"يشتركان في الاسم والجسد النحيف في بداية حياتهم المهنية ولون البشرة والقدرة على تسجيل الأهداف والركض السريع مع المراوغة نحو مرمى المنافس وحتى الأسنان البارزة".
"مهاجم جريميو، رونالدو أسيس موريرا البالغ 19 عاما يسير على خطى رونالدو نازاريو دي ليما 23 عاما لاعب إنتر".
"الشاب يسمى بالفعل رونالدينيو لأنه لا يقبل أي مقارنات مع معبود البرازيل".
مقال للصحفي البرازيلي ليو جرتشمان في صحيفة "Folha" البرازيلية عام 1999.
رونالدينيو الذي آسر قلوب وعشاق التريكولور منذ ظهوره الأول بات الأكثر تخيبا للآمال لجماهير الفريق التي انتظرته مرتين.
بداية نارية
ظهر رونالدينيو لأول مرة عام 1998 بعمر الـ 18 عاما بقميص جريميو، الذي بدأ مسيرته خلاله من عمر الـ 8 سنوات.
عُرف رونالدينيو في البداية بـ "شقيق أسيس" وبعد ذلك سيكون العكس، فلقد حصل رونالدينيو على عقد كبير مقارنة بأقرانه بعمر الـ 16.
بعد عام واحد خاض رونالدينيو نهائي بطولة "جاوتشو" لولاية جراندي ديل سول أمام الغريم التقليدي إنترناسيونال.
إنترناسيونال فاز 1-0 في اللقاء الأول بقيادة دونجا في خط الوسط، وفي الإياب سجل رونالدينيو هدفا من ركلة ثابتة وأتعب قائد منتخب البرازيل العائد لتوه في صفقة انتقال حر من أوروبا وفاز بجائزة رجل المباراة.
رونالدينيو طالب حينها بشريط المباراة بتعليق الراديو من أجل الاحتفاظ بهدفه الأول في دربي "جرينال" قائلا: "منذ طفولتي كان حلمي دائما أن أسجل في الدربي".
الشاب أراد أن يفعل كل شيء في الدربي أمام أنظار خصمه لكن التعامل معه كان خشنا، جوثيرو سوتار صحفي برازيلي قال إنه بين شوطي اللقاء وضع دونجا يديه على كتف رونالدينيو قائلا: "هذا كل شيء. هكذا تُلعب المباريات".
خاض الفريقان مباراة فاصلة بعد 4 أيام وحسمها رونالدينيو أيضا، مرر الكرة من بين قدمي أندرسون ومن ثم تمريرة ثنائية وأودع الكرة في الشباك.
ومن بعد تلك المباراة بدأ الجميع يتساءل من هذا الطفل الذي قاد جريميو للفوز باللقب وحصد لقب الهداف برصيد 15 هدفا في المسابقة المحلية، صحيفة Correio do Povo أعطته تقييم 10 من 10 وفي اليوم التالي حصل على الاستدعاء لأول مرة مع منتخب البرازيل الأول لبطولة كوبا أمريكا 1999.
جريميو هو من جعل رونالدينيو يلعب في أوروبا لكنه طعن النادي مرتين ولم يبد أي ندم على ما فعله، فلا تجد جماهير أو نادي الملقب بـ "التريكولور" يضعون اسمه ضمن أهم من ارتدى القميص.
رونالدينيو ظل في الفترة من 1999 وحتى 2001 على رأس اهتمامات كبار الأندية الأوروبية، ريال مدريد وبرشلونة وإنتر ميلان وبوروسيا دورتموند.
أرسين فينجر كان حريصا على ضمه إلى أرسنال لكن مشاكل تصاريح العمل أعاقت البرازيلي، وكاد أن يلعب لفريق سانت ميرين الأسكتلندي إلا أن الصفقة تعطلت بسبب مشكلة في جواز السفر (يبدو أن التاريخ يعيد نفسه).
وأدعّى جريميو في ذلك التوقيت أنهم تلقوا عرضا بقميص 42 مليون جنيه إسترليني ليصبح البرازيلي أغلى لاعب في العالم (حينها كان الرقم القياسي 37 مليون).
في موسم رونالدينيو الأخير مع جريميو سجل 41 هدفا في 49 مباراة، لدرجة أن خوسيه جيريرو رئيس جريميو وضع لافتة أمام مدخل تدريبات الفريق "لن نبيع أفضل لاعبينا".
أسيس دي موريرا شقيق رونالدينيو الأكبر اختتم مسيرته مع مونبيلييه الفرنسي وكان سببا في انتقال رونالدينيو لـ باريس سان جيرمان في صفقة انتقال حر.
في البرازيل هناك قاعدة غير مكتوبة لضمان الحصول على أكبر عائد مادي من صفقات اللاعبين الشباب، هو توقيع عقدا جديدا قبل أشهر من الرحيل.
