كتب : محمد يسري | الخميس، 27 فبراير 2020 - 16:38
جوارديولا يتفوق على زيدان في استغلال قطع الشطرنج
استخدم بيب جوارديولا لاعبيه وكأنه يلعب على رقعة شطرنج وليس مستطيل أخضر، لينتصر على زين الدين زيدان ويدنو نحو ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
مانشستر سيتي قلب الطاولة على ريال مدريد وحول تأخره في النتيجة لفوز بهدفين مقابل هدف في ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا في المباراة التي أقيمت على ملعب سانتياجو بيرنابيو.
قبل بداية المباراة، فاجئ جواديولا الجميع باحتفاظه بـ سيرخيو أجويرو والدفع بـ جابريال خيسوس، لكن المفاجأة لم تكن في وجوده، بل في مركزه.
لم يلعب خيسوس كمهاجم صريح، وإنما لعب كجناح أيسر، على أن يكون كيفن دي بروين هو المهاجم وبجواره بيرناردو سيلفا، وفي اليمين يأتي رياض محرز، وفي الوسط رودري وإلكاي جوندوجان.
دي بروين وبيرناردو لعبوا في مركز المهاجم الوهمي، واستغلهم جوارديولا في الضغط على قلبي دفاع ريال مدريد أثناء تحضير الهجمة.
كما أن جوارديولا وعلى غير العادة، ترك الاستحواذ لـ ريال مدريد الذي وصلت حيازته على الكرة لـ 78% في أول 15 دقيقة من اللقاء.
بجانب الاستحواذ، طبق ريال مدريد ضغطا بطول الملعب على عناصر مانشستر سيتي. فـ زيدان أعطى تعليمات للاعبيه بالصعود للأمام وعدم إعطاء فرصة للاعبي سيتي بتحضير الهجمة. في اليمين كان إيسكو يساند لوكا مودريتش مع تقدم داني كارباخال، ويسارا كان فيدي فالفيردي مع فينسيوس جونيور، حتى أن كاسيميرو كان يتقدم بجانب بنزيمة لمنع سيتي من الصعود بالكرة.
ومع ترك جوارديولا الاستحواذ لـ ريال مدريد، لم يعط بيب أي متنفس للفريق للوصول لمرمى إديرسون، خصوصا وأن الفريق لم يلعب بجناح أيمن صريح، كما يظهر في تمركز اللاعبين. لاحظ تمركز إيسكو الذي يظهر في الشكل التوضيحي بالرقم 22.
ضيق جوارديولا رقعة الملعب على ريال مدريد، وجعل خطوطه متقاربة، مع تطبيق ضغط شرس عند تحضير ريال مدريد للهجمة.
وخيسوس كان يعود ويساند بنجامين ميندي دفاعيا في الجانب الأيسر.
في الحالة الأولى يعود خيسوس وكأنه ظهير أيسر مع دخول ميندي كمدافع ثالث.
وهنا يعود خيسوس لسد "أنصاف المساحات" على لاعبي ريال مدريد ويتمركز خلف ميندي ليقطع زاوية التمرير على مودريتش.
أدوار خيسوس الدفاعية لم تمنعه من الوصول لمرمى ريال مدريد. تمركزه على الطرف الأيسر سمح لـ سيتي بتوسيع الملعب عرضا، ليحصل على مساحات أكبر خلف داني كارباخال ويتفوق عليه في المواجهات الفردية.
ومع عدم وجود مهاجم صريح لـ سيتي، كان دي بروين وبيرناردو سيلفا يتحركان في المساحة الموجودة خلف ثلاثي وسط ريال مدريد وأمام قلبي الدفاع.
لذلك كان المشهد كالتالي: محرز يمينا ويراقبه فيرلاند ميندي، خيسوس يسارا يراقبه كارباخال، ودي بروين وبيرناردو بين وسط والدفاع، ليكون التفوق لصالح سيتي عند الهجوم.
هنا مثلا، 4 لاعبين من سيتي على 3 لاعبين من ريال مدريد لتأخر كارباخال في العودة للخلف بعد التقدم للهجوم.
تلك الفكرة العبقرية من جوارديولا لم يتعامل معها زيدان بالشكل المطلوب خصوصا في الشوط الثاني، رغم استمرار ريال مدريد في الضغط. الضغط الذي أسفر عن الهدف الأول للفريق.
فمودريتش ضغط على جوندوجان لتعود الكرة للخلف ويكمل فينيسيوس جونيور الضغط عل كايل ووكر ويتسخلص الكرة ليصنع هدفا لـ إيسكو.
لكن فكرة جوارديولا في الهجوم من الجانب الأيسر استمرت دون أي تدخل من زيدان، الذي لم يلعب بجناح أيمن، واعتمد على شغل فالفيردي لهذا الجانب عند استحواذ سيتي على الكرة.
لكن فالفيردي وإيسكو لم يكونا في أفضل حالاتهم. خصوصا مع تحرك دي بروين لمساندة خيسوس في الجانب الأيسر.
هنا إيسكو وفالفيردي لم يعودا للدفاع، ليذهب كاسيميرو لمعاونة كارباخال، ليكون دي بروين على حدود منطقة الجزاء دون رقابة.
كسل إيسكو الدفاعي لم يكن في الشوط الثاني فقط. في الشوط الأول هرب منه دي بروين رغم تمركز لاعبي ريال مدريد بشكل صحيح وتنفيذ رقابة رجل لرجل.
جوارديولا لم يكتفِ بخيسوس في الجانب الأيسر بعد هدف ريال مدريد الأول، فسحب بيرناردو سيلفا، ودفع بـ رحيم سترلينج بدلا منه، على أن يعود خيسوس لمنطقة الجزاء ويتكفل الجناح الإنجليزي بمواجهة كارباخال.
مع نزول سترلينج ومعاونة دي بروين له، زاد الضغط على كارباخال، ولم يتدخل زيدان. فكان عليه في ذلك التوقيت الدفع بـ لوكاس فاسكيز بدلا من إيسكو أو مودريتش، على أن يُقحم فالفيردي في وسط الملعب ويستفيد من قدرته على الضغط وافتكاك الكرة والالتحام.
ولأن زيدان لم يتدخل، صنع دي بروين الهدف الأول بعد رؤية ممتاز لموقع خيسوس، ثم حصل سترلينج على ركلة جزاء بعد مهارة فردية ومرواغة كارباخال الذي تسرع وقام بعرقلة بدلا من غلق زاوية المرور على سترلينج.
عقب هدفي سيتي، دفع زيدان بـ فاسكيز ولوكا يوفيتش بدلا من مودريتش وإيسكو، لكن لم يكن هناك أي فرصة لهما لتعديل النتيجة، فسيتي عاد للدفاع ولم يحصل فاسكيز على فرصة لتوسيع الملعب من الجانب الأيمن.
أجاد جوارديولا التعامل طوال دقائق المباراة ولم يكتفِ بما قدمه في الشوط الأول فقط مثل زيدان، ليضع قدما في ربع النهائي ويجعل مهمة ريال مدريد صعبة في مباراة العودة على ملعب الاتحاد في إنجلترا.
مقالات أخرى للكاتب
-
جوارديولا يتفوق على زيدان في استغلال قطع الشطرنج الخميس، 27 فبراير 2020 - 16:38
-
لأن جسد ميسي لم يعد يستطيع فعلا الجمعة، 15 نوفمبر 2019 - 17:23
-
إلى مصطفى محمد الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 - 16:57
-
روليت كلوب.. ألا يعي الألماني قيمة ليفربول؟ الثلاثاء، 06 أغسطس 2019 - 18:12