"عيد من السعادة في الجنة".. أنطونيو محمد يحقق حلم ابنه بعد 13 عاما
الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019 - 20:48
كتب : إسلام أحمد
جلس أنطونيو محمد على مقاعد البدلاء وبكى بحرقة ليس بسبب الفوز بأول لقب دوري له مع فريق مونتيري المكسيكي بل لتحقيق أمنية ابنه الراحل.
13 عاما والمدير الفني المُلقب بالـ "تركي" نظرا لأصوله العربية –لأن الدول العربية في القرن الماضي كانت تابعة للدولة العثمانية– يحاول تحقيق حلم ولده.
في اليوم التالي من خسارة منتخب الأرجنتين أمام ألمانيا في ربع نهائي كأس العالم بركلات الترجيح في كأس العالم 2006.
تعرض أنطونيو رفقة ابنه فريد وثلاثة من أصدقائه لحادث سير في مدينة فرانكفورت بألمانيا بعدما اصطدمت بهم سيارة مسُرعة من الخلف وسقطت سيارتهم من على الجسر.
أنطونيو محمد روى ما حدث في ألمانيا لجريدة "جروبو ريفورما" المكسيكية عام 2012: "كنا مجموعة من 12 صديقا في ألمانيا وفي اليوم الأخير قبل السفر قررت اصطحاب ابني لمشاهدة المباراة عن طريق المنزل المتنقل (سيارة مجهزة) وفي النهار ضربتنا سيارة من الخلف كانت تسير بسرعة 190 كيلومتر في الساعة".
"السيارة تحطمت جزءا بقى على الطريق والآخر سقط من على الجسر، الأمر كان أشبه بالفيلم لم أتمكن من المشي بسبب الإصابة في قدمي وابني كان على بُعد أمتار قليلة، وفي الأخير وجده أحد أصدقائي تحت أجزاء من السيارة ومصاب بكسور في الضلوع والقدم والأقوى في الجمجمة وتضرر الكبد وعندما فصلوه من الأجهزة توقف عن التنفس".
أنطونيو تعرض لكسر ثلاثي في قدمه، وتوفي فريد بعد 4 أيام من الحادث إذ عانى من إصابات قوية ومكث في غيبوبة لمدة 4 أيام وفي النهاية قرر الأطباء فصله من على أجهزة الإفاقة.
"عندما أنام أرى الحادثة والصراخ، لقد أجريت أكثر من عملية وكنت مهددا ببتر قدمي، زوجتي كانت قوية للاهتمام بأولادنا الثلاثة في ذلك الوقت، وأحاول التعافي والاعتناء بهم".
"فريد كان يريد مني أن أواصل، لا أريد أن أفقد شغفي وأريد مواصلة ما أرده ابني".
السائق الذي اصطدم بهم اعترف أنه كان يسير على سرعة عالية أثناء وقوع الحادث احتفالا بوصول ألمانيا إلى نصف نهائي المونديال.
أنطونيو كان قد وعد ابنه فريد بإعادة هوراكان للدوري الأرجنتيني الدرجة الأولى مرة أخرى، وقيادة مونتيري الذي يشجعه للفوز باللقب الدوري المحلي.
ومنذ ذلك الحين يسعى أنطونيو للفوز باللقب مع النادي الذي شجعه ابنه، فخسر اللقب مرتين أمام باتشوكا وأونال تيجيريس وفي الثالثة حقق وعده وفاز بالدوري على حساب كلوب أمريكا.
في 2003 عقب الاعتزال مباشرة تولى أنطونيو تدريب فريق زاكاتيبيك المكسيكي الذي أنهى معه مسيرته الكروية وتولي تدريب هوراكان 4 مرات آخرها العام الماضي.
والنجاحات التي حققها أنطونيو كانت محليا في المكسيك، ففاز بلقب الدوري مع تيهوانا وكلوب أمريكا عامي 2012 و2014 على الترتيب، كل ذلك لم يكن كافيا.
أراد أنطونيو تحقيق حلم فريد بالفوز بلقب الدوري المكسيكي، مع مونتيري في الفترة من 2015 وحتى 2018 خسر اللقب مرتين في المباراة النهائية خلال 4 مواسم وفاز بلقب كأس المكسيك.
في بداية الموسم الماضي خاض أول تجربة أوروبية له مع نادي سيلتا فيجو الإسباني إلا أنه فشل في تجربته الأوروبية وفاز في 3 مباريات فقط من أصل 12 ليعود إلى أمريكا الجنوبية.
أولا عن طريق نادي هوراكان الأرجنتيني ثم غادر سريعا بعدما حقق انتصارين فقط في 15 مباراة، ثم تولى مهمة تدريب مونتيري عقب فوزهم بكأس العالم للأندية.
الفريق الفائز بدوري أبطال الكونكاكاف لم يسر بشكل جيد على المستوى المحلي فتم التعاقد مع أنطونيو مجددا قبل 5 جولات على نهاية الموسم.
فاز في 4 وتعادل في 1 وتأهل للأدوار النهائية، فاز على سانتوس لاجونا متصدر ترتيب الدوري ونيكاكاسا في المربع الذهبي، ثم سافر إلى قطر لخوض 3 مباريات في كأس العالم للأندية.
مونتيري فاز على السد القطري 3-2 وخسر بصعوبة في الوقت القاتل بنتيجة 2-1 وفاز بركلات الترجيح على الهلال السعودي وحصد الميدالية البرونزية.
في النهائي التقى مونتيري مع كلوب أمريكا وفاز ذهابا في الوقت القاتل بمقصيه مزدوجة من الأرجنتيني روجيلو فونيس موري بنتيجة 2-1، وفي الإياب على ملعب أزيتيكا تأخر الفريق بهدفين دون رد أمام ملوك العودة.
مونتيري استطاع تسجيل هدف التعادل في مجموع اللقاءين عن طريق فونيس موري مرة أخرى وفي ركلات الترجيح فاز الفريق بنتيجة 4-2 محققا اللقب الخامس في تاريخه.
ليونيل فانيجوني سجل ركلة الترجيح التي تسببت في بكاء أنطونيو الذي أمسك بالـ"سبحة" ومن ثم قال لمراسل قناة فوكس "هناك عيد من السعادة في الجنة" في إشارة لسعادة ابنه بفوز مونتيري باللقب وتحقيق حلمه أخيرا.
شارك في استفتاء FilGoal.com لاختيار الأفضل في 2019
اقرأ أيضا:
كوميك بوك في الجول - أليكس فيرجسون وتغيير الموازين
في عالم الوكيل - يحيى علي وإبراهيم عزب: أن تجمع بين الأهلي والزمالك