في فلك الكلاسيكو.. قلق مشترك في برشلونة وريال مدريد
الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019 - 17:07
كتب : إسلام مجدي
القلق يساور جماهير الفريقين لا يوجد طرف مفضل، إن سألت جماهير برشلونة فستخبرك رغم امتلاكها ليونيل ميسي أنها لا تثق في الفوز، والأمر ذاته مع ريال مدريد وزين الدين زيدان رغم امتلاك الأخير سجلا رائعا في مواجهات برشلونة كمدرب.
لما يساور القلق الطرفين؟ رغم تقارب نتائج الفريقين في الدوري إلا أن المستوى هو المصدر الرئيسي للتوتر في الحالتين، فكيف يلعب ويفكر زيدان وإرنستو فالفيردي قبل الكلاسيكو وما المشاكل التي تواجههما؟ نرصدها لكم في التحليل التالي.
أولا برشلونة بصفته المضيف
النادي الكتالوني خسر 3 مرات هذا الموسم وتعادل مرتين، أبرزهم التعادل مع ريال سوسيداد 2-2 قبل الكلاسيكو في بداية الأسبوع الجاري.
العديد من الانتقادات توجه إلى فالفيردي ومستوى الفريق لكن لماذا؟
لم يختلف الكثير في طريقة لعب برشلونة عما كان عليه الحال في عصر ما بعد بيب جوارديولا، الفريق يحاول بناء الهجمات من الخط الخلفي والاعتماد بشكل حيوي على وسط الملعب في تشكيل تلك الهجمات.
ليونيل ميسي أصبح العنصر الحيوي والأهم في تلك الهجمات، وغيابه أصبح بمثابة انتكاسة لا مفر منها بالنسبة لفالفيردي.
برشلونة حينما يبدأ هجماته تجد لاعب الارتكاز -في هذه الحالة- سيرجيو بوسكيتس يتراجع للخط الخلفي للدفاع وأحيانا بين قلبي الدفاع للمساهمة في بناء الهجمات، أمر ظهر جليا ضد فياريال.
برشلونة إن تعرض للضغط من الخصم في مناطقه وبالتحديد ثلث الفريق الكتالوني، وقتها يحاول أن يهاجم بسرعة وتشكيل هجمة مرتدة لنرى بوسكيتس ومعه لاعب وسط آخر بجانب الدفاع، مع قدرة قلبي الدفاع على نقل وتمرير الكرة.
حينما يصل الفريق إلى الثلث الأخير فهو ينقل الكرة كثيرا ليشكل خطورة على خصومه، يتضمن ذلك تبادلا في الأماكن بين الأطراف ولاعبي الوسط، وأحيانا لا يحدث ذلك، المهاجمون يسحبون أنفسهم بعيدا عن رقابة الدفاع إلى الخلف أكثر.
مثلا تجد لويس سواريز وأنطوان جريزمان بعيدان عن منطقة الجزاء، المكان الذي يفترض بهما أن يتواجدا به للسماح للفريق باكتساب مساحة أكبر لبناء الهجمة بشكل أقوى.
بجانب ذلك، برشلونة لا يمتلك شكلا محددا للضغط مع فالفيردي فتارة يضغط ضغطا عاليا من مناطق الخصم وأخرى من وسط الملعب، لكن حينما يضغط ضغطا عاليا تجد لاعب يطارد الكرة والبقية يراقبون تشكيل الخصم وإغلاق أي فرصة للتمرير ضده.
حينما يتمكن برشلونة من كسر عملية بناء الخصم، يتحول التشكيل إلى 4-4-2، والأمر دوما يعتمد عند فالفيردي على من سيلعب في المباراة وليس خطة ثابتة ما يسبب بعض المشاكل للفريق.
برشلونة كان يتعثر هذا الموسم حينما يواجه فريقا يضغط ضغطا عاليا، لكن مع وجود بوسكيتس وفرينكي دي يونج وأرثر فقط الثلاثة يشكلون طريقة لإيقاف الضغط.
الخصوم يركزون أكثر على وسط برشلونة للتأكد من أنه لن يضغط بطريقته المعتادة.
فالفيردي حينما يجد الخصم قد عزل خط وسط ميدانه مثل المثال السابق يعتمد على استراتيجية لم تشكل أي ربح ملموس له حتى الآن، الأطراف والكرات العرضية.
