في الجول كلاسيك - 10 سنوات على الاكتساح.. مصر 4 الجزائر 0
الثلاثاء، 28 يناير 2020 - 10:33
كتب : نادر عيد
"مصر لقنت الجزائر درسا كرويا. هيمنت على المباراة واستحقت الانتصار بفضل عملها الجماعي المذهل" جورج ويا.
"هل يقدر أحد على أن يشرح لي كيف تفعل مصر ذلك بقائمة مكونة من لاعبين محليين؟ هؤلاء المحليون تفوقوا على لاعبين يلعبون في برشلونة وأندية أوروبية كبيرة!" طارق ذياب.
-----------
قبل 24 ساعة
محمد زيدان:"إنها حرب. مباراة حياة أو موت".
----------
بعد أحداث أم درمان، وخسارة جيل ربما هو الأفضل في تاريخ مصر تأهل كان متوقعا إلى كأس العالم، وبعد فوز مفاجئ للجزائر على كوت ديفوار في أرض أنجولا، لم يكن للمصريين إلا هدف واحد، الثأر.
ورغم الشحن الجماهيري الذي سبق المواجهة التاريخية وانتظار المصريين أن يثلج منتخب حسن شحاتة صدورهم بعد ضياع حلم المونديال، إلا أن رفاق أحمد حسن قدموا استعراضا راقيا وكأنهم فريق فني عزف مقطوعة موسيقية جميلة جعلت الفرحة طاغية في قلب كل مصري.
10 سنوات مضت على واحدة من أفضل مباريات منتخب مصر عبر تاريخه، المباراة التي ثأر فيها وانتقم، استعرض فيها وتألق، هيمن عليها وأبدع، وأثبت أنه يفوق كل فرق إفريقيا بأداء راق وانضباط مذهل.
لم تكن مواجهة عادية أبدا، بل احتاجت لاعبين مخضرمين قادرين على التفوق في المستطيل الأخضر، ويستطيعون ضبط النفس وكظم الغيظ من أجل هدف أسمى هو اعتلاء عرش القارة.
وهو ما فعله أشبال شحاتة في أنجولا.
10 سنوات على الاستعراض التاريخي.. مصر 4 الجزائر 0 pic.twitter.com/g2jq6eLpbE
— Nader Eid (@NaderMEid) January 28, 2020
FilGoal.com يعود بعجلة الزمن إلى الوراء، إلى 2010 ليسترجع تلك المواجهة التاريخية، التي سلطت عليها صحف العالم الضوء، ووصفها الجزائريون بـ"المؤامرة".
4 مع الرأفة!
الحدث الفاصل في المباراة كان طرد اللاعب الجزائري رفيق حليش وحصول مصر على ركلة جزاء نفذها بإتقان المتخصص حسني عبد ربه، والذي بعده انقلبت المباراة إلى استعراض مصري وعنف جزائري انتهى بنتيجة وصفتها صحيفة دايلي ميل الإنجليزية بأنها "نتيجة لم يتعمد منتخب مصر زيادتها".
ركلة جزاء جعلت الجزائريين يتهمون الحكم البنيني كوفي كودجا بأنه "خطط" لإقصاء الجزائر.
بعد المباراة مجيد بوقرة مدافع الخُضر أراد تذكير الجزائريين بأنهم هم الذاهبون إلى جنوب إفريقيا بالقول:"على الرغم من الخسارة، فنحن من سيذهب إلى المونديال" وصب غضبه على كودجا مضيفا "واجهنا خصمين في أرضية الملعب، المنتخب المصري والحكم. لم تكن هناك ركلة جزاء للمنتخب المصري، كما أن رفيق حليش لا يستحق الطرد".
طرد حليش جاء ببطاقة صفراء ثانية بعدما نال الأولى إثر التحام مع عصام الحضري حامي عرين الفراعنة، وبعد المباراة قال جمال الشريف الحكم الدولي السوري السابق إن لاعب الجزائر لم يستحق بطاقة صفراء أولى، لكن عرقلته لعماد متعب في منطقة الجزاء كانت تستوجب طرده مباشرة.
جمال عبدون لاعب الجزائر اتهم كودجا أيضا قائلا:"حتى لو لعبت البرازيل كانت ستخسر أمام كودجا".
بينما رابح سعدان مدرب الجزائر، الذي اكتسحه شحاتة، وصف ما حدث بالمؤامرة قائلا:"كودجا أثبت أنه خطط لهزم الجزائر قبل المباراة. لقد دبر لهزمنا قبل انطلاقة المباراة بالتواطؤ مع المصريين. كل شيء كان يوحي من البداية أن هذا الحكم متفق مع المصريين".
