هيرمينيو ماسانتونيو.. صاروخ الهاون الذي يستحيل أن يلحقه ميسي
الأربعاء، 25 ديسمبر 2019 - 22:24
كتب : إسلام أحمد
في شوارع كاتاماركا وبويدو وتشكلانا وفاماتينا، بمدينة إنسينادا بالأرجنتين، اختلطت دماء الخنازير بالوحل على أرض المذبح في الحي الذي عُرف بـ "لا كيما".
الحي أصبح يُعرف حاليا باركي دي لوس باتريكوس، وفي عام 2000 أصبح المرة الأولى التي يتغير فيها اسم الشارع ليحمل اسم لاعب كرة قدم في الأرجنتين.
وأمام مقر نادي هوراكان بُنى أول نصب تذكاري للاعب كرة قدم في أمريكا الجنوبية في مارس 1966، كل ما سبق يشترك فيه اسم لاعب واحد هو "هيرمينيو ماسانتونيو".
في 1880 غادر رافائيل ماسانتونيو من إيطاليا إلى الأرجنتين رفقة زوجته، وفي بيونس آيرس عاصمة الأرجنتين رُزق بـ 9 أبناء كان هيرمينيو الرابع بينهم في الخامس من أغسطس 1910.
بعمر الـ 14 أنهى هيرمينيو دراسته الابتدائية ومن ثم بدأ الانخراط في العمل بالثلاجات ومساعدة والده، وتعرض هيرمينيو للضرب من والده بسبب لعب الكرة، ومن ثم تحّول لممارسة الملاكمة وأصبح من الأفضل بين أقرانه.
شقيقه الأكبر جيرينو قال إنه علّم بممارسة أخيه لكرة القدم وأن العديد يتنبأ له بمستقبل مبهر والجميع يتحدث عنه عقب المشاركة مع نادي يُدعى فيلا ألبينو بدوري بالتسيني.
ومن هنا فضّل والده أن يتركه على حريته بعدما كان يريد منه إكمال تعليمه ومواصلة مشواره في الملاكمة.
توماس أدولفو دوكو رجل عسكري مرتبط بنادي هوراكان في ذلك الوقت –الرئيس التاريخي للنادي- أرسل ضابطا من أجله إلى منزله لضمه وتوقيع عقود احترافية في مايو 1931، مع بدء نظام الاحتراف في ثلاثينيات القرن الماضي.
حصل نادي هوراكان على خدماته وفي المباراة الأولى له سجل ثلاثة أهداف أمام كويلميس.
هيرمينيو وصف طريقة تسجيله أفضل هدف في مسيرته في مباراته الأولى قائلا: "ظُهر ذلك اليوم سجلت أفضل هدف في حياتي، أخذت الكرة في وسط الملعب. راوغت أكثر من لاعب في وسط الملعب والدفاع، وسددت بكل هذه القوة إذ لم ير حارس المرمى مسار الكرة ".
هيرمينيو كتب تاريخا لن يُحمى مع نادي هوراكان وأصبح رمزا للنادي، إذ كان خجولا خارج الملعب لكن بداخله أسد يهابه الجميع، حتى علق حذائه عام 1945 داخل أسواره.
الأرجنتيني نوربرتو مينديز الهداف التاريخي لكوبا أمريكا يروي كيف زامل هيرمينيو قائلا: "لقد أردت ذلك منذ اليوم الأول الذي رأيته فيه، كان معشوقي العظيم، كنت أنتظره كل يوم عند باب الملعب لأدخل معه، لأنني أردت أن أكون بالقرب منه، أن الجميع يعلم أن هيرمينيو كان صديقي، جئت لألعب معه وكانت أسعد لحظة في حياتي".
زميله إيميليو بالدونيو الذي لعب بجواره شرح أسلوبه "لم يكن ذو مهارة كبيرة لكنه كان جيدا للغاية يستطع الفوز بالمباريات ورد الفعل عند الخسارة وتأثيره كان كبيرا على الفريق".
"حتى عندما كان يلعب كجناح خاصة في الجهة اليسرى، كنا نصرخ احتفالا بالهدف قبل أن يُسدد لدقة التسديد لديه الذي لا تشوبه شائبة".
في سن الـ 34 لعب لنادي ديفنسور الأوروجوياني مقابل 10 آلاف بيزو ومن ثم عاد للأرجنتين عبر بانفليد ثم اعتزل بعدما لعب 9 مباريات سجل خلالها هدفين.
لورينزو فيرنانديز مدافع منتخب أوروجواي عانى أثناء مواجهة منتخب بلاده مع الأرجنتين بقيادة هيرمينيو في بطولة كوبا أمريكا 1935، واصفا إياه بأنه لا يُمس، حتى بعد مشادة قوية جمعت الثنائي ولاعبي المنتخبين.
وعندما رقد هيرمينيو في المستشفى بعد معاناة من مرض السرطان زاره لورينزو قادما من أوروجواي إلى الأرجنتين موجها له رسالة ألا يستسلم للمرض والموت.
قيمة هيرمينيو في أرضية الملعب تُسجلها الأهداف التي جعلته ثالث أفضل هداف في تاريخ الدوري الأرجنتيني حتى الآن، سجل 259 هدفا في 367 مباراة بالدوري وهداف هوراكان التاريخي، عامي 1937 و1939 أفضل أعوامه تهديفيا برصيد 28 هدفا في الموسم.
مع المنتخب فاز بلقبي كوبا أمريكا عامي 1937 و1941 وهداف نسختي 1935 و1942.
في 11 نوفمبر 1937 سجل ماسانتونيو أسرع هدف لمنتخب الأرجنتين بعد 23 ثانية من بداية اللقاء أمام أوروجواي في مباراة انتهت بالفوز 5-1.
بقميص الأرجنتين سجل 21 هدفا في 19 مباراة بمعدل تهديفي وصل إلى 1.1 هدفا لكل مباراة يحتل بها المركز الـ 11 في قائمة هدافي التانجو.
رقم من الصعب أن يُمس وقد يستحيل على قائد الأرجنتين الحالي ليونيل ميسي –هداف الأرجنتين التاريخي- أن يعادله إذ سجل 70 هدفا في 138 مباراة ولابد أن يخوض مباريات أقل من عدد أهداف التي يسجلها، أو أي لاعب آخر في بلاد السيلستي.
في قمة عطاءه عُرف هيرمينيو بأنه مُلهم لموسيقى التانجو الأرجنتيني.
فرانسيسكو جارسيا خمينيز الشاعر الأرجنتيني كتب أبياتا عن قوة اللاعب بعنوان "صاروخ الهاون" على أنغام موسيقى التانجو الأرجنتينية.
تلك بعضا منها
على أرض الملعب
11 لاعبا عالميا
شجاع وجريء
يتحول لإعصار
يبدو في القارب
للمتضررين
صاروخ "هاون"
هدفه عنيد
إذ سدد ماسانتونيو
لا ينبغي القيام بشيء
هناك.. هدف
ثالث هدافي الدوري الأرجنتيني في تاريخه تُوفى عام 1956 بعمر الـ 46 عاما وكُتب في نعيه "سوف يتم تذكرّك بالتقدم إلى الأمام واللعب من الجهة اليسرى".
طالع أيضا
كيف تحكم العالم بشجرة الكريسماس
محمد فضل: لم نستقر بعد على موعد ومكان السوبر المصري
تقرير: أرتيتا لا يريد أوباميانج في أرسنال
دليلك لفهم تحركات الأهلي في ميركاتو الشتاء