كتب : رامي جمال
في الثاني والعشرين من شهر يناير الماضي قررت الصين بشكل رسمي عزل مدينة ووهان بمنع السفر منها وغليها وغلق كافة وسائل النقل العامة بسبب تفشي فيروس كورونا.
وبعد شهر بالتحديد من ذلك اليوم كان من المفترض أن يبدأ الموسم الجديد للدوري الصيني 2020-2021 ولكن تم الإعلان عن تأجيله رسميا لأجل غير مُسمى مع وجود بعض التكهنات بعودته في بداية شهر أبريل حال انحسار الخطر الفيروسي.
يتنافس في الدوري الصيني 16 فريقا وفي مرحلة تفشي الفيروس كانت أغلب الأندية تتواجد في الخارج لخوض معسكرات تحضيرية بالإضافة لمن يستعد لخوض منافسات دور المجموعات من دوري أبطال آسيا.
يتواجد 15 ناديا صينيا من أصل 16 في الشهر الحالي خارج الصين وينتشرون في مختلف بقاع العالم، من بينهم فريق مدينة ووهان ذاتها.
فريق ووهان مازال يقيم حاليا في إسبانيا لما يقرب من شهرين هذا بالإضافة لمواطنيهم فريق داليان يفانج الذي يدربه رافائيل بينيتيث.
فيما يتواجد فريق شنجهاي شينوا في الإمارات خلال الوقت الحالي إذ أنه خاض معسكرا في دبي قبل أن ينتقل لأبو ظبي ولم يستطع خوض أي مباراة في دور المجموعات في دوري أبطال آسيا الذي صدر قرارا بتأجيله بالفعل.
أما فريق بكين جوان فيعسكر حاليا في تايلاند.
فما الذي يحدث مع تلك الفرق حاليا؟
ووهان زال
الفريق الذي يأتي من المدينة التي تفشى منها الفيروس كان يتواجد في جوانزو في الصيف التي تُبعد عن مدينتهم الأصلية بما قرب من ألف كم، وبعد ذلك كان القرار بالسفر إلى مدينة مالاجا الإسبانية.
تضم البعثة 50 فردا من بينهم 14 لاعبا من مدينة ووهان وأسرهم قيد العزل في منازلهم خوفا من العدوى، وهناك لاعبا فقد جدته جراء الفيروس.
قال مدرب الفريق ذو الجنسية الإسبانية جوزيه جونزاليس: "حالة الوفاة كانت خبر أليم للجميع لكن مثل كل شيء في الحياة يجب أن نحاول أن نمضي قدما، للأسف لم يستطع اللاعب العودة إلى ووهان".
وأكمل "اللاعبون مبتعدون عن منازلهم لشهرين وكل يوم يتحدثون مع عائلاتهم هاتفيا ويعرفون الأنباء السيئة".
أما لاعب الفريق ياو هانلين قال: "الوضع ليس سهلا علينا نحن نفتقد أصدقائنا وعائلاتنا للغاية، أتمنى أن يصمد الجميع".
ولكن لأن المصائب لا تأتي فرادى فإن المعاناة ليست في ابتعاد أعضاء الفريق عن ذويهم بل المعاملة التي أحيانا قد تكون سيئة خوفا من العدوى.
فترة حضانة الفيروس هي 14 يوما، لكن الخوف من اللاعبين مازال ممتدا حتى اليوم من قبل من يتعامل معم.
وجهت رابطة الدوري الإسباني "لا ليجا" دعوة إلى الفريق لحضور لقاء الكلاسيكو الأخير الذي فاز فيه ريال مدريد على برشلونة بهدفين دون رد في ملعب سانتياجو برنابيو.
أحد الصحفيين سأل أحد اللاعبين عما إذا كان الناس يخافون من التعامل معهم خوفا من العدوى؟ وصحيفة إنجليزية طلبت من رابطة الدوري الإسباني الكشف عن سبب دعوة الفريق لحضور الكلاسيكو بسبب الذعر من العدوى.
التعاطف لم يكن دائما إلى جانب اللاعبين فاسم ووهان ينشر الخوف والذعر حاليا في أنفس الجميع.
ولكن رغم ذلك فإن كل ما يحدث لا يشغل بال اللاعبين بقدر ما يهتمون بقدرة مدينتهم في الانتصار على الفيروس ليعودوا إليها.
وقال أحد اللاعبين: "لا أشعر بالتهديد أتمنى فقط أن يتحسن كل شيء لنستطيع العودة إلى بلادنا".
أما مدرب الفريق جوزيه جونزاليس فقال: "هؤلاء ليسوا فيروس متنقل هؤلاء رياضيون أتمنى أن يجدوا قليلا من التعاطف في إسبانيا فليس من السهل الابتعاد عن منزلك كل تلك الفترة وأنت تعرف أن عائلتك معزولة في الحجر الصحي".
