كتب : محمد يسري
غاب الأسطورة فسقط برشلونة. فقد الكاتالونيون الصدارة لصالح غريمهم التقليدي، أين كان الساحر وقتما تفوقت كتيبة زين الدين زيدان في ملعب سانتياجو برنابيو؟
مراوغة واحدة صحيحة فقط من 4 محاولات لليونيل ميسي خلال اللقاء قد تعكس مستواه، لكن غياب حلول النجم الأرجنتيني لم يكن بيده.
بداية، اعتمد كيكي سيتيين المدير الفني لبرشلونة على طريقة 4-4-2، بوجود أنطوان جريزمان جوار ميسي في الهجوم، وخلفهما أرتورو فيدال وفرينكي دي يونج وأرثور وسيرخيو بوسكيتس في وسط الملعب، ونيلسون سيميدو وخوردي ألبا كظهيرين.
فكرة سيتيين تمثلت في صعود سيميدو وألبا على جانبي الملعب لتوسيع رقعة اللعب مع نزول ميسي للوسط وتقدم دي يونج وفيدال لمنطقة الجزاء مع جريزمان لاستلام تمريراته السحرية.
إلا أن زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد نجح في دراسة أفكار سيتيين جيدا ووضع أسلوبا مضاد لها.
فبجانب الضغط الشرس الذي طبقه ريال مدريد منذ البداية على برشلونة وفي وسط ملعبه، ما منع لاعبي سيتيين من الخروج بالكرة من الخلف هو تمركز لاعبي زيدان بشكل صحيح عند امتلاك ميسي الكرة.
لاحظ كيف يتمركز لاعبو ريال مدريد ضد ميسي ويغلقون زاويا التمرير عليه في حالات مختلفة.
وهنا، كان يركض دي يونج باتجاه منطقة الجزاء في انتظار تمريرة ميسي، لكن تواجد داني كارباخال الذي لا يظهر في الصورة واستعداد فيديريكو فالفيردي لملاحقته جعل ميسي يغير من قراره في إرسال تمريرة سبق وأن قدمها لها في مباراة ريال بيتيس وسجل منها اللاعب الهولندي.
غلق زوايا التمرير على ميسي، والضغط على لاعبي برشلونة، منع فيدال ودي يونج من التقدم للأمام، وبالتالي حرم برشلونة من أسلحته التي تجيد اللعب في منطقة الجزاء.
أماكن لمسات فيدال ودي يونج تُوضح أن الثنائي لم يلمس الكرة داخل منطقة الجزاء، لمسها الأخير مرتين فقط.
أمر آخر تسبب في اختفاء ميسي، وهو غياب الدعم من ظهيري الجنب.
متوسط تمركز لاعبي برشلونة يُظهر أن سيميدو (بالرقم 2) لم يتخط وسط ملعبه كثيرا، والسبب هو ضغط زيدان عليه بـ فينيسيوس جونيور ومارسيلو في الجبهة اليسرى، أما ألبا (بالرقم 18) فقد تحرر بعض الشيء وكان أغلب تواجده في وسط ملعب ريال مدريد.
ورغم تقدم ألبا، إلا أن ميسي لم يمرر له كثيرا في الجانب الأيسر كعادة الثنائي معا، والسبب كان فالفيردي الذي راقب ألبا كظله مما منع ميسي من إرسال تلك الكرة الطولية خلف المدافعين له.
حتى مع محاولة ألبا للهروب والدخول للعمق وتبادل الأماكن مع جريزمان على الجناح، التزم فالفيردي بمراقبة لاعب برشلونة المتواجد على الخط.
هذا الالتزام جاء بعدما هرب ميسي من الرقابة في الشوط الأول ونفذ لعبته مع ألبا الذي استغل تواجد فالفيردي أمام منطقة الجزاء.
