حكاية أكبر نتيجة في تاريخ دربي ميلانو.. "السم" والكارثة التكتيكية
الجمعة، 07 فبراير 2020 - 21:42
كتب : إسلام أحمد
ما هي أكبر نتيجة قد تتخيلها لدربي ميلانو؟ الكرة الإيطالية تجعلك لا تتعشم كثيرا مع الأساليب الدفاعية والتي بدأها ميلان مع نيرو روكو وإنتر مع هيلينيو هيريرا في ستينيات القرن الماضي.
6-0 لصالح ميلان في 2001 أو 4-0 للإنتر في 2009 قد تكون الأكبر في السنوات الأخيرة، لكن في 6 نوفمبر 1949 كانت النتيجة الأكبر بين الفريقين في الدربي.
إنتر 6-5 ميلان
ملعب سان سيرو سبق له استضافة تعادل القطبين في فبراير من نفس العام بالموسم السابق 1948-49 بنتيجة 4-4 وهو التعادل الأكبر في تاريخ دربي ديلا مادونينا.
إذا ذكرت ثلاثي ميلان سيكون هو: الهولندي رود خوليت وماركو فان باستن وفرانك ريكارد في تسعينيات القرن الماضي، لكن قبلهم بما يقارب 40 عاما الثلاثي السويدي هو من كان يسود سان سيرو.
"جري- نو-لي" جونار جرين وجونار نوردال ونيلس ليدهولم قادوا السويد للفوز بالذهبية أولمبياد لندن 1948، واجتمع الثلاثي لأول مرة في ميلان مطلع موسم 1949-1950.
يكفي فقط إن ذكرنا أن نوردال حقق لقب هداف الدوري الإيطالي 5 مرات بين 1949 و1955.
في إنتر كان أميديو أماداي أسطورة روما السابق -أصغر من شارك في الدوري الإيطالي تفوق عليه بيترو بيليجري لاعب جنوى في 2016- وارتدى قميص إنتر لموسمين.
والمجري استيفان نيريز هداف الدوري الإيطالي في أولى مواسمه وأحد هدافي النيراتزوري تاريخيا.
إلى أجواء المباراة التي أقيمت في الجولة العاشرة من الدوري الإيطالي وبدأت في تمام الثانية والنصف ظهرا أمام 60 ألف متفرج.
ميلان تقدم أولا عن طريق الجناح الإيطالي إنريكو كاندياني بعد مرور 36 ثانية من بداية اللقاء وبعد 7 دقائق أضاف كاندياني الهدف الثاني له وللروسونيري.
نيريس قلص الفارق إلى إنتر وأعاد الهدوء لأنصار النيراتزوري سريعا من تسديدة قوية.
ثلاثي ميلان الهجومي بدأ في العمل وسجل نوردال الهدف الثالث برأسية وأصبحت النتيجة 3-1 والثالث له في الدربي بعدما سجل هدفان في الدربي الذي سبقه (4-4) عقب 10 أيام فقط من ارتداء ألوان ميلان.
ومن ثم أضاف نيلس ليدهولم الهدف الرابع لميلان وهز شباك أنجيلو فرانزوسي -كان يعد من أفضل حراس تلك الحقبة على مستوى العالم-.
جماهير إنتر شعرت بالحنق، فلم تمر سوى 20 دقيقة ويبدو أن كافة السيناريوهات الغير محتملة بدأت تتصاعد في الرؤوس.
طبقة العمال لن ترضى بالاستماع للنكات والسخرية من الطبقة البرجوازية والممثلة لميلان في ذلك الوقت حتى موعد مباراة الدور الثاني (انتهت بفوز ميلان 3-1).
عودة إنتر كانت مثالية وغير متوقعة في ظل وجود أماداي -سجل 174 في الدوري الإيطالي خلال 20 عاما- إذا أصبحت النتيجة 5-5 وباق من وقت المباراة نصف ساعة.
أماداي "ملك روما السابق" سجل الهدف الثاني في الدقيقة 39، ثم قلص نيريز الفارق بعدها بدقيقة واحدة من ركلة جزاء، ومع بداية الشوط الثاني سجل أماداي الهدف الرابع وعدّل النتيجة في الدقيقة 50.
النيراتزوري قلبوا الطاولة وسجلوا الهدف الخامس في الدقيقة 58 عن طريق بينيتو لورنزي المُلقب بـ "السم" نظرا لتسببه في الصغر بإغلاق مخبز والدته بسبب هتافاته ضد النظام الفاشي، ولُقب أيضا بـ "الفتى السيء" بسبب ضرب حكم مباراة إيطاليا وسويسرا في كأس العالم 1954.
بعدها بدقيقة واحدة سجل كارلو أنوفاتسي هدف التعادل لميلان.
باق 31 دقيقة والتعادل فرض نفسه بين الفريقين مجددا، ألدو كامباتيلي أصاب العارضة في فرصة الهدف السادس لإنتر لكن بعدها وقف التوفيق بجانب إنتر وسجل أماداي الهدف السادس في الدقيقة 64 لإنتر والهاتريك الخاص به.
ميلان سنحت له الفرصة مرتين من أجل التعادل الأولى من نوردال تصدى لها فرانزوسي والأخرى تصدى لها القائم لتسديدة كاندياني.
مباراة مجنونة، 11 هدفا، لم وقد لا تكرر مجددا، وكانت الوحيدة في ذلك الموسم التي انتهت بتلك النتيجة.
بعد سنوات من تلك المباراة عام 1976، نوردال تحدث لصحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الإيطالية واصفا المباراة بـ "الكارثة التكتيكية" من جانب الفريقين وهو ما فتح الباب أمام سيل من الأهداف.
تعليقه على سبب الأهداف الكثيرة بسبب أسلوب لعب الفريقين الدفاعي حينها "نظام مراقبة الواحد ضد واحد كان سهل بالنسبة للمهاجمين من وجهة نظري، الفريقان ضما لاعبين موهوبين والذين اتسموا بالعزم والإرادة".
"بالنسبة لي أفضل هدفين في اللقاء كانا من جانب كاندياني وأماداي، كلاهما سجل من تسديدة لم يمتلك الحراس خلالها أي فرصة للرد".
جيوفاني بيريرا أصغر رئيس تحرير لجريدة رياضية إيطالية كتب في اليوم التالي للمباراة "9 ركلات ركنية لميلان مقابل 2 لإنتر يدل هذا على المباراة التي سيطر عليها ميلان وفاز بها إنتر".
"ثلاثي ميلان الهجومي أطلقوا العنان لقدراتهم التي لم تكن كافية في تنظيم الأفقي للملعب مع اعتمادهم على الأطراف".
وللتأكد من جنون هذا الموسم في تاريخ الدوري الإيطالي، فأن يوفنتوس تُوج باللقب بفارق 5 نقاط عن ميلان وفي حوزته 100 هدف مقابل 118 هدفا سجلها لاعبي ميلان و99 هدفا لإنتر في 38 مباراة.
نوردال في هذا الموسم أنهى المسابقة متصدرا لجدول ترتيب هدافي الدوري الإيطالي برصيد 35 هدفا رقم ظل صامدا حتى كسره الأرجنتيني جونزالو هيجواين مع نابولي في 2016-17 برصيد 36 هدفا في الموسم كأكثر لاعب يسجل أهدافا في موسم واحد.
اقرأ أيضا:
أخطر دوري في العالم - فرق القاع تنتفض والأهلي يفك العقدة
بادجي يتحدث بعد تسجيله أول أهدافه بقميص الأهلي
14 عاما على أقوى صدام في تاريخ الكرة المصرية