كتب : محمد يسري
لا يتعلق الأمر فقط بمجرد مهارات حكيم زياش بالكرة على جانب الملعب، وإنما بما يحتاجه فرانك لامبارد ويبحث عنه لتطوير تشيلسي.
الفريق اللندني أعلن تعاقده رسميا مع زياش قادما من أياكس ليكون اللاعب المغربي أول صفقات تشيلسي للموسم الجديد. (طالع التفاصيل)
فكيف يستفيد تشيلسي من زياش؟
يعاني تشيلسي في أغلب مبارياته ضد الفرق التي تدافع بشراسة ولا تترك أي مساحات في خطوطها الخلفية. ضد نيوكاسل على ملعب ستامفورد بريدج في الجولة 9 من الدوري الإنجليزي تكتل الضيوف على حدود منطقة الجزاء ليفشل تشيلسي في الوصول لشباكهم إلا من خلف قذيفة بقدم ماركوس ألونسو.
هدف ألونسو لم يجلب لتشيلسي نقاط المباراة فحسب، بل أوضح إن تشيلسي لا يمتلك أي لاعب لديه حلول فردية للتعامل مع الدفاع المنظم.
ضد بورنموث في الجولة 17 تكرر نفس السيناريو أيضا، لكن لم يكن هناك لم يطلق قذائف ليخسر تشيلسي على ملعبه بهدف دون رد.
عقب المباراة صرح لامبارد، وقال: "لم نستطع صناعة العديد من الفرص. صنعنا فرصتين أو ثلاث خلال المباراة ولم نستغلها بالشكل الجيد".
وسلط لامبارد الضوء على المشكلة بشكل واضح "الجماهير لم تكن متحمسة، لن يشعروا بالحماس عند تمرير 10 كرات بين لاعبي الدفاع. لو كنت مشجعا اليوم كنت لأقول: الأداء يفتقد الرتم السريع. الكرة تَمرر من قلب الدفاع لقلب الدفاع الأخر ثم إلى الظهير لتعود للمدافع مرة أخرى".
وأضاف "حين تلعب ضد فرق منظمة مثل وست هام وإيفرتون وبورنموث عليك أن تجد الحلول، لكننا لم نفعل"
ليؤكد غضبه قائلا "هذا ليس الفريق الذي أرغب في قيادته".
تلك المقدمة الطويلة توضح معاناة تشيلسي ضد الفرق التي تدافع، وتوضح أيضا لماذا وقع الاختيار على لاعب مثل زياش تحديدا، الذي تابعه لامبارد عن قرب بعد وقوع أياكس مع تشيلسي في نفس المجموعة في دوري أبطال أوروبا.
جناح أياكس لديه قدرة هائلة على المراوغة في المساحات الضيقة. يُكمل زياش 2.7 مرواغة في كل مباراة في الدوري الهولندي، و2.2 مراوغة في دوري أبطال أوروبا.
وهو متوسط أفضل من كل لاعبي تشيلسي في مباريات الدوري الإنجليزي. فماتيو كوفاسيتش يكمل 2.5، أما كريستيان بولسيتش يكمل 2.4، ووليان يكمل مراوغتين. ربما تواجد لاعب وسط على رأس القائمة يعكس لماذا لا يسجل تشيلسي ضد الفرق الدفاعية.
لكن يعد ويليان اللاعب الوحيد الذي يتفوق على زياش في معدل المرواغات في دوري الأبطال، بـ4.5 محاولة صحيحة مقابل 2.2 لزياش.
وعموما يعد زياش من أفضل المراوغين في أوروبا، فخلال الموسم الماضي لدوري أبطال أوروبا أكمل 31 محاولة في رحلة أياكس التي انتهت بالوصول لنصف النهائي، ولم يتفوق عليه سوى ليونيل ميسي نجم برشلونة بـ35 محاولة ونيمار نجم باريس سان جيرمان بـ32 محاولة.
ولأن المرواغة وحدها ليست الهدف الوحيد من التعاقد تبرز ميزة أخرى لزياش، وهي: صناعة اللعب.
يستطيع زياش اللعب على الجناحين، سواء كجناح عكسي ناحية اليمين، أو على الجناح الأيسر وحتى كصانع ألعاب صريح، لكنه تطور أكثر مع بيتر بوش في موسم 2016-2017، وأصبح قادرا على اللعب كلاعب وسط في مركز رقم 8.
