"اعتقد أنه شخص لطيف أكثر من كونه مدرب" بهذه الجملة التي تلقاها من صديق أنهى الصحفي الكتالوني خافيير بوش مقاله في صحيفة "موندو ديبورتيفو" عن إرنستو فالفيردي.
حاول الصحفي الكتالوني الوصول إلى سبب لحالة برشلونة التي ظهر عليها في التعادل الغريب مع سلافيا براج في كامب نو، ولكنه لم يقف على أرض صلبة في النهاية.
بالتأكيد سلافيا براج ليس الخصم القوي الذي يخسر أمامه برشلونة إيقاعه وحتى استحواذه على الكرة في كامب نو، هناك مشكلة أكبر جعلت أرسين فينجر لا يشعر بالحرج عندما يصف ما حدث بـ"العار" لبرشلونة.
وإذا كان جمهور برشلونة أصبح معتادا على المعاناة خارج ملعبه حتى لو فاز في كامب نو بنتائج كبيرة، وتقبل ما حدث من روما وليفربول فلن يعجبه عجز برشلونة أمام فريق لا يحلم حتى بالتحول للدوري الأوروبي.
هل فالفيردي السبب؟
الشيء المقلق أن برشلونة فالفيردي خسر معاني كرة القدم التي كان يقدمها الفريق على مدار العامين الماضيين، مباراة جديدة على كامب نو يخسر الفريق فيها إيقاعه مع خطوط متباعدة وبدون أفكار لتطوير الدفاع.
لم يجد جريزمان وفيدال وديمبيلي المساحات في دفاعات سلافيا براج ولكنهم أيضا لم يجدوا لاعبا من وسط برشلونة يمنحهم تمريرة ذكية.
المشكلة أن برشلونة توقف عن فعل كل ما يعرفه، ونتيجة لذلك هناك استحواذ أقل وسيطرة أقل وحلول أقل وبالتالي نتائج أسوأ.
هذه كانت إجابة خافيير بوش.
هذه الإجابة قد لا تُقنع شخص محايد راجع موقف برشلونة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، ووجده في صدارة البطولتين.
ما معيار الحكم على أي مدرب سوى البطولات، فالفيردي فاز بالدوري في موسميه مع برشلونة.. شيء لا يختلف عما حققه جوارديولا مع مانشستر سيتي، فلماذا تضخمون الأمر؟
قبل موسمين، لم يكن مشجع لبرشلونة يتخيل أن يأتي فريق من التشيك إلى كامب نو ليقدم أكثر من الدفاع بـ11 لاعبا والخروج بأقل عدد ممكن من الأهداف في مرماه، ولكن سلافيا براج لعب بخط دفاع متقدم وسيطر على خط الوسط واستحوذ أكثر على الكرة.
هذا يعني ببساطة أن برشلونة خسر هويته التي وقف كبار أوروبا عاجزين أمام فك شفراتها.
سقط برشلونة من قبل أمام إنتر ميلان وريال مدريد مورينيو وتشيلسي دي ماتيو، ولكن لم يفقد أسلوبه وإيقاعه في تلك المباريات ولذلك كانت عودته دائما سريعة.
ترك جوارديولا برشلونة ولم تتغير الفلسفة، ولكنها بدأت تتلاشى مع رحيل من صنعوها حتى قضى عليها فالفيردي تماما.
مع الوقت، خسر برشلونة جزء من هويته شيء في شيء لصالح فكر فالفيردي.
وأصبح برشلونة انعكاسا لفالفيردي المدرب الجيد في الليجا القادم من أتليتك بلباو بعد مواسم مع أندية وسط ليحصل على فرصة لتحقيق أحلامه بتتويج مبارياته الجيدة ببطولات مع أسماء لم يحظ بامتلاك لاعبين في نصف مستواهم من قبل.
تدرج مستحق في المناصب لموظف محدود الإبداع في شركة.
وخسر برشلونة فلسفته الخاصة التي كان تدفع جوارديولا لإخراج تييري هنري من الملعب بعدما سجل هدفا رائعا لأنه خالف تعليماته، وحل محلها فالفيردي الذي يطالب جريزمان ببذل مجهود أكثر متجنبا الاعتراف حتى في غرفة الملابس بحالة الرفض التي يلقاها من زملائه.