فالفيردي كان قد تقدم لمحاولة منع ميسي من نثر سحره، لكن الأرجنتيني مرر لألبا الذي بدوره أرسل عرضية أرضية أطاح بها جريزمان فوق العارضة.
كما أن ميسي تأخر في التمرير لسيميدو في اللقطة الوحيدة التي تقدم فيها وكان لديه ما يكفي من الوقت والمساحة لتشكيل خطورة على مرمى تيبو كورتوا، ربما لم يثق به أو ربما تأخر سيميدو نفسه في الانطلاق للحصول على تمريرة لطالما قدمها ميسي لداني ألفيش في السنوات الماضية.
ومع كل هذا التنظيم من جانب ريال مدريد، فرض زيدان رقابة إضافية على ميسي.
الانتشار بطول الملعب للضغط وخروج بعض اللاعبين من مركزهم لرقابة لاعبي برشلونة أثناء تحضير الهجمة، جعل زيدان يعطي تعليمات لسيرخيو راموس بالضغط على ميسي بمجرد استلامة للكرة، حتى ولو كان في وسط ملعب برشلونة.
الحالة الأولى
الحالة الثانية، لاحظ كيف انقض راموس على ميسي
الحالة الثالثة
ويمكن استنتاج شراسة ضغط ريال مدريد من تصريح بوسكيتس بعد المباراة، حيث قال:" في الشوط الثاني، وجدنا صعوبات للخروج بالكرة وضغطوا واستغلوا ذلك للتسجيل، لم نعرف كيف نخرج بالكرة بصورة جيدة عندما ضغطوا علينا، وكان هذا يسبب خطورة في الهجمات المرتدة".
لذلك عاد ميسي لاستلام الكرة من مدافعي برشلونة في الشوط الثاني، وهو ما يظهر في عدد لمساته للكرة في النصف الثاني من المباراة.
13 لمسة في نصف ملعب برشلونة، بعد 8 لمسات فقط في نصف ملعبه في الشوط الأول.
ولأن خروج راموس المستمر من تمركزه قد يُعاقِب ريال مدريد، فإن زيدان أعطى التعليمات لكاسيميرو بمراقبة ميسي.
هنا كاسيميرو يفتك الكرة من ميسي وهو يستعد للتسديد.
وهنا يمنعه من التمرير وبناء هجمة لبرشلونة من وسط الملعب.
حتى فالفيردي تدخل في أحد الهجمات، واعترض الكرة قبل أن تصل لميسي بعد أن نجح الأخير في التمركز بين خطوط ريال مدريد.
كذلك، لم يحصل ميسي على تمريرات مناسبة من زملائه.
هنا جريزمان يمرر له في منطقة الجزاء لكن على قدمه اليمنى "الضعيفة" وسط حصار من مدافعي ريال مدريد.
وهنا دي يونج يخطئ في التمرير له على حدود منطقة الجزاء في حالتين.
الأولى
الثانية
أما حين وصلت الكرة لميسي بشكل سليم في المكان الصحيح، فإنه اتخذ بعضا من القرارات الخاطئة.
هنا ميسي يهرب من الرقابة ويستقبل تمريرة رائعة من بوسكيتس، لكنه تسرع في إنهاء الهجمة ليُسدد في محيط كورتوا.
وهنا لم يمرر لألبا.
بالإضافة للانفراد الذي أهدره بعدما قام مارسيلو بعرقلة صحيحة وأبعد الكرة من أمامه.
تعددت أسباب اختفاء ميسي، فلم يساعده سيتيين ولم يحصل على الدعم من زملائه في الوقت الذي نفذ لاعبو ريال مدريد تعليمات زيدان بالنص، وربما ساعدهم ميسي نفسه لتأثره بإصابة قديمة جديدة أو لافتقاده للتركيز اللازم في المباراة.
طالع أيضا
سيتي يتوج بطلا لكأس الرابطة الإنجليزية
رئيس مازيمبي يتوعد الرجاء المغربي
مصر تودع البطولة العربية للشباب