استعادة الهوية هي سبيل عودة أرسنال. هذا وباختصار طريقة ميكيل أرتيتا في مشروعه "طويل المدى" مع النادي اللندني.
حين فكرت إدارة أرسنال في إقالة أوناي إيمري من تدريب الفريق لم تتجه لتعويضه بمدرب صاحب خبرة، بل اختارت ميكيل أرتيتا ليكون الرجل الأول رغم عدم وجود أي خبرات سابقة له من قبل.
أرتيتا وخلال 10 مباريات لم يخسر سوى مباراة واحدة ضد تشيلسي، وفاز في 4 وتعادل 5 مرات، ليقدم أوراق اعتماده سريعا مع أرسنال.
في حواره المطول مع شبكة "سكاي سبورتس" الإنجليزي، تحدث المدرب الإسباني الشاب حول العديد من الملفات التي تخص الفريق، والذي ينقله لكم FilGoal.comكاملا.
في البداية تطرق أرتيتا لفترته حتى الآن مع أرسنال. كيف يرى الفريق وما الذي ينقصه.
"أنا واثق أننا نقوم بعمل شيء عظيم".
"لدينا كل عنصر نحتاجه للنجاح والتقدم بالنادي للأمام وبالطريقة التي نرغب بها. من الرائع أن أشعر أن اللاعبين يشعرون بالمرح وهم يقومون بهذا الأمر وإيمانهم بما نحاول فعله".
"الآن علينا أن نستمر في عملية التطوير بقدر الإمكان، مع تحقيق الانتصارات كلما استطعنا".
"لدينا العديد من الإيجابيات، حاولت إقناع اللاعبين بأننا إذا قمنا بالتدريب على أمور معينة في المران، فإننا سننفذها في الملعب وسنسجل منها، وحصلنا بالفعل على لقطات جيدة مما كنت أطلبه منهم".
"على سبيل المثال: نفذنا الضغط العكسي بشكل رائع للغاية، أيضا سلوكيات اللاعبين لم تكن بهذا الشكل من قبل، تحديدا لاعبي الهجوم، الذين أصبحوا يعودون لتقديم الوجب الدفاع، بالإضافة للمساحات بين اللاعبين وكيف أصبحت أضيق، وكذلك لغة الجسد أثناء المباريات".
"الشيء الأهم كان تغيير ثقافتنا، الطريقة التي نعيش بها (معا)، وسلوكيات اللاعبين والطاقم الفني مما يتماشى مع القيم التي يمتلكها النادي".
"أعتقد أننا أضفنا طاقة جديدة للنادي، لقد جعلنا الفريق والجماهير بمثابة الشيء الواحد وهو ليس بالأمر السهل".
"على مستوى اللعب أعتقد أننا بدأنا رؤية بعض العلامات التي تشير إلى أن الفريق أصبح يلعب الطريقة التي أرغب أن يلعب بها، والتي يوضحها الشغف والالتزام الذي يقدمه اللاعبون تحت قيادتي".
في الإجازة الشتوية للدوري الإنجليزي، سافر أرسنال إلى معسكر في دبي بالإمارات، معسكر عوض أرتيتا عن عدم خوض فترة إعداد مع الفريق بداية الموسم.
أرتيتا يرى إن معسكر الإمارات كان "فترة إعداد صغيرة".
وبسؤاله عن هل تغير الفريق الذي تولى تدريبه "لم أكن هنا من قبل، لكن مما سمعته ومما شعرته به حين توليت تدريب الفريق فالإجابة هي نعم".
"ولكن، هل هذا فعلا ما أريده؟ لا. هناك العديد من الأشياء التي تحتاج للتطوير، وعلينا الحفاظ على مكانتنا أثناء عملية التطوير، وهو ليس بالأمر السهل، لكن أعتقد أننا نسير في الطريق الصحيح".
لكن الطريق الصحيح ليس ما يبحث عنه أرتيتا فقط، هناك هدف أسمى للمدرب الشاب يتعلق بـ الهوية.
"دون هوية لا يمكنك أن تخطط أو تقنع لاعبين بتنفيذ ما ترغب في فعله. كيف ستقنع لاعبا إذا كنت لا تعلم ماذا ستفعل؟ كيف تقنع لاعبا بالطريقة التي ترغب باللعب بها إذا لم تعبر عن نفسك وتشرح لهم ماذا تريد أن تفعل؟ هذا هو أول شيء على ما أعتقد".
"عليك أن تقول: هذا هو اتجاه وهذا ما أريد فعله، ثم تحاول إقناع اللاعبين وتشرح لهم ماذا تريد وبعد ذلك يمكنك أن تبدأ عملية البناء".
"الهوية هي الأساس لكل شيء".
"مشروع الفريق يقوم على المدي البعيد، لأن على المدة القصير لا يمكننا أن نحقق كل الأشياء التي يحتاجها الفريق. عليك أن تنافس مع فرق القمة في هذه البلد (إنجلترا) وفي أوروبا، لكن هذا غير مستحيل، نحن بعيد للغاية في الوقت الحالي، وكل الأمور توضح المسافة التي نبعدها".
"علينا أن نقلل الفارق، لكن هذا يحتاج للعديد من القرارات الصحيحة وكم كبير من الطاقة والالتزام".
بعد الحديث عن أحوال الفريق، تكلم أرتيتا عن أداء بعضا من لاعبي الفريق، والبداية كانت مع ميسوت أوزيل.
السؤال كان واضحا وصريحا: هل تستطيع إعادة أوزيل لمستواه؟ ليقول: "لقد قمت بمراجعة هذا الأمر في الأسبوع الماضي. هو غير محظوظ وفي العديد من الأوقات كان يضع زملائه أمام المرمى لكنهم لم يستغلوا الفرص وهذا ما يجعل الإحصائيات تبدو مختلفة نوعا ما".