بجانب ذلك وصف المحللون ما يحدث للفريق في عدة مباريات تحت إمرة فالفيردي، بالوقوع المثالي في المصيدة.
ضد ريال بيتيس على سبيل المثال لا الحصر، الرقابة التي فرضها الفريق بخطين على خط هجوم برشلونة عزلته عن باقي الفريق، ما جعل تدوير الكرة نفسه أمرا صعبا لأن الهجوم محاصر ومع عدم وجود أجنحة الظهير كان يتصرف بتلقائية بانطلاقه ثم إرساله عرضية يكون بيتيس مستعدا لها.
وأحيانا كانت الخصوم تستغل نقطة العزل والرقابة تلك من أجل إجبار برشلونة على اللعب بنفس النمط العرضيات. ما يجعلها جهود كبيرة دون نتيجة واضحة.
ضد خيتافي برشلونة استعمل استراتيجيته في البناء، بوسكيتس يتواجد في الخط الخلفي لتوزيع الكرة في منتصف الملعب.
برشلونة لا يمتلك شكلا أو خطة مضادة لتحركات خصمه، بمعنى أنه يتحرك بسيناريو واحد محدد لكل اللقاءات.
أتليتك بلباو على سبيل المثال قدم خط دفاعه ووسطه وأجبر برشلونة على البناء عن طريق بوسكيتس فقط.
في حين أنه نجح في عزل خطوط برشلونة لتقليل فرصه في البناء وهدفهم الأكبر كان عزل فرينكي دي يونج عن فريقه.
بهذه الطريقة قلل بلباو فرص برشلونة في استعمال خط وسطه للبناء، على الجانب الآخر أجبر برشلونة على التحرك للطرف وفي نفس الوقت غطى فرص خطورة العرضيات.
ضد غرناطة
حينما يقع برشلونة في تلك الحيلة فلا يجد لها حلا مناسبا، مثلا حينما ضغط غرناطة لم يكن الفريق مستعدا لذلك، ربما فرينكي دي يونج مستعدا لكن بقية زملائه لم يكونوا كذلك.
ما الذي أفقد الجماهير الثقة كثيرا في مدربهم قبل أي شيء آخر؟
الاعتماد التام على ميسي لفترة طويلة جعل الفريق يراه الحل الوحيد والمثالي لكل المشاكل، بالطبع لا شك في أنه كذلك، لكن يجب توفير حلول أخرى لربما شعر بالإجهاد أو غاب بداعي الإصابة أو لم يكن موفقا.
أحد أبرز تلك الأمثلة حينما شارك ضد بلباو عام 2018 كبديل في الدقيقة 55.
قبل مشاركة ميسي استحواذ برشلونة كان 63% وفي وسط ملعب بلباو كان 40%، حينما شارك ميسي أصبح الاستحواذ 73% وأصبح الفريق أقوى بل في مناطق بلباو ارتفع الاستحواذ بنسبة 34% ليصبح 74%.
تقليل البدائل أحد أبرز مشاكل فالفيردي مع برشلونة، خلال شهر أكتوبر 2018 نُشرت إحصائية للاعبين، عثمان ديمبيلي حصل على 523 دقيقة للمشاركة ونيلسون سيميدو 362 وآرثر 173 وأرتورو فيدال 164 وتوماس فيرمايلين 160 وكليمينت لينجليه 150 دقيقة.
ثانيا الضيوف، ريال مدريد
بداية الموسم لم تكن جيدة لريال مدريد، انتصار ثم تعادلين على التوالي، ثم انتصار آخر والخسارة بنتيجة 3-0 من باريس سان جيرمان.
الولاية الأولى لزيدان شهدت العديد من النجاحات أبرزها كتابة رقما تاريخيا خاصا بالتتويج بـ3 بطولات دوري أبطال أوروبا متتالية.
زيدان واجه برشلونة 7 مرات في ولايته الأولى فاز في 3 وتعادل مرتين وخسر مرتين، وآخر مواجهة جمعت الفريقين انتهت بالتعادل 2-2.
سجل ريال مدريد مع زيدان في الكلاسيكو 12 هدفا واستقبل 11 آخرين.
