كتب : زكي السعيد
"لم يستحق هذه النهاية بهذه الطريقة، لقد رحل أحد أشجع وأفضل الأشخاص الذين رأيتهم في حياتي".
العدو هو فيروس كورونا، أما من يحاربونه فهم كل الأطباء، والمرضى، والعلماء، وصانعي القرار، بل حتى من يلزمون منازلهم لإيقاف تفشي الوباء.
FilGoal.com يقدّم سلسلة خلف خطوط العدو، لنسلط الضوء يوميا على شخصية رياضية انسلت خلف خطوط العدو، وخاضت تجربة غير عادية مع الفيروس سريع الانتشار.
اقرأ: خلف خطوط العدو - إراجارتزي تلقي الراية وتتوشح القناع الطبي
لورنزو سانز
في مساء السبت 21 مارس 2020، حقق فيروس كورونا انتصارا قاسيا في حربه المشتعلة مع البشرية، وسلب لورنزو سانز من عالمنا.
غير محاط بأحبائه، ودون أن يتلقى التكريم الذي يستحق، توفي سانز الذي قضى جزءا كبيرا من حياته في خدمة ريال مدريد، كعضو في مجلس إدارته، ثم نائبا لرئيسه، حتى انقض على كرسي الرجل الأول عام 1995.
بعد وفاته مباشرةً، غرّد نجله، لورنزو جونيور، عبر تويتر:
"مات أبي للتو، إنه لا يستحق هذه النهاية بهذه الطريقة، لقد رحل عنا واحد من أفضل وأشجع وأكثر الناس اجتهادا ممن رأيتهم في حياتي. شغفه كان عائلته وريال مدريد. أنا وأمي وأشقائي استمتعنا بكل لحظاتك. بفخر، ارقد في سلام".
سانز الذي رحل عن عمر الـ76، كان في صحة مستقرة بالفترة الأخيرة، حتى أصابته الحمى، لتقرر عائلته نقله إلى المستشفى، لكنه رفض.
هذا الرفض استمر لـ8 أيام متتالية بحسب نجله فيرناندو، وقد برر لورنزو الأمر بعدم رغبته في زيادة الضغط على المؤسسات الطبية، مُفضلا أن ينعم شخص آخر بمكانه في المستشفى.
وبعد 8 أيام من الصمود، انهار سانز، وواجه مشاكل جمة في التنفس، ليُنقل إلى المستشفى ويتبين انخفاض نسبة الأكسجين في دمه.
بعد 3 أيام، توفي سانز في مستشفى خيمينز دياز بالعاصمة مدريد، وللغرابة، فقد قضى لحظاته الأخيرة في نفس المستشفى التي أودع فيها ابنه فيرناندو وقتما أصابه فيروس في القلب خلال طفولته.
يقول فيرناندو سانز، لاعب ريال مدريد السابق، وسفير لاليجا الحالي، قبل وفاة والده بـ3 أيام: "هذه المستشفى أنقذت حياتي ذات مرة في طفولتي، آمل أن يتمكنوا من مساعدتنا مجددا".
أمنية لم تتحقق، فقد انتصر كورونا في معركته الصغيرة، لكن سانز خرج منتصرا في الحرب الكبرى، حرب الحياة.
لأن سانز تنعّم بحب الذين لو كرهوه، لما لامهم أحد.
فبعد ساعات قليلة من وفاته، نشر يوب هاينكس مدرب ريال مدريد الأسبق، نعيا عبر صحيفة "كيكر" الألمانية.
هاينكس كشف عن واقعة عمرها 22 عاما مع سانز، لعلها تُغيّر كتب التاريخ بالكامل.
لمزيد من التفاصيل عن انهيار العلاقة بين سانز وهاينكس عام 1998، اقرأ: "تحدي كارانكا" الذي أجبر هاينكس على الفوز بدوري الأبطال
يروي هاينكس أن زوجته تعرضت لوعكة صحية ونُقلت إلى المستشفى، في نفس مساء الفوز بدوري أبطال أوروبا 1998، المباراة الأخيرة له كمدرب لـ ريال مدريد، لأنه سيقال بعدها مباشرةً.
خلال ساعة، كان سانز وزوجته متواجدين في المستشفى رفقة هاينكس، بل عرض سانز وقته أن تقضي زوجته الليلة مع زوجة المدرب.
أما فابيو كابيلو الذي تجرّع من نفس كأس هاينكس قبله بعامٍ واحد، فقال بعد وفاة سانز: "كان رئيسا يتحلى بالشخصية، هادئ للغاية، لم يمتلك القدرات المالية الضخمة مثل بقية الرؤوساء، لكنه كان يفهم كرة القدم، ولهذا استطعنا تشكيل فريق جيد للغاية".
أما جوان جاسبارت، نائب رئيس برشلونة لسنوات طويلة، ورئيسه بين 2000 و2003، فلو وضعوا مقياسا من 0 إلى 10 لكراهيته لـ ريال مدريد، فسيسجل جاسبارت 15.
لكن جاسبارات، يحب سانز!
بعد وفاة سانز مباشرة، انفجر جاسبارت في تصريحات إذاعية: "حزني لا حدود له، أن يموت بهذا الفيروس اللعين لهو أمر محزن، لقد تواصلنا معا بشكل دوري".
"اعتقدت أنني رأيت بالفعل كل شيء في حياتي، لكني كنت مخطئا، لورنزو كان صديقا رائعا، كان شخصا عظيما".
وقصة خروج سانز من ريال مدريد دون رجعة غريبة للغاية، فعندما اعتقد أنه في قمة قوته مستندا على كأسين لدوري الأبطال حققهما في 3 سنوات بعد عجاف 32 عاما، أطاح به فلورنتينو بيريز في مفاجأة مدوية مطلع القرن الجديد.
حتى عندما حاول سانز العودة في انتخابات 2004، قهره بيريز مجددا.
بيريز بدا رجل أعمال ثري متعجرف، فأي شخص طبيعي سيعد بالتعاقد مع نجم برشلونة الأول لو فاز بالانتخابات؟ "وعد فيجو" هذا أوصل بيريز إلى سُدة الحكم، وأنهى مملكة سانز.
ولأن صراع الانتخابات هو معركة سخيفة في نهاية الأمر، فقد تفاعل بيريز مع موت سانز بحزن بالغ، ونشر رسالة طويلة عبر موقع ناديه الرسمي.
بيريز قال: "نعيش أوقاتا لم نكن لنتخيلها في أسوأ كوابيسنا".
"كنت محظوظا بالشكل الكافي للاستمتاع بعلاقة قوية مع سانز وعائلته في السنوات الأخيرة، لقد شاركنا اللحظات الرائعة، خصوصا التتويج بدوري أبطال أوروبا 4 مرات، حتى أنه سافر معنا على نفس الطائرة".
"لن أنسى أبدا صورة بهجته الجلية بعد كل انتصار لـ ريال مدريد".
فيروس كورونا قضى على سانز، لكنه تأخر للغاية، فـ سانز ترك ذكرى نبيلة طوال حياته، وأقدم على تصرفٍ شجاع في أيامه الأخيرة، وزاد اسمه تخليدا على جدران سانتياجو برنابيو.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
اقرأ أيضا:
طارق حامد يتحدث عن صعوبة اللعب ضد رونالدو
نائب رئيس كاف يتحدث عن مصير مسابقتي الأندية
تأجيل قرعة أولمبياد طوكيو في كرة القدم
أول إصابة بفيروس كورونا في الكرة المصرية