جيريرو لم يصدق الأخبار في البداية عن رحيل رونالدينيو: "لقد قرأت للتو الأخبار على موقع باريس سان جيرمان، نحن في منتصف المفاوضات لتجديد عقد رونالدينيو ولم يتصل بنا باريس سان جيرمان".
رونالدينيو رفض التوقيع على العقود ووقعّ للباريسيين عقب نهاية تعاقده ورحل في صفقة انتقل حر، رغم وعوده بالبقاء مهما كان التعاقد وظل يردد أنه "جريميستا" ورحل في النهاية.
وبعد سنوات وصفه أحد مشجعي جريميو بمرارة "بالنسبة لنا فهو كاذب وخائن".
اتخذ رحيل رونالدينيو شكلا آخر، إلى المحاكم وقرر الاتحاد الدولي بإيقاف اللاعب لحين تسوية القضية المعروضة.
فضّل رونالدينيو الذهاب بعيدا عن جريميو بواقع 1500 ميل، تدرب منفردا وتعلم اللغة الفرنسية.
عندما وصل لباريس لم يكن لعب الكرة منذ 4 أشهر، رونالدينيو يذذكر تلك الفترة "كانت لحظات صعبة".
فاز زملاء رونالدينيو بكأس إنترتوتو وهو يجلس في مدرجات ملعب حديقة الأمراء، وجاء قرار بدفع باريس سان جيرمان 5 مليون يورو رغم مطالبة جريميو بتعويض بقيمة 20 مليون يورو، ليبدأ المشاركة في منتصف أغسطس 2001، وظل أغلب النصف الأول من الموسم على مقاعد البدلاء.
تجربة رونالدينيو تواصلت بعد معاناة في البداية ليصبح من الأفضل في تاريخ اللعبة والأفضل في العالم مرتين حينها، من برشلونة إلى ميلان، وفي 2011 حان وقت العودة للبرازيل.
في 2010 عندما بدا أن البرازيلي عائد لبلاد السامبا مجددا، صرح قائلا: "أنا جريميستا"، فبدأ جريميو مفاوضاته لمدة 3 أشهر لعودته من جديدا، الكل كان يعلم بأن رونالدينيو عائد إلى جريميو.
موظفو شركة الصوت أعدوا المعدات التي سيتم استخدامها في أداء رونالدينيو على العشب في الاستاد الأولمبي، وهو ما كان يعني اقترابه الوشيك من العودة.
شقيق رونالدينيو حاول استخدام جريميو من أجل الحصول على أفضل عقد حسبما وصف باولو أودون رئيس جريميو الذي أعلن انسحاب النادي من المفاوضات بسبب المطالبات المادية "ما أراده رونالدينيو هو مضاعفة عرض جريميو عمليا، هذا سخيف، لم نكن لنصل إلى هذا المستوى المالي".
وظهرت عروضا من بالميراس وفلامنجو وفي نهاية العام انتقل رونالدينيو لفلامنجو بفارق بسيط عن عرض جريميو المُقدم له.
حينها رد أسيس أنه حاول إعادة رونالدينيو لجريميو في 2011 لكن لسوء الحظ فعل جريميو كل شيء خاطئ، وألقى باللوم على رئيس النادي بأنه لم يرد ضم رونالدينيو.
في 2014 ارتبط اسم رونالدينيو بالعودة من جديد لـ جريميو ورفض رئيس النادي المبدأ من الأساس قائلا: "يريد دائما أن يضع نفسه في محط الأهمية و يستخدم اسم جريميو، لست مضطرا للقيام بذلك وجعل الفريق مثارا للسخرية، لا أحد منا يريد ذلك وحتى جماهير النادي لن ترحب به".
إلا أن رونالدينيو بعد اعتزاله يظل ممتنا لما قدمه له جريميو عبر مسيرته "لا يسعني إلا أن أشكر جريميو ومشجعي النادي. مكثت هناك من سن 7 حتى 20. قضيت أغلب حياتي بالكامل هناك. لذا أود فقط أن أشكرهم على الدعم الذي قدمه لي الجميع".
ولم يبد ندما على عدم عودته لجريميو: "أنا لست نادما في حياتي المهنية. لا شيء، سأفعل كل شيء بنفس الطريقة مرة أخرى".
رونالدينيو سيظل ساحرا في عيون الجميع، لكن في عيون جماهير جريميو هناك غصة عما فعله من تربى داخل جدران النادي معهم، مرتين وليس مرة واحدة.
اقرأ أيضا
قرار عاجل من الأهلي لمواجهة كورونا
الإسماعيلي لـ في الجول: إصابة لاعبينا بـ كورونا شائعة
أنا دروجبا (3).. لن أذهب إلى تشيلسي مهما فعلتم
ليبرون جيمس يختار نجومه المفضلين في كرة القدم
الاختيار لك.. إنهاء المسيرة بين توتي ودي روسي وتجربة الأرجنتين