كتب : فادي أشرف
حملة فرنسية على الدوري المصري، بعودة باتريس كارتيرون إلى القاهرة من بوابة الزمالك، ليجد في استقباله سيباستيان ديسابر قائدا للنادي الواقع في أقصى شرق المدينة، بيراميدز.
ويوم الخميس المقبل، يتبارى الثنائي الفرنسي على استاد القاهرة في وقت يصبح فيه لقب نابليون الجديد هو أقل ما يتنافس عليه كارتيرون وديسابر.
مباراة محددة لشكل الموسم المحلي
بعد بداية متذبذبة للموسم رفقة ميلوتين سريدويفيتش "ميتشو"، حل كارتيرون بانتصارين ضد فريق الدرجة الثالثة، الشرقية، في كأس مصر، ثم ضد بريمييرو دو أجوستو الأنجولي في دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا.
ولكن محليا، يعي كارتيرون جيدا أن فريقه خسر 5 نقاط في أول 5 جولات من البطولة، أمر لا يريد الزمالك تكراره خاصة في ظل حالة الأهلي في الوقت الحالي وحصده لكل نقاط مواجهاته الأربعة.
أي تعثر آخر بالنسبة للزمالك صاحب الـ10 نقاط من 5 مواجهات، ستعني ابتعاده رويدا رويدا عن القمة في ظل مستويات كبيرة أيضا تقدمها فرق مثل المقاولون العرب والاتحاد السكندري.
منافس كارتيرون، ديسابر، لديه أزمة مماثلة لكنها تبدو أعنف.
بيراميدز يسير بشكل أكثر من ممتاز في الكونفدرالية، تصدر مجموعته بعروض مقنعة وغزارة تهديفية ملحوظة، ولكن في الدوري، بيراميدز ليس بخير.
في 6 جولات، خسر بيراميدز 6 نقاط بفضل 3 تعادلات ضد طلائع الجيش وسموحة وأسوان ليجمع 12 نقطة من 6 مباريات.
تعثر الزمالك أو بيراميدز، قد تعني الابتعاد مؤقتا عن المنافسة على الصدارة واللعب على العودة السريعة إلى الصراع عليها، وفي تلك الصراعات كلما أتيت متأخرا كانت فرصتك أصعب.
تشابه كبير في نقاط القوة والضعف
ضد بريمييرو دو أجوستو، اتضح أن الزمالك لديه مستقبل هجومي جيد مع كارتيرون.
كما أورد FilGoal.com في ملامح انتصار الزمالك الإفريقي، لعب الزمالك 19 كرة طولية فقط وصل منهم 9 إلى هدفهم، في ظل التزام واضح من لاعبي الأبيض بلعب الكرة على الأرض.
397 تمريرة أرضية من عناصر الزمالك ضد خصمهم الأنجولي، حققوا بهم نسبة نجاح وصلت إلى 91%.
يمكن إرجاع سمة كارتيرون الجديدة – الذي طبع في ذهن المتابعين في مصر صورة المدرب المحب للكرات الطولية - إلى أمر هام، وهو توافر قدرات فردية لم تكن لديه في الأهلي، فوجود لاعبين مثل فرجاني ساسي صاحب الـ26 تمريرة أمامية سليمة، ويوسف إبراهيم "أوباما" الذي كانت 40% من كراته للأمام، ساعد كارتيرون على تقديم كرة سلسة على الأرض بدلا من الكرات الطولية التي قدمها مع الأهلي في ظل عدم وجود لاعبين قادرين مهاريا على لعب ذلك النوع من كرة القدم، إلا وليد سليمان.
ولكن، افتقد كارتيرون أمرا ميزه مع الأهلي في مباراته الأولى مع الزمالك.
حاول لاعبو بريمييرو دو أجوستو على مرمى الزمالك 8 مرات، منهم 3 بين القائمين والعارضة، أمر على كارتيرون التركيز عليه للوصول إلى حالة صلابة دفاعية اشتهر بها الفرنسي في أيامه الجيدة مع الأهلي قبل النهاية السيئة لقصته مع الأحمر.
