لم يستخدم زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد أفكاره الكروية فقط في التغلب على أتليتكو مدريد يوم السبت، وإنما ذهب بعيدا لما هو أكبر من ذلك لتحقيق أول انتصار على كتيبة دييجو سيميوني في الدوري الإسباني منذ 2012.
يميز الفرنسي كمدرب مرونة التعامل مع قرارات قد يتبين أحيانا أنها خاطئة أو غير مجدية، وهو ما ظهر بوضوح في دربي العاصمة الإسبانية.
كما بدأ في نهائي السوبر الإسباني الذي جرى في السعودية يناير المنصرم، بدأ زيدان لقاء السبت، خماسي في الوسط مكون من كاسيميرو، لوكا مودريتش، توني كروس، فيديريكو فالفيردي وإيسكو، وأمامهم كريم بنزيمة.
وضع خماسي في الوسط كان للسيطرة على الكرة والحد من مرتدات أتليتكو مدريد التي تظل قاتلة حتى بوجود ألفارو موراتا وأنخيل كوريا وحتى في غياب دييجو كوستا للإصابة ورحيل أنطوان جريزمان.
كذلك كان وجود الخماسي ضروريا، أو هكذا اعتقد زيدان، للتغلب على ضغط أتلتيكو مدريد، فوجود خيارات أكثر في الوسط تُعني تمريرات أكثر في مناطق الضيوف الهجومية، حتى الوصول لثغرة في دفاع سيميوني للتسجيل.
فالفيردي لعب في اليمين أمام مودريتش ليتحول لجناح أثناء امتلاك الكرة، مع مساندة الكرواتي في الدفاع نظرا لقوته البدنية ومجهوده الكبير.
ويسارا، تمركز إيسكو بنفس مهام فالفيردي الهجومية للعب كجناح ومد فيرلان ميندي بالكرات، لكن ما أراده زيدان لم يُنفذ بسب تنظيم أتليتكو مدريد.
إيسكو كان يدخل دائما للعمق ولا يلعب على الجناح، وميندي لم يصعد كثيرا للهجوم، لذلك بدا ريال مدريد "مخنوقا" في وسط ملعب أتليتكو مدريد لعدم وجود لاعب قادر على "توسيع" الملعب يسارا مما يترتب عليه خلق مساحات أكبر.
أماكن لمس إيسكو للكرة في الشوط الأول توضح ذلك.
المشكلة لم تكن في إيسكو فقط، ولكن تمثلت في خروج بنزيمة المستمر من منطقة الجزاء.
ومع عدم تمركز بنزيمة في الصندوق وابتعاد إيسكو عن الجناح، لم يتواجد أي لاعب من ريال مدريد في منطقة جزاء أتلتيكو مدريد، لذا لم تسفر التمريرات العرضية الأرضية عن أي خطورة.
هنا تدخل زيدان بين شوطي اللقاء، أجرى تغييرا لحل أزمة فريقه. على طريقة الشطرنج، ضحى بلاعب من أجل اكتمال الخطة.
سحب زيدان إيسكو ودفع بـ فينيسيوس جونيور للعب كجناح أيسر. وتغيير آخر كان سحب توني كروس والدفع بـ لوكاس فاسكيز.
كروس لم يكن سيئا خلال الشوط الأول بل وحافظ لريال مدريد على الاستحواذ، ولكن كروس ليس مبتكرا مثل مودريتش في التمرير بين الخطوط والتغلب على الضغط بمهاراته، ولا يمتلك مجهودا دفاعيا مثل فالفيردي، ومن الصعب أن يعود للتغطية خلف فينيسيوس وميندي أثناء تقدمهما.
لذلك كان إقحام فاسكيز للعب في جبهة مودريتش ومساندته دفاعيا والعودة للعب أمام داني كارباخال حتى لا يكون الظهير في موقف 1 ضد 2 من لاعبي أتليتكو مدريد.
ليتغير شكل ريال مدريد في الشوط الثاني إلى:
كاسيميرو أمامه مودريتش على اليمين وفالفيردي على اليسار، ثم فاسكيز وفينيسيوس كجناحين.
هنا وسع زيدان رقعة الملعب، وأصبح ميندي حرا بشكل أكبر بفضل فينيسيوس.
لاحظ أماكن تمريرات ميندي في الشوط الأول. لم يمرر ميندي سوى كرة من على حدود منطقة جزاء أتليتكو مدريد.
أما في الشوط الثاني فمرر ميندي 4 مرات من على حدود منطقة جزاء أتلتيكو، منها كرة الهدف.
ولم يكن ريال مدريد ليسجل لولا تغيير زيدان، لأن فينيسيوس "المهاري" قام بسحب لاعبي أتلتيكو نحوه ثم مرر لميندي.
لاحظ تقدم جيمي فرسالكو من مكانه والضغط على فينيسيوس بمساعدة ماركوس يورنتي، مع رقابة ليمار لـ ميندي. لولا وجود فينيسوس على الجناح لكان ميندي ليحاصر بين فرسالكو وليمار وربما يورنتي.
صعود فرسالكو نتج عنه خلق مساحة كبيرة بينه وبين سافيتش، الذي بدوره قام للتحرك نحو اليمين لتقليل الفجوة.
في ذلك الوقت كان فينيسيوس يمرر الكرة خلف فرسالكو لميندي الذي بدوره تغلب على ليمار.
أثناء اقتراب ميندي من إرسال الكرة العرضية وصعود سافيتش للضغط عليه، كان بنزيمة يفعل ما يجيده، التحرك بين المدافعين. بنزيمة الذي كان متمركزا في بداية الهجمة خارج منطقة الجزاء قرر الدخول للصندوق مع السقوط بين فيليبي ولودي على القائم البعيد، لتكون لمسة واحدة كافية لتسجيل هدف الفوز.
هدف سُجل بسبب تغييرات زيدان، الذي عالج العيب الذي كان سببا في شل حركة ريال مدريد في الجانب الأيسر، وفطن للثغرة التي ستنتج في الجانب الأيمن إثر نزول فينيسيوس، فعالجها أيضا قبل أن تستغل من قبل أتلتيكو مدريد.
طالع أيضا
لاعب الأهلي يرحل عن الفريق نهاية الموسم
يوفنتوس يتعافى بإسقاط فيورنتينا
مدرب الترجي: أستعد للزمالك من الآن
اتحاد الكرة يرد على "تأجيل قمة الدوري"