كتب : إسلام مجدي
"دي بروين يمكنه أن يلعب في أكثر من مركز مختلف، يفكر بطريقة مختلفة تماما عن أي بشري". بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي.
تلقى كيفن دي بروين عرضا رائعا من الاتحاد البلجيكي لكرة القدم في شهر نوفمبر الماضي، بحصوله على شارة تدريب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" A وB في وقت قصير. وفقا لموقع "ذا أثليتك".
حين حصول دي بروين على الشاراتين سيصبح أمامه شارة واحدة هي رخصة الاحتراف لكي يكون قادرا على التواجد على مقاعد البدلاء ليتولى تدريب أحد كبار أوروبا.
علق دي بروين على ذلك الأمر قائلا: "إنه شيء سأفعله بكل تأكيد، لأنني سأحصل على الرخصة في وقت سريع وأقل من المعتاد".
وواصل "إنه شيء سأفعله، لا أفكر في أن أكون مدربا أو أي شيء لكن إن أردت أن أتواجد في مجال كرة القدم فمن الضروري أن يكون لدي تلك الرخص فعليا".
وأكمل "على أقل تقدير، إن كان لدي بعض الوقت لأول مرة منذ مدة فسأنهي تلك الدراسة، ستساعدني مستقبلا، لكنه ليس شيئا أفكر فيه، لازلت صغيرا".
العديد من اللاعبين تولوا تدريب فرق وهم يلعبون أبرزهم مواطنه فينسنت كومباني وزميله السابق في مانشستر سيتي.
لكن ما الذي يجعل ذلك العرض مميزا للغاية سواء من بلجيكا أو لدي بروين نفسه؟
لطالما تحدث دي بروين عن كرة القدم بطريقة مباشرة، لم يتحدث عن الظروف المحيطة أو الأماكن، ما يجعله لاعبا ليس مفضلا بشكل كبير للإعلام، مثلما قاله قبل مواجهة توتنام على ملعب الأخير الجديد في شهر أبريل الماضي.
"لا أهم حول الملعب مطلقا، أهتم فقط بالفريق الذي نواجهه".
"الجميع يتحدث عن الملعب كما لو كان شيئا خاصا، كل الفرق لديها ملاعب وكل الفرق لديها جماهير".
عُرف دي بروين بين زملائه بأنه "مُجفف الملابس" بسبب طريقة حديثه تلك، لكن السبب الرئيسي دائما يعود لأنه يرغب في مناقشة نقاط أهم بالنسبة إليه في كرة القدم.
وفقا لـ "ذا أثليتك" تلك الصفات الشخصية تبدو علامات هامة للغاية في طريقه للتحول من لاعب إلى مدربز
لازال دي بروين في الـ28 من عمره، ما يعني أن أمامه الكثير ليحققه في الملعب، حتى أن بيب أصبح يشركه في مراكز هجومية متقدمة تسمح له ليقدم أفضل ما لديه، حتى أنه سجل لأول مرة هدفين بقميص سيتي في الدوري ضد أرسنال.
قال جوارديولا عنه: "بإمكان دي بروين أن يلعب في أكثر من مركز مختلف، لكن بالطبع حينما يفكر بالزيادة الهجومية وتقليص أدواره الدفاعية يصبح أفضل كثيرا".
وأكمل بيب عن دور نجمه البلجيكي في وسط الميدان ضد أرسنال: "لا يوجد اختلافات في البناء، لعبنا بنفس طريقتنا المعتادة ضد أرسنال، بكل وضوح تتخذ القرارات بنفسك في الملعب لكن الطريقة هي ذاتها، جوندوجان لعب كرقم 8 على اليسار ولعبت على اليمين لذا لا أعلم أين الاختلاف".
وواصل "فيل فودين بدأ على اليسار ولهذا السبب كان جوندوجان يلعب رقم 8 أكثر ثم يتحول ليصبح وسط ميدان بخط وسط 3-2".
وأكمل "بعد ذلك ميندي يهاجم وفودين يلعب كرقم 10، لذا دفاعيا كان دي بروين يلعب كجناح، نلعب بتلك الأدوار طيلة الوقت وكل مباراة مختلفة، أعلم أن البناء قد يبدو مختلفا، لأنهي تغير طيلة الوقت لكن هذا كان دوره".
ثم تابع المدرب الإسباني: "دي بروين يرى تمريرات وخطوات لا يراها الإنسان العادي".
ويظل التحدي الأكبر لدي بروين إن كان مهتما أكثر بالتدريب، هو استخدامه لأفكاره وأفكار مدربه الحالي وقدرته على نقلها للاعبيه بطريقة مبسطة، بجانب كونهم لا يمكنهم فعل ما يفعله في الملعب وفقا لبيب.
ميكيل أرتيتا مساعد بيب جوارديولا تحدث عن الفهم الكبير الذي يتمتع به دي بروين لكرة القدم قائلا: "بيب منحه طريقة جديدة لعرض الأشياء، طريقة للتحكم بالمباراة".
وأكمل أرتيتا في كتاب "مدينة بيب": "الآن دي بروين يفهم الملعب وفريقه ومتطلبات اللعبة الجماعية التي تربط أجزاء الفريق بالتمريرات والتحركات".
خلال الموسم الجاري أصبح دور دي بروين قياديا أكثر مع سيتي حتى في غرفة الملابس، بمساعد كايل واكر، وذلك بعد رحيل الثنائي فينسنت كومباني وفابيان ديلف.
عقب مواجهة أرسنال، وجه دي بروين كلمات تحفيزية لزميله الشاب فيل فودين، وخاصة عن تأثيره في طريقة لعب الفريق.
يقول جوارديولا في كتاب "مدينة بيب": "لقد كان أمرا واضحا أنه فهم أن اللاعبين لا يذهبون ويلعبون بشكل جيد فقط، لكنهم بحاجة للشعور بالمسؤولية، دي بروين شخص قوي ودائما مستعد لأي تحد جديد، ويظهر ذلك طيلة الوقت".
ربما لم يفكر دي بروين بعد في التدريب، خاصة وأنه مازال في الـ28 من عمره وإن حصل على تلك الشارات التدريبية فستضيف إليه الكثير وهو لاعب حاليا، لكن حينما تنتهي مسيرته بعد عدة أعوام، بكل تأكيد سيكون الأمر مشوقا لنعرف إن كان بإمكانه نقل تلك البراعة إلى التدريب.
المصدر: http://bit.ly/2EpBjYn
اقرأ أيضا:
أندروس تاونسيند.. هذه ليست قصة فتى ذهبي
صدام الدربي بين الغزل والبلدية