"سيناريو مفضوح، الحكم 4 الجزائر صفر" صحيفة الشروق الجزائرية.
"الحكم كوفي كودجا يؤهل مصر إلى النهائي" صحيفة الخبر الجزائرية.
محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم آنذاك توعد كودجا قائلا:"لعبنا ضد الحكم وهو من تسبب في خسارتنا للمباراة بشهادة أغلبية من كان بالملعب. أؤكد أنه لن يدير بعد اليوم مباراة على مثل هذا المستوى ولن يشارك في مونديال جنوب أفريقيا".
لم يشارك كودجا فعلا في المونديال الإفريقي رغم وجوده في القائمة الأولية المختارة للبطولة، لكنه كان حاضرا في كأس العالم 2002 و2006، كأس القارات 1999 و2003، وست نسخ من كأس إفريقيا منها 2008 التي أدار مباراتها النهائية بين مصر والكاميرون.
بعد اكتساح مصر للجزائر برباعية أوقف الاتحاد الإفريقي الحكم كودجا، لكن ليس بسبب قرارات "تعسفية" ضد الخُضر كما وصفها سعدان ولاعبوه، وإنما لأنه لم يدون واقعة الحارس فوزي شاوشي في تقريره!
بعد تمويه حسني عبد ربه لشاوشي ثم تسديده للكرة في الشباك من ركلة الجزاء، احتج الأخير على كودجا وحاول نطحه، وفي المقابل لم يحرك البنيني ساكنا رغم أنه قانونا كان يجب عليه إشهار البطاقة الحمراء.
لكن المفاجأة أنه لم يدون الواقعة في تقريره وهو ما تسبب في استبعاده، وربما غيابه عن مونديال جنوب إفريقيا.
تمويه حسني عبد ربه كان قانونيا وفقا لتعليق جمال الشريف بعد المباراة الذي وصف سلوك شاوشي ضد كودجا بـ"المشين".
أما رفيق حليش، الذي اعتقد الجزائريون أن كودجا ظلمه بالطرد، فكشف بعد المباراة ما قاله لـ"المعلم" شحاتة قائلا:"أخبرت مدرب مصر كيف يحصل فريقه على كؤوس إفريقيا، يجب أن يكون لديك الأموال وأن يكون مقر الكاف في بلدك لكي تتوج باللقب. لقد خسرنا بطرق غير رياضية أمام المنتخب المصري، حكم اللقاء كان السبب الرئيسي وراء هزيمة الفريق الذي لو أكمل المباراة كاملاً ما كانت لتنتهي بتلك النتيجة أبدا".
وأضاف "ركلة الجزاء التي احتسبها غير صحيحة، لقد لمست الكرة وليس قدم اللاعب، والبطاقة الصفراء الأولى دليل أن ما حدث كان مخططا له قبل أن تنطلق المباراة. لم استعمل العنف ضد الحارس وأنا مندهش لهذا القرار، لا يعقل أن ينهزم المنتخب الجزائري برباعية أمام منتخب مصر، لولا الحكم الذي طرد ثلاثة لاعبين وساعد المنافس منذ بداية اللقاء".
وبعيدا عن غضب الجزائريين، كشف أحمد حسن قائد الكتيبة المصرية كيف لعب وزملاؤه المباراة بكل هدوء وتركيز قائلا بعد الرباعية:"لم نبحث عن الثأر أمام الجزائر فقد قلت للفريق قبل المباراة أنتم الأفضل في القارة وعليكم إثبات ذلك في الملعب".
ربما رأى البعض المواجهة حربا مثلما وصفها زيدان الذي تغزلت فيه صحيفة ماركا الإسبانية بعد المباراة مطلقة عليه لقب "جوهرة الفراعنة".
لكن أداء منتخب مصر في الميدان كان فنا راقيا وليس عُنفا موجها، وأبرز دليل إبداع زيدان في الهدف الثاني، وتسجيل محمد عبد الشافي بعد أكثر من 30 تمريرة بين أرجل نجوم الفراعنة، واختتام البديل محمد ناجي "جدو" الحفل على طريقته الخاصة.
برهن الفراعنة بالأربعة، وبطمس نجوم غانا السوداء في المباراة النهائية، أنهم في تلك الحقبة، لم يكن بمقدور أي منتخب إفريقي مقارعتهم.
رغم أنهم خاضوا البطولة بدون نجوم مثل محمد أبو تريكة وعمرو زكي ومحمد شوقي، إلا أن إفريقيا لم تفلت من قبضتهم.
طالع أيضا
الزمالك: كارتيرون يريح 9 لاعبين أمام بريميرو