كتب : FilGoal
"كيكي سيتيين قدم لنا طريقة للتفوق ضد ريال مدريد". تلك كانت كلمات المحلل كيليان شيلدز أثناء كتابته لتحليل مباراة ريال مدريد ضد ريال بيتيس في مباراة شهدت قيام مدرب برشلونة الحالي بزعزعة ثقة واستقرار النادي الملكي بقيادة مدربه زين الدين زيدان.
كان ذلك هو الموسم الأخير لزيدان مع ريال مدريد في فترته الأولى، على الرغم من أنها كانت الخسارة الأولى في الموسم بل وكان قد فاز بعدها أكثر من مباراة لكنها أزعجت الملكي وجماهيره.
كانت تلك هي أول مرة لم يسجل خلالها ريال مدريد هدفا منذ 512 يوما وتحديدا منذ أبريل 2016، بعد 73 مباراة متتالية سجل الملكي فيها.
تواصلت الأرقام السلبية، إذ لم ينجح ريال مدريد في الفوز بأول 3 مباريات على ملعبه في الدوري الإسباني للمرة الثالثة في تاريخه بعد موسمي 69-70 و95-96 وأنهى الدوري وقتها في المركز السادس، كل ذلك كان أشبه بنذير شؤم، لكن زيدان رغم سوء الموسم محليا حصد لقب دوري الأبطال.
ظروف اللقاء
ربما فاز سيتيين على ريال مدريد بنتيجة 2-0 في عودة زيدان لتولي تدريب الملكي مرة أخرى، وفي آخر أيامه كمدرب لبيتيس، إلا أن مباراة 1-0 تلك هي ما لفتت محبي كرة القدم.
خلال الصيف قبل بداية الموسم تحدث الجميع عن الأزمات التي يعيشها برشلونة، لكن الفريق بدأ الموسم بـ8 انتصارات متتالية، فقط بعد خسارة كأس السوبر بأداء كارثي أمام ريال مدريد.
بعد شهر واحد من مباراتي السوبر الإسباني، اتجهت عاصفة الأزمات إلى ريال مدريد، وما جعلها تتفاقم كانت تلك الخسارة بنتيجة 1-0 في وقت قاتل.
سيتيين قبل تلك المباراة واجه زيدان 3 مرات خسر مرة بنتيجة 2-1 وتعادل مرتين بنتيجة 2-2 و3-3 وقتها كان مدربا للاس بالماس، وتلك كانت المواجهة الأولى بين الاثنين بعد توليه تدريب ريال بيتيس.
ماذا حدث في المباراة؟
في تلك المباراة ضد بيتيس لعب ريال مدريد بطريقة 4-3-1-2، في غياب بنزيمة كان جاريث بيل هو شريك رونالدو في الهجوم، وإيسكو كان يلعب كصانع ألعاب.
لعب بيتيس بطريقة 4-1-2-3، الطريقة التي يفضلها سيتيين دائما، بتواجد خافي جارسيا كمحور دفاعي والموهوب فابيان رويز بجانب فيكتور كاماراسا كثنائي صانع لعب متأخر، والجناحين فرانسيس جيريرو وكريستيان تيو مع أنطونيو سانابريا في الهجوم.
خلال الهجمة التي شهدت تسجيل بيتيس هدف الفوز كان هناك 6 لاعبين له ضد تقريبا 4 من لاعبي الملكي. لكن الخطورة الحقيقية لم تأت من هنا.
لاعبو بيتيس قاموا بمداورة الكرة فيما بينهم بلا كلل أو ملل أو فقدانها أمام ضغط الملكي لفتح مساحات في الدفاع مع تحركات رائعة بدون كرة نتج عنها الهدف الرائع.
في تلك المباراة سدد ريال مدريد 8 مرات على المرمى مقابل 3 لبيتيس، وحصل الملكي على 12 ركنية مقابل 3 لضيفه، رغم كل ذلك تمكن بيتيس من الخروج بشباكه نظيفة بل وسجل هدفا.
أنهى ريال مدريد موسمه في المركز الثالث وبطلا لدوري الأبطال في حين أن بيتيس حقق تاريخا خاصا مع سيتيين وتأهل للدوري الأوروبي بعدما احتل المركز السادس.
كانت تلك بداية ظهور مشكلة لم يجد لها زيدان حلا على مدار الموسم سوى في مرات قليلة، المساحات خلف الظهيرين وبطء التراجع الدفاعي، أمر ظهر جليا في كرة الهدف مع ارتباك اللاعبين في التحرك بدون كرة للرقابة.
تغير الكثير من ذلك الوقت، رحل زيدان ثم عاد، وسيتيين ترك بيتيس ليتولى تدريب برشلونة.
سيطرة بلا مساندة من الأطراف
مع برشلونة يعتمد سيتيين على السيطرة على الكرة بشكل كامل، الفكرة الرئيسية خلف طريقته تعتمد على الحفاظ على الكرة وحرمان المنافس منها بشكل تام، وبالطبع تلك هي أكثر طريقة عُرف بها برشلونة منذ تقريبا 12 عاما، لكن تغير الحال قليلا مع فالفيردي.
