كتب : زكي السعيد
تحفَل مباريات الكلاسيكو تاريخيًا بكل ما يخطر أو لا يخطر على البال من الأحداث غير الاعتيادية، كأن تتسبب قداحة في إيقاف مباراة لعدة دقائق مثلا.
في ذهاب كأس السوبر الإسباني 1997، افتتح ريال مدريد الموسم بالحلول ضيفا على برشلونة في ملعب كامب نو.
5 دقائق فقط كانت كل ما احتاجه يوب هاينكس مدرب ريال مدريد الجديد حتى يسجّل فريقه الهدف الأول بواسطة الشاب راؤول جونزاليس.
مدريد لم يهنأ كثيرا بالهدف، عندما تلقت شباكه التعادل بواسطة ميجيل أنخيل نادال –عم رافاييل نادال- في الدقيقة 11.
الدقائق الساخنة من الشوط الأول وصلت لذروتها في الدقيقة 20 عندما استعد لاعبو برشلونة لتنفيذ ركلة ركنية.. لكن تنفيذها سيتأجل لعدة دقائق.
روبيرتو كارلوس ظهير أيسر ريال مدريد الذي تمركز لحماية قائم فريقه الأيمن، وبينما انشغل بمتابعة لاعبي برشلونة استعدادا لتسديدة مباغتة متوقعة، تلقى الطعنة من الخلف، من مدرجات برشلونة.
قداحة ألقيت من مدرج برشلونة، وأصابت رأس كارلوس مباشرة، وأسالت الدماء، ليهروِل الجهاز الطبي المدريدي إلى أرضية الملعب، وتتوقف المباراة بضع دقائق لحين علاج الجريح الذي ظهر رأسه "مثقوبا" إن جاز التعبير جراء المقذوف الذي أصابه.
التأم الجرح سريعا –وإن جزئيًا-، وواصل كارلوس المباراة حتى نهايته، غير متأثر في أدائه بما طاله.
في الدقيقة 85، سجّل جيوفاني هدف برشلونة الثاني من ركلة جزاء فشَل سانتياجو كانيزاريس في التصدي لها، ليخرج أصحاب الأرض فائزين 2-1.
بعد المباراة، انشغلت الصحافة بحادثة كارلوس، والتي علّق عليها لويس فان خال مدرب برشلونة قائلا: "لم يعجبني سلوك الجماهير، روبيرتو كارلوس لاعب عظيم، كان من الممكن أن يكون في فريقنا لأنه موهبة كبيرة. آمل أن تصريحاتي هذه ستحث الجماهير على احترام كارلوس".
ما صنع قدرا إضافيا من الاستهجان كان الإهانات والهتافات العنصرية التي رددتها جماهير كامب نو بحق الظهير البرازيلي، إذ وصفوه بـ "القرد".
أما جوان جاسبارت نائب رئيس برشلونة –حينها-، والعدو الأكبر ربما لـ ريال مدريد، فصرّح: "لم تكن إصابة كبيرة بدليل أن روبيرتو كارلوس أكمَل المباراة، ولكني لا أوافق عليها بالطبع".
لاحقا أظهرَت إحدى الكاميرات الأمنية في ملعب كامب نو أن من ألقى القداحة، كان مراهقا منتميا لرابطة المشجعين Boixos Nois، أو "الفتية المجانين"، وهي الرابطة التي ستلقي رأس خنزير على لويس فيجو بعد عدة سنوات.
في الإياب بعد 3 أيام على ملعب سانتياجو برنابيو، فاز ريال مدريد 4-1، وبدأ موسمه بلقب على حساب الغريم.
بعد 16 عاما، قُذفَت قداحة أخرى في الكلاسيكو، على ملعب سانتياجو برنابيو هذه المرة.
ريال مدريد كان متأخرا بهدف دون رد في الدقيقة 68 من ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا 2013، عندما شهدت ركلة ركنية جديدة تكرار لمشهد إلقاء القداحة.
البث التلفيزيوني أظهر بيكيه ممسكا بذراعه، وحاملا قداحة انتشلها من على عشب الملعب بعد إلقائها عليه، ليبادره قائده كارلس بويول ويخطف منه القداحة، قبل أن ينهره –ضمنيا- ويأمره بالاهتمام برقابة لاعبي ريال مدريد.
ريال مدريد أدرك التعادل في الدقيقة 81 برأسية رافاييل فاران الذي لعب أولى مبارياته العظيمة، قبل أن يفوز العاصميون 3-1 في الإياب على ملعب كامب نو ويمر إلى النهائي.
بويول ورغم كونه قائدا لـ برشلونة، إلا أنه حظي باحترام كبير من مشجعي ريال مدريد.
في نهاية الأمر، كان بيكيه أكثر حظا من كارلوس دون شك.
اقرأ أيضا
برشلونة سيتيين الذي يدور حول بوسكيتس
عبد الحفيظ يرد على تقارير تجميد كهربا
المنتخب: سألنا الأهلي عن إصابة رمضان ولم نجد إجابة
صديق لاعب المريخ المصري يحكي لـ في الجول تفاصيل وفاته في السودان