كتب : فادي أشرف
كلمتان اتفق عليهما كل من تحدث FilGoal.com إليهم عن رمضان صبحي، الأولى هي التطور والثانية هي الإرادة.
بعمر الـ22 عاما فقط، حكاية رمضان بها الكثير من الأحداث. تألق في فترة صعبة للأهلي وهو لم يتمم الـ18 بعد، هدف وضع منتخب مصر في كأس أمم إفريقيا 2017 بعد 3 محاولات فاشلة، تجربة احتراف وُصفت بأنها لم تكلل بالنجاح، ظهور خجول في كأس العالم، ابتعاد عن المنتخب لـ"أسباب غير فنية" كما قال وكيله نادر شوقي، عودة إلى الأهلي، انفجار وقيادة للمنتخب الأولمبي الذي رسم بسمة نادرة على وجه الكرة المصرية.
أحداث قد تلخص مسيرة كاملة للاعب على وشك الاعتزال، لكنها ضُغطت في مسيرة انطلقت فعلا منذ 2015 فقط.
بيكاتشو
لمن لا يعرف بوكيمون، هي لعبة فيديو يابانية تحولت إلى مسلسل أنيمي بعد ذلك، تتحدث عن مخلوقات خرافية يقوم الإنسان بتجميعها والدخول في معارك ضد آخرين.
ما يهمنا هنا هو التطور الذي يطرأ على تلك المخلوقات، مثلا البوكيمون الأشهر هو "بيكاتشو"، الذي يعد نسخة متطورة من "بيتشو"، ونسخة أقل تطورا من "رايتشو". تلك الكائنات تتطور بناء على التجارب والمعارك التي تخوضها.
في المسلسل، تأخر تطور بيكاتشو إلى رايتشو كثيرا بسبب عدم خوضه لأي معارك، الأمر بالعكس تماما يمكن تطبيقه في حالة رمضان.
الموهبة الفنية أمر موجود منذ البداية، ولكن الشخصية هي ما تغير بشكل كبير.
قال مكتشفه عبد السلام الزقازيقي لـFilGoal.com في وقت سابق"توفى والده عندما كان في الصف الثاني الإعدادي واحتاج الى دعم نفسي أكبر.. كان لديه بعض الشغب والاعتزاز الزائد عن الحد بنفسه وتعاملنا مع ذلك بشكل مثالي الى أن تطورت شخصيته في الملعب بمرور الوقت".
تلك الشخصية التي تتميز بقليل من الشغب قد تكون الشخصية التي وجدت أن لاعبي وجمهور الزمالك يكرهون حركة وقوفه على الكرة فكررها، أو الشخصية التي ركلت زجاجة المياه عندما قرر هيكتور كوبر إخراجه من الملعب.
رمضان جديد
على استاد القاهرة مع المنتخب الأولمبي، رأى الجمهور نسخة جديدة من رمضان صبحي، بعيدا عن التطور الفني الطبيعي الذي طرأ عليه، إلا أن التطور الشخصي الذي جعله قائدا حقا للمنتخب هو الأبرز.
قال شوقي غريب مدرب المنتخب في المؤتمر الصحفي قبل مباراة جنوب إفريقيا "كانت هناك مشكلة في اختيار قائد المنتخب كونه يحتاج شخصية مختلفة، وكان اختيار رمضان صبحي مميزا. كل اللاعبين يحترمونه ولديه خبرات كبيرة رغم صغر سنه، مطمئن على اللاعبين كون رمضان صبحي يفرض سيطرته على الفريق بدون أن يشعر الجهاز الفني بأي مشاكل".
فتحي مبروك، واحد ممن دربوا رمضان في قطاع الناشئين وأحد أوائل من استقبلوه في الفريق الأول للأهلي قال لـFilGoal.com: "موهبة رمضان الفنية ظاهرة منذ الصغر، لكنه طور شخصيته بشكل رائع".
وأضاف "كانت هناك أمور واضحة، اللاعبون يكتسبون تلك الأمور مع اللعب للفريق الأول والمنتخبات، وكذلك تعامل الناس والإعلام معه، رمضان تعامل مع كل الأمور بشكل مثالي".
وأردف "الاحتراف أيضا، رغم أن الناس قالت إنه فشل، لكنه اكتسب خبرات عظيمة. رمضان لديه إرادة قوية جدا".
وأكد "رمضان عنيد، لقد قرر أنه سيكون من نجوم الكرة المصرية وهذا رهانه مع نفسه، وراهن أيضا أنه سيرد على كل من قال إنه فشل في احترافه، هو لاعب عنيد للغاية ولديه إرادة قوية جدا".
