كتب : محمد يسري
من أول لمسة له مع تشيلسي أصبح بيلي جيلمور حديث الأوساط الرياضية في بريطانيا مما جعل فرانك لامبارد يقول عنه "يستحق أن يتحدث عنه الجميع".
ينتهج تشيلسي سياسة جديدة متثملة في الاعتماد على لاعبي الأكاديمية الخاصة به بعد سنوات من شراء النجوم، وبيلي جيلمور أحد أبرز الأسماء الجديدة التي تلمع مع الفريق الإنجليزي.
مع مجيء لامبارد لتدريب تشيلسي في الصيف الماضي، انضم جيلمور لقائمة الفريق أثناء استعداده للموسم الجديد، وشارك في الودية التي لُعبت ضد بوهيمانس، ليُبهر مدربه ويستمر مع الفريق الأول ويشارك كبديل في مباراة السوبر الأوروبي ضد ليفربول والتي خسرها الفريق بركلات الترجيح.
وضد ليفربول أيضا كانت بداية جيلمور الحقيقية مع تشيلسي حين سيطر قاد الفريق للفوز على كتيبة يورجن كلوب في كأس الاتحاد، ليخرج لامبارد ويقول "يستحق أن يتحدث عنه الجميع بسبب الأداء الذي قدمه".
لكن إبهار لامبارد تطلب من جيلمور بذل مجهود مضاعف وصل للشاق أحيانا.
لاعب الوسط الأسكتلندي المولود يوم 11 يونيو عام 2001 في مدينة جلاسكو لأب يخدم في الجيش الملكي وأم تعمل حتى الرابعة عصرا لم يكن ليصبح لاعبا لكرة القدم لولا اهتمام جده وعمه به.
يقول جيلمور "لقد اعتادوا على أن الاعتناء بي بعد المدرسة والذهاب معي بالحافلة إلى رينجرز ثم العودة للمنزل في التاسعة ليلا، ليقضوا يوما طويل، ثم يكرروا نفس الأمر في اليوم التالي، وهكذا دائما".
انضمام جيلمور لأكاديمية رينجرز كان وهو في الثامنة من عمره جاء بعدما لفت أنظار كشافين النادي لينضم لهم مباشرة ويبدأ الرحلة هناك.
تطور جيلمور كان سريعا في رينجرز حتى أنه تدرب مع الفريق الأول في يناير 2017، قبل أن يكمل 16 عاما.
لذلك كان طبيعيا أن ينضم لمنتخب الناشئين في اسكتلندا حتى وإن كان أصغر من باقي أقرانه.
في 2016 قد أسهم في حصول منتخب اسكتلندا على المركز الثاني في بطولة "Victory Sheild" خلف منتخب إيرلندا.
قبل أن يقود منتخب دون 16 للوصول لنصف نهائي بطولة الاتحاد الأوروبي للتطوير، ثم الفوز بجائزة أفضل لاعب في دورة تولون الودية لمنتخبات الشباب بعد احتلال المركز الرابع.
ليبدأ اهتمام فرق الدوري الإنجليزي به.
مارك واربورتون مدرب رينجرز السابق قال عنه: "اهتمام الفرق به مفهوم للغاية، هو لاعب موهوب جدا وكل فرق الدوري الإنجليزي تتابعه وتراقبه، فهم مهتمون بأفضل اللاعبين في كل دولة حول العالم".
أندية مانشستر يونايتد وأرسنال وتشيلسي دخلوا سباق التوقيع معه قبل أن يُكمل عامه الـ16.
لكن بيدرو كايشينا مدرب رينجرز كان له رأي مختلف حيث خشى على جيلمور من عدم التطور في إنجلترا وكان يحاول إقناعه بالبقاء مع رينجرز.
فقال: "(بيلي) لن يحظى بمستقبل مشرق في هذا النادي، بل سيحظى بمستقبل مشرق في كرة القدم. هو يفهم ما يحدث وهو في الـ15 من عمره لكنه يستطيع أن يتنافس مع أولاد في الـ20 من عمرهم، كما أنه تدرب مع الفريق الأول من قبل".
لكن في النهاية قرر جيلمور الانتقال والتوقيع لتشيلسي، في مايو 2017 وبمقابل يُقدر بنصف مليون جنيه استرليني، على أن ينضم رسميا للفريق حين يُكمل عامه الـ16.
الموهبة التي يتمتع بها جيلمور في الاحتفاظ بالكرة والتمرير بين الخطوط وصناعة اللعب لم تأت من فراغ، بل بسبب دراسة أساليب أبرز لاعبي الوسط في كرة القدم.
جيلمور كان يقضي أوقات فراغه في مشاهدة العديد من المقاطع الفيلمية عبر "يوتيوب" للعديد من نجوم اللعبة.
فيقول جيلمور "شاهدت عدد من الفيديوهات لا حصر لها للاعبي الوسط الذين يلعبون في مركزي، مقاطع عديدة لـ (فن التمرير) كانت ما أقضى وقتي بمشاهدته".