الفريق يبدأ لعب هجمته من حارس المرمى وخط الدفاع، مع تواجد لاعب وسط عادة سيرخيو بوسكيتس لتوزيع الكرة.
لكن تظهر على برشلونة مشكلة حتى أنها كانت واضحة ضد نابولي بشكل عام، مع تكتل نابولي دفاعيا، لم يساعد الفريق الكتالوني نفسه، عدم وجود جناح مثل أنسو فاتي في المباراة، وعدم الضغط من الأطراف والتحرك منها إلى العمق واستغلالها لفتح مساحات في دفاع نابولي أضر ببرشلونة كثيرا.
ظهيرا برشلونة خلال مواجهة نابولي الأخيرة، جونيور فيربو ونيلسون سيميدو كلاهما كان يلتفت للخلف ويمرر الكرة لأقرب خيار سهل متاح أمامه دون تحركات فعلية لفك ذلك التكتل الدفاعي.
بعيدا عن طريقة لعب نابولي، واجه برشلونة قبلها خيتافي، الفريق الذي يلعب بطريقة الضغط العالي، كيف واجهها سيتيين؟ عن طريق بوسكيتس الذي كان يمرر لميسي في ظهر المدافعين معتمدا على ذكاء النجم الأرجنتيني في التحرك والتوقيت.
ليس هذا فقط، برشلونة ثبت رباعي هجومه أمام خط دفاع خيتافي محاولا اللعب في ظهره بتناسق هجومي متميز للغاية، مع استمرار الثنائي فرينكي دي يونج وسيرخيو بوسكيتس يتواجدان في الخط الخلفي للتغطية مع وجود تقريبا 6 لاعبين من برشلونة متقدمين، 4 وسط المدافعين وثنائي على الأطراف.
في خطة سيتيين، بوسكيتس هو أهم لاعب، سواء واجه خصما يتكتل دفاعيا أو يلعب بضغط عال، لكن ضد ريال مدريد زيدان الفريق الذي يلعب بعدة طرق مختلفة؟ الأمر سيكون صعبا للغاية.
مشاكل بحاجة للعلاج
اختلفت الكثير من الأمور مع زيدان وريال مدريد حتى عن الموسم الماضي، الفريق لديه مبارياته الرائعة وأخرى السيئة، ما بين السيطرة على الكرة وضرب الخصم سريعا وبين المساحات والمشاكل في الخط الخلفي.
زيدان يستعمل الظهيرين معا في الهجوم لامتلاك الأطراف فيما يعود كاسيميرو إلى الخلف ليكون ثالث المدافعين في كثير من الأحيان مع فاران وراموس، أمر حدث ضد مانشستر سيتي في دوري الأبطال على سبيل المثال لا الحصر.
الغيابات أثرت على طريقة لعب ريال مدريد، وأيضا نقاط الضعف التي يستغلها الخصوم، هدف ليفانتي في آخر جولة في الدوري الإسباني من مشكلة ظهرت ضد سيلتا فيجو وحتى ريال سوسيداد في كأس الملك، التنظيم الدفاعي لريال مدريد حينما ينكسر ذلك التنظيم فجأة.
في عدة مرات خلال المباريات يحاول الخصوم لعب كرات طولية خلف المدافعين لضرب الدفاع المتقدم الذي يلعب به الملكي، بجانب تمركز داني كارباخال الذي يشكل نقطة ضعف واضحة في دفاع الملكي وبدا ذلك واضحا ضد مانشستر سيتي كذلك.
ضغط ريال مدريد كان جيدا للغاية في معظم المباريات التي لعبها، خط الوسط يستعيد الكرة ومن ثم يبدأ هجمة سريعا لضرب خصمه.
مجددا عمد زيدان لاستخدام فيرلان ميندي كلاعب أساسي في الهجوم، أمر كان يفعله مع ماسيلو، وبالطبع قدرة لوكا مودريتش الرائعة في بناء اللعب.
رغم سرعة وقوة ريال مدريد في بناء الهجمات وحتى خلق الفرص إلا أن استغلالها هي المشكلة الواضحة، بجانب سهولة اللعب في ظهر الظهيرين.
لكل فريق نقاط تميزه عن الآخر، في الدور الأول انتهى بالتعادل السلبي لكن لم يكن سيتيين موجود، مع عودة برشلونة للعب بطريقة أفضل نسبيا عما كان عليه مع إرنستو فالفيردي، وقدرة زيدان على إخراج أفضل ما لدى لاعبيه، ربما نحن على موعد مع نتيجة أفضل من التعادل السلبي.
المصادر:
http://bit.ly/2vjZIOn
http://bit.ly/3cow5fd
http://bit.ly/39hArD2
http://bit.ly/3ag42N7
اقرأ أيضا
تعرف على تقييم صلاح أمام واتفورد من الصحف الإنجليزية
برشلونة سيتيين الذي يدور حول بوسكيتس
عبد الحفيظ يرد على تقارير تجميد كهربا
المنتخب: سألنا الأهلي عن إصابة رمضان ولم نجد إجابة
صديق لاعب المريخ المصري يحكي لـ في الجول تفاصيل وفاته في السودان