كتب : أحمد عز الدين
إيمانا من FilGoal.com بدوره المجتمعي في محاربة فيروس كورونا ومساهمة في حملة (خليك في البيت)، نقدم لكم خدمة ترجمة كتب أبرز النجوم.
والآن مع الحلقة الخامسة من كتاب ديديه دروجبا نجم منتخب كوت ديفوار وتشيلسي ومارسيليا السابق.
---
ربما لم أفقد أعصابي في حياتي قدر ما حدث وأنا أخرج مطرودا في مباراة فولام.
تاريخ المباراة؟ أظنها كانت التالية لرحيل جوزيه مورينيو عن تشيلسي.
كنت أعيش أياما صعبة ولا أستطع التركيز في الملعب تماما. أنا محترف وأعرف واجباتي جيدا لكن شيء في قلبي تغير ولم يعد يحمل الشعور نفسه تجاه ستامفورد بريدج.
ولم يتوقف الأمر عند أداء سيء وانعدام للتركيز.
فبعد أسبوع سافرت لأداء واجبي الوطني مع كوت ديفوار ضد النمسا وهناك أجريت حديثا صحفيا مع مجلة فرانس فوتبول.
واليوم أشعر بالندم على ما قلته لأن كلماتي ضربت في إخلاص الجميع وملخصها أن هذا الموسم قد يكون الأخير لي بقميص تشيلسي.
طبعا كلكم تعرفون أني لم أرحل.
أنا ديدييه دروجبا وفي هذه الحلقة من مذكراتي أحكي لكم ما حدث في مرحلة ما بعد مورينيو.
--
حين عدت إلى لندن بعد مباراة كوت ديفوار والنمسا وجدت مكالمة من هينك تن كات الذي انضم للجهاز الفني الذي يقوده أفرام جرانت.
تن كات: لماذا تحدثت بهذه الطريقة مع فرانس فوتبول؟ أنت مطالب بالاعتذار لكل لاعبي تشيلسي.
دروجبا: صديقي يبدو أنك لا تعرفني جيدا.
تن كات: لا أحتاج للتعرف عليك. أنت من يحتاج للاعتذار.
وفي اليوم التالي جمع تن كات اللاعبين وقال لهم دروجبا يريد التحدث معكم.
وقفت وسط اللاعبين وقلت لهم: "شباب أنا لا أعرف ما سيحدث في نهاية الموسم".
واستدركت "لكني أعدكم أني طالما أرتدي قميص تشيلسي فسأبذل قصارى جهدي من أجل الفريق. وأتمنى منكم أن تفعلوا الأمر نفسه".
موسم فاشل
كان رومان أبراموفيتش ذكيا في الإبقاء على ستيف كلارك مساعد مورينيو ضمن الجهاز الفني.
مورينيو دائما ما يصف كلارك بأنه أفضل مدرب مساعد في العالم ووجوده معنا أشعرنا ببعض الراحة والألفة.
كذلك استعان تشيلسي بهينك تن كات الذي كان مدربا مساعدا لفرانك ريكارد في برشلونة وهذا الرجل امتاز بخبرة كبيرة خاصة في دوري أبطال أوروبا.
أما جرانت فتعامل مع الموقف الصعب في تشيلسي بذكاء.
لو أراد توجيه تعليمات للفريق كان يذهب إلى كلارك وتن كات وهما يتكفلان بالتحدث معنا وتنفيذ ما يريده.
وبهذه التوليفة ورغم أنه كان موسما فاشلا على المستوى المحلي بعد خسارة كل الألقاب لأول مرة منذ ارتديت قميص تشيلسي لكننا تأهلنا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
وهكذا كنا على وشك تحقيق حلم تشيلسي. لكن ما حدث كان أشبه بالكابوس.
أخبار سيئة
فور وصولنا إلى روسيا حيث تقام المباراة النهائية وجدت مكالمة من والدتي تخطرني بدخول جدتي المستشفى. "يبدو أنها لن تنجو هذه المرة ديدييه". هكذا قالت بصوت مختنق.
وهكذا أصبح التركيز في المباراة مستحيلا.
نعم على الجماهير أن تفهم أننا بشر وفصل حياتك الشخصية عن المستطيل الأخضر غير ممكن.
ولهذا أكشف لكم أني خلال المباراة كنت عاجز عن التركيز وغضبي يزداد لحظة بعد أخرى بسبب ذلك.
كانت النتيجة تشير إلى التعادل 1-1 والوقت الأصلي شارف على الانتهاء والإرهاق يبدو واضحا علينا ولاعبي مانشستر يونايتد.
سمعت ريو فرديناند مدافع مانشستر يطلب من زملائه الاقتراب منه أكثر لأن الإعياء أصابهم.
هنا ذهبت إلى أفرام جرانت وقلت له: "دفاع مانشستر يبدو مرهقا ولو لعبنا الآن باثنين في خط الهجوم سنفوز. لماذا لا تدفع بأنيلكا إلى جواري؟".
