رودري.. متعة أن تكون "عاديا" واللعب أمام "حيوانات" كلوب

يكشف رودري خلال الكلمات الآتية عن أفضل قرار اتخذه وأفضل عام في حياته وأفضل خبرة وأفضل أجواء، وحتى أفضل أصدقاءه، ليظهر جانبا كبيرا من شخصيته.

كتب : لؤي هشام

الجمعة، 25 أكتوبر 2019 - 22:54
رودري - اللاعب العادي

"قلة قليلة من اللاعبين تكون شيئا على أرض الملعب وشيئا آخر تماما خارجه، إنه يشبه لاعبي الوسط: لا تاتو على جسده ولا حلقان في أذنه، وكذلك شعره.. يشبه لاعب الوسط الدفاعي الحقيقي".

تلك كانت كلمات بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي عن لاعبه رودري: الصفقة الأغلى في تاريخ السماوي بقيمة 80 مليون يورو، قادما من أتليتكو مدريد.

يجلس رودريجو هيرنانديز مبتسما في المكان المحبب إليه: وسط الملعب.

كلماته تبدو ذكية كأدائه، حسبما يصف سيد لو الصحفي في جارديان، واضعا إيانا في أجواء ذلك الحوار الذي تحدث فيه الدولي الإسباني عن الكثير.

يكشف رودري خلال الكلمات الآتية عن أفضل قرار اتخذه وأفضل عام في حياته وأفضل خبرة وأفضل أجواء، وحتى أفضل أصدقاءه، ليظهر جانبا كبيرا من شخصيته.

يشير لاعب فياريال الأسبق إلى كلمات بيب سابقة الذكر "يمكنك أن تتظاهر في مرة أو مرتين لكن في النهاية يجب أن تكون ما أنت عليه. إن كنت تحب التاتو فهذا رائع ولكني أخشاه".

"أظن أن ما قصده جوارديولا كان أن لاعب الوسط الدفاعي يجب أن يتبع الأوامر أكثر من أي لاعب آخر، أن يبقى هادئا وهذا يعني أيضا أن تكون شخصا عاديا أكثر من أي أحد آخر".

"أفكر في أفضل لاعبي هذا المركز مثل تشافي وتشابي ألونسو وسيرخيو بوسكيتس، هم يميلون إلى أن يكونوا عاديين. يمكنك الاختيار بين القيام بما هو أفضل للفريق أو استعراض ما يمكنك القيام به".

"تتسلط الأضواء على المهاجمين وهذا مفهوم لأنهم يفعلون أصعب شيء وهو تسجيل الأهداف، ولكن هناك عمل وراء ذلك يجب القيام به. وهؤلاء اللاعبين الذين ذكرتهم فهموا ذلك. كل ما أفعله للفريق جيد بالنسبة لي. أحب ذلك خارج الملعب".

"يطور الجميع خصائصه الخاصة لكن أفضل اللاعبين هم الأكثر ذكاء. أولئك الذين يفكرون بسرعة وبشكل واضح لديهم ميزة، ربما لم يكن لدى إسبانيا دائمًا أكثر اللاعبين مهارة لكن كان لديها دوما الأكثر ذكاء".

يستعيد الابن لمهندس وسيدة أعمال، ذكريات طفولته التي درس فيها في مدراس دولية وتحدث الإنجليزية بطلاقة، ويشرح كيف انضم إلى أتليتكو مدريد في صغره.

"كان ملعب تدريباتهم قريبا من منزلي ويمكنني الذهاب إليه بالحافلة" هكذا قالها ببساطة.

لكن بالتأكيد كان هناك اختلافا في شخصيته.

في أحد الأيام سيمنحه مدربه فران ألكوي توصيلة إلى منزل وفي الطريق سيشرح رودري بعض تفاصيل المباراة التي لعبها للتو لمدربه الذي سيتفاجئ كثيرا "ما قاله ليس عاديا في هذا السن".

ورودري اعترف أنه كان مهتما بفهم اللعبة أكثر من الاستمتاع بالكرة "فران علمني كيف ألعب، كان أول من وضعني في مركزي الحالي. كنت في الـ12 فقط من عمري ولكن في هذا السن تحتفظ بالكثير من الأشياء".

"لطالما أحببت مشاهدة الكرة، ولطالما وجدت أنه من السهل فهمها وقراءة المباريات. حينما يكون فريق ناجحا استطيع رؤية السبب خلف ذلك، وكيف خلقوا المساحات".

"أعرف أن هذا اللاعب سيفعل ذلك وهذا اللاعب سيفعل ذلك. ليس من السهل ترجمة هذا في أرض الملعب، لكن تلك الرؤية لكيفية لعب لاعب الوسط وتفسير اللعبة كانت شيئا لدي منذ صغري. لقد جعل فران الأمر سهلاً بالنسبة لي".

ماذا عن والديه؟ "والدي كان مشجعا للكرة ولكنه كان يطلب مني الاحتفاظ بها أكثر والمراوغة أكثر وأن أكون أنانيا بعض الشيء. واللعب على طريقة والدي لم يكن يمثلني".

