كتب : إسلام أحمد
بداية سلبية لـ كالياري بخسارتين أمام بريشيا العائد لأضواء الدوري الإيطالي ثم إنتر أحد المرشحين للتتويج بلقب الدوري، لم تُنبأ أن الفريق السرديني قادرا على المنافسة بكل تلك القوة بعد 14 جولة.
والآن كالياري على بُعد 9 نقاط من الصدارة في المركز الرابع، بعدما كان أفضل مركز للفريق هو التاسع في نهاية موسم 2008-2009.
ومن كان يرى أداء الفريق المتذبذب الموسم الماضي بين خسائر وانتصارات، قد فكر قليلا أن هذا الفريق سيظل هكذا يهرب من الهبوط في الأنفاس الأخيرة من الموسم، لكن الوضع مغاير الآن.
إلا أن ثورة في الصيف الماضي قلبت كل شيء رأسا على عقب بقيادة المدير الفني رولاندو ماران.
مدرب كييفو فيرونا وكاتانيا السابق عُرف عنه اللعب الواقعي والالتزام الدفاعي والانضباط الفني والخروج بأقل نتيجة للفوز وساهم في بقاء الفريقين لعديد المواسم في الدوري الإيطالي قبل أن يتحول لتدريب الروسوبلو منذ الموسم الماضي.
FilGoal.com يستعرض معكم ثورة كالياري ومحاولة إعادة أمجاد غائبة منذ 50 عاما منذ التتويج بلقب الدوري بقيادة جيجي ريفا أحد أساطير الكرة الإيطالية.
كعادة الأندية الإيطالية المتوسطة فأن كالياري أبرم عديد الصفقات في مقابل خروج أغلب اللاعبين الشباب لإعارات لفرق الدرجة الثانية، لكنها اتسمت الصيف الحالي بالذكاء.
الاسم الأبرز الراحل عن الفريق هو نيكولو باريلا الذي يصنفه البعض بمستقبل وسط إيطاليا، الدولي الإيطالي رحل على سبيل الإعارة إلى إنتر مقابل 12 مليون يورو الصيف الجاري على أن يتم شراء تعاقده الموسم المقبل بشكل كامل مقابل 25 مليون يورو ليصبح أغلى لاعب يخرج من أسوار ملعب سردينيا أرينا.
في المقابل بدأ الروسوبلو في وضع أسس للفريق مستثمرا ما حصل عليه من إنتر، فضم كل من ثنائي الوسط الشاب ناتيهان نانديز من بوكا جونيورز مقابل 18 مليون يورو كأغلى لاعب في تاريخ النادي لتعويض رحيل باريلا.
وإلى جواره ماركو روج الذي صارع لسنوات من أجل الحصول على فرصة المشاركة الأساسية مع نابولي، لينتقل بشكل كامل إلى كالياري.
ومعهم المخضرم رادجا ناينجولان الذي عاد من أجل اكتشاف نفسه من جديد بعد موسم مخيب رفقة إنتر على سبيل الإعارة، خاصة أنه يعرف دروب النادي بعد 4 مواسم قضاهم قبل الرحيل لروما.
وضم كل من روبن أولسون حارس روما والأرجنتيني جيوفاني سيميوني من فيورنتينا وتجديد إعارة الظهير الشاب لوكا بيلجريني، وضم مهاجم يوفنتوس الشاب ألبرتو تشيري ولاعب ناسيونال الأوروجوياني كريستيان أوليفا، جميعهم أسماء متعطشة لتقديم إضافة وإظهار نفسها بشكل أفضل.
مع مجموعة أيضا لا تقل جودة عن لاعبي الفريق الموسم الماضي وأبرزهم ألوسيو كارينو الحارس الدولي ورانجار كلافان مدافع ليفربول السابق وصانع الألعاب السلوفيني فالتر بريسا لاعب ميلان وكييفو فيرونا السابق والمخضرم لوكا تشيجاريني.
الفريق أصبح مثاليا للابتعاد عن شبح الهبوط هذا الموسم من واقع الأسماء لكن البداية كانت مخيبة.
قبل البداية فأن الأرقام والنتائج التي يحققها الفريق تأتي عكس الاحصائات المتاحة بعد 14 مباراة في الدوري الإيطالي.
بطبيعة الحال مع ضم هذا العدد من العناصر وإقحامها سويا في أرض الملعب، سيكون الانسجام في أقل أحواله، الفريق ظهر ندا للند مع إنتر لكنه لم يستطع السيطرة على مجريات الأمور.
ماران معروف بتفضليه خطة 4-3-1-2، من أجل مزيد من التأمين الدفاعي بأكثر من شكل مرن، إذ يظهر اللاعبين في منتصف الملعب على شكل "دايموند" ثلاثي دفاعي ومن أمامهم صانع الألعاب الذي يلعب دوره البلجيكي المخضرم.
