احتفاء كبير من العالم بأسطورة كرة السلة الأمريكي كوبي براينت، الذي لقى حتفه في حادث تحطم مروحية يوم الأحد.
براينت الذي توفي عن عمر 41 عاما، يعد أحد أعظم لاعبي السلة في التاريخ عموما، والـ NBA خصوصا التي توج بلقبها 5 مرات.
في هذا التقرير، يحاول FilGoal.com تلخيص المسيرة الأسطورية لكوبي.
الالتحاق بـNBA
كان كوبي براينت أصغر ظهير يدخل عالم احتراف كرة السلة عن عمر 17 عاما، مباشرة من المرحلة الثانوية لـNBA دون المرور باللعب في دوري الجامعات.
كان براينت الاختيار رقم 13 وكانت بطاقة اختياره في البداية مع فريق تشارلوت هورنتس والتي بادلها بالصربي فلادي ديفاك لاعب ارتكاز لوس أنجليس ليكرز.
ثم أصبح أصغر لاعب يشارك في مباراة رسمية وقتها عن عمر يبلغ 18 عاما و72 يوما، ثم أصبح أصغر لاعب يبدأ مباراة أساسيا عن عمر 18 عاما و158 يوما.
وفي العام التالي اختير ليشارك في مباراة كل النجوم ليصبح أصغر لاعب يشارك أساسيا في تلك المباراة بعمر 19 عاما.
الثلاثية التاريخية
وصل المدرب الأسطوري فيل جاكسون لليكرز بداية عام 99 كان براينت وقتها اكتسب خبرة كافية وصار من أفضل اللاعبين في الدوري مع زميله لاعب الارتكاز شاكيل أونيل لكن الفريق كان يكتفي بمجرد المنافسة ولا يستطيع الحسم.
مع جاكسون تغير كل ذلك، المدرب المتوج بـ6 بطولات مع شيكاجو بولز يعرف جيدا كيف يصنع توليفة تحصد الألقاب وقد كان.
سيطر ليكرز على الدوري طولا وعرضا لمدة ثلاث سنوات ووصل للنهائيات عام 2000 وحقق البطولة على حساب إنديانا بيسرز. وكرر نفس السيناريو في العام التالي أما فيلادلفيا سيفنتي سيكسرز، ثم العام الذي يليه أمام إنديانا بايسرز مجددا.
كان براينت وأونيل وقتها في قمة عطائهم وشكلا ثنائي من المستحيل إيقافه، لكن الفريق بعدها خسر نهائي المجموعة الغربية أمام سان أنطونيو سبيرز في 2003 ليحصد الأخير البطولة ثم صعد للنهائيات عام 2004 وخسر أمام ديترويت بيستونز.
شاهد أفضل 10 ألعاب بين كوبي وشاك
بين أونيل وبراينت من تختار
انتهى شهر العسل بين أونيل وليكرز أو بين أونيل وبراينت بشكل أدق، بعد أن أثار الأول مشاكل كثيرة وتعرض للانتقاد بشدة بعد انخفاض مستواه خصوصا في المباراة النهائية أمام ديترويت رد بأن إدارة الفريق تفضل براينت عليه وتريد أن تصنع منه النجم الأول للفريق على حسابه.
كما طالب بتجديد عقده بمبلغ رآه جيم بوس مالك ليكرز وقتها مبالغا فيه بالنسبة لسن أونيل ومستواه وقررت الإدارة الإبقاء على كوبي براينت الأصغر والأفضل وإرسال أونيل في صفقة تبادلية لميامي هيت.
أصبح بريانت بعدها النجم الأوحد في ليكرز وقائده.
81 نقطة
مر ليكرز بعدة مواسم انتقالية بعد رحيل أونيل والمدرب فيل جاكسون الذي انتقد بريانت علانية ووصفه بأنه غير قابل للتدريب.
وتعرض بريانت للكثير من الانتقادات رد عليها بأداء هجومي مميز ورفع معدل تسجيله لـ27 نقطة ثم 35 نقطة ثم 32 نقطة في الأعوام من 2005 لـ2007.
وفي يوم 22 يناير 2006 واجه ليكرز فريق تورونتو رابتورز وحقق بريانت رقما أسطوريا بتسجيله لـ81 نقطة، ثاني أكبر عدد نقاط مسجل في مباراة واحدة بعد الـ100 نقطة المسجلين باسم الأسطورة ويلت تشامبرلين.
ومع امتلاء الدوري بالعديد من اللاعبين المميزين هجوميا مؤخرا ككيفين ديورانت وجيمس هاردن وليبرون جيمس لم يتجاوز أي منهم 62 نقطة في المباراة مما يشير لصعوبة ما فعله بريانت.
