كتب : إسلام أحمد
يمتد إقليم كردستان في شمال العراق ويحده كل من إيران من الشرق وتركيا من الشمال وسوريا من الغرب، ويعود إنشاء إقليم كردستان العراقي إلى معاهدة الحُكم الذاتي عام 1970.
ومنذ ذلك الحين يعاني الأكراد من التشرد والحروب في الشرق الأوسط والعراق والتي تمتد أيضا إلى تركيا وسوريا في الأعوام الأخيرة.
ويعد الأكراد أكبر قومية لا تمتلك دولة مستقلة أو كيانا سياسيا موحدة معترف به دوليا وهو ما ينطبق على منتخب كردستان.
لذلك لا يعد لكردستان منتخب وطنيا مُعترف به ويكتفي فقط بخوض مباريات وبطولات وسط المنتخبات الغير تابعة للاتحاد الدولي والدول الغير معترف بها.
المنتخب الكردي يعد أغلب لاعبيه من فريق أربيل وزاخو ممثلي الإقليم في العراق، وسبق له تحقيق لقب كأس العالم للدول الغير مُعترف بها والذي يسمى "VIVA World Cup"، عام 2012 وحصل على مركز الوصافة مرتين سابقا.
لكن بعيدا عن المنتخب الكردي هناك من يدافع عن القضية بشكل عام خارج الصراع الدائر في الشرق الأوسط وهناك من يرفع شعار المقاومة والمطالبة بالسلام للقضية الكردية داخل الأراضي التركية.
النضال يبدأ من الخارج
بدون منتخب وطني يمثل صوتهم، يجتمع الأكراد حول نادي في الدرجة الثانية السويدية ممثلا لـ 40 مليون كردي حول العالم.
نادي "دلكورد" تسلق درجات الكرة السويدية من أجل هدفه وفي 2018 وصل أخيرا لمبتغاه.
في مدينة دالارنا السويدية حيث "جوستاف فازا" الذي خطا خطواته الأولى لبحث استقلال السويد عن ملك الدنمارك في القرن السادس عشر، التاريخ يتكرر ولو بشكل مغاير.
نادي دلكورد تأسس عام 2004 عبر 9 من اللاجئين الأكراد عام 2004 وخلال 14 عاما سعى خلالها للوصول إلى الدرجة الأولى وتحقق ما أرادوا عام 2018 للمرة الأولى في تاريخهم.
يمثل رمضان كيزيل نواة النادي الكردي في السويد فهو من قاد النادي للظهور ومواصلة قصته المثيرة، ولا زال رمضان يتذكر تاريخ الوصول إلى السويد في السادس والعشرين من نوفمبر 1989.
كيزيل يتذكر "جسدي في السويدي، لكن فكري وأحلامي ما زال في وطني الأم، لأنني لا أشعر أنني رحلت برغبة حرة، أهلي ما زالوا هناك يعانون ولا يستطيعون العودة، الأمر شخصي للغاية".
بعد 15 عاما من وصوله للسويد أسس النادي والفكرة جاءت بـ "مشروع اجتماعي أكثر منه ناد لكرة القدم، تحدثنا عن السفر إلى السويد والعيش بشكل آمن والنوم دون خوف، قبل الوصول للسويد لم نكن نعرف طعم النوم دون خوف، قد يتم إلقاء القبض عليك أو تتعرض لإطلاق النيران في أي دقيقة".
وتابع "فكرنا نحن كأكراد أشخاص وأباء في إنشاء مجتمع يستطيع تقديم الكثير".
خلال عام 2004 تم طرد مجموعة من اللاعبين الشباب من نادي "IK Brage"، أكبر ناد في بورلانج. وفقا لكيزيل، كانت القضايا التأديبية السبب.
تحولت الأحداث المؤسفة على ما يبدو إلى الشرارة التي أشعلت النار في فكرة تشكيل نادي كرة القدم الخاص بهم.
في أكتوبر من 2004 بدأ النادي يمارس نشاطه الكروي مكونا فريقا ينافس في الدرجات الأدنى من الكرة السويدية، مستفيدا من عدد من اللاعبين المطرودين من "IK Brage".
كيزيل أضاف لصحيفة "جارديان" الإنجليزية "أردنا أن نظهر دعمنا واهتمامنا بهم، عندما تُظهر اهتمامك بهم يستمعون، وكان مبدأنا من أن الطفل البالغ 6 سنوات وحتى رئيس النادي لابد أن يجمعهم حوار والاهتمام ببعضهم البعض، نحن نصنع أسرة".
في العادة يتدرب لاعبو الدرجة السادسة مرة أو اثنين أسبوعيا لكن لاعبي دلكورد تدربوا يوميا لمدة ساعتين بدون أي خبرات.
وخلال 5 سنوات متتالية حظي الفريق بالتأهل للدرجات الأعلى وصولا للدرجة الثالثة، دون ملعب أو مرافق تساعد على النجاح.
في سن الـ 12، جاء بشراو عزيزي من كردستان إلى سودرتالي في السويد، كان والده جنديا في قوات البشمركة مقاتلا من أجل الاستقلال الكردي.
بعد وقت قصير من وصوله، بدأ بشراو يلعب كرة القدم لصالح فريق سيريانسكا وبعد فشله في دخول تشكيل الفريق الأساسي وقع مع دالكورد.
كان ذلك في عام 2011 منذ ذلك الحين، أصبح بشراو قائدا وتحدث على شاشة التلفزيون الكردستاني عن التطور المفاجئ لفريقه.
وقال ناكي لهيئة الإذاعة البريطانية بعد الهجوم عليه عام 2014: "لقد كانوا يؤدون اليمين ويسألون: "هل أنت كردي قذر؟".
"ثم قالوا اللعنة على كوباني، اللعنة على سنجار، حاولت تهدئتهم. لكن فجأة قام أحدهم بلكمي. وحاولت أن أدافع عن نفسي، ولكنهم لذوا بالفرار".
في 2018 تم إيقاف ناكي البالغ 30 عاما لمدة 3 سنوات وتغريمه 58 ألف يورو، ليعود إلى ألمانيا دون أن يلعب لأي نادي في الوقت الحالي مبتعدا عن الصراع الدائر.
ومع ذلك، بالقرب من مسقط رأسه دورن في ألمانيا، أصيب زجاج سيارته الأمامي بعيار ناري.
وقال لصحيفة دي فيلت الألمانية بعدها "كنت أعلم دائما أن شيئا كهذا قد يحدث، لكنني لم أكن لأظن أنه قد يحدث في ألمانيا".
ليظل ناكي بعيدا عن أمدسبور التركي وبعيدا عن أكراد تركيا كلاعب كرة قدم ووجه معروف ممثلا لحزب العمال الكردستاني.
صراع لا زال ممتد ومتواصل لكن على الأقل للأكراد أحلام وقد تساهم كرة القدم بجزء بسيط في ذلك الآن أو لاحقا.