هل لا ترى إدارة برشلونة ما يراه أمير عبد الحليم من مكتبه في المهندسين؟
بالعودة لسبتمبر الماضي، كتب خافيير بوش مقالا أحدث صدعا في العلاقات بين إدارة برشلونة واللاعبين الكبار.
وكشف مقال بوش عن السلطات المتزايدة للاعبي برشلونة الكبار لدرجة اختيار المدربين وصفقات الفريق.
حالات كثيرة عرضها المقال مثل تسبب اللاعبين في رحيل بيب سيجورا المدير الرياضي لأنه انتقد قائدهم بيكيه ووبخ أرتورو فيدال، ورفض قرار لويس إنريكي بفرض عقوبات على اللاعبين بعد الخسارة من سلتا فيجو.
ورفضهم انضمام جريزمان وتسريب أخبار عثمان ديمبيلي لوسائل الإعلام من أجل إعادة صديقهم المقرب نيمار.
وهذا يوضح أسباب استمرار تواجد بوسكيتس حتى الآن في التشكيل الأساسي وهو في حالة بدنية أقل حتى من إدميلسون المعتزل، وعدم خروج بيكيه وسواريز من الملعب مهما حدث.
وبالطبع، لم يلق المقال قبولا داخل غرفة ملابس برشلونة ليخرج بيكيه ليهدد إدارة برشلونة علانية في وسائل الإعلام بالكشف هو الآخر عن قراراتهم، ويخرج بعد التعادل مع سلافيا براج والخسارة من ليفانتي يطالب بالصبر.
لكن الصبر على ماذا؟ ربما على مباراة خارقة من ميسي وكم من مدربين أنقذهم ليو.
أين فالفيردي من كل هذا؟
يقول أرسين فينجر في تحليله لأزمة برشلونة "هناك فرق بين أن يكون مذنبا ومسؤولا، فالفيردي مذنب ولكن ليس مسؤولا".
وتابع عن الفريق الذي خسر أمامه نهائي دوري أبطال 2006 "فالفيردي لم يكن له الكلمة في موسم انتقالات برشلونة، وهنا يجب أن نوجه سؤالين: من صاحب الكلمة العليا عندما تشتري لاعبا وهل اللاعب يناسب احتياجات الفريق".
لنستعيد أسماء الصفقات التي قام بها برشلونة خلال الموسمين الماضيين لنجيب على سؤالي فينجر، هناك باولينيو الذي جاء من جوانزو الصيني في ظروف غامضة ليلعب موسما ويعود في ظروف أغمض.
كوتينيو الذي أصر برشلونة على ضمه من ليفربول بشكل أثار استغراب يورجن كلوب نفسه، فلا هو اللاعب الذي يعوض نيمار أو يقدم مجهود إنيستا، ليستغل "زبون لُقطة" يريد صفقة جماهيرية في الحصول على مقابل وامتيازات لم يكن ليحلم بها.
هل نسيتوا ياري مينا ومالكوم وبرنس بواتنج وجيرارد دولوفيو.. ربما تذكرت أندري جوميش بعدما تعرض منذ أيام للإصابة المروعة مع إيفرتون.
مصير من الممكن أن يواجهه لاعبون بقدرات دي يونج وجريزمان لأن فالفيردي قد لا يجد لهما مكانا على حساب بوسكيتس وسواريز.
والآن يحاول برشلونة التخلص من راكيتيتش ويُجلسه على مقاعد البدلاء رغم أنه كان اللاعب المفضل لفالفيردي في وسط الملعب خلال الموسمين الماضيين.
كل هذا يشرح لماذا فالفيردي شخص لطيف أكثر من كونه مدرب مناسب لبرشلونة، لن تجد أي طرف لديه أزمة معه سوى الجمهور، شخص لا يقول "لا" للإدراة ولا يمس وضع اللاعبين الكبار في الفريق.
رجل يدرك جيدا إمكاناته وما صبر عليه ليصل إلى الترقية التي حصل عليها، ويفعل ما بوسعه للحفاظ عليها.
ناقشني:
<a href="https://twitter.com/AmirAbdElhalim" class="twitter-follow-button" data-show-count="false">Follow @AmirAbdElhalimdata-size="xlarge"></a><script async src="//platform.twitter.com/widgets.js" charset="utf-8"></script>