شاهد 81 نقطة من بريانت أمام تورونتو
طلب انتقال
طلب براينت عام 2007 من جيري ويست المدير التنفيذي لليكرز أن ينتقل من الفريق بسبب سوء النتائج وانخفاض الطموح وجودة اللاعبين الموجودين والتي أدت به ذات مرة لانتقاد زميله صانع الألعاب سماش باركر ووصفه بأنه أسوأ لاعب كرة سلة شاهده في حياته.
زاد حدة الخلافات بين براينت والفريق بعد أن تم اتهامه في أحد البرامج بأنه كان السبب في رحيل أونيل، إذا فليس من حقه أن يطلب الرحيل الآن.
ولكن طلب براينت الانتقال من ليكرز مجددا ما لم يستقطب الفريق نجوما تساعده على تحقيق البطولات، ووعده ويست بتحقيق طلبه بشرط أن يبقى مع الفريق ووافق على البقاء في النهاية.
العودة للقمة والفوز بالرهان مع أونيل
بداية موسم 2008 شهدت انتقال لاعب الارتكاز الإسباني باو جاسول لليكرز الذين شكل ثنائي قوي مع بريانت بالإضافة لاعب الارتكاز الشاب أندرو باينم والاحتياطي المميز لامار أودوم وعودة المدرب فيل جاكسون.
تصدر ليكرز المجموعة الغربية وقتها وحقق 57 انتصارا مقابل 25 خسارة، وفاز بريانت بجازة أفضل لاعب في الدوري للمرة الأولى في تاريخه بعد موسم مميز.
وصل ليكرز للنهائيات هذا العام وخسر من الغريم التقليدي بوسطن سيلتكس في ستة مباريات قبل أن يربح النهائيات في العام التالي أمام أورلاندو ماجيك ثم في العام الذي يليه أما بوسطن نفسه.
شكل براينت ثنائيا مميزا مع جاسول ووصفه أكثر من مرة بأنه أفضل لاعب لعب معه في مسيرته في ليكرز.
شاهد أفضل ألعاب الثنائي بريانت وجاسول
فاز براينت بجائزة أفضل لاعب في النهائيات لمرتين متتاليتين وأصبح في رصيده 5 بطولات، أقل ببطولة من مثله الأعلى مايكل جوردان وأكثر ببطولة من زميله السابق شاكيل أونيل الذي كان قد ربح بطولته الرابعة مع ميامي وراهن ليكرز أن يفوز بالنهائيات في وجود بريانت وحده.
وفاز كوبي براينت بهذا الرهان في النهاية.
بداية النهاية
بعد وصول براينت للقبه الخامس صار هدفه الوحيد مطاردة اللقب السادس للتساوي مع الأسطوري مايكل جوردان.
لكن مستوى الفريق بدأ في الانخفاض وقرر فيل جاكسون الاعتزال ليبدأ ليكرز في الانهيار الذي بدأه بالخسارة 4-0 في الجولة الأولى من الإقصائيات عام 2011 أمام دالاس مافريكس الذي فاز بالنهائيات وقتها، ثم خروج من الإقصائيات في العامين التاليين ثم عدم الوصول للمرحلة الإقصائية بعدها.
كان براينت قد صل لمنتصف الثلاثينات وبدأ حلم اللقب السادس يتلاشى وخرجت أخبار تفيد بأنه سيطلب الانتقال لفريق منافس لكنه أكد لجماهير ليكرز بقاؤه مع الفريق حتى الاعتزال.
اعتزال مفاجئ
مع نهاية عام 2013 أصيب براينت بقطع في وتر أكيلس وغاب لمدة كبيرة توقع الجميع فيها أن يعلن اعتزاله لكن كوبي الملقب بالأفعى السوداء عاد من الإصابة قبل أن يصاب مرة أخرى بخلع في الكتف غاب على إثره للموسم التالي.
أدرك كوبي أنه بالرغم من تعطش روحه للعب كرة السلة فإن جسده لم يعد يحتمل وصار يخذله في الكثير من المرات ففاجئ الجميع يوم 30 نوفمبر 2015 بأن هذا الموسم سيكون الأخير في مسيرته ونشر خطابا مؤثرا لجماهير ليكرز يشكرها فيه على دعمها له طوال مسيرته.
كان براينت ذكيا في اختيار موعد إعلانه الاعتزال فتحول موسم ليكرز المليء بالخسائر إلى حفلة دائمة لتوديع كوبي وصارت ملاعب الخصوم تتزين لرؤيته يطأ قدمه للمرة الأخيرة عليها.
طالع خطاب كوبي الذي وجهه لجمهوره ليعلن اعتزاله بنهاية الموسم.
طالع أيضا:
كيف يصل الأهلي لربع نهائي دوري أبطال إفريقيا