"كان يطلب مني التقدم للأمام لأن متعة اللعبة الحقيقية في تسجيل الأهداف ولكني كنت أقول له: أحب القيام بهذا الدور، وهو ما أجيده.. كان دور والديّ مهما للغاية. لقد أبقى كلاهما الأمور في نصابها الصحيح، ولم يسمحا لي بالانهيار أو الهوس، وساعداني على أخذ هذا الهدوء إلى الملعب".

في اليوم التالي لانضمامه إلى فياريال راحلا عن أتليتكو لأول مرة، تقدم رودري بأوراق تسجيله في جماعة كاستييون لدراسة الاقتصاد، وسينتقل إلى سكن الطلبة للإقامة فيه.

"إنها أفضل سنوات حياتي حتى الآن. اقترح والداي الإقامة في السكن الجامعي وكان ذلك رائعا. هناك أجواء جيدة وسعيدة وأشخاص من عمرك من كل مكان. قابلت صديقتي هناك. إنها واحدة من أفضل التجارب التي مررت بها".

وعن حياته كطالب يوضح ضاحكا "إنها أفضل أجواء في العالم. لا لا، كنت أذهب لتناول العشاء أو الشراب ولكن فقط بعد ساعات الدراسة. كنت الشخص الذي لا يفعل أي شيء. ها ها ها، الناس لم يتفهموا ذلك ولكن عندما بدأت في اللعب مع فياريال بدأوا في فهم السبب".

"البعض حتى لم يعلم لأنهم لم يرونني ألعب. ولكن الدراسة تحد شخصي بالنسبة لي أكثر من أي شيء آخر، صحيح الأمر أصعب الآن لبعد المسافة لأنه علي العودة كل هذه المسافة من أجل الاختبارات ولكن أريد الزهو بإنهائي ذلك".

"بأمانة تستحوذ الكرة علي ولكن الدراسة اتجاه صحي، تفكر في الكرة 24 ساعة لكن عليك أحيانا أن تخلي ذهنك منها في بعض المناسبات. أفضل أصدقائي من المدرسة والجامعة وهذا جيد لأنه يجب أن تضع نفسك في دائرة مختلفة من الناس".

"تكمن المشكلة أن كرة القدم تجعلك يوما هنا وآخر هناك. من الصعب الحفاظ على العلاقات ولكني أحاول".

كان قرار رودري بالعودة من جديد إلى أتليتكو نابعا من رغبته في التعلم من المدرب دييجو سيميوني، ومعه تحول من أفضل ممرر إلى أفضل لاعب ينتزع الكرات كذلك.

ولكن لاعب مانشستر سيتي ينفي حصوله على بعض الراحة في إنجلترا بسبب الإيقاع السريع والقوة البدنية العالية.

"الناس يقولون يمكنك أن تستريح بعد سيميوني ولكن هذا لم يحدث بتاتا. هنا يمكنك الفوز على واتفورد 8-0 ثم خسارة المباراة التالية مباشرة".

"كذلك وجدت أحد أفضل الفرق على الإطلاق. الناس ينظرون إلى ليفربول كفريق يلعب هجمات مرتدة ولكنهم يستحوذون ويسجلون من الركلات الثابتة ولديهم آلة هجومية فتاكة. لديهم تنوع".

"فرق كلوب صعبة وبدنية، يتجهون صوبك كالحيوانات. إنهم مثل سكين حاد واحد يأتي إليك ثم الآخر، ولكن كل فريق لديه لحظة سيئة ويجب علينا أن نكون هناك [إذا فعلوا ذلك]".

"لا أحد يحب أن يخسر ولن يقبل جوارديولا بالهزيمة لكنه يعرف كيف يهدأ ويرفع المجموعة وليس قتل الفريق. نعلم الموقف الذي نعيش فيه، لدينا إصابات ولعبنا الكثير من المباريات وربما كان لذلك تأثيرا كبيرا".

"سيعمل جوارديولا على تحسين ما لدينا. نحن أفضل عندما نحصل على الكرة في نصف ملعب الخصم، وعندما نضغط علينا أن نتعامل بشكل أفضل مع المرتدات".

"نحن هجوميون للغاية وبحاجة إلى لاعب يدافع مثل الهجوم. إنه أحد أهم الأدوار في الفريق، ومن المهم التحكم فيما يحدث عندما تنتهي الهجمات، ولكن لا يتعلق الأمر فقط بدون الكرة".

"إذا أخذت زمام المبادرة فأنت تتحرك باستمرار. أحد الأشياء التي يتعين عليّ تحسينها التحلي بالصبر لانتظار اللحظة المناسبة ضد الفرق التي تدافع من العمق ولا يمكننا اختراقها".

"عندما تخسر الكرة عليك القفز كالمجنون لاستعادتها حتى نتمكن من الاستمرار في الهجوم، الاستمرار في الهجوم، الاستمرار في الهجوم لأن هذا الفريق لا يتوقف أبدا".

"هذا هو دوري ولهذا السبب أتيت إلى هنا".

اقرأ أيضا:

بودكاست في الجول - حكايات (3).. منتخب وفّر 10 سنوات على استقلال الجزائر

كيف يُفكر الزمالك خلال فترة توقف الدوري

"فانتاستيك فور" الذي لم تشاهده جماهير برشلونة سوى في السينما

أزمة جديدة في النجم الساحلي

فيديو في الجول – لماذا نُحب الكرة.. أشياء قد تساعدك في الحياة