طارق حامد.. قصة تحول "القصير الضعيف" إلى مقاتل لا يمكن الاستغناء عنه
الثلاثاء، 07 يناير 2020 - 16:19
كتب : رضا السنباطي هاني العوضي
قصة مقاتل حقيقية، لاعب لا يكل ولا يمل من التدرب طيلة الوقت حتى يصبح أفضل مما هو عليه، هدفه واحد وهو التطور باستمرار مهما كانت الأدوات المتاحة، سيحاول حتى يصل إلى هدفه، ذلك هو طارق حامد نجم الزمالك ومنتخب مصر حاليا.
بداية القصة لم تكن جيدة، استغنى عنه فريق المنصورة وهو في الـ15 من عمره مع الثنائي محمد المحالي ومحمد رزق.
FilGoal.com يسرد لكم بدايات طارق حامد مع احتراف كرة القدم من مكتشفه طارق عبد الرازق والمدرب الذي منحه الفرصة للتألق، ميمي عبد الرازق، في يوم ينافس فيه لاعب وسط منتخب مصر على جائزة الأفضل داخل قارة إفريقيا.
ويروي طارق عبد الرازق القصة من البداية قائلا: "طارق حامد كان في قطاع النائشين لنادي المنصورة في عمر الـ15 مع محمد المحالي ورزق، كنت أعمل في المدرسة وشاهدته حزينا، سألته عن السبب".
ليرد طارق حامد: "أشعر بحزن كبير، لقد تم الاستغناء عني".
يواصل طارق عبد الرازق: "سنذهب لناد آخر وسيندمون عليك، ثم سألت مدرب المنصورة عن سبب الاستغناء عنه، ليأتي الرد إن طارق قصير وضعيف بدنيا".
من هنا بدأت القصة الحقيقية..
أكمل طارق عبد الرازق: "كان طارق حامد يتمتع بمهارة أفضل حتى من الوقت الحالي، ذهبنا لاختبارات الإسماعيلي وأعجب بقدراته بشير عبد الصمد وعبد الله درويش، ثم قالوا سيتدرب مع فريق 16 عاما مع حمزة الجمل، لكن بشير عبد الصمد رحل ثم تبعه رحيل حمزة الجمل إلى كهرباء الإسماعيلية، ثم اتجهنا لاختبارات القناة مع طارق فهيم ومحمد علي، وقاموا بعمل تقسيمة لكن طارق لم يُوفق".
وتابع "اتجهنا إلى إمام محمدين في إنبي فقال إن محمد سعد المدرب سيشاهد طارق، وخلال التقسيمة أعجب بشدة بقدرات طارق، وبعد أداء جيد قال له: أنت رائع، أين كنت؟ لكنني لا أستطيع قيدك حاليا لأن قائمة الفريق مغلقة، سأتواصل مع بتروجت لقيدك".
نقطة التحول الكبيرة قادمة.. "كان ردي إلى طارق حامد، لا بتروجت ولا إنبي، سنبدأ الطريق من كهربا طلخا بسبب الظروف المادية، لأن والده متوفي ووالدته هي من تعمل وطارق كان يعمل في أحد المطاعم ولا يظهر أي تكبر فيما يخص العمل، كان يعمل ويتدرب في نفس الوقت".
وواصل "ذهبنا إلى حمادة نبيه مدرب الفريق الأول، ونظرا لنقص العدد في التقسيمة شارك طارق، أحد أقاربي كان متواجدا وحينما شاهد حمادة نبيه إمكانياته قال له، ستوقع معنا وتحصل على 1000 جنيه، وستكون معنا في معسكر الأكاديمية بالإسكندرية، ومع أول أسبوع تم قيده في كهرباء طلخا، ثم شاهده نادي طلائع الجيش الذي كان يقيم في نفس المعسكر".
واسترسل "شاهده أحد مسؤولي الجيش في عمر الـ16، تابعه خلال 3 مواجهات، ومع رؤية جيدة للمدير الفني طلعت يوسف، قرر ضم اللاعب بعد 3 أشهر فقط من اللعب لكهرباء طلخا بـ100 ألف جنيه، يحصل منها طارق على 16 ألفا والنادي على 84، وحصلت بالطبع والدته على الجزء الأكبر من المبلغ".
وأردف "طلعت يوسف بدأ تجهيزه جيدا للمشاركة الإفريقية والمحلية، لكنه رحل وتم التعاقد مع فاروق جعفر، لم يشارك طارق معه في أي مباراة نظرا لعدم قناعته بالناشئين، ليرحل بعد ذلك إلى سموحة الذي كان قد صعد حديثا إلى الدوري الممتاز، وأصبح طارق لاعبا لا غنى عنه منذ ذلك الحين يشارك في كل مباراة، كان مهاريا وضعيف الجسد لكن ذلك تغير، لم يرتح قط في إجازة كان يتدرب إما في طلخا أو المنصورة".
وواصل "كان طارق هو الوحيد في عائلته الذي يشجع الزمالك، في حين أن باقي أسرته تشجع الأهلي، كما تبرع بسيارة إسعاف إلى بلده، ومركز شباب سُمي على اسمه. الأهلي حاول ضمه في 2014".
واستكمل "طارق كان يرغب في الزمالك، وفي المقابل، تواصل محمد فضل مع وائل جمعة مدير الكرة في الأهلي وقتها من أجل طارق، أرسل الأهلي عرضا بـ8 ملايين جنيه تُدفع فورا، ثم تواصل فرج عامر رئيس سموحة مع الزمالك وأخبره، ليدفع النادي الأبيض 5 ملايين فورا، ثم رد وائل جمعة بأن الأهلي لديه عدد كبير من اللاعبين في مركزه".
وأتم "(جوزوالدو) فيريرا له الفضل الكبير في تطور مستوى طارق حامد بهذه القتالية والروح، إنه فخر لكفر الأصالي ومركز طلخا، وتم تكريمه سابقا من المحافظ".
اتجهنا بعد ذلك إلى ميمي عبد الرازق مدرب سموحة السابق، والذي عمل مع طارق حامد ومنحه فرصة للتألق مع الفريق السكندري.
"طارق انضم إلينا عام 2010، قادما من طلائع الجيش، كانت أشبه بصفقة تكميلية، لكنه لم يحصل على فرصة سواء مع محسن صالح أو باتريس نوفو".
"حينما توليت المهمة اقتنعت للغاية بقدراته وشعرت أن لديه مجهود وطموح لا ينتهيان، وبدأ في المشاركة معي وطور نفسه كثيرا وكان يلعب بجانب إبراهيم عبد الخالق".
"الفضل يعود حقا إلى جودوين أترام، كان يصطحبه معه في التدريبات صباحا وظهرا في غير أوقات التدريبات، ما جعل بنيتهم الجسدية أقوى".
"طارق لاعب متطور وقوي للغاية، لديه روح قتالية وفراسة رائعة، بدأ يحسن مستواه شيئا فشيء، أصبح يسدد ويرغب في التسجيل وصناعة الأهداف، قديما كان لاعبا دفاعيا تماما، حاليا هو من أفضل لاعبي الزمالك ولوقت طويل هو كذلك".
طالع أيضا:
طارق حامد.. عقيدة القتال من أجل الجماهير حتى اللحظة الأخيرة
حلم طوكيو - انطلاق تصفيات رجال الطائرة.. تعرف على تاريخ إفريقيا أولمبيا ومواجهات مصر الصعبة
مصدر في الكاف يجيب عن: هل يحضر صلاح حفل الأفضل في إفريقيا؟