كتب : زكي السعيد
فرّط ريال مدريد في صدارة الدوري الإسباني، بهزيمته 1-2 أمام مضيفه ريال بيتيس على ملعب بينيتو فيامارين، في ختام الجولة 27 من عمر المسابقة.
سيدني، وكريستيان تيّو سجلا هدفي بيتيس، فيما سجّل كريم بنزيمة هدف ريال مدريد الوحيد.
ليتجمّد رصيد ريال مدريد عند 56 نقطة في المركز الثاني، بفارق نقطتين عن المتصدر برشلونة.
فيما رفع بيتيس رصيده إلى 33 نقطة في المركز 12.
تيّو يصالح برشلونة
في 21 أبريل 2012، استقبل برشلونة غريمه ريال مدريد في كامب نو، حتى يهزمه ويعيد الحياة إلى المنافسة على الدوري وقتها.
لكن مخططات بيب جوارديولا باءت بالفشل، فخرج رجال جوزيه مورينيو منتصرين 2-1، فيما مباراة ستظل ذكرى سلبية لـ كريستيان تيّو إلى الأبد.
اللاعب الذي بلغ 21 عاما وقتها، حظي بثقة بيب طوال 81 دقيقة، لكنه اكتفى بإرسال تسديدات طائشة في مدرجات كامب نو، بدلا من إيداعها في شباك كاسياس.
بعد قرابة الـ 8 سنوات، قدّم تيّو خدمة جلية لفريقه الأم، وقهر ريال مدريد، لينصّب برشلونة على صدارة الجدول بعد أسبوع من فقدان القمة.
تيّو ألغى مفعول الكلاسيكو الذي فاز به ريال مدريد بهدفين دون رد قبل أسبوع، وجعل الجولة الماضية كما لم تكن.
الفوز هو الأول لـ بيتيس بعد 7 مباريات متتالية هذا الموسم دون هزيمة.
كما أنه الفوز الأول لـ بيتيس على ريال مدريد في بينيتو فيامارين منذ موسم 2012\2013.
ليكون ريال مدريد قد عجز عن الفوز على بيتيس هذا الموسم ذهابا وإيابا، بعد التعادل 0-0 في سانتياجو برنابيو بالدور الأول.
المباراة شهدت تسجيل بيتيس للمباراة رقم 28 على التوالي في ملعبه بالدوري، وهو رقم قياسي تاريخي للفريق الأندلسي.
كيكي سيتيين الذي قضى موسمين في تلقين لاعبي بيتيس كيفية السيطرة على المباريات وتناقل الكرات، انفجرت دروسه الكروية في وجه لاعبي ريال مدريد بواسطة رجاله السابقين.
الإنفلونزا تتحكم في زيدان
وجد زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد نفسه في مأزق بمركز الظهير الأيمن، مع إصابة داني كارباخال، وناتشو فيرنانديز بالإنفلونزا.
ولذا، أُجبِر على إشراك البرازيلي إيدير ميليتاو بشكل اضطراري على الجهة اليمنى.
كما أبقى فيدي فالفيردي على مقاعد البدلاء، ودفع بـ لوكا مودريتش من البداية.
وواصل تهميش جاريث بيل، وفضّل البدء بـ لوكاس فاسكيز.
في المقابل، دخل المخضرم خواكين سانشيز بشكل أساسي في تشكيل روبي، بجوار نبيل فقير، ولورين مورون بخط الهجوم.
شوط أخضر
عانى ريال مدريد بشكل كبير خلال الشوط الأول الذي شهد سيطرة أندلسية شبه خالصة.
رغم ذلك، فالتهديد الأول كان من نصيب فينيسيوس جونيور الذي اخترق من الجهة اليسرى، وسدد كرة أرضية في الدقيقة 15 مرت بجوار قائم بيتيس بقليل.
كفة المباراة اتجهت بالكامل بعد ذلك لـ بيتيس الذي أهدر مدافعه مارك بارترا هدفا مؤكدا في مواجهة مرمى ريال مدريد بالدقيقة 28.