كما يوفر النادي جلسات علاج نفسي للاعبين مع الأطباء المتخصصين خلال الفترة الحالية.
داليان يفانج
الفريق الذي يدربه بينيتيث يتواجد في إسبانيا كذلك حاليا وفضلت إدارة الفريق الإبقاء على اللاعبين هناك حتى حدوث أي جديد بشأن السيطرة على الفيروس.
وكان من المتوقع أن يعود الفريق للصين منتصف شهر مارس الجاري لكن تأجيل الدوري وعدم حدوث أي جديد سيطيل فترة بقائهم في أوروبا.
وعلق بينيتيث على ما يحدث لفريقه قائلا: "لم أختبر شيئا مماثلا من قبل مثل ذلك في مسيرتي، هذا من المفترض تحضير اعتيادي للموسم الجديد ولكنه يحدث في ظروف غريبة جدا".
وعقب نهاية المران فيوجد الكثير من فترات الفراغ فماذا يحدث في المعسكر؟
مؤخرا قضى اللاعبون فترة وقت فراغهم في خوض بطولة ودية فيما بينهم لتنس الطاولة.
انهيار الدوري الصيني
في السنوات الأخيرة جذب الدوري الصيني العديد من النجوم مثل أوسكار لاعب تشيلسي السابق وهالك و كارلوس تيفيز وخافيير ماسكيرانو والسبب يعود إلى الراوتب الضخمة التي قد تصل لـ26 مليون يورو سنويا.
لكن مؤخرا قرر الاتحاد الصيني لكرة القدم أن ضم أي لاعب أجنبي بأكثر من 6 مليون يورو (45 مليون يوان صيني) يعني دفع 100% من قيمة الانتقال كضرائب.
هذا بالإضافة لإقرار لائحة تفيد بأنه ليس من حق أي لاعب الحصول على راتب سنوي أكثر من 3 مليون يورو.
يشمل ذلك القرار على التعاقدات الجديدة والتي سيتم تجديدها وليس تلك التي هي سارية بالفعل.
على سبيل المثال فإن أوسكار يحصل من جوانزو إيفرجراند على 26 مليون يورو سنويا بتعاقد مستمر حتى عام 2024،
وسيظل ذلك الراتب مستمرا حتى نهاية تعاقده.
ذلك القرار على سبيل المثال كان سببا في إيقاف انتقال لاعب ريال مدريد جاريث بيل إلى الدوري الصيني.
كل ذلك أدى إلى بداية ابتعاد اللاعبين عن الدوري الصيني، ومع تفشي فيروس كورونا فإن الأندية الصيفية لم تنفق في فترة الانتقالات الأخيرة سوى 28 مليون يورو فقط.
هذا الرقم هو الأقل إنفاقا في الدوري الصيني منذ عام 2011 واعتمدت الأندية على الانتقالات المجانية أو الإعارات أو بقيمة منخفضة للغاية.
أغلى صفقة حدثت في الانتقالات الأخيرة كانت بانتقال البرازيلي أليكساندرو لوبيز من جيونبوك الكوري الجنوبي إلى شانجهاي إيست مقابل 5 مليون و500 ألف يورو فقط.
تسعة أندية من أصل 16 لم ينفقوا أي يوان خلال الانتقالات بما فيهم بطل الدوري جوانزو إيفراجراند ذاته الذي يدربه الإيطالي فابيو كانافارو.
هذا بالإضافة لرغبة بعض اللاعبين في فسخ تعاقدهم والرحيل أو الرحيل على سبيل الإعارة مثلما فعل مهاجم شانجهاي شينوا أوديون إيجالو بانتقاله إلى مانشستر يونايتد.
هاري بلفورد سبنسر مؤسس شركة "First pick group" المختصة بالاستشارات الرياضية في شنجهاي قال: "تفشي كورونا أدى لإيقاف عمل الأندية الصينية في الانتقالات".
وأكمل "أي ناد لن ينفق أمواله لأنه لا يعرف حقا ماذا يحدث، فأنت لا تريد دفع رواتب للاعبين دون أن يلعبوا وهذا ما حدث مع إيجالو".
وأضاف سبنسر حديثه "الفيروس يجعل عمل الأندية الصينية صعبا للغاية".
وأتم "رغم عدم تفشي الفيروس في كل الصين يظل السؤال: هل أنت حقا تود اللعب هناك في اللحظة الحالية؟".
مصادر
اقرأ أيضا
خطة اتحاد الكرة للتعامل مع فيروس كورونا
رسالة هامة من حسام عاشور لجماهير الأهلي
4 حالات لتقنية الفيديو في مباراة الإسماعيلي والجونة
تصريحات نارية من مدرب الإسماعيلي
حوار مع علي معلول عن سر الفوز على صن داونز