كتب : أمير عبد الحليم
"نحن نرى كرة القدم بنفس الطريقة، يجب أن تطلب المزيد من اللاعبين يوميا في التدريب وتكون صارما وجادا".. يرى خوسيه بوردالاس المدير الفني لخيتافي تشبيهه بدييجو سيميوني مدرب أتليتكو مدريد.
والحقيقة أن هناك أمور كثيرة في فريق خوسيه بوردالاس متشابهة مع شخصية أتليتكو تحت قيادة سيميوني، أكثر من التساوي في عدد النقاط.
خيتافي الذي خطف المركز الرابع من أتليتكو في الجولة الـ21 من الليجا يعد من أقل الفرق في أوروبا تمريرا للكرة، ويمتلك رابع أفضل خط دفاع في الدوري الإسباني هذا الموسم.
لكن في المقابل، خيتافي ليس فقط لا يستقبل أهدافا كثيرا، الفريق أيضا لا يسجل كثيرا.
وسجل خيتافي 30 هدفا واستقبل 20 خلال 21 جولة من الليجا، جمع خلالهم 36 نقطة يحتل بهم المركز الرابع بفارق الأهداف عن أتليتكو مدريد.
وخلف شخصية الفريق المدريدي التي أصبحت مميزة في الليجا يقف خوسيه بوردالاس.
مسيرة قصيرة
عكس سيميوني، لم يحظ بوردالاس كلاعب بمسيرة كبيرة حيث قضى 7 سنوات في صفوف هيركوليس ورغم ذلك لم يظهر بقميصه في أي مناسبة.
وقضى المهاجم السابق مسيرته يلعب لفرق في الدرجات الأدنى في إسبانيا واعتزل في سن الـ28 بسبب الإصابة.
فور اعتزاله، اتجه للتدريب مباشرة وتولى قيادة رديف أليكانتي عام 1993، ثم بعدها بعام تولى الإدارة الفنية للفريق الأول.
رجل الإنقاذ
عُرف بوردالاس في أوساط متابعي الكرة الإسبانية بـ "رجل الإنقاذ"، لأنه كان خيارا جيدا للفرق الساعية للصعود.
وبالفعل صعد بوردالاس بأليكانتي إلى دوري الدرجة الثالثة خلال 3 سنوات.
واستمر بوردالاس في التنقل بين فرق الدرجات الأدنى، حتى تولى قيادة ديبورتيفو ألافيس في 2015 ومعه عاد إلى الليجا بعد غياب 10 سنوات محققا الإنجاز الأكبر في مسيرته وبدا كأن الدنيا تبتسم أخيرا له.
لكن ألافيس استغنى عنه فور الصعود لليجا بحثا عن اسم أكبر، ليتولى ماوريسيو بيليجرينو قيادة الفريق.
الصعود بألافيس إلى الليجا حقق لبوردالاس مراده بالفعل وأصبح معروفا، ولذلك اتجه له خيتافي في سبتمبر 2016 خلفا لخوان إسنايدر بعقد يمتد حتى نهاية الموسم.
ونجح بوردالاس في مهمته وصعد بالفريق إلى الليجا، وهذه المرة منحه خيتافي الثقة ليستمر في الليجا.
نجاح بوردالاس استمر مع خيتافي في الليجا، حيث أنهى موسمه الأول في المركز الثامن، وكان قريبا من تحقيق مفاجأة بالتأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي لأول مرة في تاريخ النادي لولا التعادل مع فياريال في الجولة الأخيرة.
ورغم البداية السيئة وجمع 3 نقاط فقط في أول 4 جولات هذا الموسم، يبدو أن خيتافي في طريقه لتحقيق شيء مميز في تاريخ النادي المدريدي حيث يحتل المركز الرابع.
فكر صارم
يُقال أن المدرب الذي لم يمارس كرة القدم بشكل احترافي وهو لاعب، لا يمنح لاعبيه الحرية عندما يتحول لدفة القيادة ويطلب منهم فقط الالتزام برسمه الخططي في الملعب.
ويمتلك المدرب الذي يُطلق عليه زملائه لقب "الروماني" بسبب الطريقة الكلاسيكية التي يصفف بها شعره وتجعله يشبه المحاربين القدامى، فكرا صارما.
ويقول عنه: "أزن اللاعبين قبل كل مران، أرى في أعينهم إذا استراحوا، أنا لا أتحمل عدم التركيز".
ويطلب بوردالاس دائما من لاعبيه الركض كثيرا، ولذلك يحتاج إلى تدريبات بدنية مضاعفة من أجل رفع اللياقة البدنية لفريقه.
أسلوب خيتافي يحوله إلى منافس عنيف، فالفريق المدريدي أكثر فريق في الليجا تم احتساب أخطاء ضده.
ويتمسك بوردالاس بأسلوبه ولكنه انفجر في وجه الصحفيين عقب مباراة ضيفه أوساسونا في الليجا والتي انتهت بالتعادل 0-0.
أوساسونا لعب مباراة دفاعية تماما في ملعب خيتافي، بشكل أثار ضيق بوردالاس.
وقال: "أريد أن أعلق على شيء أعتقد أنه مهم، ولذلك دعوني أتحدث معكم عن الإحصائيات الخاصة بالمباراة، الأخطاء على لاعبو خيتافي 15 فقط مقابل 37 للخصم، وسددنا 14 كرة على المرمى مقابل 4 أو 5 منهم".