تعدد مراكز زياش لم يمنعه من صناعة الأهداف وتوصيل زملائه للمرمى.
التمركز في وسط الملعب يجعله يمتلك رؤية أفضل لأبعاد الملعب، ووقت أطول للتفكير قبل اتخاذ القرار. لذلك ومن ضمن 14 هدفا صنعها في الموسم الحالي ( 12 في الدوري الهولندي و2 في دوري الأبطال) صنع زياش 8 أهداف وهو يلعب كلاعب وسط، أكثر من أي مركز أخر.
أما صناعته لباقي الأهداف فجاءت بواقع 5 أهداف من الجناح الأيمن –مركزه المفضل- و3 من مركز صانع الألعاب.
غزارة أهداف زياش المصنوعة تجعله يتفوق على كل لاعبي تشيلسي، فأفضل صانع أهداف في تشيلسي لم يصنع أكثر من 4 أهداف في الدوري (كالوم هودسون أودوي، ميسون ماونت وويليان).
كذلك يمتلك زياش معدل رائع في صناعة الفرص بـ3.7 فرصة في الدوري الهولندي، و2.5 فرصة في دوري أبطال أوروبا.
وعموما يتفوق زياش على كل لاعبي تشيلسي في صناعة الفرص في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، عدا ويليان.
زياش قدم 18 فرصة للتسجيل –سُجل منهم 4- مقابل 19 لويليان –سجل منهم فرصة واحدة فقط.
كما سجل زياش 6 أهداف في الدوري وهدفين في دوري الأبطال. أهداف كان أغلبها من تسديدات بعيدة المدى، حتى أن تشيلسي اكتوى بنارها في دوري الأبطال.
هنا كيبا أريزابلاجا ام يستطع التصدى للمخالفة التي نفذها زياش بمكر شديد في مرماه.
وبعيدا عن الأرقام وامتلاكه لما كان ينقص تشيلسي، فإن قدرة زياش على اللعب في أكثر من مركز تعطي للامبارد ميزة إضافية على أرض الملعب.
لم يلعب لامبارد بطريقة رقمية واحدة خلال الموسم.
فاستخدم 4-2-3-1 و4-3-3 و3-4-2-1 حتى الآن وعلى مدار الموسم، وتنوع زياش يتيح له الاعتماد عليه في أكثر من مركز، مثلما يفعل مع ماونت الذي شارك كجناح أيسر أو صانع ألعاب صريح.
وربما نجد زياش كجناح أو صانع ألعاب أو لاعب وسط ثالث، لما لا؟ فصاحب الـ26 عاما يستخلص الكرة 2.1 بشكل صحيح في كل مباراة في الدوري الهولندي و2.3 مرة في دوري أبطال أوروبا.
حسم صفقة زياش مبكرا وبمقابل مادي ليس بالضخم على لاعب بإمكانياته، يشير إلى أن الفريق اللندني قد حصل على ما كان يبحث عنه لامبارد لمواجهة الفرق التي تحرم تشيلسي من اللعب بحرية.
وأيضا قد يشير إلى أن اهتمامات تشيلسي في الفترة المقبلة ستتجه لتدعيم مراكز أخرى بخلاف مركز الجناح، وهو ما يُعني إن جادون سانشو جناح بروسيا دورتموند لن يكون في خطط تشيلسي كما أوضحت التقارير الصحفية.
تدعيمات تشيلسي لن تتوقف بالتعاقد مع زياش، وسيفكر لامبارد مع الإدارة في التوقيع مع لاعبين في خط الدفاع لتدعيم مركز الظهير، وكذلك استهداف مهاجم لمرافقة تامي أبراهام.
سابقا كان لامبارد قد صرح، وقال: "نرغب في تطوير تشكيل الفريق وهو ما سيحدث بحسب رؤيتنا لما نمتلكه (من لاعبين) وسنعمل على أن نتطور" ويبدو وأن مرحلة تطوير تشيلسي قد بدأت الآن. فكيف ستنتهي؟ هذا ما سنعرفه مع بداية الموسم المقبل.
اقرأ أيضا:
تفاصيل مران الأهلي لليوم الخميس