كتب : محمد يسري
عاد إدين هازارد للمشاركة مع ريال مدريد بعد غياب بسبب الإصابة، لكنه لم يظهر بالشكل المنتظر بسبب طول كدة الغياب، وبسبب زين الدين زيدان.
ضد سيلتا فيجو جاءت مشاركة هازارد الأولى بعد حوالي شهرين من الغياب للإصابة، وهي المباراة التعادل فيها الفريق 2-2 في الجولة 24 للدوري الإسباني.
بخط هجوم بقيادة هازارد مع كريم بنزيمة وجاريث بيل، بدأ زيدان المباراة، ومن خلفهم الثلاثي كاسيميرو، توني كروس وفيدي فالفيردي.
تركيبة الهجوم التي اختارها زيدان كانت سببا في تعثر هازارد بعض الشيء.
على الجناح الأيسر تمركز هازارد، لكنه لم يكن الوحيد في هذه الجبهة. مارسيلو كان يتقدم أيضا وهو أمر طبيعي لظهير زيدان الأيسر، لكن بنزيمة كان يتحرك ناحية اليسار ويتمركز بجانب هازارد.
أماكن لمس هازارد للكرة على الجانب الأيسر كانت تقريبا نفس أماكن مارسيلو، فالثنائي لم يتأقلم بعد على اللعب سويا.
هنا لمس هازارد الكرة.
وهنا لمسها مارسيلو.
من أماكن اللمسات نجد أن مارسيلو وهازارد تمركزا بالقرب من بعضهما للغاية، فلم يتواجد مارسيلو على خط الملعب وهازارد بالقرب من منطقة الجزاء أو العكس.
التداخل في الأدوار عطل هازارد ومارسيلو. لكن تلك النقطة لم تكن المشكلة الوحيدة، فبنزيمة لم يكن متواجدا في المكان الذي يجب عليه التواجد به، أو بمعنى أدق: عدم تواجده في المنطقة التي تساعد هازارد.
في هذه المناطق استحوذ بنزيمة على الكرة، أغلبها في الجانب الأيسر وخارج منطقة الجزاء.
ولأن تحركات اللاعبين دون كرة في الملعب لا تظهر في الصور السابقة، فإن اللقطة التالية توضح كيف كان يتحرك بنزيمة.
مارسيلو يتحرك للأمام يمرر له هازارد، وبنزيمة يقترب من الجناح البلجيكي لاستلام الكرة، مع عدم وجود أي لاعب من ريال مدريد في منطقة الجزاء. لكن بسبب الرقابة لم يمرر هازارد لمارسيلو وأعاد الكرة للخلف.
هنا أيضا، بنزيمة في الجانب الأيسر أمام هازارد ومارسيلو، مع عدم وجود أي لاعب من ريال مدريد بين قلبي دفاع سيلتا فيجو، ليقرر هازارد إعادة الكرة لمارسيلو بعدما مررها له.
فكان يجب على زيدان أن يعطي تعليمات لبنزيمة بإن يتمركز على حدود منطقة الجزاء لاستقبال كرات هازارد، على أن يتركه مع مارسيلو في الجانب الأيسر.
لكن تحركات بنزيمة لليسار وتداخل أدوار هازارد ومارسيلو لم تكن السبب الوحيد، ما قدمه جاريث بيل أيضا.
بيل كان حاضرا غائبا، فمع صناعة فرصة واحدة للتسجيل، و22 تمريرة صحيحة فقط، لم يتحرك بيل بالشكل المناسب على الجناح الأيمن.
لمسات قليلة جدا لبيل للكرة على الجانب الأيمن دون أي فاعلية، مع عدم الدخول لمنطقة الجزاء حين كان بنزيمة يخرج منها.
الأمر السلبي الأخر أن فالفيردي لم يدخل لمنطقة الجزاء على عكس ما كان يحدث في المباريات الماضية.
والأفضل لهازارد وريال مدريد كان أن يقوم زيدان بإعطاء تعليمات للاعبيه بإنه يقوموا لخلق مساحات لهازارد بتمركز بنزيمة داخل منطقة الجزاء، مع زيادة فالفيردي أيضا، وتمركز بيل أو كارباخال على خط الملعب لسحب الظهير الأيسر لسيلتا فيجو مما كان سيجبر الضيوف على "الترحيل" وهو ما سيعطي هازارد متنفس للعب.
تلك الفكرة سبق وأن قدمها زيدان في موسم 2017-2018، حين لعب بـ ماركو أسينسيو ولوكاس فاسكيز على الجناح الأيسر والأيمن على الترتيب. فلوكاس كان يتمركز على جانب الملعب، ويسحب الظهير الأيسر للخصم، على أن يدخل أسينسيو لمنطقة الجزاء من الناحية الأخرى، ويعطي فرصة لـ مارسيلو بالصعود على الخط وإسال كرات عرضية لـ بنزيمة وكريستيانو رونالدو قبل رحيله لـ يوفنتوس.
لكن زيدان لا يتحمل المسؤولية وحده. لأن هازارد تأثر بطول فترة الغياب وانخفاض لياقته ومرونته، ولم ينجح في التعامل بشكل صحيح في المواقف "النادرة" التي أتيحت له.
هنا كان هازارد في عمق الملعب، وتبادل الكرة مع بنزيمة المتواجد على قوس منطقة الجزاء ببراعة شديدة، مما جعله ينفرد بالمرمى.
إلا أن هازارد لم يسدد بيسراه وحاول المراوغة ليفقد الكرة.
هنا أيضا تواجدت مساحات لهازارد للعمل بشكل فردي والتغلب على المدافعين. فبنزيمة كانت متواجدا في منطقة الجزاء، ومارسيلو على الخط، وكارباخال في منطقة الجزاء وبيل يمينا على الخط *يظهر في أقصى الصورة*
لكن هازارد مرر لمارسيلو.
مع كثرة المباريات سيعود هازارد لمستواه المعهود، لكن على زيدان أن يجعله يلعب بالطريقة المناسبة له التي ستعود بالنفع على ريال مدريد.
اقرأ أيضا
كارتيرون: تدريبي للأهلي لا يميزني
إكرامي يرد على تقارير خلافه مع فايلر
مصطفى فتحي: الفوز على الأهلي له طعم مختلف
كلوب: استبدلت صلاح أمام أتليتكو مدريد لهذا السبب