بفضل ذلك الأمر، شن الزمالك 15 هجوما على مرمى بريمييرو دو أجوستو، فيما استطاع أجوستو شن 8 هجمات متكاملة على مرمى الزمالك.
في المقابل، بيراميدز أقنع بقدرته الكبيرة على التهديف هذا الموسم.
في 13 مباراة، سجل بيراميدز 35 هدفا بمعدل 2.7 هدف في المباراة الواحدة.
مثل الزمالك، يبدو أن المنطقة الهجومية في بيراميدز التي ستدعمها عودة عبد الله السعيد تملك قدر كبير من التفاهم والقدرة على نقل الكرة بسلاسة والوصول للمرمى بأقل عدد من اللمسات.
لا يوجد نقص في المواهب في أي من الفريقين في المنطقة الهجومية، عبد الله السعيد يكافئه فرجاني ساسي، محمد فاروق يقدم أدوار شبيهة بأدوار يوسف إبراهيم "أوباما"، إيريك تراوري يقدم ما يقدمه أشرف بنشرقي بطريقة مختلفة، حيث يعتمد البوركيني على سرعته للتواجد في الأماكن المناسبة في وقت يملك المغربي قدرات كبيرة على التسليم والتسلم في المساحات الضيقة والسرعة في الانطلاقات القصيرة.
ولكن دفاعيا، المشاكل واضحة وجلية للجميع.
أقل عدد من الهجمات المكتملة على مرمى بيراميدز في الدوري – بعيدا عن مباراة طنطا – كان 10 هجمات مختلفة.
بسبب تلك المشاكل، استطاع أسوان تسجيل هدفين ضد الفريق في التعادل 2-2، المرة الوحيدة في الدوري التي استطاع فيها تماسيح النيل تسجيل أكثر من هدف خارج ملعبهم. الهدفان أوضحا مشاكل دفاعية كبيرة في قلب الملعب لبيراميدز، حيث استطاع أوميد أوكري الانطلاق دون أي مضايقة في قلب دفاع بيراميدز، واستلام الكرات الطولية دون أي مشاكل بل والتسجيل بأريحية.
المسافات الواسعة بين رباعي الدفاع، وغياب التمركز السليم عن قلبي الدفاع، أمر عاب الزمالك وبيراميدز في آخر المباريات.
الدوافع الشخصية
ديسابر كان واضحا، يريد الانتقام من الزمالك، بل ويضع تركيزه كله على ذلك الأمر.
الفرنسي حقق الفوز على الزمالك من قبل مع الوداد المغربي 5-2 في إياب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 2016، إلا أن الزمالك تأهل بفضل فوزه 4-0 ذهابا على جون توشاك في وقتها.
وكذلك رفقة الإسماعيلي، استطاع ديسابر تحقيق الفوز على الزمالك.
ولكن عندما تعلق الأمر بكأس مصر، كان لميتشو والزمالك الغلبة بسيطرة شبه تامة على ديسابر وبيراميدز، وفاز الأبيض بثلاثية دون مقاومة تذكر.
الانتقام دافع شخصي هام لديسابر، سيضعه على ركب المنافسة على اللقب ويبعد أحد أهم المنافسين عن ذلك الصراع بشكل مؤقت.
في المقابل، كارتيرون يريد تقوية أساسات مملكته الوليدة في ميت عقبة بعد فوز جيد قدم به نفسه للجمهور ضد بريمييرو دو أجوستو، فتحقيق الفوز على بيراميدز سيمنحه دفعة معنوية قوية في الدوري، بجانب إبعاد منافس هام عن الساحة ولو بشكل مؤقت.
كل تلك عوامل تضيف لأهمية المباراة التي تلعب ضمن الجولة السابعة للدوري المصري، وتعد بمباراة ممتعة قد تكون مليئة بالأهداف.
اقرأ أيضا:
حسابات التأهل في يوم الحسم بدوري أبطال أوروبا
عمرو زكي: لا أعلم سبب شائعات وفاتي
تغييرات جذرية منتظرة في الدوري الإنجليزي
ضربة قوية لفريق كرة اليد بالأهلي