إضافة واحدة ستشكل فارقا كبيرا، ريال مدريد وزيدان في هذه الولاية الثانية بدون كريستيانو رونالدو الذي رحل إلى يوفنتوس، ربما يكون الموسم الجاري هو الثاني له مع الفريق الإيطالي، لكن بالنسبة للمدرب الفرنسي فهو الكلاسيكو الأول بدونه.
لطالما امتلك زيدان خطة معاكسة دوما لخصمه ودائما ما كانت فعالة، المرتدات السريعة التي يقهر بها فريقه، حينما كان الخصم يحاول البناء، كاسيميرو يقوم بدوره ثم كروس ومودريتش ينقلان الكرة سريعا ويُضرب الخصم دون أي ملاحظة.
زيدان اعتمد في بداية الموسم على طريقة 4-3-3 الهجومية قبل أن يغيرها تارة إلى 4-4-2 محاولا البحث عن بديل لرونالدو تارة، و4-2-3-1 لحل أزمات الوسط ثم العودة أخيرا إلى 4-3-3.
كريم بنزيمة يتألق خلال الموسم الجاري مع زيدان، سجل 12 هدفا وصنع 5، يليه سيرخيو راموس الذي سجل 3 أهداف، ومن هنا يجب أن نتوقف قليلا.
لا يمتلك ريال مدريد قوته الضاربة التي امتاز بها طيلة همينته على لقب دوري الأبطال، والأمر ليس رونالدو فقط لكن خط هجومه كان فتاكا، قد لا يسجل رونالدو أو بنزيمة لكن فيما بعد تجد مارسيلو أو كروس قد أنهوا اللقاء، تلك الحلول لم تعد قائمة كما كانت.
تشكيل ريال مدريد الحالي يحتوي على محور دفاعي وحيد هو كاسيميرو، في المقابل أي لاعب آخر في خط الوسط ذو قدرات هجومية، لوكا مودريتش وتوني كروس وجيمس رودريجيز وإيسكو وفيدي فالفيردي والمصاب ماركو أسينسيو.
قال زيدان في وقت سابق: "حينما لا تكون الكرة معنا، الجميع سيدافع، إنها رسالة نقلتها للاعبين، لا يمكنك أن تمتلك 3 لاعبين لا يدافعون".
لوكا يوفيتش بديل رونالدو؟
رونالدو بدأ مع زيدان في مركز الجناح وكان يبدأ المباريات بهذه الصورة قبل أن يتحول إلى مهاجم في العمق في الثلث الأخير للخصم، لم يكن مهاجما بالمفهوم الطبيعي.
يوفيتش حصل على دور في العمق أكثر ضد فياريال، وزيدان منحه أفضلية للتحرك إلى الطرف، عكس رونالدو بعض الشيء الذي كان يتحرك من الطرف للعمق.
كان بيل ينضم إلى العمق من أجل الكرات العرضية لكن الفريق عانى لكي يخلق الفرص.
وبدا واضحا أن ريال مدريد بطريقة 4-4-2 لن يؤدي أكثر من الكرات العرضية، وكل عرضية تقلص الفرص أكثر، ما يعني أن استراتيجية زيدان تلك تخسر فاعليتها مع الوقت ما دفعه لإخراج يوفيتش وقتها.
إحدى نقاط ضعف ريال مدريد في الموسم الماضي كانت في مركز الظهير سواء الأيمن أو الأيسر. واستمرت المشكلة خلال الجولة التحضيرية.
هناك الكثير من المساحات خلفهم والدفاع يسقط في المرتدات.
تلك المشكلة تعني أنها ستكون أكبر في غياب كاسيميرو.
أتليتكو مدريد استهدف تلك النقطة في المباراة الودية وسجل بعد أقل من دقيقة من هجمة مرتدة.
طريقة 4-4-2 التي لعب بها زيدان هذا الموسم اعتمدت على تقدم ظهيري الجنب إلى الأمام وترك مساحات خلفهما ليعود كاسيميرو وأحد قلبي الدفاع للتغطية
وفي حالة غياب كاسيميرو قرر زيدان أن يحل تلك المشكلة أنه حينما يتقدم ظهير للهجوم يظل الآخر للدفاع ويصبح 3 مدافعين في الخلف في حين أن هناك 7 يهاجمون من ضمنهم الظهير المتقدم للأمام.
