رحلة عبد الغني من "اللعب في الشارع" حتى الوصول للزمالك

الكل يعرف فصل واحد من القصة، هي انتقاله من نادي مصر إلى الزمالك، لكن كل ما قبل ذلك مليء بالصعوبات والتقلبات.

كتب : إبراهيم رمضان

الإثنين، 17 فبراير 2020 - 16:16
محمد عبد الغني

الكل يعرف فصلا واحدا من القصة، هي انتقاله من نادي مصر إلى الزمالك، لكن قبل ذلك، واجه مدافع القلعة البيضاء صعوبات وتقلبات عدة.

قبل السوبر المصري، يستعرض FilGoal.com حكايات وتحليلات عن نجوم الأهلي والزمالك، وبطل هذه القصة هو محمد عبد الغني مدافع الزمالك..

من الشارع

محمد زكريا المشرف على الكرة في نادي النصر للاستيراد والتصدير بشبرا، هو مكتشف محمد عبد الغني، والمفاجأة أنه التقطه من كرة الشارع.

"كان لدينا أكاديمية في نادي الشركة، رأيته يلعب في المنطقة عندنا في الأميرية عام 2007. ما جذبني فيه هو الثبات الانفعالي، سألته إذا كان يلعب في ناد فأجاب بالنفي فأخذته للأكاديمية".

وأضاف زكريا "أهلته بشكل منفرد لأننا لم نملك فريقا لمرحلته السنية حيث أنه من مواليد 1993، ومكث في الأكاديمية عاما ونصف ثم أخذته إلى نادي الداخلية، وللعلم حدث هذا الانتقال دون مقابل".

وأتم زكريا فصله في قصة عبد الغني قائلا: "كان معنا مدربا اسمه محمد كمال، كان يعمل في نادي الداخلية كذلك، وهو من أسباب نضج عبد الغني المبكر. عبد الغني يحب عمله كثيرا ومنفتح دائما على النصائح".

محمد كمال رأى – حسب تعبيره – في عبد الغني "المساك المثالي".

"رأيت فيه مساكا قويا ومتزنا، لاعب كرة ملتزم، بدأ في المشاركة في الداخلية مع فريق البراعم وكان واضحا جدا تميزه عن بقية زملائه. بعيدا عن قوة بنيانه وطوله، كان تفكيره الذي انحصر في كرة القدم فقط".

وأضاف كمال "في أول عام، وصل مع فريقه لنصف نهائي بطولة براعم القاهرة، ولم يكن يشارك مع فريق مواليد 1993 بل كان يلعب مع الفرق الأكبر منه كذلك لتميزه".

كان من الطبيعي أن يتم تصعيد عبد الغني لفرق الناشئين، حيث يتذكر هيثم جبريل نائب رئيس قطاع الناشئين تألقه أمام عمرو وردة نجم ناشئي الأهلي في تلك الفترة.

"حصلنا على بطولة المنطقة، ورشحته للفريق الأول في ظل تواجد علاء عبد العال. علاء لم يكن يختر كثيرا من الناشئين لذا تعطلت فرصته في النادي رغم انضمامه لتجمعات المنتخب الأولمبي مع حسام البدري آنذاك".

جبريل كان له إشادة خاصة بعبد الغني: "يلعب برأسه، وبعقله، ويلعب كرة جيدة. لعب بطريقة 4-4-2 في وقت كانت أندية قليلة في الدوري الممتاز حتى تلعب بـ3 مدافعين".

أحد مدربيه في قطاع الناشئين، تامر زينهم، يرى في عبد الغني "لاعب مختلف، إصراره وعزيمته والتزامه يجعلونه مختلفا. سيكون له شأنا كبيرا في الكرة المصرية".

عدم الوصول للفريق الأول في الداخلية كان تقلبا آخر في رحلة محمد عبد الغني، الذي وجد الفرصة في الصعيد، وتحديدا في سوهاج.