اشترك أنيلكا بعد دقائق من حديثي مع جرانت. لكنه لعب على الجناح وليس كمهاجم!
مع كل تلك الظروف والضيق فقدت أعصابي وكانت النتيجة خروجي مطرودا مرة أخرى.
وربما كانت المسافة من الملعب وحتى غرفة خلع الملابس طويلة، أو ربما شعرت أنا بأني أسير دهرا. في الحالتين يمكنكم فهم كم كنت غاضبا.
لقد تحول حلم الفوز بدوري أبطال أوروبا إلى كابوس.
خسرنا هذا اللقاء بركلات الترجيح. ومن الغريب أن أنيلكا أهدر ضربته رغم أنه أكثرنا خبرة في دوري أبطال أوروبا وقد فاز به من قبل مع ريال مدريد، بخلاف أنه يجيد أصلا تنفيذ تلك الكرات.
بعد المباراة وجدت رومان أبراموفيتش أمامي ومعه ابنه ويبلغ من العمر 10 أعوام.
الطفل لم يكف عن البكاء حزنا على الخسارة، طبعت قبلة على جبينه وقلت له: "أعدك بأن تشيلسي سيفوز قريبا بدوري أبطال أوروبا. سأسجل هدفا وقتها وأهديه لك أنت".
شعور خسارة النهائي مرير. لم أهتم حتى بالحصول على ميدالية المركز الثاني حتى لا أتذكر الخسارة ولا أتذكر هذا اليوم.
ففي تلك الليلة توفيت جدتي.
مدرب خلف مدرب
حمل موسم 2007-2008 الكثير من المتاعب. ففي حين احتجت لشهر من الراحة إثر عملية جراحية في ركبتي، لم أمتلك ترف الوقت لارتباطي بالمشاركة مع كوت ديفوار في كأس أمم 2008.
وبعد أسبوع واحد من العملية كنت أتدرب مع المنتخب. والنتيجة الطبيعية كانت تعرضي لمشاكل طوال الموسم في ركبتي خاصة وقد زاد وزني 3 كيلوجرامات.
وفي الصيف التالي أعلن النادي تعيين لويس فيليبي سكولاري مديرا فنيا لتشيلسي. أول مدرب فائز بكأس العالم في تاريخ الدوري الإنجليزي.
كانت التوقعات مرتفعة مع وصول سكولاري وهذه نقطة مهمة في تفسير فشل الرجل. لكن الحقيقة أن المشكلة الأكبر كانت في عدم إجادته للإنجليزية.
وما زاد الطين بلة أن فلافيو مارتوسا مساعد سكولاري وهو برازيلي أيضا كان لا يجيد الإنجليزية بدوره!
ولأن الانطباع الأول يدوم. بدأت علاقتي مع سكولاري بشكل سيء.
أول تعامل بيني وسكولاري جاء مبكرا حين طلبت منه عدم السفر مع الفريق إلى مالايزيا حيث معسكر الإعداد للموسم الجديد للتعافي من مشكلة ركبتي.
وافق الرجل ثم في اليوم التالي وجدت رسالة على هاتفي تطلب مني السفر إلى ماليزيا مع الفريق. ماذا حدث؟ لقد غير سكولاري رأيه!
ثم توالت الصدمات في سكولاري والبداية كانت في طريقة إدارة الرجل لمعسكر الإعداد.
مطلوب منكم الركض 5 كيلومترات يوميا لرفع لياقتكم البدنية! هكذا طلب.
وأنا على مدار سنوات أتدرب في تشيلسي باستخدام الكرة. طريقة الركض لمسافات طويلة انتهت على حسب معلوماتي ولا يستخدمها أي مدير فني في الدوري الإنجليزي.
وفي الحقيقة أخر مرة تدربت بتلك الطريقة كانت أيام مرسيليا.
طبعا ما حدث أن اللاعبين عانوا في التدريبات وأنا لم أستطيع الركض 2 كيلومترا دون الشعور بمعاناة في ركبتي وظهري.
ومع تلك الطريقة القديمة التدريب نفسه مع سكولاري افتقد للقوة.
كان رأي سكولاري أن هذه الطريقة ستجعلنا غير مرهقين ونلعب بأقدام خفيفة ضد الخصوم. أما أنا فكان رأيي أننا لن نستطيع خوض موسم كامل بهذا الشكل.
أتذكر في بداية الموسم ونحن نشاهد مباراة مانشستر يونايتد وليفربول والفريقان يلعبان بقوة غير طبيعية تعليق سكولاري: "هل تراهنون على أن الفريقين سينهاران بدنيا مع نهاية الموسم".
قلت لسكولاري: "لا نحن في إنجلترا. نتدرب بقوة ونلعب بقوة طوال الموسم".
قال لي سكولاري: "لا لا. أتحداك".
صمت حتى لا أفتح بابا للجدال دون طائل.
