كتب : فادي أشرف
يمكن تقسيم أداء منتخب مصر ضد بوتسوانا في اللقاء الودي الذي فاز به الفراعنة 1-0 إلى شقين، الأول مع عبد الله السعيد، والثاني دون عبد الله السعيد.
في وجود لاعب وسط بيراميدز في ملعب برج العرب، كان بحث لاعبي منتخب مصر عنه دائما، ولكن السعيد كان له توظيف قديم/جديد مع البدري.
دور السعيد وما قدمه، وأمور أخرى، ضمن ملامح ظهور البدري الأول مع منتخب مصر.
ضغط سريع.. ولكن
بدا منتخب مصر بالشكل الذي تعود عليه جمهور الأهلي في ولاية البدري الأخيرة. 4-2-3-1 التي يفضلها، في وجود لاعبه المفضل دائما عبد الله السعيد أمام لاعبي الوسط طارق حامد ومحمد النني.
مع بداية المباراة، وطوال الشوط الأول، ضغط المنتخب على عناصر بوتسوانا بشكل سريع ودائم في كل أرجاء وسط ملعب المنتخب الضيف.
الفريق كله بالتبعية تحرك إلى الأمام وبالتالي أصبح بناء اللعب من قبل أحمد حجازي ومحمود علاء بعد أمتار من خط وسط الملعب، ضغط وتمركز مثالي بالنسبة لمباراة بين منتخب مصر الأعرق في إفريقيا، ومنتخب ليس بالقوة الكبيرة.
ولكن، ذلك الضغط لم يستخلص الكرة كثيرا حيث كان ضغطا سلبيا لم يتسبب في فقدان للكرة في المناطق الخطرة، بل عودة الكرة إلى حجازي وعلاء مرة أخرى لتعاد الكرة مرة أخرى. تحضير سريع للعب ومحاولة اختراق لدفاع بوتسوانا المتكتل دون طائل.
طوال المباراة، حصل منتخب مصر على الكرة في ثلث الملعب الأخير 20 مرة، دون خطورة كبيرة على مرمى الضيوف.
كان من الطبيعي بعد فترة أن يهبط المستوى البدني، وينخفض مستوى الضغط من الأمام.
ضع السعيد ثم بقية التشكيل
كما كان متوقعا وكما صرح البدري نفسه، السعيد سيكون لاعبا محوريا في خطط مدرب منتخب مصر.
السعيد كان رابع أكثر لاعب يستلم الكرة بـ62 مرة، حوالي 9% من مرات استلام لاعبي منتخب مصر للكرة، ولكن البدري وضع السعيد في توظيف جديد/قديم.
بعكس توظيفه مع بيراميدز، وضع البدري السعيد في أماكن أقرب للمرمى بشكل كبير.
ربما هذا التوظيف أفقد السعيد جزء من مهارته الجديدة المفضلة وهي الكرات الطولية في ظهر خطوط الدفاع، ولكنه استطاع صناعة بعد الخطورة أمام الدفاع البوتسواني المتكتل مثل التمريرة البينية التي قدمها لمحمود حسن "تريزيجيه" ولكن نجم أستون فيلا أهدر شبه الانفراد.
توظيف السعيد كان منطقيا بسبب تأخر دفاع بوتسوانا الشديد، وتقدم منتخب مصر لما بعد وسط الملعب، ولكن على البدري هنا الحذر مما حدث في ولايته الأخيرة في الأهلي، وهو الاعتماد المبالغ فيه على صاحب الـ34 عاما.
ماذا لو أصيب السعيد أو لم ينضم للمنتخب لأي ظروف؟ على البدري تجهيز البدائل.
39% من تمريرات السعيد كانت للأمام، إلا أنه مرر 13 مرة بشكل خاطئ ليظهر مشكلة من مشاكل المنتخب ضد بوتسوانا.
باص.. باص.. باص.. ميس باص
اشتهر البدري بصرخته الشهيرة "باص.. باص.. باص".
البدري يحب من فريقه السيطرة على الكرة والتمرير الكثيف بحثا عن الثغرة التي يخترق الفريق من خلالها دفاعات الخصوم.