وواصل "لقد فاض الكيل، يتم قول الكذب مرارا وتكرارا على هذا النحو منذ 4 سنوات حتى يصدق الناس ولا يمكنني تقبله أكثر من ذلك".
إعجاب بسيميوني
لدى بوردالاس قدر كبير من الاحترام لدييجو سيميوني، ودافع عنه أمام الانتقادات التي توجه له حاليا بعدما خطف منه بنفسه المركز الرابع.
وقال: "أتليتكو ناد عظيم وسيميوني مدرب رائع، هناك الكثير من البطولات ولا أفهم لماذا كل هذه الشكوك حول الفريق والمدرب، سيقاتل سيميوني على اللقبين المتبقيين له في الموسم".
في المقابل، تلقى هو أيضا إشادة من سيميوني نفسه الموسم الماضي قبل مواجهة الفريقين في الليجا.
وقال سيميوني: "خيتافي منذ وصول بوردالاس يلعبون بشكل جيد جدا، ويحظون بموسم غير عادي في الليجا والكأس".
رغم ذلك خسر بوردالاس كل المباريات الخمسة التي واجه فيهم سيميوني.
لا يفوز ضد الكبار
ليس سيميوني فقط، الحقيقة أن بوردالاس لم يحقق أي انتصار على الثلاثي الكبير ريال مدريد وبرشلونة وأتليتكو في الليجا حتى الآن.
وفي وجوده على الدكة، تعادل خيتافي في مباراتين وخسر 12 ضد الثلاثي.
وخلال تاريخ خيتافي كله في الليجا، لم يحقق سوى مدربان اثنان فقط من أصل 12 الانتصار على هذا الثلاثي.
أولهما هو الألماني بيرند شوستر قبل أن يكرر لويس جارسيا بلازا نفس الإنجاز.
وعن ذلك يقول بوردالاس: "أهتم فقط بإضافة النقاط، إذا حققت فوزا على فريق كبير ثم خسرت المباراة التالية لن يتذكر أحد ذلك".
وأكمل "مايوركا فاز على ريال مدريد ولكنه في موقف صعب في الليجا".
كيف يلعب
يلعب بوردالاس بطريقة 4-4-2 مثل سيميوني، ويؤمن بتطوير اللاعبين فرديا.
يلعب بثنائي ارتكاز دفاعي نادرا ما يتقدم للأمام، مع جناحين يلتزمان بأدوار دفاعية عندما يخسر الفريق الكرة.
مهاجمه المخضرم خورخي مولينا صاحب الـ37 عاما حقق أفضل معدلاته التهديفية في الليجا الموسم الماضي وسجل شريكه أنخيل رودريجيز 9 أهداف في الليجا هذا الموسم حتى الآن.
يفضل المدرب العاشق لرياضة مصارعة الثيران اللعب المباشر على المرمى، وهو الأسلوب القريب لفكر سيميوني.
ولذلك ستجد خيتافي من أكثر فرق الليجا قطعا للكرات في نصف ملعب المنافس.
ويقول: "أحب أن أكون في نصف ملعب الخصم وأحصل على فرص، أنا من المعجبين بكرويف وبرشلونة ولكن ما الفائدة من 30 تمريرة في نصف ملعب ولا تحقق تقدما؟".
إعجاب بوردالاس ببرشلونة وأسلوبه لم يمنعه عن التصريح بأن ريال مدريد استحق الفوز في كلاسيكو الليجا هذا الموسم في كامب نو بعد نهاية المباراة بالتعادل السلبي.
VS زيدان وسيتيين
الآن بالتأكيد تدرك أن العدو الأول لفكر مدرب خيتافي سيكون كيكي ستيين مدرب برشلونة الجديد، والذي بدأت عداوته مع بوردالاس قبل أن يدرب الثنائي في الليجا.
في 2013، فاز ألكوركون تحت قيادة بوردالاس على لاجون الذي كان يقوده سيتيين 1-0.
ليصرح سيتيين عقب المباراة: "اليوم خسرنا ضد منافس لا يستحق الفوز، أتمنى ألا يصعد ألكوركون لأنه من المؤلم أن أشاهد هذا الفريق الذي لا يلعب كرة القدم ولا يسمح لغيره باللعب".
وأكمل هجومه "هذا الفريق لا يفعل شيئا سوى إهدار الوقت والتدخل بعنف".
ورد بوردالاس بأن سيتيين يفتقر للاحترام وطالب الاتحاد الإسباني بمعاقبته.
ثم تجدد اللقاء في الليجا وبوردالاس فاز مجددا على سيتيين، وهذه المرة كانت بخيتافي على ريال بيتيس.
ليهاجمه سيتيين مرة ثانية ويصرح "هذا عار، خيتافي أكثر فريق يقوم بأخطاء وهذا ليست كرة قدم".
كل هذا ينبئ بمواجهة جديدة ساخنة بين بوردالاس وسيتيين عندما يلعب برشلونة ضد خيتافي يوم 15 فبراير المقبل.
لكن على النقيض، يشيد بوردالاس دائما بزين الدين زيدان مدرب ريال مدريد، وعنه قال: "زيدان هو مثال ومرجع لنا، لقد أظهر ذلك منذ توليه المسؤولية المرة الأولى ثم في الثانية ويقدر العمل الذي نقوم به في خيتافي".
طالع أيضا
آل الشيخ يريد تحفيز لاعبي الأهلي
وليد سليمان يتحدث عن التجديد للأهلي
تريزيجيه: تدربت على هدفي في ليستر