كتب : محمد يسري
لا يمتلك مانشستر يونايتد لاعبا في خط الوسط يجيد تسجيل الأهداف، لكن ربما يجد ضالته في برونو فيرنانديز.
وأعلن مانشستر يونايتد تعاقده مع برونو فيرنانديز لاعب وسط سبورتنج لشبونة لتكون أولى صفقات النادي الإنجليزي في سوق الانتقالات الشتوية. (طالع التفاصيل)
في بداية مسيرة أولى جونار سولشاير التدريبية مع مانشستر يونايتد منتصف الموسم الماضي، أحسن استخدام لاعبي الوسط؛ فتوهج بول بوجبا فصنع وسجل العديد من الأهداف، وتألق أندير هيريرا، قبل أن يهبط أداء الفريق بإصابة بوجبا ورحيل هيريرا صوب باريس سان جيرمان، حيث حقق في هذه الفترة 10 انتصارات ولم يهزم خلال 12 مباراة متتالية.
بغياب الفرنسي للإصابة ورحيل الإسباني، لم يجد يونايتد لاعبا في وسط الملعب يجيد تسجيل الأهداف. فريد لم يسجل في الموسم الحالي وأندريس بيريرا سجل هدفا واحدا، أما سكوت مكتوميناي فسجل 3 أهداف فقط. ليفقد سولشاير نموذج للاعبه المفضل ويتأثر الفريق الذي لم يحقق سوى 9 انتصارات فقط بعد 24 جولة، لذلك كان انتداب فيرنانديز ضروريا لسولشاير، أو هكذا يبدو حتى نرى اللاعب في أرض الملعب.
في الموسم الحالي، شارك فيرنانديز في 33 مباراة مع ناديه والمنتخب سجل فيها 14 هدفا وصنع 10، لكن الوصول لهذه الأرقام كانت هناك رحلة طويلة من التطور والعمل على تسجيل الأهداف.
لاعب الوسط البرتغالي تميز بتسجيل الأهداف وصناعتها لدرجة أنه أَطلق عليه لقب "مارادونا نافورا" حين كان لاعب لنافورا الإيطالي في الدرجة الثانية قبل أن يخوض رحلة مع أودينيزي وسامبدوريا حتى عاد للبرتغالي عبر سبورتنج لشبونة.
في إيطاليا نضج فيرنانديز، حيث وصف انتقاله إلى هناك بـ "المخاطرة" لكنها كانت خطوة ناجحة حيث لعب مع الفريق الأول لنافورا وهو في 18 من عمره، ثم لعب رفقة أنتونيو دي ناتالي هداف أودينيزي، الذي قال عنه: "يمتلك لمسة رائعة للكرة. بكل تأكيد هو أفضل لاعب في الفريق".
حين انتقل إلى سبورتنج لشبونة قادما من سامبدوريا كان قد سجل 5 أهداف فقط في موسم 2016-2017، لكنه قرر أن يتطور تهديفيا حتى تزيد عدد أهدافه، فقال: "أعمل بشكل كبير حتى أتطور تهديفيا، وأتطلع لكي أسجل أكبر عدد ممكن من الأهداف، أريد أن أتعلم أكثر من مدربي خورخي خيسوس الذي حقق العديد من النجاحات في البرتغال".
اللعب مع خورخي خيسوس في موسم 2017-2018 حول فيرنانديز للاعب أكثر فاعلية وتأثيرا أمام المرمى، وكذلك في عملية صناعة الأهداف.
خيسوس آمن بـ فيرنانديز وبمميزاته، فقال عنه: "يستطيع اللعب في مركز رقم 8 فهو قادر على أخذ الأفضلية، كما يعد قادرا على اللعب كمهاجم ثان خلف باس دوست، أيضا يستطيع اللعب كجناح وهمي ناحية اليسار ليتحرك بين الخطوط ويحدث فراغات في دفاع الخصوم".
ثقة خيسوس بـ فيرنانديز آتت ثمارها سريعا.
في مراكز الوسط جميعا لعب فيرنانديز، كارتكاز وكصانع ألعاب وكمهاجم ثان وخاض 56 مباراة في موسمه الأول مع سبورتنج لشبونة؛ سجل خلالهم 16 هدفا وصنع 20.
ليس ذلك فحسب، بل ارتفع معدل صناعته لفرص التسجيل لـ 2.2 فرصة في المباراة في الدوري بعدما كانت 1.5 فرصة في المباراة الواحدة مع سامبدوريا في الدوري الإيطالي.
أما موسم 2018-2019 فكان موسم انفجار فيرنانديز رغم رحيل خيسوس وتعاقب 3 مدربين على سبورتنج لشبونة في هذا الموسم.
لذلك كان من الطبيعي أن يفوز فيرنانديز بجائزة أفضل لاعب في الدوري البرتغالي في أخر موسمين، وهو الإنجاز الذي لم يحققه أي لاعب وسط من قبل.
تحول فيرنانديز من لاعب ارتكاز إلى صانع ألعاب ليسجل 32 هدفا ويصنع 19 هدفا خلال 53 مباراة جاءت أغلبها مع المدرب مارسيل كيزير الذي لعب معه فيرنانديز 36 مباراة سجل فيها 16 هدفا وصنع 18، أما باقي أهدافه فكانت مع جوزيه بيسيرو مدرب الأهلي السابق الذي سجل معه 6 أهداف وصنع هدفا.
ليقول عنه كيزير: "لاعب بمثل إمكانياته يصعب تعويضه".
ما يقدمه فيرنانديز من تحكم في رتم اللعب وصناعة الفرص والأهداف وتسجيلها قد يحل مشاكل مانشستر يونايتد في الموسم الحالي ويساعد سولشاير، الذي حقق نتائج رائعة حين كان لديه أسماء في خط الوسط لديها خصائص جيدة ونزعة هجومية وفاعلية.
بالنظر سريعا على معدل صناعة الفرص في المباراة الواحدة في الموسم الحالي نجد أن أفضل نسبة تعد من نصيب بوجبا بـ 2.3 فرصة للتسجيل، لكن بوجبا شارك في 7 مباريات منهم 5 فقط كأساسي وغاب أغلب فترات الموسم للإصابة.
أما فريد وبيريرا فيقدمون 1.4 فرصة للتسجيل فقط، وهو رقم قليل للغاية مقارنة بـ فيرنانديز الذي يقدم 2.2 فرصة للتسجيل في المباراة.
الفاعلية الهجومية لا تعني ضعف قدراته الدفاعية، ففيرنانديز يستخلص الكرة 2.3 مرة في المباراة، وهي نسبة أفضل من نسبة مكتومناي (2.2 مرة) وفريد (2.1 مرة)
رقميا يمتلك فيرنانديز ما كان يبحث عن سولشاير دائما من لاعبي الوسط، وفنيا لدى فيرنانديز مرونة خططية كبيرة ورؤية تساعده على اتخاذ القرار السليم في كل لعبة، لذا يتبقى دور المدرب النرويجي في الاستفادة من لاعبه الجديد لكي يعود مانشستر يونايتد لطريق الانتصارات.