"أتمنى لو كنت مكانه".. كيف تفاعل "المذنبون" مع إصابات الكسور العنيفة
الإثنين، 04 نوفمبر 2019 - 10:11
كتب : زكي السعيد
يرحل المقتول عن عالمنا في صمت، أما قاتله فيُقتل ألف مرة ذنبًا ولومًا على واقعة ليست متعمدة بالضرورة.
أندري جوميش
النادي : ليل
سون هيونج مين
النادي : توتنام هوتسبر
بينما اعتقد الجميع أن الأحد سيكون هادئا في الدوري الإنجليزي لعدم لعب أي من الخمسة الكبار، حدث الزلزال في مباراة إيفرتون وتوتنام هوتسبير.
الدقيقة 78 حملت حدثا سيترك أثرا كبيرا في مسيرة أندري جوميش، وفي نفس سون هيونج مين كذلك.
تدخُل من الكوري الجنوبي على جوميش، ليصطدم الأخير بـ سيرج أورييه، ويُكسَر كاحله في مشهد مفجع عجز حتى مخرج المباراة عن إعادته.
تحذير: هذا التقرير يتضمن مقاطع فيديو لإصابات عنيفة.
مين ظهر منهارا ومفجوعا ومحطما، لم يعبأ حتى بطرده من الملعب، بل أفزعه أنه كان مساهما في تفتت ساق جوميش.
ولن يكون مين أول أو آخر لاعب يحمل الذنب في نفسه، فقد سبقه الكثيرون ممن اضطروا التعايش من سُمعة ستلتصق بهم، ربما الكوري أكثرهم حظا لأنه لاعب صاحب شعبية بالفعل.
ربما مين لا يزال منهارا أثناء كتابة تلك الكلمات، وليس عسيرا التنبؤ بكلمات التعاطف الشديدة التي سيصرّح بها عندما يفيق من الصدمة.
FilGoal.com يستعرض 4 إصابات سابقة في عالم كرة القدم، شبيهة بفاجعة جوميش، ولكن من منظور عكسي، من أعين "المذنبين".
إدواردو
في فبرير 2008، تباطأت مسيرة إدواردو دا سيلفا الصاروخية، عندما كُسرت ساقه اليسرى بعد تدخُل مع مارتن تايلور لاعب بيرمنجهام سيتي.
إصابة مهاجم أرسنال وقتها كانت مُفجعة لمدربه أرسين فينجر الذي طالب بإيقاف تايلور مدى الحياة، قبل أن يتراجع عن تصريحاته لاحقا.
أما تايلور فقد فُتحت عليه أبواب الجحيم، وتلقى عشرات التهديدات بالقتل في الأيام التالية، حتى خرج وتحدث عن الواقعة مع صحيفة إندبندنت.
وصرّح تايلور:
"ما أتذكره أن إدواردو كان في طريقه لاختراق وسط الملعب قبل أن يلتف بالكرة، عندها شعرت أن الكرة يمكن أن تكون في متناولي وأنني سأفتكها منه".
"في ذهني اعتقدت حتما أنني سأصل إلى الكرة، لم أمتلك أي نية لإيذائه، عقليتي لا تدفعني إلى تعمُد إلحاق الضرر بأي شخص".
"لا أتبع أسلوب الترهيب البدني مع اللاعبين الآخرين من الأساس، بل كل ما حدث أنني اعتقدت أن الكرة في متناولي، لكن إدواردو كان أسرع مني".
"لا أتذكر حتى أن الالتحام كان قويا للغاية، كل ما أتذكره هو إحاطة لاعبي أرسنال بي، سيسك فابريجاس، وماتيو فلاميني، وجوههم كانت مصدومة، عندها نظرت خلفي ووجدت مشهد قدمه المرعب، وفورا عجزت عن رؤية أي شيء بعدها".
"الحكم أعطاني بطاقة حمراء مباشرة، واتجهت مباشرةً للاطمئنان على إدواردو، ولكن عندها قلت لنفسي إنني يجب أن أخرج فورا من الملعب".
"بعد دخولي إلى غرفة خلع الملابس انتظرت 10 دقائق، ثم طلبت رؤيته بعد أن حملوه خارجا، أردت الاطمئنان على حاله، وأخبروني أنه في طريقه مباشرةً إلى المستشفى".
