أنا ملك النص (2) – عن لاعب دولي قبل الدوري.. واتهام من والدته
الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 - 18:53
كتب : بسام أبو بكر
"من عام 1967 عقب النكسة توقف الدوري ولم يكن هناك أي مسابقة للعب ولكن وجود منتخب مصر أفادني كثيرا جعلني لاعب دولي قبل أن أبدأ في الدوري" فاروق جعفر نجم الزمالك السابق.
فاروق جعفر. ملك النص و"أغنى شخص في العالم". بداية من مدرسة قصر النيل الابتدائية وصولا لتمثيل منتخب إفريقيا ومزاملة بكنباور وبيليه وكارلوس ألبيرتو. في حياة أسطورة الزمالك أسرار كثيرة سنعرفها لأول مرة.
أنا فاروق جعفر.. سلسلة جديدة يقدمها FilGoal.com يحكي فيها "ملك النص" عن رحلته من لعب كرة القدم في الشارع، وصولا إلى مزاملة بكنباور وحصد بطولات عديدة مع الزمالك.
حكايات عديدة ومثيرة مر بها فاروق جعفر يحكيها نجم الزمالك لـFilGoal.com. وهذه هي الحلقة الثانية.
وكل ما يلي على لسان فاروق جعفر.
لاعب دولي قبل الدوري
من عام 1967 عقب النكسة توقف الدوري ولم يكن هناك أي مسابقة للعب ولكن وجود منتخب مصر أفادني كثيرا جعلني لاعب دولي قبل أن أبدأ في الدوري الأمر ذاته حدث مع عبد العزيز عبد الشافي "زيزو" لاعب الأهلي.
انضممت لمنتخب مصر ولعبت في كأس فلسطين أمام تونس والمغرب واكتسبت خبرات كبيرة وحينما عدت للنادي أصبحت أساسيا مثل زيزو تماما في الأهلي.
القصة بدأت حينما كنت أتدرب في الملعب الفرعي للزمالك تحت قيادة رأفت عطية وكان يدرب منتخب مصر ديتمار كرامر أحد أعظم المدربين في التاريخ والذي درب بايرن ميونيخ فيما بعد ومعسكر الفريق كان في نادي الترسانة.
قال لي رأفت عطية المنتخب يريد لاعبين ظهير أيمن ومهاجم، اذهب وأظهر لهم إنك لاعب رائع.
وبالفعل ذهبت أنا وعلي خليل من الملعب الفرعي للزمالك إلى نادي الترسانة مباشرة لننضم إلى منتخب مصر.
اللواء محب يوسف مدير منتخب مصر في لك الوقت كان رجلا عظيما قال لي أنت رجل اعتمد على نفسك لتصبح لاعبا كبيرا.
بعدها قال لي المدرب المساعد كمال الصباغ عن ظرفي الحياتية وفوجئ بإنني سأترك المعسكر لأنضم للمدرسة وقال لي لن يحدث سنبحث لك عن حل.
قلت له عدم ذهابي يعني عدم نجاحي وعدم قدرتي من الأصل على الانتظام في الاختبارات ولكنهم تحدثوا مع وزير الشباب والرياضة وحصلوا لي على إذن بالبقاء مع منتخب مصر.
قلت له حسنا، ليس لدي أي شيء هنا ولا حتى ملابسي الخاصة، فوجئت بهم قاموا بشراء كل شيء لي، منتخب مصر "كساني". (ضاحكا)
منتخب إفريقيا والعرب
تمسكت بالفرصة وحينما كنت ألعب في التقسيمة كظهير أيمن بدلا من محمد السياجي الذي أصيب بشد عضلي، لم أظهر بشكل جيد ولم أحصل على إعجاب كرامر.
قرر كرامر نقلي إلى وسط الملعب في خطة 4-3-3 بجوار شحتة وأبو العز ومن هنا بدأ كل شيء.
انضممت كذلك لمنتخب إفريقيا مرتين في 1971-1972 و1973-1974 وسافرنا البرازيل والمكسيك وأقمنا في معسكر في السنغال وغانا فكان في ذلك الوقت يتم تجميع منتخب من كل القارات لنواجه بعضنا البعض.
في المرة الأولى تواجد معي من مصر حسن علي وهاني مصطفى وشحتة، وفي المرة الثانية كان معي عبد الرحيم خليل.
كذلك لعبت في صفوف منتخب العرب، وأحيانا كانت هناك منافسة بين منتخب المشرق العربي ومنتخب المغرب العربي.
أفضل لاعب في مصر
منذ عام 1971 إلى 1978 كنت أفضل لاعب في مصر في استفتاء تجريه جريدة الأخبار عن طريق النقاد ولأول مرة أكشف عن ذلك.
بعد سيطرتي على الجائزة لسبع سنوات قررت الجريدة إدخال أصوات الجماهير إلى جانب النقاد كي يحدث توازن لأنني كل مرة كنت أفوز بها.
اتهام والدته
قديما كانت هناك مجلات تصدر مثل ميكي وسمير، وفي أحد الأيام والدتي كانت في السوق لجلب بعض الخضروات للمنزل ورأت صورتي على غلاف مجلة سمير.
نست والدتي إنها في السوق لشراء احتياجات المنزل وعادت إلي مُسرعة وتسألني ماذا فعلت، ماذا حدث؟ أي جُرم ارتكبت؟
لم أفهم ماذا يحدث إلا حينما قالت لي شقيقتي إن صورتي على غلاف مجلة سمير، وحينما ضاحكا شرحت لها الموقف وإنهم طلبوا من إدارة النادي التقاط بعض الصور لي مع كتابة إنني لاعب رائع ينتظره مستقبل جيد.
حتى في ذلك الوقت كتبوا اسمي الثلاثي فاروق فؤاد جعفر وليس مثل الآن فاروق جعفر.
بعد مرور شهرين كان هناك تجمعات للطلبة في المدرسة الثانوية الرياضية وأنا وزيزو كنا مشهورين للعبنا في الزمالك والأهلي وتحدثنا في التليفزيون.
بعد كل تلك الوقائع تغيرت طريقة تعامل والدتي معي أصبحت تهتم بي أكثر في طريقة تناولي للطعام وتنتظرني يوميا وتخاف علي.
أتذكر إنها كانت تقوم بشم قميصي يوميا لخوفها أن أشرب السجائر مثل أشقائي، ولكنها كانت تساندني كثيرا.
أنا سعيد بكل ما حققته في مشواري وإنني حققت ما أريده.
طالع الحلقة الأولى
أنا ملك النص (1) – قصة انضمام فاروق جعفر لـ الزمالك.. وكيف رسم النادي حياته