كتب : إسلام مجدي
قد لا يلفت نظرك منتخب كوسوفو في أي وقت مقارنة ببقية منتخبات أوروبا، لكن مدربه، خطف الأنظار في مقطع فيديو انتشر له وهو يتحدث بعصبية شديدة يشرح كيف سيلعب لاعبيه ضد إنجلترا، أو هكذا نقلت سكاي سبورتس الأمر.
تبدل حال منتخب كوسوفو في مارس 2018، حينما تولى المهمة برنارد شالانديس المدرب السويسري، وفي 6 مباريات بدوري الأمم الأوروبية سجل المنتخب 15 هدفا وسط تساؤلات حول القدرات الدفاعية.
14 مباراة دون خسارة منذ توليه المهمة، 9 انتصارات و5 تعادلات حتى مواجهة إنجلترا التي خسرها بنتيجة 5-3 في مواجهة رائعة للغاية من الطرفين.
FilGoal.com تواصل مع شالانديس الذي رحب كثيرا بإجراء الحوار والحديث عن مؤتمره الشهير وكيفية تطويره لمنتخب كوسوفو وفرصه في التأهل ليورو 2020.
لنشاهد أولا 59 ثانية هي المقطع الشهير للمدرب وهو يتحدث عما سيواجهه خصومه ومن ضمنهم إنجلترا قبل مواجهة المنتخبين.
تلك الصرخات والحديث عن "مباراة مجنونة، وضغط ذهابا وإيابا".
هل يمكنك أن توضح لنا ظروف ذلك المؤتمر؟ لقد انتشر في إنجلترا بشدة.
"المؤتمر الصحفي قبل مباراة إنجلترا؟ الإعلام أخطأ، تلك اللحظة حينما شرحت الضغط، لم تكن مشكلة تحركات فنية، لكنها منوطة بالعقلية، أن تركض وتضغط وتريد الفوز بالكرة".
"لم يكن قبل مباراة إنجلترا، كان ذلك قبل مباراة ودية قبل إنجلترا، أردت مباراة مجنونة وقتها، لأننا كنا نلعب بشكل لا يصدق، ملعبنا يتسع لـ30 ألف مشجع، لكن لدينا دعم رائع".
"لم يكن مؤتمر فريدا من نوعه، ربما كان يجب أن نبدأ المباراة من المؤتمر الصحفي فقط، قبل مباراة إنجلترا كنت هادئا للغاية، وأعتقد أنني قلت فقط إنني آمل أن نلعب بفلسفتنا فقط وأن نحتفظ بالكرة إن فزنا بها، وألا نخسرها سريعا".
شالانديس كان مدرب ريني فايلر مدرب الأهلي الحالي في فريق سيرفيت، ويعرفه بشكل جيد.
قال المدرب السويسري: "أعرف فايلر جيدا جدا، كان لاعبي حينما كنت أدرب سيرفيت، حاليا يدرب الأهلي النادي الأكبر في إفريقيا".
وواصل "تلك وظيفة كبيرة له، لكنه لديه الشخصية لتلك المغامرة، آمل له الأفضل، أعلم أنها ليست سهلة، لكن لديه ما يكفي من خبرة، لقد عمل في ألمانيا وفاز باللقب في بلجيكا".
واستطرد "سعيد للغاية لرؤية مدرب سويسري يدرب فريق مثل الأهلي، شاهدت جروس مع الزمالك لأنه صديق لي، وقام بعمل رائع".
وتابع "لدينا مدربون رائعون في سويسرا، وقادة، ليس سهلا للمدرب السويسري أن يعمل في الخارج، لكن مع فايلر وفافر لدينا مدربين جيدين للغاية وهما يعرفان بعضهما البعض".
الآن لنتجه إلى نقطة البداية، كيف حولت منتخب كوسوفو إلى منافس قوي مع إنجلترا والتشيك؟
"في البداية تحدث معي رئيس اتحاد كوسوفو لكرة القدم في شهر مارس 2018، اجتمعت معه وقال لي إن لديهم لاعبين جيدين ومهاجمين رائعين لكن لا يوجد مدافعين ولا فريق".
"كان واضحا من البداية أن علي أن أبني فريقا من الصفر، تابعت اللاعبين الذين من المحتمل ضمهم إلى المنتخب، وكان واضحا في رأسي أن لدينا لاعبين فرديين جيدين للغاية لكنهم ليسوا جيدين معا ولا يدافعون سويا ولا يهاجمون سويا".