"على الإنترنت يقول الناس أمورا دون أن يُحاسبوا، من الصعب على عائلتي التعامل مع تهديدات القتل، أتمنى أن يتجاوز الناس ما حدث".
"ما قاله إدواردو يُظهر أنه ليس فقط لاعبا عظيما، بل شخص عظيم كذلك. إنه نبيل، أتمنى أن يهدئ الوضع وأن يتفهم الجميع أن هذا وارد الحدوث في عالم كرة القدم".
رامسي
واقعة أخرى شهيرة في 2010 على الملاعب الإنجليزية، ومع فريق أرسنال أيضا ذي الحظ العاثر.
هذه المرة الضحية بلغ من العمر 19 عاما، وهو الويلزي آرون رامسي، بعد تدخُل من ريان شاوكروس لاعب ستوك سيتي.
شاوكروس نشر بيانا فوريا بعد المباراة أفاد فيه:
"لم أتعمّد أذيته قطعا في تدخلي، لن أحاول إيذاء أحد زملائي اللاعبين أبدا أبدا".
"أنا حزين للغاية لإصابة آرون السيئة، وتعاطفي بالكامل معه. أود أن أرسل له أفضل الأماني بتعافٍ سريع".
قبل أن يتحدث بعد سنوات لصحيفة تيليجراف عن الأثر الذي تركته فيه هذه الواقعة.
يقول شاوكروس:
"هذه الحادثة أثرت على شخصيتي".
"تلتصق السُمعة بك سريعا، ولكنه كان حادثا".
"لست أنا من كُسرت قدمه، ولذا لا يجب أن يشعر أي شخص بالأسف تجاهي".
"العديد من المقالات كُتبت عني لسبب محدد، ولم تتمحور أبدا حول جودتي كلاعب كرة القدم، بل عادةً عن ركلي للاعبين الآخرين وطريقة لعبي".
"لن أدّعي أنني كنت أكثر اللاعبين التزاما، لكن سجلي التأديبي ليس سيئا للغاية".
"الخبرة تغيّر طريقة اللعب، كلما تقدمت في العمر تدرك أكثر أنك لست في حاجة إلى هذه التدخلات الهوجاء".
في يوليو الماضي، كُسرت ساق شاوكروس نفسه خلال ودية أمام ليستر سيتي، ولم يمارس كرة القدم من وقتها.
سيسيه
الفرنسي جابرييل سيسيه هو أحد أسوأ اللاعبين حظا في تاريخ كرة القدم.
كُسرت ساقه اليسرى أولا عام 2004 أثناء تواجده في ليفربول خلال مواجهة مع بلاكبيرن روفرز بعد تدخُل من جاي ماكيفيلي.
ثم كُسرت ساقه اليمنى عام 2006 خلال مباراة ودية بين فرنسا والصين مباشرة قبل منافسات كأس العالم.
هذه المرة التدخُل كان مع زهينج زهي أحد أشهر اللاعبين الصينيين على الإطلاق، والذي حملت تصريحاته برودا شديدا بعد المباراة.
زهي قال:
"كنت أحاول الاستفادة من تمركزي وعندها التحمت معه جسديا، لكن لم أتوقع أن يسقط سيسيه مصابا على أرض الملعب".
"هكذا هي كرة القدم، أي لاعب يمكن أن يُصاب في الملعب".
مانويل بابلو
الأكثر إنسانية بينهم كان البرازيلي إيفرتون جيوفانيلا لاعب سيلتا فيجو بعد أن كسر ساق مانويل بابلو أسطورة ديبورتيفو لاكورونيا.
بابلو كان منطلقا بسرعة الصاروخ في سبتمبر 2001 وعنصرا رئيسا في جيل ديبورتيفو الذهبي، عندما حملت له مباراة الدربي نبأ سيغيّر حياته ويبدّل من مسيرته.
كُسرت ساقه بعد تدخل من جيوفانيلا، ولن يعود بابلو أبدا لمستواه السابق حتى اعتزاله عام 2016.
أما جيوفانيلا فقد انهار باكيا في مقابلة مباشرةً بعد المباراة وقال تصريحه الشهير: "أتمنى لو كنت مكانه".
اقرأ أيضا:
أحمد رفعت يرفض الإفصاح عن سبب تركه لـ الزمالك
مروان محسن: أنا بـ"غل" من صن داونز
أجيري يتولى تدريب فريق إسباني خلال ساعات