الدقيقة 36 شهدت تصديا إعجازيا من كورتوا الذي أبعد تسديدة صاروخية من فقير إلى ركلة ركنية.
لكن البلجيكي عجز عن إبعاد التسديدة الصاروخية التالية التي أطلقها البرازيلي سيدني في الدقيقة 40، لتسكن شباك ريال مدريد.
وعندما ظن الجميع أن بيتيس في طريقه إلى غرفة خلع الملابس بأسبقية في النتيجة، جاءت المفاجأة.
ريال مدريد شن هجمة من الجهة اليسرى، ليرسل فينيسيوس عرضية إلى مارسيلو الذي عُرقِل بواسطة سيدني الذي تحوّل من الخيّر إلى الشرير في ظرف 5 دقائق.
بنزيمة انبرى للتسديد، ونجح في التسجيل بالدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، ليطلق الحكم جونزاليس جونزاليس صافرة نهاية الشوط الأول مباشرة بعدها.
الهدف رفع رصيد بنزيمة إلى 14 هدفا في الدوري الإسباني هذا الموسم، خلف ليو ميسي متصدر هدافي المسابقة.
كما وصل بنزيمة إلى 162 هدفا في مسيرته بالدوري الإسباني، ليعادل صامويل إيتو كخامس أكثر هداف أجنبي في تاريخ المسابقة.
الفرنسي حقق رقما تاريخيا إضافيا، إذ وصل إلى 241 هدفا في مسيرته مع ريال مدريد، ليعادل المجري الأسطوري فيرنتش بوشكاش الهداف التاريخي الخامس للميرنجي.
الهدف كان الرقم 300 لـ ريال مدريد في شباك بيتيس عبر مواجهاتهما طوال التاريخ.
ماذا أهدرت يا خواكين!
في الشوط الثاني، تحصّل خواكين على فرصة مؤكدة في الدقيقة 55، عندما انفرد بـ كورتوا وراوغه، لكن قرر التمرير أمام المرمى الخالي، ولحسن حظ ريال مدريد كان مودريتش موجودا لإبعاد الكرة.
زيدان اضطر إلى إجراء تغييره الأول في الدقيقة 59 بإخراج مارسيلو المصاب، وتعويضه بـ فيرلان ميندي.
فيما خرج خواكين، ودخل تيّو حاملا الأنباء السعيدة للجماهير الحاضرة، في الدقيقة 66.
التغييرات تواصلت، وزيدان وضع ثقته مرة جديدة في ماريانو دياز أحد أبطال الكلاسيكو، وأقحمه بدلا من توني كروس في الدقيقة 69.
ريال مدريد بدأ في التحرك، فأطلق مودريتش قذيفة صاروخية في الدقيقة 70، تصدى لها جويل بصعوبة بالغة.
لترتد الكرة إلى ميندي الذي سدد بيمينه، لكن كرته ارتدت من العارضة بغرابة.
المكسيكي أندريس جواردادو رد بدوره بتسديدة خارقة على الطائر في الدقيقة 76، مرت بجوار القائم بقليل.
فيما دخل فيدي فالفيردي بدلا من مودريتش في الدقيقة 79.
جوووووووووول
في الدقيقة 82، ارتكب بنزيمة خطأ قاتلا في التمرير، وأهدى الكرة إلى تيّو الذي انفرد بـ كورتوا من منتصف الملعب.
تيو استغل سرعته الفائقة ووصل إلى منطقة الجزاء، وسدد بهدوء قاتلًا ريال مدريد.
الهدف هو الأول لـ تيو منذ أبريل 2019، أي منذ عام تقريبا!
ريال مدريد اندفع إلى الهجوم وحاول التعويض فيما تبقى من دقائق قليلة، لكن بنزيمة وسيرخيو راموس أساءا التعامل مع العرضيات داخل منطقة الجزاء.
لتواصل الليجا إثارتها، ويفرّط ريال مدريد في صدارته سريعا للغاية.