أسامة عرابي، الذي كان مدربا عاما مع مارتن يول قبل احتراف رمضان صبحي في ستوك سيتي قال: "تلك الصفات القيادية كانت موجودة في رمضان منذ البداية، الأمر كان ظاهرا منذ تصعيده للفريق الأول وسط اللاعبين الكبار مثل عماد متعب وحسام غالي وشريف إكرامي".
الأمر الذي اتفق عليه مبروك وعرابي، أن رحلة رمضان الاحترافية كان لها مفعول السحر في تطوره الشخصي.
في إنجلترا، لعب رمضان صبحي 51 مباراة سجل فيهم 3 أهداف وصنع مثلهم سواء مع ستوك سيتي أو هدرسفيلد، بالطبع كانت الأرقام مخيبة بالنسبة للضجة التي خرج بها رمضان من مصر، والآمال التي كانت معقودة عليه.
"ثقافة رمضان تغيرت" حسبما يقول فتحي مبروك، "الخبرات التي تحصل عليها لا تقدر بثمن".
رايتشو
من لاعب يركل زجاجة المياه بعد تغييره ضد أوغندا في كأس أمم إفريقيا 2017، إلى لاعب يشعل حماس زملائه وهتافات جمهور استاد القاهرة، ويتحول إلى رمز للمنتخب الأولمبي، بل وصار مع زملائه الخيار الأول لإنقاذ المنتخب الأول.
بعمر الـ22 عاما، ربما لم يصل رمضان إلى ما تُوقع له في 2016 والذي وصل لأن يقول تقرير الصحفي دين جونز على موقع "بليتشر ريبورت" أنه مرشح للفوز بالكرة الذهبية يوما ما، ولكنه حقق على الأقل أمورا أخرى.
قبل أكثر من عام صرح رمضان "عندي طموح أشارك مع المنتخب الأوليمبي بالأولمبياد ولا يوجد لنا حجة لأن التصفيات على أرضنا".
ذلك الطموح كان خلف روح رمضان الكبيرة بعد تسجيله هدفا ضد غانا مهد عودة منتخب مصر إلى المباراة، والفوز بعد ذلك، في واحدة من أجمل مبارياته عبر تاريخ لعبه القصير.
"شخصية رمضان بها إمكانيات كبيرة جدا، كان محتاجا أن يتم توجيهه"، أحد أقرب الأشخاص إلى رمضان، حارس مرمى الأهلي شريف إكرامي يوضح لـFilGoal.com.
الكل يعلم علاقة النسب بين شريف إكرامي ورمضان صبحي، لكن إكرامي يعتبر رمضان أقرب من ذلك.
شريف إكرامي أضاف "هو قريب مني جدا، نتحدث معا كثيرا. الأهم أنه مقتنع بأنه يريد أن يكون قائدا، من الممكن أن تتحدث مع أي لاعب لفترات طويلة ولن يصبح كذلك لأنه لا يمتلك الإمكانيات الشخصية أو لأنه غير مقتنع، العكس تماما يحدث مع رمضان، لأنه مقتنع ويملك الإمكانيات الشخصية التي تجعل منه قائدا".
في 2017، أنهى الصحفي دين جونز تقريره المطول عن رمضان قائلا: "يبدو أن قصة رمضان صبحي الرائعة فقط تبدأ"، منذ ذلك الحين عاد رمضان صبحي من إنجلترا، وخرج من منتخب مصر في عهد خافيير أجيري، لكنه قاد الأهلي للفوز بالدوري ويواصل التألق مع الأحمر رفقة ريني فايلر صاحب الفضل في تطويره من ناحية الإيجابية على المرمى، وقاد المنتخب الأولمبي إلى طوكيو.
يبدو الآن، أن قصة رمضان صبحي فقط تبدأ، بشخصية جديدة لقائد ولاعب متمكن.
اقرأ أيضا
بودكاست في الجول - الدوري ع الهادي (5).. النبت الرباني
يوسف: لاسارتي لم يفهم كيمياء الأهلي وتخيل أن الفوز بالدوري إنجاز كبير
حكم مواجهة مصر والكاميرون يقود نهائي كأس أمم إفريقيا تحت 23 عاما
طبيب تونس: إصابة ساسي بسيطة.. اتفقنا على استبداله إذا تجددت شكواه من الآلام
من الدرجة الثانية إلى حلم طوكيو.. 6 لاعبين صقلوا مواهبهم في "المظاليم"