لكن النتائج المنطقية دوما تحدث في عالم كرة القدم. دخلنا الموسم بأقدام خفيفة فعلا وفزنا في البداية، ثم بعد شهرين انهارت لياقة الفريق ومعها النتائج.
دروجبا إلى إنتر ميلان.. أدريانو إلى تشيلسي
ضد مانشستر يونايتد كنا متأخرين في النتيجة 3-0 ووصلتني الكرة أمام المرمى وسددتها بشكل سيء لدرجة جعلتني أضحك غضبا.
وبعد المباراة هاجمني سكولاري بسبب تلك اللقطة ومن تلك اللحظة خسرت مكاني في تشكيل تشيلسي لصالح نيكو أنيلكا.
بالمناسبة أنا وأنيلكا أصدقاء وجلوسي على الدكة لم يغضبني. فقط شعوري بأن سكولاري لا يثق في قدراتي هو ما جعلني غير قادر على التحمل.
وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير يوم لم أجد اسمي في قائمة إحدى مباريات تشيلسي. هذه المرة الأولى التي تحدث في تاريخي مع البلوز.
ذهبت غاضبا إلى سكولاري وقلت له أعتقد أنك لا تثق في قدرتي على خدمة الفريق.
سكولاري: "أنا لم أختر ديكو في القائمة أيضا".
دروجبا: "لكن ديكو مصاب، أنا سليم".
سكولاري: "اسمع. لو كنت ترغب في اختلاق مشكلة فأنصحك بالبحث عن ناد أخر. نحن في يناير ربما تحدثت مع وكيل أعمالك لأنك لن تكون في خططي حتى نهاية الموسم".
دروجبا: "لنتحدث بصراحة. أعلم أنك ترغب في التعاقد مع أدريانو. اجعل تشيلسي يوافق وأنا لا أمانع الذهاب إلى إنتر ميلان في صفقة تبادلية".
طبعا تعرفون من كان يقود إنتر ميلان وقتها. جوزيه مورينيو ولا أحد سواه وهذا يناسبني.
لكن ما حدث أني قابلت رومان أبراموفيتش رئيس تشيلسي في اليوم التالي وحكيت له ما كان بيني وسكولاري.
أبراموفيتش تعجب كثيرا: "سكولاري قال لك تشيلسي لا يريدك! معقول؟ لم نتحدث أبدا في احتمالية رحيلك. دروجبا بيتك هنا ولن ترحل".
وبعد فترة وجيزة وقبل نهاية يناير تعادل تشيلسي مع هال سيتي 0-0 ورحل سكولاري.
برشلونة من جديد
عين تشيلسي جوس هيدينك خلفا لسكولاري وقد كان رجلا رائعا في كل شيء. تدريبات ممتازة، يجيد كل اللغات تقريبا، والأهم أنه بارع في التعامل النفسي مع اللاعبين.
قال لي هيدينيك في يومه الأول: "أنت تركض كثيرا وبشكل مذهل ديدييه. أعلم أن هذا جزء من طريقتك القتالية لكن لو وفرت هذا الجهد ستضاعف أهدافك بسهولة".
شعرنا بالراحة مع هذا الرجل وقد فزنا في أول 4 مباريات له وبات هدفنا تحقيق بطولة من أجل هذا المدرب الرائع وهو ما حدث باقتناص كأس إنجلترا.
ووصل تشيلسي كذلك إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا والخصم كالمعتاد كان برشلونة.
تعادلنا ذهابا 0-0 ولعبنا بامتياز في لقاء الإياب بداية من هدف عظيم لمايكل إيسيين ولدرجة أني لا أتذكر كرة واحدة لبرشلونة على مرمى بتر تشك حارس تشيلسي.
لكن المباراة شهدت الكثير من المشاكل التحكيمية. الكرة تلمس يد جيرارد بيكيه مدافع برشلونة بدون قرار، يضرب اللاعب نفسه مايكل بالاك دون قرار أيضا.
وهكذا بدأت أقول لنفسي ما الذي يحدث أيها الحكم؟
ثم خرجت مستبدلا في أخر 10 دقائق وكنت غير راض لأن في رأيي عدم وجود مهاجم يعني راحة أكبر لدفاع برشلونة وبالتالي ضغط أقوى على تشيلسي.
وفعلا منذ لحظة خروجي لم يجد داني ألفيش أي عائق في التقدم وعانينا حتى سجل أندريس إنيستا هدفه الشهير.
وتصويبة إنيستا لم تقتل المباراة فقط بل أحلامنا في الفوز بدوري أبطال أوروبا مع هيدينك.
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
طالع أيضا
الشيخ يختار فريقه "الأسطوري" الذي لا يُهزم
نجوم مصر 1934 – مصطفى كامل.. تهديد حوله لحارس مرمى
كاف يتحدث عن مصير مباريات دوري الأبطال والكونفدرالية