كتب : أمير عبد الحليم
الكل يضع زينة شجرة الكريسماس في هذا الوقت، لكن كمشجع لكرة القدم أول ما يتبادر إلى ذهنك طريقة "شجرة الكريسماس" التي تركت إرثا عظيما في تاريخ كرة القدم.
شجرة الكريسماس مصطلح يطلق على طريقة اللعب "4-3-2-1" وهذا المصطلح مرتبط بكارلو أنشيلوتي خلال فترته الناجحة مع ميلان.
لكن الحقيقة أن بداية اللعب بشجرة الكريسماس بدأ قبل حقبة أنشيلوتي مع ميلان بكثير.
البداية كانت مع بيرت هيد مدرب كريستال بالاس في التسعينات والذي قادهم للتأهل للدوري الممتاز معتمدا على مهاجم وحيد يلعب خلفه ثنائي كصانع ألعاب وهذا كان نادرا وقتها.
ثم اعتمد عليها كو أدريانس مدرب فريق دين هاج في الثمانينات بشكل أكثر جرأة، قبل أن يطبقها تيري فينابلز مدرب منتخب إنجلترا في منتصف التسعينات.
وأخيرا، حققت شجرة الكريسماس أبرز نجاحاتها مع إيمي جاكيه في التتويج بكأس العالم 1998 مع منتخب فرنسا.
لكن النسخة الأكثر نجاحا وشهرة لشجرة الكريسماس كانت التي طورها كارلو أنشيلوتي في ميلان.
التوزيع في الملعب
يمكن تصنيف شجرة الكريسماس كطريقة لعب دفاعية، حيث يتمركز 3 لاعبين لحماية خط الوسط ولكن كل واحد منهم كان له دورا مختلفا عن الآخر.
اللاعب الأول دوره دفاعي بحت فهو خط الدفاع الأول للفريق والمطالب بافتكاك الكرة من المنافسين وإفساد هجماتهم، ولسنوات طويلة تألق جينارو جاتوزو في تأدية هذا الدور مع ميلان.
فيما يتولى اللاعبان الآخران مسؤولية نقل الكرة للأمام، على أن يلعب واحد منهما دورا مساندا للاعب الارتكاز، وفي ميلان كان ماسيمو أمبروزيني.
هذا اللاعب يجب أن يكون قادرا على تأدية مهمة المراقبة رجل لرجل، حيث أحيانا يُطلب منه تأدية دور دفاعي بحسب هوية المنافس.
ولاعب الوسط الثالث هو الأكثر إبداعا بينهم، فهو القادر على تمرير الكرة للأمام.
وبهذه الطريقة، كان يتم إعفاء الثلاثي الهجومي من أي أدوار دفاعية.
ويتكون الثلاثي الهجومي من صانعين للألعاب وأمامها مهاجم بصفات خاصة سنتحدث عنها لاحقا.
بكل سهولة، تستطيع أن تستنتج عيوب "شجرة الكريسماس" حيث تفتقد للانتشار العرضي، بتمركز 5 لاعبين في وسط الملعب.
وهذا كان يتطلب مشاركة الظهيرين في الهجوم وقت امتلاك الكرة.
امتلاك ظهيرين بطاقة كبيرة وقدرة على تقديم الدورين الدفاعي والهجومي بنفس الكفاءة كان ضروريا لتنفيذ فكر أنشيلوتي، وهنا نتحدث عن ظهيرين غير عاديين هما كافو وماريك يانكولوفسكي.
ووقت تقدمهما للأمام، يغطي ثنائي الوسط المساحة خلفهما. يمكنك أن تتخيل ماذا سيحدث لو كان ساديو ماني ومحمد صلاح في الفريق المنافس لكن وقتها لم تعتمد الفرق على الأجنحة بالشكل الحالي.
كيف تهاجم
يبدأ الهجوم عادة من ناحية لاعب الوسط الذي يجيد لعب كرات طولية متقنة، حيث يقوم بتوجيه الكرة للمهاجمين.
بالتأكيد أندريا بيرلو أول من يتبادر لذهنك لتأدية هذا الدور، وبكفاءة تامة أدى هذا الدور مع أنشيلوتي.
أما المهاجم فيمكن وصفه بصاحب المهمة الشاقة جدا في هذه الخطة، لأنه ليس مطالبا بأن يتمتع بلمسة رائعة لإنهاء الفرص فقط ولكن أيضا قدرة على الربط مع الثنائي الآخر في الهجوم.
ليس مطالبا بامتلاك قدرات فنية بقدر ما يتطلب مركزه أن يستلم الكرات الطولية ثم يبدأ في توزيعها، وهذا يعني أنه يجب أن يتمتع بقوة جسمانية وقدرة على التمرير بشكل صحيح.
في ميلان، اعتمد أنشيلوتي على ريكاردو كاكا وكلارنس سيدورف تحت المهاجم الذي كان فيليبو إنزاجي بالتبادل مع أندريه شيفشينكو أو هيرنان كريسبو.
لماذا فشلت قبل فرنسا
حاول منتخب إنجلترا تطبيق طريقة شجرة الكريسماس خلال فترة تيري فينابلز، ولكن الأمر لم يُكلل بالنجاح.
حيث لم يمتلك منتخب الأسود الثلاثة لاعبا مثل بيرلو يستطيع لعب كرات طولية متقنة، وفشل ديفيد بلات وبول آينس و ستيف مكماهون في تقديم هذا الدور.
أيضا تأثرت معدلات تسجيل مهاجم بحجم آلان شيرار لتنفيذ الأدوار المطلوبة منه في توزيع اللعب، فظل عاما كاملا دون تسجيل هدف دولي وحيد.
وفي النهاية رحل فينابلز بعد توديع يورو 1996 التي استضافتها إنجلترا من نصف النهائي، رغم إشادات اللاعبين بخططه.
على النقيض، نجح جاكيه مع فرنسا في صنع فريق أسطوري بامتلاك زين الدين زيدان و يوري دجوركاييف كثنائي صانع للألعاب.
وفي وسط الملعب امتلك ديدييه ديشامب وإيمانويل بيتيت و كريستيان كاريمبو، ومنح الحرية للظهيرين للتقدم والمشاركة هجوميا.
وكما قدم زيدان بطولة لا تُنسى في 98، تألق كاكا تحت قيادة أنشيلوتي وكان أفضل لاعب في العالم في 2007.
سيطر ميلان بشجرة الكريسماس لسنوات، لكن مع تقدم باولو مالديني وجاتوزو في العمر وانتقال كاكا إلى ريال مدريد لم تُستخدم هذه الطريقة مرة أخرى.
وبالتأكيد مع تطور اللعبة، بات تنفيذ هذه الطريقة أمام اعتماد أغلب الفرق على جناحين سريعين بمثابة انتحار بالإضافة إلى اندثار المهاجم التقليدي القادر على تنفيذ مهام شجرة الكريسماس.
ربما تكون شجرة الكريسماس وصلت إلى فصل الخريف حيث تساقطت أوراقها، لكن تركت خلفها إرثا عظيما لا يُمحى.
طالع أيضا
هل يتواجه القطبان 4 مرات في 18 يوما؟
تقرير يكشف لماذا قد يجدد برشلونة عقد فالفيردي
اتحاد الكرة يتحرك لمنع المعاقبين من حضور المباريات
أمير مرتضى: مدرب الأحمال سافر لبلده بسبب ظروف خاصة
ساسي يعلق على خبر مشادته مع مرتضى
تقرير إماراتي: السوبر المصري في أبو ظبي بفبراير المقبل