الظهور الأول لـ سيتيين.. ميسي يعود لدوره الأفضل ونقطة سلبية بلسان جوارديولا
الثلاثاء، 21 يناير 2020 - 15:19
كتب : FilGoal
هبت رياح التغيير في قلب برشلونة، والظهور الأول لكيكي سيتيين مع برشلونة كان غريبا، نعم خطف الأداء قلب جماهير الفريق التي كانت تتوق لاستعادة تقاليد أسلوب لعبها المميز، لكن النتيجة انتهت 1-0 ضد غرناطة يوم الأحد.
لم تكن الرياح الوحيدة في الملعب هي الخاصة بالتغيير، لكن كانت هناك رياح أخرى حقيقية سرعتها 50 ميل في الساعة خلقت ظروفا وعوامل صعبت المباراة على الطرفين، الركنيات وضربات المرمى كانت تتأخر حتى يعاد وضع الكرة في مكانها الصحيح وغيرها من الأمور التي تسببت في تعطل المباراة مثل لوحة الإعلانات التي دخلت الملعب من قوة الهواء.
مايكل كوكس محلل كرة القدم الشهير، كتب مقالا عبر موقع "ذا أثليتك" وينقله لكم FilGoal.com عن الظهور الأول لبرشلونة في حقبة سيتيين، وكل ما يلي هو مقال كوكس.
"برشلونة طوع تلك الظروف لمصلحته تماما، 1005 تمريرة هي الأكثر في الدوري الإسباني هذا الموسم، واستحواذ بـ82.6% ثالث أعلى إحصائية مسجلة لموقع أوبتا منذ بداية تسجيله للإحصائيات في 2005-2006، بيب جوارديولا يحتل المركزين الأول والثاني عام 2011 مع الكتيبة الكتالونية، بنسبتي 84% و83.9%.
سيرخيو بوسكيتس أكمل تمريرات أكثر من فريق غرناطة بالكامل، الفريق الذي لم يقرر أن (يركن الباص) أمام مرماه في كامب نو، بل حاول واتبع أسلوب الضغط الذي قادهم للفوز بنتيجة 2-0 في الدور الأول. لكن التزام برشلونة بنظام التمرير القصير كان نظاما كاملا وكلاسيكيا عاد على الفريق بالمنفعة.
كل فريق أوروبي كبير حاليا لديه قناعة تامة أن ناديه لديه هوية بعينها والتزاما تاريخا بأن يلعب بشكل معين من كرة القدم، لكن هذا الوضع أكثر صدقا في برشلونة عن أي فريق آخر، قرار إقالة إرنستو فالفيردي خلال الأسبوع الماضي كان بشكل تقليدي لا يصدق، نظرا لأنه فاز بالدوري عامين على التوالي وكان في منتصف الفريق للفوز بلقب ثالث هذا الموسم.
كانت هناك لحظات انهيار محرجة للغاية لبرشلونة في دوري الأبطال ضد روما وليفربول، لكن المحرك الرئيسي كان تحول برشلونة بعيدا عن طريقة البناء الخاصة بهم والصبورة للغاية، والاستحواذ التام على الكرة، نحو أسلوب لعب واقعي أكثر وأقل جذبا.
لم يكن الأمر كما لو أن برشلونة لا يهاجم، لأنه سجل 13 هدفا أكثر من باقي فرق الدوري الإسباني جميعا، لكن كانت لأن برشلونة لم يكن يهاجم بالطريقة الصحيحة، بشكل نهائي رحيل فالفيردي لم يكن مفاجأة، الصدمة الوحيدة أن الأمر تطلب خسارة في نصف نهائي السوبر الإسباني في السعودية، لكي يصبح ذلك الأمر واضحا.
في عصر (هذا الشخص يعرف النادي جيدا ويجب أن يدربه)، اتجه برشلونة في البداية إلى تشافي الذي كان الجميع ينظر إليه على أنه سيصبح المدرب الثاني الذي يكمل مسيرة رينوس ميتشيلز ويوهان كرويف وبيب جوارديولا، كل منهم لعب في وقت سابق مع مدرب سبقه في نفس التتابع، لكن تشافي عكسهم، يفتقر للخبرة التدريبية خارج قطر، واختار بشكل حكيم أن يرفض المهمة.
موقف ماوريسيو بوكيتينو لم يكن واضحا بسبب كونه لاعب سابق في إسبانيول، ما جعل سيتيين الخيار الأمثل، لكنه مثل تشافي يؤمن بطريقة برشلونة، لا يعرف النادي لكنه دائما ما حاول إثبات فهمه لطريقة لعب الفريق.
سيتيين لم يلعب قط لبرشلونة، لكنه سجل يوما هدفا رائعا برأسية في انتصار راسينج سانتاندير بنتيجة 5-0 ضد برشلونة في أيام يوهان كرويف، بعد تدريبه في أكثر من درجة وتقديم أداء رائع مع لوجو ولاس بالماس أتت تجربة ريال بيتيس بين 2017 و2019، لم يجعل الفريق يؤدي بمستوى خارق مقارنة بميزانيتهم، لكنه لعب بأكثر طريقة متقدمة وتتبع أسلوبا في الدوري الإسباني، وتحركات ذكية ولاعبين أذكياء مثل سيرخيو كاناليس وخواكين وجيوفاني لو سيلسو.
في شهر نوفمبر الماضي حينما واجه بيتيس برشلونة أرسل سيرخيو بوسكيتس قميصا إلى سيتيين كتب عليه: "إلى كيكي مع التقدير والإعجاب للطريقة التي تلعب بها كرة القدم".
