كتب : محمد يسري
مثله مثل أغلب المدربين الإسبان، يهوي كيكي ستيين التدرج بالكرة من الخلف حتى يصل لمرمى المنافس، مع لاس بالماس وريال بيتيس نفذ هذه الأفكار، حتى وصل إلى برشلونة حيث جودة أفضل من اللاعبين تساعده على تطبيق أفكاره.
"هوس" سيتيين بالخروج بالكرة من الخلف يجعله يعتمد على ثلاثي في الدفاع لسهولة التمرير وتوسيع عرض الملعب على أن يكون أمامهم لاعب ارتكاز ليُشكل الرباعي على شكل ماسة "دياموند"، وهنا يأتي دور سيرجيو بوسيكتس.
في بداية مهمة سيتيين مع برشلونة، اعتمد على طريقة 3-1-4-2، واليوم الأحد يخوض الكلاسيكو الأول له في قيادة البلاوجرانا.
جيرار بيكيه في الدفاع بين سيرجي روبيرتو كمدافع أيمن وصامويل أومتيني كمدافع أيسر، وأمامهم بوسكيتس، ثم أنسو فاتي على اليمين كجناح ظهير وخوردي ألبا يسارا، وبينهما أرتورو فيدال وإيفان راكيتيتش –لإيقاف فرينكي دي يونج- ثم ليونيل ميسي وأنطوان جريزمان.
فبوجود فاتي وألبا على خطي الملعب لتوسيعه بالعرض، ووجود 3 لاعبين في الوسط بالإضافة لميسي، استحوذ برشلونة على اللعب تماما.تلك الطريقة جعلت برشلونة يمرر 1007 تمريرة في أولى مباريات سيتيين مع الفريق التي كانت ضد غرناطة.
كما أن لاعبا للوسط كان يتقدم للدخول لمنطقة الجزاء لاستلام تمريرات ميسي. فيدال كان من يقوم بهذه المهمة، خريطته الحرارية تظهر ذلك.
الأمر استمر ضد فالنسيا، حيث بدأ سيتيين بنفس الطريقة على أن تتحول لـ4-3-3 أثناء فقدان الكرة، بتقدم فاتي للجناح وترحيل خط الدفاع بأكمله ليكون روبيرتو هو الظهير الأيمن ويعود ألبا كظهير أيسر.
إلا أن سيتيين احتفظ بـ فيدال على دكة البدلاء ودفع بـ دي يونج بدلا منه مع أرثر وليس راكيتيتش.
لكن مع غياب الفاعلية تماما أمام المرمى لتفوق لاعبي فالنسيا على مهاجمي برشلونة في الثلث الأخير، لغياب لاعب الوسط الذي يتقدم لمنطق الجزاء، حيث لم يسدد على المرمى سوى ميسي (4 تسديدات) ودي يونج مرة واحدة والخسارة بنتيجة 2-0، قرر سيتيين أن يُعدل من بعض أفكاره.
استغنى سيتيين عن المدافع الإضافي الذي كان يعتمد عليه مع بيكيه وأومتيتي أو كيلمينت لونجليه، مع إعطاء المزيد من المهام لبوسكيتس.
عند امتلاك الكرة يعود بوسكيتس لقلبي الدفاع لاستلام الكرة وتوزعيها وكأن برشلونة يلعب بثلاثي في خط الدفاع، وعند قطع الكرة يعود الفريق لشكله المعهود.
عودة بوسكيتس بين قلبي الدفاع وفرت لسيتيين إضافة لاعب في وسط الملعب تكون مهمته هي التقدم لمنطقة جزاء برشلونة مع جريزمان، وفي الأغلب أصبح يقوم فيدال بهذا الدور، ليكون شكل برشلونة كالتالي:
بوسكيتس بين بيكيه وأومتيتي/لونجليه، سيميدو يمينا، فيربو جونيور يسارا بعد إصابة ألبا، وفي الوسط دي يونج وأرثر، أمامهم ميسي، فيدال وجريزمان، وكأن برشلونة يلعب بطريقة 4-3-1-2. والصورة التالية توضح الرؤية أكثر.
وعليه، زاد تمركز فيدال في منطقة الجزاء، هكذا تحرك ضد إيبار:
هنا أصبح سيتيين يمتلك عدد لا بأس به من المهاجمين في الثلث الأخير، مع وجود لاعبين على طرفي الملعب لتوسيعته، وفي وسط الملعب ثنائي يدعمه بوسكيتس.
وأحيانا يفضل سيتيين أن يبدأ بجناجين ومهاجم بدلا من أن يقوم أحد لاعبي الوسط بالدخول لمنطقة الجزاء، على أن يكون لبوسكيتس دورا أيضا في تحضير الهجمة.
يعود بوسكيتس لاستلام الكرة من قلبي الدفاع، ويتقدم الظهيران للأمام على أن ينضم الجناحين للعمق وكأنهم ثنائي في خط الهجوم ومن خلفهم ميسي.
أسلوب برشلونة الهجومي يساعده في الدفاع، حيث يعتمد سيتيين على الضغط المبكر والسريع عند فقدان الكرة.
المهاجمون هم أول من يضغط على حامل الكرة من الخصم، حيث يستغل سيتيين ما تعلمه جريزمان حين كان لاعبا في أتلتيكو مدريد من دييجو سيميوني، وقدرات فيدال البدنية ومع ميسي وفاتي.
الضغط الذي يطبقه مهاجمو برشلونة لا يكون عشوائيا، فهم يخلقون أفضل زاوية تمرير لحامل الكرة ويجبروه على التمرير للاعب الذي قد تنتهي عنده الهجمة أو جعله يمرر كرة طولية، وهنا يأتي دور لاعبي الوسط الذين يحصلون على الكرة أو يفوزون بالكرة الثانية.
طرق مختلفة طبقها سيتيين مع برشلونة، تبدأ من مركز بوسكيتس، ولها هدف واحد: الوصول للمرمى، وهو ما ينجح فيه الفريق حتى الآن.
اقرأ أيضا:
معلول يتحدث بعد ثنائيته الرائعة
مرسي يسجل وحجازي يُصاب في صدام المصريين
مفاجأة مدوية في قائمة ريال مدريد للكلاسيكو