كتب : محمد يسري
لا يحتاج ماتيو كوفاسيتش سوى لاستلام الكرة من أي مكان في الملعب لكي ينقل تشيلسي من الحالة الدفاعية إلى الهجومية.
ضد كريستال بالاس في الجولة الـ12 للدوري الإنجليزي وبعد أسبوع من التوهج ضد واتفورد وحصوله على جائزة رجل المباراة؛ كرر لاعب الوسط الكرواتي تألقه وقاد تشيلسي لتحقيق الفوز بعدما كان أكثر لاعبي الفريق لمسا للكرة بـ109 لمسة.
رغم غياب جورجينيو -شريكه في خط الوسط- لم يتأثر كوفاسيتش، واستغل عودة نجولو كانتي أفضل استغلال بتحركه في كل أرجاء الملعب بشكل عام -معتمدا على الفرنسي في تغطيته دفاعيا- ومتركزا في الجانب الأيسر من الوسط بشكل خاص ليبدأ انطلاقاته.
فهكذا تحرك واستغل أن كانتي كان أكثر من اعترض الكرة خلال اللقاء بـ3 مرات مع استخلاص وحيد.
ما يميز كوفاسيتش هو قدرته على الركض بالكرة والمرور من وسط اللاعبين دون خوف في انطلاقات بها مغامرة كبيرة لأنها قد تبدأ أو تبدأ في الكثير من الأحيان من مناطق تشيلسي الدفاعية، وهو ما حدث ضد كريستال بالاس.
لعبة الهدف الأول الذي سجله تامي أبراهام بصناعة من ويليان خير مثال على فائدة انطلاقات كوفاسيتش، الذي أسهم فعليا في الهدف ولم تُحتسب له صناعة الهدف رقميا.
هنا تسلم الكرة في الطرف الأيسر دون وجود ضغط من لاعبي كريستال بالاس
واستمر في الركض حتى ضغط عليه لاعب بالاس وتخلص منه
ثم تخلص من اللاعب الثاني
وهنا لم يمرر كوفاسيتش، بل حافظ على الكرة حتى قرر اللاعب الذي يقطع زاوية التمرير لويليان الضغط على كوفاسيتش ليقرر في تلك اللحظة التمرير بعدما أصبح ويليان حرا.
وفي تلك الحالة تكرر اختراق كوفاسيتش وجذب اللاعبين نحوه قبل التمرير لزميله الخالي من الرقابة
لكن الاختراقات لم تكن ميزته الوحيدة. التمرير للأمام ومن لمسة واحدة كان سمة كوفاسيتش في اللقاء، وهو الدور الذي دائما يقوم به جورجينيو خلال المباريات.
91% كانت نسبة دقة تمريرات كوفاسيتش، الذي أكمل 86 تمريرة كأكثر لاعب يُمرر خلال الـ90 دقيقة.
هنا يلعب الكرة من لمسة واحدة
وفي هذه الحالات يمرر للأمام بين لاعبي كريستال بالاس لتكسر تمريراته الخطوط
فتمريراته الأمامية الدقيقة على استحواذ تشيلسي للكرة، لتصل نسبته النهائية ل61%.
بالإضافة إلى إن تمريراته كانت دائما تشكل بداية هجمات تشيلسي ووصوله للمرمى، وفك تكتل كريستال بالاس الذي تمركز في نصف ملعبه وأغلق كل المساحات على عناصر تشيلسي الهجومية.
فهكذا تمركز مدافعي ولاعبي وسط كريستال بالاس طوال المباراة (كاهيل وتومكينز وكوياتيه وماكارثر وميليفويوفيتش)، وأسلوب دفاعي كهذا يحتاج للاعب وسط قادر على التمرير بين الخطوط بضربه؛ وهو ما فعله كوفاسيتش.
٢٧ تمريرة من تمريرات كوفاسيتش كانت في الثلث الأخير من الملعب
لذلك لم يتأثر تشيلسي بغياب جورجينيو، فكوفاسيتش قام بدوره في نقل الكرة من الخلف للأمام بدرجة عالية من الدقة وبدرجة أقل في الإبداع حيث يتمتع لاعب الوسط الإيطالي برؤية أفضل في التمرير بين الخطوط.
وبجانب الاختراق بالكرة والتمرير الأرضي القصير، تميز كوفاسيتش في إرسال الكرات الطولية وتغيير الملعب.
11 كرة طولية مررها كوفاسيتش خلال اللقاء كان الغرض منها نقل جهة اللعب وإرسال الكرة لزميله الحر المتمركز بعيدا عن تكتل كريستال بالاس الدفاعي.
في هذه اللعبة أرسل كرة لكريستيان بولسيتش واستغلها الأمريكي وراوغ قبل أن يسدد قذيفة تصدى لها فيسينتي جوايتا ببراعة.
تطور أداء كوفاسيتش لم يأت من فراغ فيبدو أن فرانك لامبارد المدير الفني لتشيلسي يجني ثمار عمله مع الكرواتي الذي يسير بخطوات ثابتة ليكون لاعب وسط متكامل.
والآن ومع عودة كانتي من الإصابة وأهمية وجود جورجينيو في التشكيل الأساسي وتوهج كوفاسيتش، ستكون للامبارد مشكلة توصف بالجميلة، فلامبارد يُفضل اللعب بثنائي في وسط الملعب والآن لديه وفرة في الاختيار بين 3 عناصر مميزة، فكيف سيحل المدرب الإنجليزي تلك المشكلة الجميلة؟
اقرأ أيضا:
مصطفى فتحي يوجه رسالة لمشجع بني سويف
جوارديولا.. ماذا حدث في أنفيلد؟
هدف في ملخص لمسات صلاح أمام سيتي