يروي ضياء الزعيم المدير الفني للفريق الصعيدي آنذاك: "كنا في فترة إعداد موسم 2014/2015، وانضم عبد الغني لاختبارات الفريق، وللحقيقة كان مميزا للغاية. في البداية لعب معنا على فترات قبل أن يحصل على فرصة وتمسك بها، ومنذ ذلك الوقت لم يترك الملعب إلا للإيقاف أو الإصابة".

ظل عبد الغني عامين ونصف في الداخلية، قبل أن ينتقل في يناير 2017 إلى نادي مصر، بعد أن طلب من سوهاج أن يكون أقرب للقاهرة بسبب دراسته، صدفة وضعته في مرمى أنظار الزمالك.

قال الزعيم: "تحدثت مع المجلس آنذاك ووافقوا على رحيله لنادي مصر، على أن يدفع للنادي 40 ألف جنيه. عقده مع نادي مصر كان 70 ألف جنيه".

بعدها بعام، صار عقد عبد الغني مع نادي مصر 150 ألف جنيه بحسب الزعيم، الذي يضيف "لديه نظرة مستقبلية وطموح دائما، يحب أسرته جدا ودائما كان يتحدث معنا أنه يريد أن يقدم شيئا كبيرا لأسرته لأنه أكبر إخوته. أما فنيا، فهو متميز في الرقابة والتسليم والتسلم وبناء الهجمة، تطور كثيرا في هذا الصدد".

محمد صديق مساعد الزعيم في سوهاج كشف أن أول عقد لعبد الغني كان 15 ألف جنيه سنويا فقط، ولكنه لم يهتم بالماديات آنذاك.

"عبد الغني كان أصغر المدافعين في الفريق سنا، لكنه كان أميزهم. أكثر ما يعجبني فيه هو أنه قبل وبعد المران مرح ويحب الضحك والمزاح، لكن خلال التمرين كان الأمر مختلفا تماما".

أحد أصحاب الأيادي البيضاء على عبد الغني هو خالد جلال، مدربه في نادي مصر ومن رشحه للانتقال إلى الزمالك.

"كنت أدرب نادي مصر، ومنذ أول مباراة لي قبل تولي المهمة فعليا، شاهدته من المدرجات ولفت نظري للغاية".

وأضاف جلال "بين الدورين علمت أن الأهلي يفاوضه، سريعا اتصلت بإسماعيل يوسف وأحمد مرتضى منصور لأبلغهما بضرورة ضم عبد الغني، أعلم أن الزمالك كان في حاجة لمثل هذا اللاعب".

وأردف "كنت متخوفا في البداية، لكنه أثبت أنه إضافة. رئيس النادي مرتضى منصور اتصل بي وأكد على سؤالي إن كنت أثق في اللاعب، وقلت له (على ضمانتي)، حين رآه إيهاب جلال المدير الفني للفريق تمسك به لتتم الصفقة".

بعد أشهر، صار خالد جلال مدربا لعبد الغني في الزمالك.

"منحته الفرصة ضد الأهلي ختام مباريات الدوري ذلك العام وقدم أداء جيدا (في فوز الأبيض 2-1)، أثبت للجميع أنه مدافع على مستوى عال".

جلال أسهب في مدح عبد الغني: "يتوفر فيه كل شيء، سيفيد الزمالك لسنوات مقبلة. لديه القوة والسرعة في التمركز. توقيتاته في قطع الكرة هائلة".

أثرت الإصابة في الموسم الجاري على عبد الغني، لكنه يظل من اللاعبين الموثوق فيهم من المدربين، أو جمهور الزمالك، لدرجة تطويعه في مركز الظهير الأيمن أحيانا.

اقرأ أيضا

هل تتقدم مصر بملف لاستضافة نهائي الأبطال أو الكونفدرالية

تقرير: فضيحة لإدارة برشلونة

بنشرقي: لا فارق بين مباراتي الترجي والأهلي

موسيماني يهاجم لاعبي صن داونز

أمير مرتضى: نريد تحقيق اللقب الخامس في عام