الأمر ذاته تكرر مع طريقة 4-3-3
فيدي فالفيردي
هنا يجب أن نتوقف للحظات أمام دوره الذي قد يشكل نقلة لموسم ريال مدريد، فهو يشكل الإضافة المثالية لأحجية يحاول زيدان حلها، المساحات في الخط الخلفي.
ظهر ذلك جليا ضد باريس سان جيرمان في إياب مواجهة الفريقين بدور المجموعات، كان يستقبل التمريرات ويحرك الفريق، حتى أن الصحف الإسبانية وصفته بـ"المحرك"، لأنه يتواجد دوما بجانب الكرة ويقدم الحل المناسب ويحافظ على شكل الفريق قدر الإمكان.
وهذا ما حدث بعد خروجه ومشاركة رودريجو. خسر ريال مدريد شكله في الملعب.
أبرز المشاكل التي تواجه زيدان دائما هذا الموسم هي فشل فريقه في التمركز والحفاظ على شكله. وظهرت جلية في الخسارة ضد مايوركا حتى شارك فالفيردي كبديل.
الأمر الذي لا يحدث في وجود فالفيردي.
--
هجوم ريال مدريد كان بأفضل حال في وجود جيمس رودريجيز وإدين هازارد لكن إصابة الثنائي أجبرت زيدان على تعديل خطته مجددا.
في خضم تلك الغيابات، أصبح واضحا أن ريال مدريد يقضي معظم فترات الشوط الأول يحاول التكيف على ظروف المباراة، وظهر ذلك على سبيل المثال لا الحصر ضد ريال سوسيداد.
كان الفريق يقضي وقتا طويلا في محاولة إيجاد طرقا للارتداد على تكتيك سوسيداد في بناء الهجمات.
ما يصعب مهمة ريال مدريد هي الأخطاء الفردية الكثيرة في الدفاع مثلما حدث من راموس ضد سوسيداد.
ريال مدريد يرتبك بشدة خاصة خط دفاعه حينما يتم ضغطه بقوة إلى مناطقه ومن ثم يصبح الدفاع أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء.
كعادة زيدان، رد الفعل كان حاضرا من فريقه، وأصبح منتبها لكيفية بناء الهجمات وألا يسمح لسوسيداد بأي فرصة، وتأكد من ألا يتكرر الأمر بل وطلب من كاسيميرو العودة لكي يقدم إضافة تحرم سوسيداد من ذلك الضغط.
بعد تعافي ريال مدريد فنيا، بدأ في السيطرة على زمام الأمور، ومجددا ساهم فالفيردي في عودة الفريق لكن بهدف هذه المرة.
زيدان في ظل تلك الغيابات أصبح يستعمل رودريجو كجناح أيمن يركض أكثر على الطرف من العمق معتمدا على سرعته الكبيرة للتغلب على الرقابة، من ثم يصبح لفريقه أفضلية لا بأس بها في العدد.
الآن على المدرب الفرنسي التكيف على خياراته المتاحة في ظل تلك الغيابات التي ضربت فريقه، مع عدم القدرة على الاعتماد بشكل كامل على جاريث بيل بسبب المشاكل العديدة حول رحيله والتي ربما تكون أبعدته عن تركيزه وفقا للصحف الإسبانية.
فلمن تكون الغلبة في الكلاسيكو؟
المصادر:
http://bit.ly/2lZT6zG
http://bit.ly/2kSAukF
http://bit.ly/2mjfdB2
http://bit.ly/2mmDGWf
اقرأ أيضا
فضل لـ في الجول: الـVAR جاهز للتطبيق وأمامنا خطوة.. واللائحة الجديدة بالتنسيق مع فيفا
مستشفى الأهلي – اختبارات طبية لـ رمضان والسولية وربيعة وفتحي لتحديد موقفهم من مواجهة الإسماعيلي
"يرى تمريرات لا يراها الإنسان العادي".. هل يتجه دي بروين للتدريب؟
رسميا - إيقاف إبراهيم حسن وحسن مصطفى وغرامة مالية بقرار من لجنة الانضباط
لاعب الطلائع لـ في الجول: نصيحة طارق يحيى ساندتني في مشاركتي الأولى بالدوري ضد الزمالك