وعن مثله الأعلى " وعن مثله الأعلى "(سيسك) فابريجاس هو من أقارن نفسي به في السنوات الماضية، هو لاعب من المستوى الكبير وأحاول أن ألعب مثله".
"أما إنيستا فهو شيء أخر، كذلك فرينكي دي يونج، أحب مشاهدتهما".
"هؤلاء هم من أحب مشاهدتهم كل الأوقات وأتمركز مثلهم".
ورغم إعطاء جيلمور كل وقته لكرة القدم، إلا أنه عَمل كعارض للأزياء قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول لتشيلسي.
يقول جيلمور "حدثني وكيل أعمالي ذات مرة بعد المران وقال لي (هل تهتم بأن تكون عارضا للأزياء؟) لأقول له (ماذا؟)".
وأضاف "قال لي إن الأمر سيكون لمدة عاما، ولن أقوم بأكثر من جلستين للتصوير، فسألته لأي دار أزياء؟ ليجبني ويقول "Burberry" ولأقول له نعم".
وعن رد فعله زملائه في غرفة خلع الملابس، قال"تعرضت لبعض التنمر حين تم نشر الصور، لكن الأمر كان يستحق".
جيلمور خاض كل هذه الرحلة حتى يحصل على إبهار لامبارد، ويُبدع ضد ليفربول في الكأس.
90 دقيقة ضد ليفربول فعل فيها صاحب الـ18 عاما كل شيء عدا التسجيل، حيث تحكم في الكرة بكل ثقة، ووزع تمريراته بدقة على لاعبي فريقه.
76% كانت نسبة تمريراته الناجحة بعدما أكمل 37 تمريرة من 49، وصنع فرصة للتسجيل وأكمل مراوغتين من أصل 3 محاولات، وفاز بصراعين هوائيين، ودفاعيا استخلص الكرة مرتين وشتتها مرتين واعترضها مرة.
لينهال لامبارد عليه بالإشادة ويقول: "قدما أداءا مذهلا بالنسبة للاعب شاب. كان هادئا خلال أول 5 أو 10 دقائق".
ويضيف "يضع قدمه جيدا ويمرر بزوايا رائعة، هو صغير الحجم لكن لديه شخصية رائعة".
أما زميله روس باركلي فقال: "(بيلي) كان ذكيا. لكنه لم يفاجئني، لقد رأيته في التدريب وكان يلعب مثلما يظهر في التدريبات في الموسم الماضي".
فيما أشاد به ألان شيرر مهاجم نيوكاسل الأسطوري وقال: "لقد تحكم به (في وسط الملعب) وقام بكل المطلوب منه، سواء باستعادة الكرة أو بالتمرير للأمام مع حماية رباعي الدفاع، كان رائعا".
وأضاف "كان يفكر دائما في التمرير للأمام، ومع إيقاف جورجينيو لمباراتين، كان يقدم أداءً وكأنه يقول لمدربه (عليك أن تجعلني استمر مع الفريق)، هو يثق في نفسه كثيرا".
أما روي كين نجم مانشستر يونايتد السابق فتحدث عن جيلمور بطريقته الخاصة.
وقال: "مع بداية المبارة قمت بالتحرك من مقعدي وهو ما لا يحدث كثيرا وقلت لنفسي: من هذا الطفل الذي يلعب في وسط الملعب؟".
وأضاف "هناك العديد من المهام التي تطلبها من لاعب الوسط، وهي: جودته بالكرة، الذكاء، الهدوء، وهو يمتلك كل هذه الأمور".
"لقد كان أفضل أداء رأيته منذ فترة طويلة جدا جدا، عليه أن يستعيد (الأداء) مجددا، الطريقة التي بدأ بها المباراة جعلتني أعتقد أنه لاعبا عالميا".
"اعتقدت أنه أحد اللاعبين أصحاب الخبرة الكبيرة. طوال المباراة استمريت في التركيز معه وكل خطوة قام بها كانت رائعة".
جودة جيلمور العالية جعلته الخيار الأول بعد إيقاف جورجينيو وإصابة ماتيو كوفاسيتش ونجولو كانتي، والآن على الأسكتلندي الصغير استغلال التعامل مع لامبارد عن قرب لزيادة قدراته والتطور بشكل أكبر في الفترة المقبلة، ومن يدري؟ ربما يُصبح أسطورة في تشيلسي مثل مدربه الذي يعد أكثر لاعب وسط تسجيلا للأهداف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
اقرأ أيضا
الرجاء عن عقوبة كاف: سنشكو مازيمبي
الرجاء: مواجهة الزمالك دون حضور جماهير؟ القرار في يد جهات سيادية
وزير الرياضة يوضح.. مصير الدوري المصري مع انتشار كورونا
وزير الرياضة يجيب.. هل يستضيف استاد القاهرة الأهلي والزمالك في قبل نهائي الأبطال