كتاب في البيت - أنا دروجبا (3).. لن أذهب إلى تشيلسي مهما فعلتم

إيمانا من FilGoal.com بدوره المجتمعي في محاربة فيروس كورونا ومساهمة في حملة (خليك في البيت)، نقدم لكم خدمة ترجمة كتب أبرز النجوم.

كتب : أحمد عز الدين

السبت، 21 مارس 2020 - 14:11
دروجبا

إيمانا من FilGoal.com بدوره المجتمعي في محاربة فيروس كورونا ومساهمة في حملة (خليك في البيت)، نقدم لكم خدمة ترجمة كتب أبرز النجوم.

والآن مع الحلقة الثالثة من كتاب ديديه دروجبا نجم منتخب كوت ديفوار وتشيلسي ومارسيليا السابق.

--

مع بداية 2004 أصبح تناول الإفطار مع أسرتي في أي مطعم مستحيلا. وهذا يوضح مدى الشهرة التي اكتسبتها في مرسيليا.

هل تعلمون كم الحوادث المرورية التي وقعت في مرسيليا لأن السائق شاهدني في الشارع وحاول الوقوف لالتقاط صورة معي؟

لم يكن هذا الأمر سهلا بالنسبة لي. أعلم أنها نعمة من الرب بالنظر إلى أني كنت لاعبا في الدرجة الثانية منذ عامين فقط لكن ما حدث كان غريبا وصعبا علي وأسرتي لدرجة دفعتني للاستعانة بطبيب نفسي.

والطبيب النفسي جعلني أفهم أكثر الوضع الرائع الذي وصلت إليه. وهكذا اتخذت قرارا حاسما في مسيرتي: مرسيليا جعلني بطلا ويستحق جمهوره كل الالتزام والإصرار والولاء.

لن أرحل عن هذا النادي أبدا. أو هكذا كنت أظن.

أنا ديدييه دروجبا. وفي هذه الحلقة من مذكراتي أحكي لكم عن قصة الرحيل الإجباري إلى تشيلسي. وعن والفصل الأول في حكاية رجل استثنائي في حياتي يحمل اسم جوزيه مورينيو.

لقاء استثنائي

"اسمعوا. الحل الأفضل لمراقبة مهاجم مثل دروجبا هي ضربه. لا تدعوه يلمس الكرة".

هذه الجملة سمعتها من مدافع بورتو أثناء مبارتنا معهم في دوري أبطال أوروبا، وحتى اليوم أضعها ضمن أكثر الأشياء التي جعلتني سعيدا لأني بدأت أحب حقيقة أني أصبحت أجعل حياة خصومي جحيما.

ورغم الخسارة أمام بورتو يومها 3-2 كان اليوم استثنائيا لي ليس لأني سجلت هدفا لكن لأني قابلت لأول مرة مستر جوزيه مورينيو.

بعد المباراة وجدت جوزيه يتجه لي يصافحني، يبتسم ويقول: "هل لديك أقارب يلعبون كرة القدم بنفس طريقتك؟".

أجبته مبتسما "في إفريقيا ستجد من هم أفضل".

رد جوزيه "في يوم ما، وحين أمتلك المال الكافي لن أتركك تفلت أبدا. ستكون أول تعاقداتي".

وفي الحقيقة أندريه فيلاس بواس مساعد جوزيه مورينيو آنذاك كان يطاردني في كل الملاعب لمشاهدتي. لم أهتم كثيرا ولم أفكر أبدا في الرحيل عن مرسيليا لكني كنت سعيدا بأن هناك من يضعني في تصنيف جيد.

كان مستواي يرتفع كل يوم والفضل لفريق اللياقة البدنية الذي تعاقدت معه.

هذا الفريق من المدربين والأطباء جعلوني أتخطى أيام الإصابات ومتاعبها خاصة وقد عملوا معي يوميا على طريقة كوبي براينت ومايكل جوردان وهما من الأساطير التي أعشقها في عالم السلة.

والنتيجة أني سجلت 32 هدفا وتم اختياري كأفضل لاعب في الموسم.

وفي يوم استلامي الجائزة سألني أحد الصحفيين: "سمعت أن هناك ناديا إنجليزيا تقدم بعرض لمرسيليا من أجلك".

أجبت فورا "لا تقلق لن أذهب إلى أي مكان. أعطي جمهور مرسيليا كلمتي، لن أرحل".

وفي اليوم التالي جددت عقدي مع مرسيليا.

"دروجبا يرحل"

كنت في قمة سعادتي. أحب حكاية باولو مالديني مع ميلان ودائما أحلم بتكرارها في مرسيليا.

