كتب : نادر عيد
"علي خليل.. مختار مختار.. الخطيب.. هو والجول…………. الجول التالـ…… برافو يا خطيب برافو يا خطيب، كل الدنيا، بعد دقيقة واحدة الجول بيخلص، ايه ده ده ايه ده، الحمد لله"
كانت الفرحة طاغية لدرجة أن زئير الجمهور، الذي بلغ 120 ألف متفرج في ملعب القاهرة، غطى على صوت الراحل محمد لطيف وكرة "الكوبرا" تعانق شباك عتوقة.
واحدة من أبرز المباريات في تاريخ كرة القدم المصرية لأسباب عدة، منها الانتصار على فريق قوي عنيد "عنيف" كما وصفته صحيفة الأهرام في تقريرها عن المباراة بتاريخ 26 نوفمبر 1977.
ولأنها جعلت الفراعنة قاب قوسين أو أدنى من السفر إلى الأرجنتين للمشاركة في العرس العالمي، ولأنها تزينت بهدف تاريخي للأيقونة محمود الخطيب، الذي رغم عودته من إصابة أبعدته طويلا، ومشاركته كبديل لمحمد بدير الذي تعرض لإصابة، إلا أنه قضى على رفاق طارق ذياب بأجمل شكل ممكن.
"الشجاعة تسري في فريقنا رغم الإصابات فيهزم تونس 3-2"
"عاد الخطير وتألق ولدغ تونس بهدف الفوز"
"خروج صلاح وبدير وإصابة جعفر ويونس"
بتلك العناوين وبجملة شكر وامتنان "عفارم للشجعان"، هنأ الراحل القدير نجيب المستكاوي لاعبي مصر على أدائهم الرجولي أمام تونس، والذي منحهم، في مثل هذا اليوم قبل 42 عاما، فوزا صعبا انتظره المصريون أملا في التأهل لمونديال 1978.
وكعادة الناقد الرياضي الراحل، الذي أطلق ألقابا ومصطلحات نستخدمها إلى اليوم، وصف الخطيب بـ"الثعبان"، قائلا:"هذه خصائص الكوبرا، ردا على عنف العقربي".
عنف تونس وتوابع الإصابة لم يمنعا "بيبو" من إسقاط نسور قرطاج بهدف عالمي.
وصف المستكاوي المباراة بأنها فنيا أقل من مستوى المنتخبين، غلب عليها الكفاح والأداء الرجولي، وكتب أن تونس حاولت تخويف لاعبي مصر بتدخلات عنيفة مستغلة ضعف شخصية الحكم التركي.
ولم يفوت تقييمه الرقمي للأداء، فمنح منتخب مصر 8 من 10 معلقا "بإذن الله في بيونس ايريس".
8 صباحا
لأن المباراة أقيمت في الثالثة عصرا يوم الجمعة 25 نوفمبر، زحف الجمهور بأعداد كبيرة صوب استاد القاهرة منذ الساعة الثامنة صباحا! وكتبت الأهرام أنه بسبب الزحام ارتفع سعر تذكرة الدرجة الأولى من 4 إلى 10 جنيهات. (الجنيه المصري ذلك الوقت كان يساوي 3 دولارات أمريكية تقريبا)
وقبل انطلاق المباراة بساعة ونصف، كان لابد من أجواء حماسية تشعل المدرجات، فبدأت الأغاني الوطنية بقيادة محمد نوح وفرقته الموسيقية.
حرص الراحل الرائد محمد لطيف على ألا تخرق مصر لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم، جعله يهمس في أذن نوح قائلا:"حسك عينك صوتك يطلع في الميكروفون والماتش شغال، دي تعليمات الاتحاد الدولي".
نجم تونس كان طارق ذياب بلا منازع، والذي وجد رقابة كالظل من سعد سليط، مما أغضبه ليعتدي على الأخير وينال بطاقة صفراء.
حصل كل لاعب على مكافأة قدرها 1000 جنيه، ووعدهم الاتحاد المصري لكرة القدم بمكافأة قدرها 1500 جنيه في حال التعادل مع تونس في ملعبها والذي كان كافيا للسفر إلى بلد ماريو كيمبس.
وبلغ إيراد المباراة 29 ألف جنيه.
وبعد المباراة، ومن أجل إعداد أفضل للقاء الإياب في تونس، صرح محمد أحمد رئيس الاتحاد المصري أن النية تتجه لتأجيل بطولة الدوري، ووافقه حسن عامر رئيس لجنة المسابقات.
لكن بعد 16 يوما تلقت مصر خسارة قاسية لتظفر تونس بمشاركتها الأولى في المونديال.
طالع أيضا
بيكهام: لا أعلم بأحقية الأهلي في شرائي
الحناوي: صلاح لا يحتاج الأولمبياد
موعد مباراتي الأهلي والزمالك يوم الإثنين في الدوري
تقرير: بوكيتينو مرشح لخلافة إيمري في أرسنال
لماذا يفتقد الزمالك لخمسة لاعبين أساسيين ضد إنبي