي هجوم بوكا، جابرييل باتيستوتا ولاتورري، الأول كان الهداف المثالي والثاني صانع الألعاب الذي سيمده بها، أمر جرباه في كوبا ويمكنهما أن يفعلانه سويا في إيطاليا.
باتيستوتا كان قد وصل إلى إيطاليا قبل لاتورري بعام وحيد أو أقل، وعلقت الكثير من الآمال، ربما وصل بعضها حد السماء، وما يحدث دوما في مثل تلك الحالات في عالم كرة القدم قد طال لاتورري.
موسم وحيد ١٩٩٢-١٩٩٣، لاتورري كان قد لعب مباراتين فقط، وخسر الضوء تماما بجانب تألق باتسيتوتا الذي سجل ١٦ هدفا، وأصبح فيما بعد أسطورة للفريق، فيما لم يدخل اسم لاتورري ولو حتى سطر وحيد من تاريخ كرة القدم أو محاكاة مارادونا.
في موسم ١٩٩٢-١٩٩٣ هبط فيورنتينا إلى الدرجة الثانية، ليختفي اسمه تماما، ويتجه للعب لفريق تينيريفي الإسباني.
لم يتمكن لاتورري قط من محاكاة ولو موسم وحيد من مواسم مارادونا، ولو ١٠ مباريات، التوقعات الكبيرة والكثير من الحوارات حول كم سيصبح الأفضل وكيف سيحاكي مسيرة مارادونا، لكن على أرض الواقع، موسمين رائعين مع بوكا، وبطولة جيدة مع منتخب الأرجنتين ثم بعد ذلك تلاشى نجمه.
ربما يتذكره عشاق الدوري الإسباني بعض الشيء، فقد كان واحدا من ضمن الفرق التي مرت على تاريخ تينيريفي، بل وموسم ١٩٩٢-١٩٩٣ رغم أنه موسم نهايته، إلا أنه الموسم الذي احتل فيه الفريق الإسباني مركزا مؤهلا للدوري الأوروبي وتسبب في خسارة ريال مدريد للدوري الإسباني للموسم التالي.
"قد يكون الله منحني قدرة على محاكاة بعض مما يفعله مارادونا، لكن معظم اللاعبين يفكرون في شيء أو اثنين، مارادونا يفكر في ألف". لاتورري.
"اللعب معه لم يكن سهلا، حينما زاملته في بوكا بعد عودته للأرجنتين، كان يجبرك أن تصبح في أعلى مستوى ممكن من التركيز، بل وكان ذلك في وقت نهاية مسيرته، لكنه كان لديه بعض مما جعله الأفضل في العالم".
"مارادونا يطور مخيلتك، كرة القدم حول المخيلة والإبداع وهو شيء مبهر، يقودني ذلك للجنون دائما، كيف سأجد حلا، كيف سأخترعه، كنت أفرط في التفكير عكسه".
ربما ما ساهم في نهاية مسيرة لاتورري المبكرة هو ووفقا لكلماته الإفراط في التفكير ومحاكاة مارادونا، محاولة أن يصبح مارادونا لا أن يصبح نفسه، سطع نجمه في بوكا وبدأ بداية جيدة للغاية، لكن كما طار وقع.
كثيرون حملوا ألقابا ساهمت في إسقاطهم، وخلال الفترة المقبلة سنتعرف عليهم جميعا سويا، المهم أن تبقوا في منازلكم.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغط هــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
طالع أيضا
الشيخ يختار فريقه "الأسطوري" الذي لا يُهزم
نجوم مصر 1934 – مصطفى كامل.. تهديد حوله لحارس مرمى
كاف يتحدث عن مصير مباريات دوري الأبطال والكونفدرالية