ومع منتصف يوليو سافرت إلى إفريقيا لخوض مباراة بلادي ضد الكاميرون في تصفيات كأس العالم. خسرنا 2-0 يومها وكان يوما كئيبا.

بعد المباراة دخلت غرفة خلع الملابس في مزاج سيء فوجدت في انتظاري بابي ضيوف وقد أصبح مديرا لنادي مرسيليا وبالتالي لم يعد وكيلا لي.

استغربت كثيرا من تلك الزيارة في الكاميرون. شعرت أن هناك خبرا غير جيد في انتظاري.

بابي ضيوف: ديدييه هناك عرض رائع لك من تشيلسي.

دروجبا: لن أذهب.

بابي ضيوف: ربما عليك الذهاب. النادي اتخذ قراره بالفعل ووافق على العرض.

دروجبا: قل لرئيس النادي إني أعطيت جمهور مرسيليا كلمتي ولن أذهب حتى لو ضاعف تشيلسي عقدي.

لم يرد بابي ضيوف. رحل وتركني في أسوأ حال ممكن.

حين عدت إلى فرنسا وجدت صورتي على غلاف جريدة ليكيب ومكتوب عليها: "دروجبا يرحل".

كدت أجن. اتصلت مباشرة بخوسيه أنيجو المدير الفني للفريق.

دروجبا: ماذا يحدث؟

خوسيه أنيجو: أنا أسف ديدييه. لا أستطيع التحدث معك في هذا الأمر ونصيحتي الوحيدة هي الذهاب إلى رئيس النادي.

كان يبدو واضحا أن رئيس النادي طلب من المدرب عدم التحدث معي.

كنت في موقف صعب لأني أعلم رغبة زوجتي في البقاء. أولادي هنا مستقرون وكل شيء يقول لي ابقى في مرسيليا.

لهذا فور وصولي إلى مرسيليا ذهبت إلى منزل رئيس النادي كريستوف بوتشيه، أول كلمة قلتها له: لا. أنا أرفض الرحيل.

دروجبا: أتفهم قيمة العرض لكني أرغب في البقاء هنا. ربما بعد سنتين أو ثلاثة يمكنك بيعي لكن ليس الآن.

رئيس مرسيليا: وهل تضمن أن يأتينا عرض جيد لك بعد سنتين؟

دروجبا: أنت لا تثق في؟

تركت مكتب رئيس النادي وأنا لا أعلم ما علي فعله. لطالما كانت الثقة في قدراتي هي النقطة التي أبني عليها قراراتي.

من لا يؤمن بي لا يستحق ولائي. سأرحل لكني لن أذهب إلى تشيلسي.

يجب أن تفهم إدارة مرسيليا أنها لا تتحكم في حياتي.

ربما يجلب لي وكيلي عرضا من أرسنال. هو ناد كبير وهناك عدد من الفرنسيين سأشعر بالراحة معهم.

حين ذهبت إلى منزلي وجدت بابي ضيوف يطلب مني تحضير حقيبتي لأننا سنذهب إلى لندن لمقابلة رومان أبراموفيتش رئيس تشيلسي.

"لن أذهب إلى تشيلسي". قلت له ذلك وصعدت إلى غرفتي.

لحظة الحقيقة

طلب بابي ضيوف من زوجتي تحضير حقيبتي وأقنعاني بالسفر والاستماع إلى العرض وبعدها ليكن الحكم النهائي.

وحين وصلنا إلى لندن وجدت في المطار رومان أبراموفيتش وجوزيه مورينيو ينتظراني.

رحب أبراموفيتش بي كثيرا.

وتحدث معي مورينيو بالفرنسية التي يجيدها ضمن لغات عديدة جدا يتقنها هذا الرجل: "أنت مهاجم جيد. لكن إذا أردت أن تصبح عظيما عليك اللعب تحت قيادتي".

وحين ذهبت إلى الفندق وجدت في التلفاز من يتحدثون عن صفقتي. يقولون لماذا يدفع تشيلسي ما يقترب من 40 مليون يورو في لاعب عادي مثل دروجبا.

وجدت مورينيو يرد على التلفاز في حديث صحفي: "حاكموني على اختياراتي في نهاية الموسم".

كانت تلك اللحظة فارقة في قراري. لقد شعرت بالثقة مع جوزيه وقررت الموافقة على إتمام الصفقة. سأكون لاعبا في تشيلسي.

باقي القصة تعرفونها جيدا. لكن فيها الكثير من الكواليس والأسرار، النجاح والإخفاق. لكني حتى أصنع حكايتي تحليت دائما بالالتزام والإصرار.

في الحلقة المقبلة سأحكي لكم عن أيام رائعة في تشيلسي انتهت بخيانة كبيرة لجوزيه مورينيو، أو هكذا كنت أظن.