بالفعل، مرر منتخب مصر الكرة 696 تمريرة سليمة طوال المباراة، ولكن ماذا عن 73 تمريرة خاطئة من عناصر المنتخب؟
الأمر بسيط، إن لم تمرر بشكل سليم فستقل فرصة تهديدك للمرمى بل وسيتم تهديد مرماك.
ربما كان تكتل منتخب بوتسوانا في القلب خلف خطأ لاعبي منتخب مصر في التمرير، ولكنها مشكلة تستحق رعاية البدري.
السلاح الدائم
هل تعلم كم عرضية مررها منتخب مصر ضد بوتسوانا؟ 31.
هل تعلم كم عرضية وصلت إلى هدفها؟ 5 فقط.
معظم العرضيات السليمة وصلت إلى أحمد حسن "كوكا" الذي لم يكن موفقا على الإطلاق وأهدر كل الفرص التي سنحت له.
بعد دقائق طويلة من العرضيات المتتالية، وجد منتخب مصر ضالته في تمريرة طولية سليمة من أحمد حجازي ضربت دفاع بوتسوانا إلى محمود علاء الذي مهدها لحمدي فتحي.
ضد منتخب بضعف بوتسوانا، ربما كان على البدري استحداث أسلحة جديدة بجانب العرضيات.
حلم الشحات وعبد الله جمعة
ربما حقق البدري حلمه بأن يدرب حسين الشحات أخيرا.
الشحات دائما كان هدفا للبدري إبان تدريبه للأهلي، قبل أن ينضم للأحمر بعد رحيل منتخب مصر الحالي عن الجزيرة.
في 83 دقيقة ظهر فيها الشحات، استطاع المرور بالحل الفردي 5 مرات وصنع الخطورة في مناسبتين.
الحل الفردي الذي يقدمه الشحات قد يكون مطلوبا أحيانا، ربما كان سينجح لو سجل كوكا من العرضية التي لعبها له الشحات بعد مرور رائع من مدافع بوتسوانا.
في المقابل، يبدو أن البدري وجد ضالته في عبد الله جمعة، في بحثه عن ظهير يقدم الحل الهجومي مع قوة دفاعية.
جمعة تحول لماكينة عرضيات ضد بوتسوانا، افتقد الدقة ولكنه كان أحد أنشط لاعبي المنتخب.
جمعة مرر عرضية سليمة واحدة من 9 محاولات. وصوله للعب 9 عرضيات أمر مبشر، ولكن عليه العمل مع المهاجمين على الدقة.
حمدي فتحي.. انضم ليبقى
بسرعة الصاروخ، يواصل حمدي فتحي الصعود في هرم لاعبي وسط الملعب المصريين.
في البداية اقتحم تشكيل الأهلي الأساسي، ثم أصبح أحد لاعبي الفريق المفضلين لجمهور الأحمر. والآن ينضم لمنتخب مصر، ويسجل في ظهوره الأول.
باختصار، يقدم حمدي فتحي السهل الممتنع للفريق. يستخلص الكرة، يمررها بشكل سليم، ويقدم قيمة مضافة بالزيادة إلى منطقة الجزاء والتسديد بعيد المدى.
ضد بوتسوانا، استخلص حمدي فتحي الكرة 4 مرات في 38 دقيقة، أخطأ في 3 تمريرات فقط، وحاول مرتين على المرمى سجل من خلالهما هدفا.
يبدو وأن لاعب الوسط صاحب الـ25 عاما انضم للمنتخب لكي يبقى.
اقرأ أيضا
بالفيديو – حمدي فتحي يُنصر البدري.. مصر تفوز على بوتسوانا
محمد بركات بعد ودية بوتسوانا: الأهم أننا شاهدنا سلبياتنا
الكشف عن – موقف صلاح وأليسون من مواجهة مانشستر يونايتد
نيمار يغيب 4 أسابيع بسبب الإصابة.. وموقفه من لقاء ريال مدريد
محمد محمود يظهر بعد 279 يوما وصالح يهدر ركلة جزاء في فوز الأهلي الودي