"شاهدت مباريات الجولة الأولى للتصفيات لكأس العالم في روسيا، وكان واضحا لدي أننا يجب أن ندافع معا بشكل جيد، بمساعدة الدفاع وخط الوسط".
"فكرنا في أن ندعم مهاجمنا كذلك، بتقدم الظهيرين وكذلك لاعبي الوسط".
"كانت تلك لحظات عملي الأولى، أن أخلق فريقا، ثم أظهر بشكل واضح هذا الفريق على أنه قوي وأنه لا يعاني من مشكلة لتسجيل الأهداف، كان الأمر منوطا بطريقة اللعب وليس بخط واحد في الفريق".
"يجب أن أقول إنه في النهاية، اللاعبون استجابوا بشكل سريع للغاية، كنت أعتقد أنني بحاجة لمزيد من الوقت، لكن بعد مباراتي بوركينا فاسو ومدغشقر أدينا بشكل جيد وكانت تلك بداية مغامرتنا معا".
مباراته الأولى كانت ودية ضد مدغشقر وفاز بنتيجة 1-0، ثم ودية ضد بوركينا فاسو فاز بنتيجة 2-0.
مواجهة إنجلترا كانت رائعة للغاية كل منتخب لعب شوط، في الشوط الأول تأخرتم بنتيجة 5-1 كيف عاد فريقك بهذه القوة في الشوط الثاني؟
"في إنجلترا بالنسبة لي، بعد أن درست المنتخب جيدا وكان واضحا أنه كان قويا للغاية، فاز ضد مونتنيجرو وبلغاريا بنتائج كبيرة، كانت لدينا احتماليتين، أن ندافع في الخط الخلفي وننقذ أنفسنا من الأهداف الكبيرة، أو أن نخاطر".
"قررت أن نخاطر وطلبت من فريقي أن يلعب وإن كان ممكنا أن نضغط ضغطا عاليا ونمرر بطريقة رائعة للأمام، كانت مباراة سيئة وتأخرنا بنتيجة 5-1 في الشوط الأول ودفعنا سريعا ثمن أخطائنا".
"تعلمنا من ذلك الشوط، وكنت سعيدا للغاية من الفريق في الشوط الثاني، ولم يستسلم أبدا وقدم أداء جيدا للغاية، بالنسبة لي ولكوسوفو أن نسجل 3 مرات ضد إنجلترا كان جيدا لنا".
"كان من المهم لي أن أرى إن كان بإمكاننا الاحتفاظ بالكرة، وبالضغط على إنجلترا إن كان يمكننا أن نفعل ذلك لفترة، كنت سعيدا بتلك المباراة وكانت رائعة".
ما توقعاتك للمستقبل مع كوسوفو؟ هل يمكن أن يتطور هذا المشروع؟ هل يمكن التأهل ليورو 2020؟
"كوسوفو ليست أمة كبيرة فيما يخص كرة القدم، لدينا عمل لمدة عام ونصف، الآن يمكننا أن نقول لدينا فريق جيد يلعب بشكل رائع وقوي، وأهم شيء لي أننا نلعب بفلسفة".
"هذا يعني أن الفريق يلعب بشكل متكتل ويحتفظ بالكرة، ويتحول سريعا ما بين الدفاع والهجوم، ولدينا مهاجمين جيدين، الدفاع لم يكن مشكلة مميزات فردية، بل العمل كفريق، والآن يمكننا أن ندافع بشكل جيد كـ11 لاعبا، بعد 10 ثواني من الهجوم بـ6 أو 7 لاعبين يمكننا أن ندافع سريعا".
"كانت تلك طريقتي مع الفريق، اللعب بفلسفة وتطويرها مباراة بعد مباراة، أريد أن ألعب بطريقة هجومية وأن أخاطر".
ما توقعاتك لفرص كوسوفو في المجموعة؟ خاصة وأن المتبقي مواجهتي التشيك وإنجلترا؟
"نحن ثالث المجموعة، خلف التشيك وإنجلترا، نعلم جيدا صعوبة المنافسة وطريق يورو 2020، الأمر ممكن، آمل بعد الفوز ضد مونتينيجرو، أن نلعب بشكل جيد فيما هو باق لنا ونتأهل".
"بكل تأكيد لدينا أحد المنتخبات في مجموعتنا التي وصلت لنهائيات دوري الأمم الأوروبية، بل ضمن الرباعي النهائي، ولدينا احتماليتين للتأهل إلى يورو 2020، كانت بداية حلم لنا، ليس هدفا لكنه حلم، لكن من الممكن أن يصبح حقيقة".