بيتيس قدم مستوى رائعا في تلك المباراة وفاز ضد برشلونة بنتيجة 4-3.
تحليل المباراة
من البداية مع برشلونة، لعب سيتيين بطريقة 4-3-3 التقليدية في برشلونة، لكن أصبحت مثل خط دفاع بـ3 لاعبين حينما يستحوذ الفريق على الكرة، عاد سيرجي روبيرتو للتواجد كمدافع ثالث مع جيرارد بيكيه وصامويل أومتيتي، ما سمح لخوردي ألبا للعب كجناح أيسر في حين أن أنسو فاتي تواجد كما هو كجناح أيمن.
أنطوان جريزمان لعب كمهاجم أيسر في حين أن ميسي لعب كمهاجم وهمي بشكل فعال للغاية، دور لم يلعبه قط هذا الموسم، سيتيين يحب أن يجد اللاعبين بين خطوط خصمه، سواء على الجانبين أو في خط وسط الخصم، حتى أن ميسي وجريزمان كلاهما حاول استقبال الكرة في تلك المناطق
تشكيلة خط الوسط كانت أشبه بالروتين، بوسكيتس تواجد خلف إيفان راكيتيتش الذي كان هادئا للغاية في المباراة، وأرتورو فيدال الذي قدم مستوى جيدا في الهجوم.
أيضا، من الأمور الملحوظة كان الضغط العكسي الرائع لبرشلونة ضد غرناطة، أمر كان قد اختفى تماما في ولاية فالفيردي، ومجددا، كل من جريزمان وميسي كانا عاملين هامين للغاية في تلك النقطة، ميسي كان يقدم لحظات رائعة كلما خسر الكرة، يستعيدها ثم يمررها من بين قدمي الخصم فيما يتواجد قابعا على الأرض، قبل أن يقوم ويفوز بخطأ لصالح فريقه في منطقة خطيرة.
برشلونة كان يعاني لخلق فرص مباشرة تهدد مرمى غرناطة، بعيدا عن أن ميسي قدم شيئا فرديا رائعا، تحركات فاتي من الطرف للعمق كانت ذكية للغاية، لكن ركض جريزمان كان مباشرة أكثر من اللازم، وبدا واضحا أنه منعزل تماما عن طريقة لعب الفريق وتحركاته.
غرناطة كاد أن يقترب من خطف التقدم حينما سدد يان إيتكي كرة ضربة القائم لكن بعدها طُرد جيرمان سانشيز بعد الإنذار الثاني لتدخل قوي ضد ميسي، ليتأهب غرناطة لخوض 20 دقيقة قوية للغاية.
هدف برشلونة جاء في الدقيقة 76، من خلال أفضل تحرك لهم في المباراة، توضح قيمة ميسي حينما لعب كمهاجم وهمي، تسلم الكرة على بعد 25 ياردة، ثم مرر إلى جريزمان واستمر في الركض، ليعيدها جريزمان بطريقة رائعة إلى فيدال، الذي تحكم بالكرة ومررها بقدمه في طريق ميسي، الذي بكل أريحية أسكنها شباك الضيوف، هذا كان ميسي كلاعب رقم 10 ثم 9 بدأ التحرك ثم أنهى الهجمة، لم يكن غرناطة قادرا أبدا على تسجيل التعادل.
صرح كيكي سيتيين عقب المباراة: "ربما افتقرنا للدقة في الشوط الأول، كانت لدينا بعض الفرص، لكن غرناطة دافع جيدا بتواجد عدد كبير من اللاعبين في العمق، كانت هناك الكثير من الرياح والملعب كان جافا وكلفنا ذلك بعض الشيء حينما كنا ندور الكرة فيما بيننا، قمنا بعدد كبير من الأشياء الجيدة".
وواصل "آمل الآن أن نكتسب المرونة والدقة أمام المرمى، ليس أمرا سهلا حينما تقف الفرق وتدافع في الخلف كثيرا، لكن علينا أن نبحث عن طرق بديل لإحداث الضرر بدفاع ومرمى الخصم".
تلك الكلمات تصدر مباشرة من جوسيب جوارديولا.
بعيدا عن هدف برشلونة، الهتاف الأكبر لجماهير الفريق جاء أثناء تقديم ريكي بويج، لاعب الوسط الشاب الذي ينتظره مستقبل كبير وكان متجاهلا من فالفيردي.
هذا الاستقبال لتحركاته ومشاركته كان فوزا سهلا بالنسبة لستيين، بويج يمتلك قدما سريعة أشبه بأندرييس إنييستا، وجدت ترحيبا كبيرا بعد عدم لمعان راكيتيتش بأي شكل.
خط الوسط هو المكان الذي يحتاج لتطوير كبير في برشلونة، ربما بعودة فرينكي دي يونج سيكون هناك تقديرا أكثر لتعيين سيتيين كمدرب للفريق.
بعيد عن الحديث عن الأسلوب أيضا، سيتيين بحاجة للنجاح كذلك، برشلونة حاليا في القمة مع ريال مدريد، أي شيء غير النجاح في حصد لقب الدوري في نصف موسمه الأول سيتم اعتباره كفشل، حاليا كانت تلك بمثابة الإعلان عن عودة أسلوب برشلونة التقليدية، وعودة ميسي لدور المهاجم الوهمي، ويظل ذلك هو أخطر مركز له وليس أكثر من ذلك".
المصادر:
طالع أيضا
عبد الشافي يلاحق قضائيا منتحل شخصيته في إنستجرام
مباشر - طنطا ضد الجونة في الدوري
تقرير: حرب وشيكة بين فيفا والوكلاء
صلاح يطارد رقما قياسيا لأبو تريكة