كتب : إسلام أحمد
"أريد أن ألعب في أوروبا" تلك المقولة التي يتمناها جميع اللاعبين منذ الصغر من خارج القارة العجوز، ومع الوقت إما أن يُحقق حلمه أو يظل دون ذلك.
البرازيل جابرييل مارتينيلي سجل أول أهدافه في الدوري الإنجليزي في شباك وست هام يونايتد في أول ظهور أساسي له، بعدما اكتفى سابقا بالمشاركة والتسجيل في الدوري الأوروبي وكأس الرابطة الإنجليزي.
هدف قاد أرسنال لإنهاء سلسلة وصلت إلى 9 مباريات دون فوز في جميع المسابقات، الأهم أنه حين يسجل أرسنال لا يخسر (الخسارة من ليفربول بركلات الترجيح تعني التعادل).
ومثل عديد البرازيليين فأن البداية في عالم كرة القدم تأتي من ملاعب كرة القدم الخماسية، وهو ما أبهر نادي كورنثيانز البرازيلي وساهم في انضمامه لهم بعمر الـ 10 سنوات.
التحول لناد كبير مثل كورنثيانز في البرازيل يحمل الكثير في طياته وحلم لأي شاب، ملاعب تدريبية ومرافق مميزة ومدربين أفضل وفرصة أفضل للانضمام لمنتخب البرازيل في الفئات السنية.
ونظرا لتقاعد والده من عمله قرر الانتقال لمدينة "إيتواو" التابعة لولاية ساو باولو، واللعب للفريق المحلي بدلا من السفر ذهابا وعودة بشكل شبه يومي لمدة 3 ساعات.
انضم مارتينيلي لأكاديمية إيتوانو، وسرعان من بدأ في تقديم نفسه للجميع.
لويز أنطونيو المدير الفني لجابرييل في الفئات السنية تحت 15 و17 و20 عاما أشاد ببدايته في حديثه لـ "the Athletic": "لقد قدم انطباعا أول جيد، كان أقل بعام من أقرانه وأصغر منهم حجما، لذلك لم نعتمد عليه في البداية كلاعب أساسي".
وأردف "لكنه حل بديلا وسجل، ومنذ أن شارك أساسيا لم يترك الفرصة أبدا، يمتلك قدرات فنية عالية ورغبة حقيقية في التدريبات، كان يمثل طفرة عن البقية".
المدربون بدأوا بالانتباه لما يُسجله من أهداف غزيرة في مسيرته إذ واصل مدربه "عندما وصل إلى الفريق قلنا أن هذا اللاعب سيكون بمثابة (مشروع)".
وتابع "كان طموحا للغاية وأظهر ما يمتلك من قدرات بعدة طرق، يريد أن يدفع نفسه للأمام، قد يشعر بالغضب بسبب خسارة في التدريبات، كمثال بعض اللاعبين في البرازيل لديهم مزيد من الوقت من أجل أن يصبحوا مُنافسين وفي مستوى أعلى، لكن ليس جابرييل".
تنافسية اللاعب لم تكن في الملعب فقط بل أيضا التزامه خارجه ساهم في هذا، ماركوس كاسيب وكيله قال لجلوبو سبورتي البرازيلية "يذهب إلى السرير مبكرا، لا يخرج ولا يشرب الكحوليات، ولديه صديقه، كما تخلص من الطعام الذي لا يفيده".
64 هدفا في 94 في جميع الفئات السنية من ضمنها هاتريك في فريق ساو باولو تحت 17 عاما، فريق كان يضم أبرز عناصر السامبا لتلك الفئة.
لويز أنطونيو يتذكر "قبل ذلك كنت أرى أنه لا مكان للشباب باللعب في المستوى الأكبر، ثم أدركت أنه لن يظل كثيرا مع إيتوانو".
بين 2015 و2017 قضى مارتينيلي 4 تجارب في مانشستر يونايتد قبل أن يخوض أي مباراة رسمية رفقة الفريق الأول، والتقط أيضا صورة رفقة الفرنسي بول بوجبا وظهر كبديل في مباراة تحت 18 عاما أمام لينكولن سيتي.
وفي مارس 2018 تألق جابرييل في بطولة "كوبينها تحت 20 عاما"، أداءه أقنع مدرب الفريق الأول بأنه يستحق مكانا مع الكبار.
فينيسيوس بيرجانتين مدرب الفريق الأول يقول "أتذكر مشاركته الأولى في بطولة ولاية ساو باولو أمام ساو بينتو، قبل اللقاء قال لأحد المدربين أنه قد يسجل من اللمسة الأولى، هذا لم يحدث لكنه كان حاسما".
وأكمل "تسبب في طرد مدافع الخصم بفضل مهارته، ثم ساهم في صناعة هدفا وأحرز آخر في الأنفاس الأخيرة للقاء، هذا أكدّ لي أنه ليس مجرد كلام، كانت بدايته الأولى ولم يشعر بكافة الضغوط من حوله".
الفريق لم يكن يمتلك الجودة الكافية لكن بيرجانتين كان يراه "صمام الهروب الرئيسي للفريق، لديه جودة حقيقية في الثلث الأخير من الملعب، سواء لصناعة الأهداف أو تسجيلها، كما ساعد الفريق على إغلاق المساحات عندما يفقد الكرة".
وأكمل "هناك وضوح في ما يقدمه فهو لا يلعب كأنه في السابعة عشر من العمر أنه يقوم بقرارات للاعب يبلغ 27 عاما، أنه أكبر من عمره الحقيقي في الملعب".
مارتينيلي قبل التوقيع لأرسنال قال أنه يود أن يسير على خطى كريستيانو رونالدو، لكنه مثل روبرتو فيرمينو لم يأت من أحد الفرق البرازيلية الكبرى.
مهاجم ليفربول الإنجليزي الحالي بدأ مع فيجيرينسي في الدرجة الثانية، وجابرييل بدأ مع إيتوانو في الدرجة الرابعة ومن ثم إلى أوروبا.
قد لا يمتلك جابرييل قدرات رونالدو والسرعة على الرواق الأيمن، لكنه مثل فيرمينو قادر على شغل أي مركز هجومي وقادر على تقديم كل ما لديه".
لويز أنطونيو تحدث عن مهارات مارتينيلي: "استخدمته في أكثر من مركز، جناح ومهاجم ثان ومهاجم يلعب بحرية، حتى لاعب رقم 10 (صانع ألعاب) وقدم أداءً جيدا في جميعها، لم يحتج كثيرا للعديد للإرشاد، أنه مستمع جيد ومن السهل العمل معه".
قبل كوبا أمريكا قرر تيتي المدير الفني لمنتخب البرازيل استدعاءه، أنطونيو أكمل "أومن بقدرته على اللعب لمنتخب البرازيل في كأس العالم، هو يعلم قدراته اعتقد أن هذا المسار الطبيعي له، سرعة تطوره تكشف هذا".
الأرقام توضح كيف للاعب أُطلق عليه المشروع واحدا من أهم المواهب في إنجلترا والعالم منذ انضمامه لأرسنال، 14 مباراة سجل خلالها 8 أهداف في أول أشهر تجاربه الأوروبية، كل هذا وهو في الـ 18 من عمره فقط.
اقرأ أيضا:
حسابات التأهل في يوم الحسم بدوري أبطال أوروبا
عمرو زكي: لا أعلم سبب شائعات وفاتي
تغييرات جذرية منتظرة في الدوري الإنجليزي
ضربة قوية لفريق كرة اليد بالأهلي