"لكنك لن تنتقل من المرحلة التي كان عليها للمرحلة التي يجب أن يكون عليه خلال 5 أسابيع. حتى مع رغبتك في هذا فإنك لن تستطيع. إلا أن أوزيل يحاول بكل قوة ورغبة".
وهل يحتاج أوزيل لأسلوب معين للتألق أم أن الأمر متوقف عليه؟ قال: "الأمران معا. الفريق لن يلعب بأسلوب معين لمساعدته إذا لم يساعد نفسه. إذا قام بهذه الأمور فإن الفريق سيتحمل وجود لاعبا قادرا على صناعة الفارق مثله".
وواصل "في بعض الأحيان كان قريبا للغاية من الصورة التي أرغب بأن يظهر بها".
بعد أوزيل جاء دور نيكولاس بيبي القادم من ليل الفرنسي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية.
"أعجبت للغاية بنيكولاس بيبي لأنه يحب كرة القدم. فتى خجول للغاية وقدم أداء رائعا في الموسم الماضي لكن بأسلوب مختلف يوجد به العديد من المساحات والانطلاقات والحرية في الحركة".
"في إنجلترا الأمر مختلف، هو محاط باللاعبين من طراز فريد وعليه أن يتأقلم على ذلك. المجيء لإنجلترا واللعب بالطريقة الصحيحة كجناح ليس بالأمر السهل".
"لقد رأيت لاعبين يتمتعون بخبرة أكثر منه جاءوا إلى إنجلترا ولمدة 6 أو 8 أو 12 شهرا لم يقدموا الأداء المنتظر وفشلوا في تلك الفترة، لكن بعد ذلك نجحوا في إن يكونوا الأفضل في الدوري".
ويمتلك أرسنال قاعدة كبيرة من اللاعبين الصغار، مثل بوكايو ساكا، ريس نيلسون، جوي ويلوك، إيدي نيكيتاه وأينسلي مايتلاند نيلز، تلك المجموعة التي يرى أرتيتا أنها مستقبل أرسنال وتجعله لا يكل من العمل.
"أحب العمل مع اللاعبين الصغار، حين أرى قدرتهم على التطوير والرغبة التي في أعينهم لكي يكونوا الأفضل لا استطيع أن أتوقف عن العمل، لأنهم يشعرون بالمرح".
"حين تشعر بهذه الطاقة منهم، وحب ما يفعلون –وهذا ما تريد- تتأكد بأنهم مستقبل النادي".
وبجانب المجموعة السابق ذكرها، فإن أرتيتا خص جابريال مارتينيلي بحديث منفرد، قد يعكس أهميته للمدرب الإسباني موجها له بعض النصائح.
"عليه أن يستوعب العديد من الأشياء، لأنه كلما قدمت أداءً جيدا كلما كان عليك أن تفهم كيف يفكر الناس بشأنك".
"عليه أنه يقول لنفسه الآن باتت الخصوم تعرفني جيدا، المساحات أصبحت أقل وأصبحت أحظى باهتمام أكبر من المدافع، علي أن أواصل ما كنت أقوم به منذ 3 أو 4 أسابيع وأصبح لا يحدث".
الجزء الأخير في الحوار كان حول نصيحة أرسين فينجر مدرب أرسنال السابق له وعلاقته مع بيب جوارديولا.
البداية كانت مع فينجر الذي كان سببا في دخول أرتيتا لعالم التدريب.
"بدأ الأمر عندما أصبت بقطع في الرابط الصليبي مع إيفرتون (موسم 2009-2010)، وقتها بدأت الدراسة بشكل بسيط للغاية. لكن في عامي الأول أو الثاني كلاعب هنا (مع أرسنال) تحدثت مع أرسين فينجر وقال لي أن أحاول وأن أبدأ، وهنا أحببت الأمر أكثر وأكثر".
ويعد جوارديولا مكتشف أرتيتا، بعدما ضمه عقب اعتزاله مباشرة لجهازه الفني في مانشستر سيتي.
ليقول عن جورديولا: "دعمني للغاية. لدي علاقة طيبة معه، هو شخص هادئ وذكي للغاية. تعلمت منه الكثير، كيف أقود المجموعة، كيف أحب وأحترم اللعبة، أيضا الطريقة التي يفضل أن يلعب بها، بالإضافة لمبادئه".
في أرسنال تغيرت الأمور، لم يعد أرتيتا مساعدا وإنما أصبح الرجل الأول. فكم ساعة يعمل يوميا؟ يقول ضاحكا "4 ساعات، تماما مثلما كنت أعمل في سيتي، لكن الفارق يتمثل في صناعة القرار والمسئولية وتحفيز اللاعبين. هذه الأشياء تستهلك الكثير من الأشياء لكنني أتأقلم معها وسعيد بما يجري حتى الآن".
قد لا تظهر بصمات أرتيتا في الموسم الحالي، لكن مما قدمه إلى الآن مع أرسنال يبدو وأنه سيكون أحد أهم المدربين على الساحة في الفترة المقبلة.
اقرأ أيضا
الأهلي: مباراة صن داونز على استاد القاهرة بـ 30 ألفا
مرتضى يعلنها: الزمالك يواجه الترجي على استاد القاهرة بـ 30 ألف متفرج
حسام غالي: الأهلي يحتاج السوبر لرفع معنويات اللاعبين قبل صن داونز
ميدو: كهربا خرج من الباب الصغير.. لن يتذكره أي أحد في الزمالك