كتب : FilGoal
لطالما تأفف لاعبو ومدربو الدوري الإنجليزي، لعدم الحصول على راحة شتوية خلال فترة الأعياد كما الحال في بقية المسابقات الأوروبية.
وبينما تعيش كرة القدم هذه الأيام تعليقا إجباريا بفعل فيروس كورونا الذي تفشى في أنحاء العالم، يبرز التساؤل: متى توقف الدوري الإنجليزي إجباريا للمرة الأخيرة؟
وحتى نجد الإجابة، علينا العودة حوالي 6 عقود إلى الوراء، لنصل إلى شتاء موسم 1962\1963.
الدوري الإنجليزي الذي يشتهر بصفته مسابقة صارمة لا يردعها سوى حرب –أو وباء كما هو الحال الآن-، واجه حربا شرسة من الطبيعة في ديسمبر 1962، ويناير وفبراير 1963.
فتزامنا مع إطلاق فيلم لورانس العرب بدور العرض، شهدت المملكة المتحدة واحدة من أشرس موجات الصقيع في تاريخها الحديث، والأبرد طوال القرن العشرين.
درجات الحرارة انخفضت بشكل ملحوظ لتسجل -19 في بعض المناطق وسط هطول مستمر للثلوج تسبب في تجمُد الأنهار!
الموجة الباردة أثّرت على شتى أنحاء البلاد، إذ هطلت الثلوج لـ 62 يوما متتاليا دون توقف على جنوب إنجلترا.
وبالطبع، تضررت أغلب ملاعب كرة القدم، وصارت ممارسة الرياضة عموما في الأماكن المفتوحة أقرب إلى المستحيل.
ورغم الظروف المناخية القاسية، لم يصدر الاتحاد الإنجليزي وقتها قرارا بإيقاف النشاط الكروي، وإنما واصل محاولته إقامة المباريات في موعدها، وأغلبها تأجل بالطبع في نهاية المطاف.
42 كان عدد جولات المسابقة في ذلك الوقت، والجولة الأخيرة التي لُعبت بانتظام دون مؤجلات، كانت الجولة 21 التي أقيمت كافة مبارياتها يوم 8 ديسمبر 1962، قبل أن يحل الصقيع!
الفوضى بدأت في الجولات التالية، لتقام مباريات الجولة 23 على سبيل المثال في نطاق زمني بلغ 4 أشهر ونصف تقريبا.
فخمس مباريات لُعبت من تلك الجولة بشهر ديسمبر في موعدها الطبيعي، فيما لُعبت مباراة بشهر فبراير، ومباراة بشهر أبريل، وبقية المباريات لُعبت في مايو.
الموسم الكروي الذي كان مقررا انتهاؤه يوم 27 أبريل، امتد لشهر إضافي حتى يستوعب الكم الهائل من المؤجلات المضغوطة.
مئات المباريات من مختلف الدرجات تم تأجيلها، وشهدت مباريات معينة أرقام مذهلة في عدد مرات التأجيل.
فمباراة بين فريقي لينكولن سيتي، وكوفنتري سيتي، أُجلت 14 مرة مختلفة!
لو أذهلك الرقم السابق، فكيف لك أن تشعر عندما تعرف بمباراة في اسكتلندا بين سترانراير، وأيردراي، تم تأجيلها 33 مرة!
الدور الثالث من منافسات كأس الاتحاد الإنجليزي استغرق وحده 66 يوما بين بدايته ونهايته.
ثلوج الخير
هذه الفوضى لم تكن مضرة على الإطلاق لكل الأندية، ففريق مثل فولام كان قد تلقى 12 هزيمة في أول 22 جولة، والتوقف الطويل الذي طال المسابقة في الأسابيع التالية، سمح له بتحسين مركزه قبل الأخير.
فولام أكمل سلسلة 13 مباراة متتالية دون هزيمة بعد نزوح الثلوج، واستطاع تسلق جدول الدوري ليصل إلى المركز 16 في نهاية المسابقة، وينجو من هبوطٍ كان محققا حتى قررت السماء إرسال صقيعها.
وثلوج الشر أيضا
لم تحمل الثلوج الخير للجميع، وإنما أنهت مسيرة لاعب في الثامنة والعشرين من عمره، يُدعى بريان كلوف.
كلوف كان لاعبا في فريق سندرلاند بدوري القسم الثاني، وخلال أحد أيام الصقيع الشرسة، احتشد 42 ألف مشجع في ملعب روكر بارك، لمشاهدة مباراة الفريق أمام بيري.
المشجعون الشجعان تجمهروا رغم الثلوج الكثيفة التي دمرت عُشب الملعب، مما دفع الحكم إلى استبعاد فكرة تأجيل المباراة حتى لا يُحبِط كل هذه الجماهير المحتشدة.
لكنه كان قرارا كارثيا على كلوف الذي تعرّض لإصابة قوية في الركبة بعد أن فقد السيطرة بسبب الثلوج واصطدم كالقطار في كريس هاركر حارس مرمى بيري.
الإصابة قضت تقريبا على مسيرة كلوف الذي لم يخض سوى 3 مباريات بعد ذلك، ليعتزل كرة القدم مبكرا للغاية، ويبدأ مسيرته الأسطورية في عالم التدريب.
النهاية
مع تعطل الدوري في نهاية ديسمبر، كان إيفرتون على القمة في طريق استعادة اللقب الغائب منذ رُبع قرن تقريبا.
ولحسن حظ فريق مدينة ليفربول، فالحال لم يتغيّر بعد انتظام المسابقة، واستطاع إيفرتون التفوق على مُطارديه: توتنام هوتسبير، وليستر سيتي، ليحصد اللقب في النهاية.
على جانب آخر، شهد نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي تتويجا تاريخيا لـ مانشستر يونايتد على حساب ليستر سيتي.
وتأتي قيمة هذه البطولة بصفتها اللقب الأول لأبناء مات باسبي منذ كارثة ميونيخ عام 1958.
مصادر:
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغط هــــــــــنـــــــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
اقرأ أيضا:
الإسماعيلي "محجوز" في المغرب بعد تعليق رحلات الطيران
ماذا قال محمود علاء بعد تجديد عقده مع الزمالك
حقيقة تحويل رونالدو فنادقه لمستشفيات
هل يلعب دوري أبطال أوروبا بنظام دورة رباعية؟