"الآن سنواجه التشيك، مواجهة مونتينيجرو كانت خاصة للغاية بسبب التاريخ بين كوسوفو وصربيا وبينهم، لم يكن خصما من السهل اللعب ضده لكننا فزنا بمساعدة الدعم الجماهيري الكبير، ولعبنا بشكل جيد".
"الشتيك منتخب قوي للغاية وصعب للغاية ومن الصعب الفوز ضده في بلزن، لكنها كرة القدم، ومرة أخرى سأطالب بالشجاعة وأن نلعب بشكل مجنون وأن نخوضها كنهائي".
"قمنا بعمل جيد للغاية مع كوسوفو، الفكرة كانت بناء منزل وهذا يعني أننا الآن في الطابق الأول، يجب أن نظل واضحين في فكرتنا، نحن كوسوفو لسنا البرازيل أو فرنسا أو إنجلترا، يجب أن تظل أقدامنا على الأرض وأن نعمل سويا".
"علينا أن نكتشف لاعبين شباب معا، لأن عدد كبير من العائلات هاجرت من كوسوفو بسبب الحرب، ولديهم لاعبين رائعين في دول اسكندنافية أو سويسرا أو ألمانيا أو إنجلترا، وهم رائعين وعمرهم في الـ18 أو 19 أو 20، يمكنهم اختيار كوسوفو".
"الآن عدد من اللاعبين الشباب يرغبون في تمثيلنا، وقد تكون تلك فرصة لتطوير الفريق".
"الأمر واضح إن كان بإمكاننا الذهاب إلى يورو 20، سيكون شيئا هاما للغاية لتطوير كرة القدم في كوسوفو".
من المدرب الذي أثر على فكرك أو من تحاول محاكاته؟
"مسيرتي كمدرب طويلة، وفكرتي كانت اللعب بشكل هجومي، ليس بشكل إحصائي، لكن فلسفة هجومية لأنها أفضل طريقة للفوز، الآن على سبيل المثال، إن تحدثنا عن المدارس التدريبية، يمكنني القول إنني أتكيف وأتابع مانشستر سيتي بشكل خاص مع جوارديولا".
"لأنه فريق يلعب بشكل ذكي للغاية، وهذا الفريق يرغب في الاحتفاظ بالكرة والمهاجمة طيلة الوقت، جوارديولا بالنسبة لي أفضل مدرب في العالم، وأحب أيضا إن كان بإمكاني عمل خليط بين جوارديولا وكلوب، لأنه أفضل شيء بالنسبة لي".
"كلوب يمنح عقلية الفوز، وتحفيز لا يصدق لفريقه، وأحب فلسفة ليفربول، وهذا الفريق وطريقته في مطاردة الكرة وتحولاته السريعة من الدفاع للهجوم والعكس والضغط الذي ينفذه، وطريقته في التمركز بشكل متقدم، والعمل الدفاعي".
"إنها طريقتي وأحاول أن أمنح تلك الأفكار لمنتخب كوسوفو".
هل جاءتك عروض للعمل في إفريقيا والشرق الأوسط؟ هل تفكر باتخاذ تلك الخطوة؟
"العمل في إفريقيا والشرق الأوسط ممكن، ليست مشكلة، ربما مع منتخب وطني، لأنه مع عقليتي وطريقتي، أحب توقيتات المنتخبات أفضل عن الأندية، لكنني جاهز لاكتساب الخبرات، لا أخطط للمستقبل".
"الآن أعمل مع كوسوفو ونخطط للذهاب إلى اليورو، وبنهاية عقدي سأرى ما سيأتي في المستقبل".
شالانديس درب أندية يانج بويز وزيورخ وسيون وعمل مع بازل في اكتشاف المواهب، كما أنه درب منتخبات الشباب في سويسرا ومنتخب أرمينيا.
اقرأ أيضا
دليلك لفهم إنجاز كريستيانو رونالدو.. هل تعرف كم هدفا سجله أعتى المهاجمين
بعد أن مرت العاصفة.. وقفة هادئة أمام كارثة كوماسي
خبر في الجول – الأمن يطلب تأجيل مباراة القمة.. وحل مقترح من اتحاد الكرة
فايلر يستقر على موعد معسكر القمة.. وانتظام الدوليين في مران الثلاثاء
فرج عامر: إذا تم تأجيل القمة فمن العدل تعديل موعد مواجهة سموحة وبيراميدز