الأمور تتحول إلى 4-4-2 عن يبدأ كالياري الدفاع من خط وسطه إذ يعود ناينجولان إلى جوار كاسترو (تشيجاريني) وروج ونانديز لمزيد من التأمين وإغلاق المساحات.
كما يبدأ خط الوسط للاقتراب أكثر من الدفاع لتقليل الفجوات وفرص حصول لاعبي الخصم على الكرة بين الخطوط ويبدأ الظهير في الضغط على منافسه في مقابل عودة لاعب الوسط للعمق لتغطية المساحات من خلفه.
وفي بعض الأحيان لا تسير الأمور مثلما يريد ماران، خاصة حال تباطؤ ناينجولان في العودة بجوار زملائه إذ تظهر المساحات بين ثلاثي الوسط.
وعلى الرغم من الأداء الدفاعي الجيد للفريق فأنه رابع أكثر فريق واجه مرماه تسديدات في الدوري الإيطالي، ولولا أولسون لازدادت الأمور سوءا.
الفريق يظل اعتماده الأول عن لاعبي الوسط في ظل الحركية والمرونة خاصة بين الثنائي الشاب ناتيهان نانديز وماركو روج.
مع انفجار ناينجولان الذي يسعى لإثبات نفسه من جديد بعد عام سلبي مع إنتر ومنتخب بلاده، إذ سجل 4 وصنع مثلها وأصبح علامة فارقة مع الفريق دفاعيا وهجوميا.
عندما يمتلك كالياري الكرة فأن الأمور تختلف خططيا، إذ يتحول الفريق بعض الشيء إلى 4-1-3-2، شيجاريني يصبح "ريجستا" لما يمتلك من مقومات في التمرير، ويظل في مركز الوسط الدفاعي ومسؤولا عن تحريك الكرة في المساحات، فيما يصعد نانديز وروج للأمام في منتصف الملعب لمزيد من فرص الاستحواذ والتمريرات وينطلق الظهيرين إلى الأمام.
ومن ثم يبدأ الفريق بالاعتماد على التمريرات السريعة من أجل دفاعات الخصوم عندما يتحول لنصف ملعب الخصم، أو الاعتماد على الكرات الطولية القادمة من الحارس أولسون، ومن ثم 3 تمريرات سريعة وانفرد جيوفاني سيميوني بمرمى نابولي وسجل هدف الفوز.
وفي الوقت الذي يبدأ الظهيرين في الزيادة الهجومية من أجل إرسال العرضيات فأن ثلاثي الوسط بالإضافة إلى ثنائي الهجوم لتجد عدد أكبر في منطقة جزاء الخصم مستعدين للعرضيات.
وعلى الرغم من ذلك فأن الفريق الأقل تسديدا على مرمى الخصم بـ9.7 منها 2.9 تسديدة لكل مباراة.
لكن الفريق سجل 29 هدفا حتى الآن مقابل 36 هدفا طيلة الموسم الماضي، رغم الأرقام التي توحي بسلبية هجوم الفريق.
الفريق لم يعان هجوميا من غياب هدافه ليوناردو بافوليتي بالرباط الصلييي، إذ اكتشف ثنائية هجومية أكثر روعة بين سيميوني وجواو بيدرو إذ سجل الثنائي 13 هدفا من 29 سجلها الفريق.
كالياري حقق 8 انتصارات فقط حتى الآن بعد مرور 14 جولة، في مقابل 10 انتصارات فقط طيلة الموسم الماضي، في النهاية الفريق يخرج بالـ 3 نقاط هو المطلوب.
ما يعاني منه الفريق هو أنه رابع أقل فريق استحواذا على الكرة بنسبة 44.6%، ويحتاج لمزيد من الاستحواذ والحدّة الهجومية حتى لو يخرج بأقل نتيجة ممكنة تقود للانتصار.
الفريق هو رابع أكثر استقبالا للتسديدات بـ 16.4 تسديدة ضمن الأندية السبعة الأوائل في جدول الترتي، لكنه ليس الأضعف دفاعا، وخرج في 3 مباريات بشباك نظيفة.
من أهم المميزات هي قتالية الفريق في المباريات وآخرها قلب تأخره من هزيمة 3-1 إلى فوز 4-3 والتي اكتسبها بتوالي الانتصارات.
في النهاية كالياري يواصل القتال من أجل تحقيق مفاجأة يعتقد البعض أنها مستحيلة.
مصادر: totalfootballanalysis
طالع أيضا
الأهلي وبني سويف.. لقاء يتجدد بعد 21 عاما
ماذا ينتظر الزمالك من كارتيرون
كارتيرون رابع من يتشرف بقيادة الأهلي والزمالك
تقرير: إبراهيموفيتش وافق على الانضمام لميلان
تقرير: سولشاير قال للاعبيه سيرحل إذا خسر أمام توتنام
فان دايك يسخر من غياب رونالدو عن حفل الكرة الذهبية